طنجرة المنوني

طنجرة المنوني
الجمعة 22 أبريل 2011 - 19:30

بدأت الصورة تكتمل لدى لجنة تعديل الدستور حول ما تريده الطبقة السياسية والنقابية والجمعوية من الدستور القادم. مواقف هؤلاء جميعا يمكن تصنيفها في ثلاث خانات؛ فئة تطالب بأقل مما أعلنه الملك في خطاب 9 مارس، وهذا لا يعني أن هؤلاء ملكيون أكثر من الملك نفسه، ولكن هؤلاء، من جهة، محافظون جدا حد الجمود، ومن جهة أخرى خائفون من التغيير الذي قد يمس مصالحهم وأوضاعهم وقواعد اللعبة القديمة التي ألفوها وتعودوا عليها، وبالتالي فإن دور هذه الفئة الآن يتلخص في فرملة عجلة التغيير وتخفيض السرعة إلى الحدود القصوى. يدخل في هذه الخانة علماء السلطة والقضاة وأحزاب اليمين وبعض الأعيان والتجار وأصحاب المصالح الكبرى الموزعين على عدد من الأحزاب والنقابات والهيئات بدون استثناء. هؤلاء جميعا يخافون من اللعبة المفتوحة في الصراع حول السلطة والثروة والمكانة، ولا يتصورون لهم دورا سوى خلف الجالس على العرش الذي يجب أن يظل ماسكا بكل خيوط اللعبة.


أما الفئة الثانية فإن مطالبها ظلت في مستوى سقف خطاب 9 مارس، أي في المنطقة الوسطى بين الملكية التنفيذية والملكية البرلمانية، وهذا ما عبرت عنه أحزاب مثل: الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية والأحرار والحركة الشعبية والأصالة المعاصرة… مع تفاوت وتباين في المنطلقات والأهداف. فلا أحد من هذه الأحزاب وصل إلى درجة اقتراح دستور عصري وديمقراطي وحديث يؤسس لملكية برلمانية واضحة المعالم. هؤلاء جميعا يعرفون أن اللحظة السياسية الراهنة ليست من صنعهم، وأن المبادرة إلى إصلاح الدستور لا بد أن تظل ضمن قواعد التوافق الذي يجمع الطبقة السياسية والقصر، ولا يجب الخروج من ثقافة التوافق إلى ثقافة الصراع لأن هذه الأحزاب غير قادرة على الدخول إلى هذا المنعطف الذي لا يعرف أحد إلى أي اتجاه سيؤدي.


الفئة الثالثة تتكون من اليسار الجذري وجماعة العدل والإحسان وشباب 20 فبراير الذين قاطعوا لجنة المنوني، أو لم يستدعوا من طرفها أصلا، إلى حد الآن على الأقل، وهؤلاء فئات وتوجهات عدة، لكنهم يشتركون في الدعوة إلى دستور جديد مائة في المائة، يرسي ملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم. أبرز هؤلاء هم: جماعة العدل والإحسان، واليسار الاشتراكي الموحد، هذا الحزب الذي يتوفر على رؤية واضحة لما يريده من الدستور القادم، ولكنه لا يتوفر على قوة سياسية ولا تنظيمية للضغط في اتجاه تحصيل ما يريد. أما جماعة العدل والإحسان، فرغم قوتها التنظيمية فهي تعرف ما لا تريد، لكنها لا تعرف ما تريد، وهذا مأزق لا يبدو أنه سيجد حلا قريبا.


وبالإضافة إلى هذه المواقف، يطرح أمام لجنة المنوني والقصر الملكي رأي الأغلبية الصامتة من الشعب المغربي التي لا أحد يمتلك حق النطق باسمها، ولا ادعاء القدرة على قراءة أفكارها، ثم هناك مطالب الدول الكبرى، وفي مقدمتها الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية، وهناك، ثالثا، المحيط العربي الذي يغلي، والذي تتساقط أنظمته مثل أوراق الشجر الخريفية… هذه العناصر كلها يجب أن تدخل إلى طنجرة اللجنة حتى يخرج دستور جديد يُدخل البلاد إلى العصر الديمقراطي بطريقة لا رجعة فيها، فدستور البلاد لا يمكن تعديله كل سنتين أو ثلاث سنوات.


* صحفي ـ مدير نشر “أخبار اليوم” المغربية

‫تعليقات الزوار

8
  • المنسي
    الجمعة 22 أبريل 2011 - 19:32

    أما جماعة العدل والإحسان، فرغم قوتها التنظيمية فهي تعرف ما لا تريد، لكنها لا تعرف ما تريد
    التفلسيف هاذا؟
    عبارة غير مفهومة,
    نحن أيضا لا نعرف ما يريد الكاتب، والكاتب لا يريد ان يعرف، وهو يعرف ما لا يريد، ويريد ما لا يعرف، ويتفلسف فيما لا يفهم، ولا يفهم كيف يتفلسف….ويريد ولا يعرف ويعرف ولا يريد….
    الخبيط أصبح مقالات…عمرو الجرائد وضحكو على المغفلين….
    وكولو الخبز على ظهر الشعب وبانوا عليه بيلي انتم ديموقراطيون… فاقد الشيء لا يعطيه.

