لا تعطوا هدايا للإرهاب

لا تعطوا هدايا للإرهاب
الإثنين 2 ماي 2011 - 19:23

الانفجار الذي هز عاصمة السياحة بالمملكة وخلف 14 قتيلا و23 جريحا صدم الرأي العام الخميس، وجعل الناس يضعون أيديهم على قلوبهم، ليس فقط حزنا على الضحايا، وأسفاعلى أسرهم وأبنائهم، ولكن كذلك خوفا على جنين صغير يسمى «الجيل الجديد من الإصلاحات»، الذي ولد يوم 20 فبراير تحت ضغط الشارع، ولأن هذا الجنين مازال صغيرا فإنحياته معلقة بين السماء والأرض، ورهينة بتطورات الأحداث وصراع مراكز القوى، وحدث مثل الذي جرى أمس يمكن أن يعصف به إذا لم نتخذ كافة الاحتياطات للتعامل معالصدمة التي خلفها الحادث.


أيا تكن طبيعة الحادث، إجرامي أو إرهابي، فردي أو جماعي، سياسي أو غير سياسي، فإن أيا من الأحزاب السياسية ولا التيارات الدينية المعترف بها لم يؤيد هذا الفعل الإجرامي،ولن يؤيد اعتماد القنابل والمتفجرات لإيصال الرسائل، أيا كان مضمونها، وهذا هو أهم سلاح لمقاومة العنف والتطرف والإرهاب.


إن بلادنا راكمت تجربة هامة على مدار الثماني سنوات الماضية في التعامل مع خطر الإرهاب، وهذه التجربة تراكمت بالخطأ والصواب، لهذا على الأجهزة الأمنية اليوم أن تتصرف بحكمة وروية واتزان، ووفق القانون وروح دولة القانون. على الجميع أن يستفيد من درس 2003، ومن التجاوزات التي وقعت، ومن محاولة البعض تركيب نتائج سياسية على أحداث إجرامية أو إرهابية. لا بد من مباشرة تحقيق مهني واستنطاق المشتبه فيهم وفق القانون، والتواصل الحديث مع وسائل الإعلام، ثم ترك القضاء يقول كلمته بلا توجيه ولاضغط ولا عجلة في الأمر. عندما لا نعرف كيف نقاوم الإرهاب، فإننا نقويه بدل أن نضعفه.


إذا صح أن هذه الانفجارات كانت وراءها دوافع إرهابية أو جهة متطرفة أو قاعدة شاردة أو خلية كانت نائمة فاستيقظت، فلا يجب، بأي حال من الأحوال، أن نكافئ الإرهاب عن طريق توقيف أو تعطيل أو مراجعة برنامج الإصلاحات السياسية والديمقراطية، وخطط الإنصاف وانفراج الأجواء التي باشرها المجلس الوطني لحقوق الإنسان وعموم القوى الديمقراطية في البلاد.


عدد كبير من الدول الديمقراطية أصيب بآفة الإرهاب الذي ضرب في قلب لندن وباريس ومدريد ونيويورك وواشنطن، وغيرها من العواصم الأوربية والأمريكية، لكن أيا من هذه الدول لم يعط للإرهاب جوائز ولا مكافآت عن طريق المس بالديمقراطية ولا بدولة الحق والقانون، ولا بضمانات المحاكمة العادلة، ولا بخصائص المجتمعات المفتوحة، بل إن أصواتا عدة في أوربا وأمريكا قاومت حتى الشعور بالخوف لدى الناس من الإرهاب، وهو شعور إنساني وطبيعي. لقد واصلت المجتمعات حياتها بلا خوف من أخطبوط الإرهاب،وهذا درس لنا جميعا. مراكش ستظل عاصمة السياحة بالمغرب، ونخلها سيبقى شامخا، وفضاؤها سيبقى مضيافا، والابتسامة لن تغيب عن روحها وعن شفاه أبنائها. رحم الله شهداءنا في جامع الفنا.


* صحفي ـ مدير نشر “أخبار اليوم” المغربية

‫تعليقات الزوار

9
  • ادريس
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:31

    كل هدا يقع في مواجهة النية في بعض الاصلاحات اما لو اعلنت على اصلاحات فستكون القيامة علما ان السياسة القائمة من مصادرة الرئي الاخر و التهميش و الاقصاء والفوضى و الفساد ….هي التي توفر التربة الخصبة لمتزويد هته التنضيمات و غيرها .

  • mohamed
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:37

    bravo monsieur bouachrine, mais permettez moi de vous saluez plus pr votre geste , et de ne plus tirer sur votre ex collégue nini,,,lui qui a fait ts ses efforts pr salir votre image,,, c’est comme ça qu’on respecte les journalistes et pas comme le pauvre nini qui tient entre ses doigts une arme contre ses collégues…..

  • جمال
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:39

    فعلا هناك محاولة البعض تركيب نتائج سياسية على أحداث إجرامية أو إرهابية.
    حياك الله مقال متزن وأفكار صائبة…

  • عادل
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:29

    المغرب الجديد والجيل الجديد واعي جدابكل المستجدات ويناقش اصغر الاحدات وحداري من الكدب فالتاريخ لا يترك شيئا واضغر مغربي عايق وفايق والحمد لله هداالفضلا اكسبها المغاربة فخرا

  • Abdelali
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:27

    Un pays qui aspire à devenir star mondiale dans le tourisme, doit renforcer la sécurité aux abords des lieux fréquentés par les touristes. Il faut investir dans les chiens renifleurs anti-bombes. Il faut qu’il y ait des rondes de police avec de tels chiens. Il faut exiger des propriétaires des cafés et restaurants, l’installation des portiques détecteurs d’explosifs. Voilà une petite proposition concrête sur laquelle doit insister notre presse

  • المنسي
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:25

    يا حضرة الكاتب تقول في مقالك (عدد كبير من الدول الديمقراطية أصيب بآفة الإرهاب الذي ضرب في قلب لندن وباريس ومدريد ونيويورك وواشنطن، وغيرها من العواصم الأوربية والأمريكية، لكن أيا من هذه الدول لم يعط للإرهاب جوائز ولا مكافآت عن طريق المس بالديمقراطية ولا بدولة الحق والقانون)
    صحح هذه المعلومات، لأن غوانتانامو تكذب ما تقول
    ما حدث في أوربا من ميز ضد المسلمين ودفع نسائهم الى ترك الحجاب يكشف ان حتى اروبا بعيدة عن دولة الحق والقانون

  • ابن القيم
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:33

    ماشي حشومة تكذب أمام الملأ وتقول أن المجلس العلمي الأعلى لم يرد على المغراوي
    بن عشرين:لحظت أن داك *المجلس مردش على المغروي لفتى بتزويج القاصرات
    هذاك المجلس العلمي معمرو جاوب
    سير أودي أبن عشرين أك سار أُريفك إغزر إتلات
    أين كنت يا بن عشرين عندما ردا هذا لمجلس برد أغبأ مما ذكره المغراوي وما زلت أتذكر الكلمة التي إستعملها وهي إنسان فتان
    أودي له إستر وصافي
    خصك شحال باش توصل المستوى الذي تظن أنك وصلت إليه لا تنطق بكلمة إلا إن كنت متأكدا منها
    وزيدون تزويج القاصرات حيدو من القرآن والسنة وإلا سديتي الفم ديال المغروي هناك آلاف من الأفواه التي تقول بنفس القول لأنه يجده في كتاب الله
    الحل ليس أن ترد بالسب والشتم والتنقيص من الناس ولكن هناك رد من قلب وأساس عقيدة الإسلام

  • الإثنين 2 ماي 2011 - 19:41

    Franchement , vous ne faites que répéter la version officielle des services de l’état. Etes vous porte parole du gouvernement,?
    Sincèrement ça me manque le courage du grand journaliste Rachid Nini , meme si je n’aime pas les querelles qui existe entre vous personnellement , mais en général comme dit notre frère Nini , il y’a bcp de Journalistes ” SIROURA” .
    les journalistes que faites vous pour libérer ce grand homme ?
    Bravo Hespress pour son soutien à Rachid Nini, continuez, ramenez nous d’autres infos sur les fondement de son incarcération…

  • طارق مشة محام
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:35

    ان وصف وضع المغرب بالاستتنائي تقيم لم تستسغه الجهات المعادية للمغرب الحبيب على المستويين الداخلي والخارجي.
    استتنائية المغرب ترجع الى عدة قرون من خلال هويته الوطنية الراسخة في نبض قلوب الشعب المغربي المتمرس في مواجهة كل اساليب وسيناريوهات الجهات المعادية لاستقرار المغرب وانسجام الشعب والملك.
    يواجه العدو في مايخص وحدة التراب الوطني بخيار السلام الموروت ابا عن جد
    توفق المغرب ايضا بمواجهة الجهات المعادية لمغربنا الحبيب في مايخص حقوق الانسان من خلال ابتكار الملك الشاب محمد السادس اليات مؤسساتية بدءا بهيئة الانصاف والمصالحة الى المجلس الوطني لحقوق الانسان حضي بترحيب دولي واعتبرته نمودج حقيقي احرج منابر اعلام العدو بعد ما دعا ملكنا الشاب في خطاب 9 مارس بدسترت توصيات هيئة الانصاف والمصالحة.توفق الملك الشاب وشعبه في مواكبة مسيرة الاصلاح وخياراته الديموقراطية بشكل سلمي احرج اعداء وطننا الحبيب ولجات الى سيناريو الارهاب لزعزعة التقة بين ملكنا الشاب محمد السادس وشعبه الوطني.وحتى لانعطي للارهاب هدايا لنفتطن الى سيناريوهات عدونا بالقول والفعل ان حب الاوطان من الايمان.

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 21

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات