إن ظروف المطالبة بالإصلاحات الشعبية ، والاستجابة الملكية لها التي يمر بها المغرب لم تحل دون توحده شعبا وقيادة ضد استهداف أمنه واستقراره عن طريق العملية الإرهابية الدنيئة بمدينة مراكش. ومن الواضح أن هذه العملية الإرهابية تم التوقيت لها بشكل مقصود ومتعمد من أجل الإجهاز على المطالب التي عبر عنها الحراك الشعبي الوطني المناهض للفساد والاستجابة الملكية لها. ولعل الأيادي الخفية وراء هذه العملية الماكرة والخبيثة تحاول جر البلاد إلى الفوضى التي تعاني منها بلاد عربية أخرى تعرف نفس الحراكات الشعبية المناهضة للفساد والمطالبة بالإصلاحات. ولما كان الحراك المغربي متميزا عن غيره من الحراكات العربية من حيث تعقله وحضاريته وسلميته بالرغم من محاولات أوكار الفساد اليائسة لتحريك وركوب ما يسميه المصريون العناصر البلطجية المثيرة للشغب من أجل استعداء الأمن والجيش على الشعب ،ولما كانت مبادرة الإصلاح الملكية مبادرة وازنة أشاد بها العالم ، فإن الجهة أو الجهات المتربصة بأمن المغرب وسلامته واستقراره استشاطت غيظا حسدا من عند نفسها من طبيعة الحراك الإصلاحي الشعبي والاستجابة الملكية المتعقلة له ففكرت في صرف الأنظار عن مسيرة الإصلاح الحثيثة محاولة جر البلاد إلى وضعية أمنية متردية لخلق ظروف السباحة في الماء العكر. ففي هذا الظرف كل الأنظار وكل الإرادات متوجهة بالدرجة الأولى نحو مشروع الإصلاح القائم على استئصال شأفة الفساد الذي طال كل القطاعات ، وهو مشروع وازن من شأنه أن يجعل الشعب المغربي يخطو نحو قفزة حضارية نوعية على غرار القفزات التي عرفتها الشعوب المتحضرة يوم وضعت قدمها على طريق التحضر أول مرة. وإن الجهة المسؤولة عن العملية الإرهابية المكشوفة مهما كانت طبيعتها فإن طبيعة الجريمة قد فضحت نواياها التخريبية. ومعلوم أن الجهة المسؤولة عن هذه الجريمة المنكرة إنما هدفت لإحراج المغرب شعبا و مؤسسة ملكية على حد سواء في ظرف ينشغل فيه الطرفان معا بمشروع الإصلاح الشامل ، لهذا يعتبر السعي بين الشعب والمؤسسة الملكية لزعزعة الثقة بينهما استهدافا واضحا لمشروع الإصلاح الذي بلغ نقطة اللاعودة واللاتراجع من طرف المؤسسة الملكية ومن طرف الشعب على حد سواء. والشعب المغربي وقيادته على وعي تام بأبعاد وأهداف المؤامرة ، وليست هذه المرة الأولى التي يحسد فيها المغرب على ما أنعم الله عز وجل به عليه من خيرات وعلى رأسها تماسك اللحمة ، وترابط الأواصر بين الشعب وقيادته. ولا شك أن المؤامرة ستبوء على غرار سابقاتها بالفشل الذريع ، وسيمضي الشعب المغربي مع قيادته نحو تطبيق مشروع الإصلاح رغم أنف المتآمرين والانتهازيين الذين تتهدد مصالحهم الخاصة من خلال نجاح مشروع الإصلاح الذي هو مصدر اهتمام وتتبع العالم بأسره في الوقت الذي تخوض فيه شعوب عربية أخرى صراعات دامية مع أنظمة شمولية من أجل إنجاح مشاريع الإصلاح بالتضحيات والدماء . وإن أعداء المغرب في الداخل والخارج يهدد مشروع الإصلاح فيه مصالحهم ، لهذا يحرصون أشد الحرص على إفشاله ، أو نسفه أو على أقل تقدير تأخيره عن الوصول في الموعد ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله .
تعليقات الزوار
3
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي هسبريس
-
02:14
"الركراكية" تستضيف قيادات صوفية إفريقية
-
01:29
احتجاجات العمال تحاصر شركة "أوزون"
-
01:17
نفاد تذاكر نصف نهائي “كان الفوتسال”
-
00:39
ليالي الفيلم السعودي تحط الرحال بالمغرب
-
00:06
نشطاء يبرزون "شرعية المقاومة الفلسطينية"
-
23:24
"أسود الفوتسال" يستعدون لمواجهة ليبيا
-
23:08
مطالب بالتحقيق في وفاة شابة داخل منتجع
-
23:03
منصة إلكترونية تهتم بخدمة أمراض الكلى
-
22:47
ضربات الترجيح تؤهل الريال أمام "السيتي"
-
22:07
انطلاق المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
-
21:56
البايرن يتأهل إلى نصف نهائي "الأبطال"
-
21:28
موظفو العدل بإنزكان يضربون عن العمل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لك جزيل الشكر على هذا المقال…اشاطرك الراي ان هناك من يتربص بنا وببلدنا الحبيب..نعم حبيب وان لقينا فيها ما يؤلمناالفساد المحسوبية وحاجات اخرى….لكن يجب ان نترك الملك يشتغل يعمل لتحقيق ما نصبو اليه من اصلاح لهذا البلد….الله يوفقه ويحميه ويجعلنا دائما لحمة واحدة وكلمة واحدة…
أنا متفق مع الكاتب المحترم..فكثيرون من يريدون زعزعة استقرار المغرب..وتقويض مكانته وتزوير تاريخه..وكل هذه المحاولات لا تزيد المغرب الا اصرارا على التقدم
monsieur l auteur , tu dis que le peuple et le roi conduisent le processus de reforme alors que c est le roi qui a donné le pouvoir à ces personnes que le peuple veut juger , le roi est avec les corrompus et non avec le peuple