  • منا رشدي
    الجمعة 22 أبريل 2011 - 19:36

    سهل جدا أن نعبر المحيط الأطلسي سباحة في حلمنا لكن من التهور أن نقتنع كون الأمر سهل إن تعلق بالبحر الأبيض المتوسط ! أي الديمقراطيات أقرب إلينا ، ديمقراطية أمريكا أم ديمقراطية أوربا ، بالتأكيد لا الأولى ولا الثانية . من حق أي منا أن يحلم ، وبما أن الأمور دخلت مستوى النقاش ( العمومي ) في أفق تعديل الدستور ، أتمنى أن نوفق بين ديمقراطية أمريكا حيث سلطة الرئيس أقوى ببرلمان قوي ، وبين ديمقراطية أوربا حيث الحكومة تتمتع بصلاحيات أكبر وبرلمان متواضع .
    الخلطة صعبة لكن ليست مستحيلة هذا إن افترضنا وجود رغبة في دخول نادي الدول الديمقراطية ، نادي حقيقي وليس متخيلا شبيها بنادي السي ” جطو” : ( هنا وقفات الماكينة ) .

  • قاسم
    الجمعة 22 أبريل 2011 - 19:40

    سيدي ،شيئا من التواضع،العدل والإحسان تعرف ما تريد ، الذي أضاع في الطريق مايزعم أنه يريد هو الذي طلع علينا مباشرة بعد خطاب 9مارس مبشرا أن الملك قد أسقط النظام وبعد ذلك رجع ليتلون بمواقف الشارع و20 فبراير وضمنها العدل والإحسان الذين أعلنوا رفضهم للمؤامرة من أول يوم .
    العدل والإحسان تريد ما يريد الشعب وكذا ما عبرت عنه حركة 20 فبراير.
    العدل والإحسان تعبر بوضوح عن رفض القداسة التي يتشبت بها الملك وحاشيته،لأن القداسة الوحيدة هي لله ورسوله بعيدا عن كل فهم كنسي أو تأويل إكليروسي.
    الذي لا يعرف ما يريد هو الذي يضل عن طريق التغيير الحقيقي ويلزم برجه العاجي مؤثرا السلامة على أن يشارك الشعب همومه ومطالبه.
    س.بوعشرين شيئا من النزاهة وإلا أخلفت موعدك مع التاريخ…
    وشكرا على كل حال

  • انسان مغربي
    الجمعة 22 أبريل 2011 - 19:34

    لا أعرف الاستاذ توفيق لماذا لا تكف عن سخافاتك
    تحليلك يفتقد الى الدقة والموضوعية و كيف لك ان تنصب نفسك كرقيب اعلى على كل القوى السياسية و تبدأ بتوزيع صكوك الديمقراطية مثلما كانو يوزعون صكوك الغفران
    الان المغاربة اصبحو يدكون اللعبة و دور الصحافة ّ””””” السلطة الرابعة””””” في اللعبة و الاجندات التي تخدمون من اجلها تصفي حساباتك الشخصية بطريقة غير شريفة و يأكلون بفمك الثوم
    على فكرة ممكن تبسط لينا أطروحة صاحبك هشام للنظام الديمقراطي
    اهم تناقض عندك هو الملكية البرلمانية و المجلس التأسيسي
    عندما تتكلم عن مجلس تأسيسي فيعني انك لا تعترف بهذا النظام و بهذا المؤسسات و بهذه الملكية
    و بالتالي عليك ان تقول بكل شجاعة “” المفقودة فيك و في اوليائ نعمتك”””” نريد مجلس تأسيسي يديرلينا ديمقراطية كاملة و انهاء الحكم الملكي و انذاك سوف تجد الملايييين من الشعب تابعاك ماشي متفقة معاك ولكم بالصباط

  • مغربي
    الجمعة 22 أبريل 2011 - 19:42

    الذي نريده من الدستور المنتظر هو متبعات و محكمات المفسدين و رفع جميع أشكال الحصانات على المسؤلين حتى يكون المواطنين سواسية أمام القانون و تلغى جميع أشكال الوصاية على المرافق الاجتماعية. أما الباقي فإنه لا يخدم الصالح العام

  • amazigh
    الجمعة 22 أبريل 2011 - 19:44

    خير الامور أوسطها ، وهذا هو المنهج الاسلامي المتزن ، الوسطية.

  • جلال
    الجمعة 22 أبريل 2011 - 19:38

    تعرف ما لا تريد، لكنها لا تعرف ما تريد، وهذا مأزق لا يبدو أنه سيجد حلا قريبا
    الحل هو التورة

  • عبدالله
    الجمعة 22 أبريل 2011 - 19:46

    لجنة المنوني هي برئاسة استاذ القانون بالمغرب اما حركة 20 فبراير فهي مجموعة من وكالين رمضان واصحاب التشويكة كما ظهر اليوم في جريدة الاخبار.عندما يصبح رئيسا فربما سيضيف جيل ديل الشعر في قائمة مشتريات المجلس لفائدة الشباب. اما فيما يخص الاستفتاء الذي يخص جريدة لكم فالتزوير يظهر جليا للعميان. فعندما تضغط على نعم يجيبك invalid token واذا اجبت كما يريد صاحب الجريدة يعني بلا فهو حتما سيطيعك ويأخد تصويتك على محمل الجد وشكرا جزيلا لعلي انوزلا

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 2

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز