الأستاذ في زمن "خونجة" الشأن العام

الأستاذ في زمن "خونجة" الشأن العام
السبت 9 يناير 2016 - 15:32

رحم الله العالم المهدي المنجرة الذي تنبأ إلى أن ما تبقى من هدم صرح “أمة ما” في حلكة دجى العولمة القيمية هو “الأستاذ” أو المربي الرباني، وبالفعل، فقبيل خوصصة مرافق الأمة المادية في حكومة التناوب، كان للأستاذ مقالا وهيبة ليس فقط عند مريديه ومتعلميه، بل لدى جميح شرائح المجتمع، وهكذا، ظل معول الهدم يلاحقه بالتنقيص من قيمته ودوره التربوي، وإلحاق بسمعته كل مفردات قواميس العار وهتك الأعراض، ولا تتورع بعض القنوات المحسوبة على قوى الهدم وسلخ المجتمع عن هيبة ملقن القيم ونموذج الوطنية الأخلاقية، في الزج به في أوحال التردي السلوكي كلما شعرت بضعف نسبة مشاهديها.

وقد ازداد الأمر تكالبا على كل من يحمل صفة “معلم” أو “أستاذ”، بتخلي النقابات عن دورها “القبلي” في الدفاع عن كرامة الأستاذ وحقوقه الدستورية والقانونية أمام الجهات المعنية، وعكف قادتها على ممارسة الفعل الوقح أخلاقيا “السمسرة” بحقوق الأستاذ وكرامته، بل تردى الفعل النقابي بسبب “سوسة” التحزب. وهكذا صار الأستاذ في عرف المجتمع “الحائط القصير” أو بمثابة “منديل” لأوساخ المجتمع؛ فصرنا نسمع من داخل الأسرة التي ينتمي إليها رجل التربية والتعليم الاستهزاء به بالدارجة المغربية: ( وفين أ كو عليم – بتشديد اللام- ديالنا) وغير ذلك كثير في ثقافة الدهماء.

ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد، فتخلي النقابة عن “وريث حكمة النبوة”، ونظرة المجتمع الاحتقارية إليه، فسح المجال لجيل لغة “الخواسر”، وطيش “البواسل”، و”شرملة” الأجساد والهيآت، و”إسدال” السراول والمآزر، ينظر إليه كأنه مهرج السوق، وليس فاتق الصعاب المعرفية، وراسم المنهاج التربوي.

واليوم في زمن حكومة لا تتوانى في التذكير بالقيم والأخلاق، وبتذكير المغاربة بتربية الآباء والأجداد، وبالتغني بأنها تنتمي إلى جيل بدأ تعليمه من “المسيد”، وبأنه في حالة انتهاء المهمة الحالية، ستتفرغ للدعوة وتذكير الرجال بالغيرة والشهامة وممارسة الفحولة على النساء، نجدها تقبل على سلخ ما تبقى من جسد الأستاذ، وكأن هذا الأخير هو “جرثومة الفساد”.

‫تعليقات الزوار

3
  • الشــ الأخضر ـــعاع
    السبت 9 يناير 2016 - 19:07

    المعلمون في بلادنا بؤساء ، أتدري لماذا ؟
    لأن مسؤولينا طغاة ، و كل الطغاة عبر التاريخ ضد تعليم الشعوب مهما ادعوا غير ذلك ، لأن التعليم يعني الوعي ، والوعي يدفع المواطنين للمطالبة بحقوقهم ومحاسبة هؤلاء المسؤولين .

  • aziz
    الأحد 10 يناير 2016 - 09:06

    الاساتدة والمعلمين في هادا الزمان فقدوا هبتهم واهميتهم بتصرفاتهم ولهفتهم لجمع المال واستغلال كل السبل المشروعة والغير المشروعة للكسب السريع ويمكن الحديث عن الريع في التعليم بوجود اساتدة يلهتون وراء السلاليم بدون اداء الواجب اتجاه التلاميد والعمل في تلمدارس الخصوصية وتقديم شهادات المرض في المدرسة العمومية

  • عبدالحليم
    الأحد 10 يناير 2016 - 11:01

    يجب خوصصة التعليم من أجل نجاح الاقتصاد، والراغب في التوظيف بالتعليم العمومي حاليا يبحث عن الريع فقط

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب