أساطير المفسدين

أساطير المفسدين
الإثنين 2 ماي 2011 - 19:23

“ويلي من يوم ضحكت عليه، ولما أصبحت في غيره بكيت عليه” حكمة عربية


سألت صديقاً مقرباً لفؤاد عالي الهمة، عن الأخطاء التي ارتكبها الرجل في مسار مهامه في الدولة، وأنا أستجمع عناصر تحقيق حول الأخطاء العشرة للهمة، على شاكلة الوصايا العشر، ففاجأني الصديق المقرب، الذي لقَّبته يوماً، أمام شلة من الأصدقاء المشتركين، “بالمناضل الصالح في الحزب الطالح” (الفاسد)، بأن ليس لفؤاد سوى خطأ واحد، استغربت لرد الرجل، فألححت عليه أن أعرف ما هو هذا الخطأ، فكان جوابه: “إلياس العماري”.


قبل أن يُشعل البوعزيزي النار في جسده ويحوِّل كل الشعب العربي إلى فينق ينبعث من رماده، كنا تواعدنا، أنا وإلياس العماري، على لقاء عائلي بمدينة مراكش، لم يكن في جعبتي إلا نصيحة واحدة، أن أقول له: “ابتعد عن السياسة وعن محيط القصر، وإلا سيكون مصيرك السجن أو ما انتهى إليه هشام المنظري”، لكن لصدفة ما لا أفهمها، احتفظت بكل شيء لنفسي فلست عرافاً ولا منجماً ولا ضارباً لخط الرمل ولا قارئا للفناجين أو للأكف، لأستقريء مصائر الناس، وأنا الذي لا أعرف مصيري بعد دقائق فبالأحرى في المستقبل البعيد.. وتلك حكاية أخرى!


حين علم أبي بانشغالي “الطَّفْلي” بالسياسة، بدأ يسدي إلي نصائحه المهولة عن المخزن وعن مصائر أقوام أعلى مقاماً من شأني.. وغيرها من الحكايات التي تشيب لها الأجنة في الأسابيع الأولى لتشكلها.. وحين سُكَّت النقود الجديدة في بداية التسعينيات أخرج من جيبه قطعة نقدية من فئة 10 دراهم، وقال لي بلهجة الحكماء: “انظر يا بني، إن المغرب هو هذه القطعة النقدية، وسطها فضة بيضاء صافية وهي الملك والمحيط بها نحاس وهم الشلة الفاسدة المحيطة بالملك”!


أقدر صدق الوالد رحمة الله عليه الذي لم يخرج من جيبه قطعة خمس دراهم، فلكلِِّ الأدلة التي يريد، لكني، ووفق إسقاطات ما يجري، أرى أن الكثير من الوقائع تصدق ما ذهب إليه أبي، إنها نفس نصيحة علال الفاسي لمحمد بوستة الذي قال له وهو يسلم النفس لباريها: “لا تتركوا الملك وحيدا وسط جماعة المفسدين..”، ولعلكم ستتساءلون ما العلاقة بين الهمة وإلياس العماري وبين حكمة أبيك والقطعة النقدية، وما يجري اليوم على أرض الواقع؟


لقد بدأت تنفجر ملفات كثيرة من تحت أقدامنا تثبت جلها، أن هناك شيئا ما فاسدا في محيط الملك.. لذلك فإن الشعب المغربي بقيادة حركيته الشبابية وأحزابه المستقلة النظيفة، والذي لم يطالب بإسقاط النظام، من حقه أن يعرف الحقيقة حول ملفات حارقة، ودور محيط الملك فيها..


من حقنا أن نعرف اليوم، كيف تم الزج بالمعتقلين الستة الأبرياء في ملف الإرهاب ضمن قضية بلعيرج؟ وكيف تمت صناعة سيناريو لم يُقْنع لا القضاء ولا الرأي العام المغربي والدولي، ليتم الإفراج عن المعتقلين الذين ووجهوا بتهم ثقيلة لم تتوافر أي أدلة عليها، ومن هي هذه الأجهزة أو هذا الداهية الذي فبرك كل هذا الملف؟


نريد أن نعرف كيف جرى الزجُّ بأستاذ حقوقي، عميد الأمن بالناظور في ملف ثقيل، توجه له فيه تهمة الارتشاء التي لم تقدَّم بصددها أي أدلة دامغة، أقصد ملف شبكة الزعيمي المتهم بالاتجار الدولي في المخدرات والقتل العمد… وهو الذي سبق أن كشف عملية تهريب 8 أطنان من المخدرات، وأحبطها وكان يمكن أن يصله منها النصيب الذي يكفيه لكي يعيش منه حفدة حفدته في زهو ورخاء؟ وكيف استخدم الملف كله لإرغام سعيد شعو، منافس إلياس العماري بالريف، على مغادرة التراب الوطني بدل إلقاء القبض عليه، لو كان فعلا متورطاً في الملف إياه؟ وكيف تم تعذيب الزعيمي وإرغامه على الاعتراف بأن له علاقة بجلماد وشعو؟


من حقنا أن نعرف كيف جرى تسخير الضابطة القضائية لاستصدار قرار بحرق حقول لزراعة الكيف في دائرة أستاذ جامعي برلماني عن حزب التقدم والاشتراكية، الذي كان إلى جانب رحو الهيلع، أكبر المنظِّرين لمحاربة ظاهرة الترحال في البرلمان، لإحراجه مع مَن صوَّتوا عليه من المتضررين الذين التجأوا إليه، ووجد نفسه مضطراً للانضمام إلى حزب الأصالة والمعاصرة؟


نريد أن نفهم فقط ما حدث لمصطفى المنصوري، الذي رفض أن يسلم حزب التجمع الوطني للأحرار لفؤاد عالي الهمة بدون أن يأتيه أمر من الملك، فقام إلياس العماري بإعداد مخطط الانقلاب عليه، وكيف طُلب من المخابرات بالناظور أن تحصل على صورة يوجد فيها مصطفى المنصوري وهو يصافح في حملته الانتخابية أحد تجار المخدرات؟! وكيف أنهم حين لم يجدوا، نسبوا للرجل سطوه على أراضي وممتلكات بالناظور، وهل هدده إلياس العماري بألفاظ نابية ليجلسه على الكرسي، بطبيعة الحال ليس كرسي البرلمان، ويا ليت الرجل يتكلم، ليريح ويستريح؟


الشعب يريد أن يعرف القصة الحقيقية لمغادرة البرلماني سعيد شعو المغرب تحت سلطة التهديد؟


الشعب يريد أن يعرف كيف أن إسماعيل الرايس الذراع اليمنى لإلياس العماري في إدارة شؤون فريقه شباب ريف الحسيمة، احترق له مركب صيد عتيق في عرض مياه الحسيمة في ظل حادثة سير بحري مع مركب آخر، حادثة يلفها الكثير من الغموض، فألزم إلياس العماري أحد الوزراء بتعويض صديقه على مركبه الضائع؟


وكيف حصل إسماعيل الرايس في ظرف أسبوع على تعويض يقدر بـ 600 مليون، في الوقت الذي لا تتجاوز فيه القيمة الحقيقية للمركب المحترق 100 مليون على أكبر تقدير؟


الشعب يريد أن يفهم كيف جرى الزج بمستشار العدالة والتنمية جَامع المعتصم بسلا في السجن، على إثر ملفات فساد، وهل تم تخييره بين الالتحاق بالبام أو الأحرار أو السجن؟ وهل اختار السجن لأنه كان أحب مما دعَوه إليه، أم لأن في القضية إن؟ وهل مغادرة جامع المعتصم السجن وتتويجه في المجلس الاقتصادي والاجتماعي جاء بناء على براءته وعلى توفر بنكيران على تسجيل هاتفي لإغراء وتهديد المعتصم أم بناء على صفقه سياسية؟


وكيف اتصل فؤاد عالي الهمة وبعدها إلياس العماري بحرمة الله المستشار الجماعي عن حزب الاستقلال ورئيس المجلس البلدي للكويرة، وأكدوا له ضرورة الالتحاق بحزب الأصالة والمعاصرة، في إطار توحيد المغرب من طنجة إلى لكويرة في ظل “البام”، وحين رفض، لجأوا إلى سبل توريطه في ملفات مشبوهة من المخدرات إلى مالا يخطر على بالكم، وكان شباط وحمدي ولد الرشيد ومضيان سنده للبقاء في حزب الاستقلال حتى الآن؟


نريد أن نعرف كيف تم الضغط على رئيس المجلس الجماعي لبوزنيقة، تحت حجة ملفات فساد لم يتضح فيها الخيط الأبيض من الأسود بعد، لتهديد رئيس المجلس بالالتحاق بحزب البام، مما اضطر الرجل إلى الإعلان عن تقديم استقالته من حزب الاستقلال والتزام مسافة من الحياد، قبل أن تعود نفس الجهات إلى تحريك ذات الملف، لكن هذه المرة تحت سلطة الضابطة القضائية!!


نريد أن نعرف فقط حتى لا نموت بلداء؟


نريد أن نعرف من يحكم هذا البلد، وكيف يحكم بعيداً عن سيادة أي دستور؟

‫تعليقات الزوار

11
  • مواطن غيور
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:39

    ما يمكن أن أقوله أنا وإخواني الفوضاويون الدين ولاد الدين ، هو اللهم زدني علماً ، وأقول أيضاً هذا من فضل ربي، لقد بدأ التشنيع بأولاد الحرام ، وسيظهر الحق وسيزهق الباطل إن الباطل كان ويكون دائما وأبداً زهوقاً،
    ونصيحتي لأُ ناس الإعلام ولكل الناس ولكل من يعرف سراً من أسرارهؤلاء الخونة ،أن يُشَهِّر بهم وله الشكر الجزيل وأجره على الله

  • سعيد
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:43

    لاول مرة ربما تتفق مع بنكيران فحتى هو قال بان الهمة رجل مزيان و لكنه التقى العماري ، فهنيئا لك بهذا الانسجام في الافكار مع العدالة و التنمية، ربما لان مصدر الالهام واحد؟؟؟؟؟؟

  • صالح
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:31

    على من تريد ان تضحك يا كوكاس فانت صحافي و تعرف ما يجري و لو كان صديقك العماري مخطئ فانه وقت اسداء النصيحة و ليس وقت الضرب في الظهر

  • مواطن بسيط
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:33

    كل ما فعلته انك اعدت صياغة ما كان يردده نيني من اتهامات باطلة لجهات يعلمها هو في حق من صرحت بانه صديقك و كنت تنوي نصحه بالابتعاد و لمنك الان تنصحه على صفحات الجرائد انها و الله الرجولة و الاخلاق العالية في ابهى صورها فانا اعرفكم جميعا نيني ،كوكاس، …..العماري

  • مصطفى
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:35

    كصديق لم تذكر لنا كيف ان اللوبيات تتحالف ضد العماري فهو يشكي لك ربما بعض همومه

  • idrisse
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:41

    la solution pour trouver la réponse des énigmes citées dans votre article respecteux et honnète c est la chute du régime car la tete de ce regime sait trop bien tout ce qui se passe au pays mais laisse faire car ses intérêts sont avec les corrompus et non avec les honnêtes . que ce regine chute .

  • ANAROUZ
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:45

    كما أن في ألسياسة مفسدون، فإن للإعلام دينصوراته ومفسديه، وهذا الكوكاس أحدهم، حتى لا نموت بلداء، نتمنى منك أن تفيدنا بملف كامل عن علاقتك بالهمة وألعماري و بنكيران وكل ألوجوه ألكارثونية ألتي ذكرتها………
    لقد ولى زمن ألكذب وتصفية ألحسابات بالأقلام ألمأجورة وأقبل زمن يضرب فيه ألف حساب لرأي ألشعب قبل ألخروج عليه بترهات مدفوعة ألثمن مسبقآ………………

  • saleh
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:27

    ذكرت اشياء كثيرة و لكنك لم تذكر لائحة بالخدمات التي اسداها لك صديقك العماري ،و كم استفدت من صداقة هذا الرجل الطيب الخدوم رغم ما يقال عنه الان ولكن صدق من قال مني كتطيح البقرة كيكثروا الجناوة

  • ريفي حر
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:29

    حينما يبتعد الريفي عن القصر ينعث (ضم ألأول) بمسخوط ألملك وعندما يقترب الريفي من الملك ينعث نكل النعةت التي قيلت في الياس. قولوا لنا ماذا تريدون منا؟ السنا جزء من هذا البلد. ين كيران وكوكاس منافقان

  • مراد
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:37

    اين مرتزقة الصحافة والاذرع الاعلامية لاياس العماري ..
    اين هو علي انوزلا ؟ صاحب موفع لكم الذي يموله الياس العماري ؟
    اين هو الحسبين يزي صاحب موقع اكوا الذي يموله العماري وعبد الهادي العلمي ؟؟
    اكيد انكم تحتفلون وترقصون ..عيشوا مجونكم يا زنادقة .. احتفلوا وارقصوا وعيشوا مذلتكم بغطاء تراكتوي لكن بكارتكم لن تعود اليكم ابدا وقد اسقطها للابد اعتقال رشيدي نيني ..
    سقوطكم مدوي اكثر من سجنه
    تحولتهم الى سجانيين لاشرف الصحفيين وها انتم تشربون نخبا في سقوط نيني لكنه نخب بطعم المرارة مرارة الذل والمهانة والانكسار فلا انتم تدافعون عن الكلمة الحرة ولا انتم تناضلون لاجل حرية الوطن ولكنكم تحولتم في نهاية المشوار الى سلعة رخيصة تباع وتشترى في سوق النخاسة ..يا لها من نهاية ماساوية فانتم معتقلون رغم انكم احرار لكنهم حبسي دائرة العماري وهي دائرة احسبها اكثر ظلاما من زنازين سنوات الرصاص ..

  • hassan
    الإثنين 2 ماي 2011 - 19:25

    ادا كان هدا الكلام كله على الهمة والمخدرات انا اعتقد ان هناك سلطة قوية تحمي تجار المخدرات الكبار ولا يعاقب سوى التاجر الصغير اعتقد ان كبار مروجي المخدرات انهم اداة مسؤوليين كبار بالبلد فمالك العمارات المقابلة لمحطة طنجة كان تاجرا كبيرا ولكن لم يكن يتاجر وحده في هده المادة انما كان يتاجرلمسؤوليين كبار بالبلد وياخد نسبة مؤوية وعندما تبين لهدا المسؤول ان بين الويدان اصبح مليوليريا زج به في السجن وبحت عن شخص اخر ليكون مكانه تعالو الى مدينة اسفي والتاجر حرحور والدي تمده الشرطة بالمخدرات وان اعتقد ان مداخيله من المخدرات تقارب او تفوق اكبر سوق باسفي فمن يحميه انها الدولة واي القضاء الفاسد بهدا البلد اعتقد ان مسؤوليين استغلو السلطة لجمع المال الفاسدانالا اتحدت عن الهمة اني اتحدت عن اخريين جعلو السلطة حماية لهم وفعلو في البلاد ما شاؤو…………

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات