إنـهـا بـقـرة

إنـهـا بـقـرة
الخميس 26 ماي 2011 - 04:38

أتخيل ما يجري على الساحة المغربية من مظاهرات وإضرابات وتهديدات باللجوء إلى سفارات أجنبية ، واللجوء إلى دول مجاورة كمثل ما جرى في قصة البقرة من لجاجة وجدل ومحجاجة ، للوصل إلى شيء ظاهر للعين المجردة ولعين العقل . فالحلال بين والحرام بين والخلاف فقط أمور متشابهات . فليتجنب من أوتي الحكمة المتشابهات أو يناقش نوازلها على نار دافئة للتوصل إلى اتفاق وتوافق يجنب الأبرياء ما توحي به الشياطين من شر ،قد يفسد الحرث والنسل .


إن في المغرب ما يشبه اللجاجة ، العجعجة ،حول بقرة اسمها الديمقراطية ، فلا أحدا لحد اليوم رسا على تعريف واحد يتحقق من خلاله التوافق ثم الانسجام بين المغاربة ، فيتم إفلات المغرب من أحداث ومظاهرات لا طائلة منها ، إن اقتنع الجميع بقواعد ديمقراطية حقيقية تحقق أهداف المغرب والمغاربة على قدم المساواة ،في الحقوق والواجبات.فالبعض يسمي العدل ديمقراطية، وآخر يسمي المساواة ديمقراطية، والبعض الآخر يسمي فرض الأمر الواقع بالمظاهرات ديمقراطية وآخرون يسمون المرور عبر المؤسسات الدستورية ديمقراطية ، ورهط آخرون يسمونها (الحساب على الطاولة) ، وفئة أخرى تعتقد (أن لها الحق في النصب والرفع كما تشاء بعد فوزها في انتخابات أو حصولها على منصب ديمقراطية وهكذا..كل واحد يلغي بلغاه. فأين هي خارطة الطريق التي سيمشي عليها الآباء والأبناء ويُنظم بها المجتمع تنظيما محكما إلى أن يقوم كل فرد بمهمته دون الإضرار بمهمات الآخرين ، وكأن الأفراد أجزاء ” ماكينة” كل جزء يقوم بدوره مع الأجزاء الأخرى في انسجام تام ؟ هذه هي التربية الوطنية.


“إنها بقرة ” وإنها الديمقراطية التي يجب أن يحصل حولها الإجماع فينتهي (صداع الرأس) ، والشك المريب الذي يملأ الساحة بين السلطة وبعض الحركات ،و الشك بين باقي المجتمع وتلك الحركات . الجميع لا يدري بالتحديد ماذا تريد السلطة ، والجميع لا يدري بالضبط ماذا تريده الحركات باستمرارها في الخروج في مظاهرات بعد خطاب 9 مارس ، وبعدما أدلت كل الفعاليات بدلوها و برأيها وتصوراتها حول الدستور الجديد .


” إنها بقرة” والمغرب الذي قدم كل ما يملك من أجل الدفاع عن وحدته الترابية ، وفَتحَ أوراش التنمية وحقوق الإنسان ، وقبل بشروط الديمقراطية ، ووسع مساحة الحريات، بدا وكأنه ” بقرة” سقطت فجاءها الجزارون بسكاكينهم من كل صوب وحدب ، كل واحد يريد أن يغنم قبل الآخر. حركة 20 فبراير ، حركة باركا ، الحركة الأمازيغية ، متظاهرو الشمال ، متظاهرو الجنوب والوسط ، متظاهرون يهددون باللجوء إلى سفارات أجنبية ، متظاهرون يهددون باللجوء إلى دولة جارة ، أطباء ، تعليم، بلديات، الخ… كل واحد يحاول إيصال أصدائه وشعاراته وهمومه ومطالبه التي قد تذهب عند بعض المتطرفين إلى حدود المطالبة بتغيير النظام. والحقيقة أن أهداف بعض الحركات ماتزال مبهمة ، والجمهور لا يعي جيدا ، أهي تريد الإصلاح أم تريد الرياح التي لا تشتهيها السفن ؟. فالبعض يتكلم عن محاربة بعض الأحزاب ، والبعض الآخر يتحدث عن محاسبة بعض موظفي الدولة، وآخرون يتكلمون عن ديمقراطية برلمانية . مجموعة من الرغبات إذن والمصطلحات التي تطرح دون الخوض فيها بالتحليل والنقاش المستفيض للخروج بتوصيات تؤسس لخطة سيتم من خلالها تتبع عمل الحكومة، وعمل البرلمانيين وعمل القضاء ، وتدخلات الأمن ، وحقوق وواجبات المواطنين ، بمعنى التأسيس لمجتمع حي مهيكل قادر على التدخل وعلى فرض إرادته الواقعية في حالة شطط أي جهة وخروجها عن الأهداف العامة للدولة المغربية التي يمكن تلخيصها في كلمتي ” كرامة المغربي”.


” إنها بقرة” هكذا كان يحسبها بعض موظفي الدولة والقطاع الخاص ، فخرج كل واحد ” بحلابه ” ظانا أنها الفرصة لحلب البقرة ” حلب المغرب ” وكما يحلبه حلبا من لا ضمير له ولا رادع . وإنها “بقرة” في زمن الربيع العربي عليها أن تفي بالحليب الكثير ، بعدما خرج كل موظفو الدولة تقريبا مرة واحدة للمطالبة بالترقيات والزيادات ومعادلة الشهادات ، وتحسين الأوضاع ، وفي نفس الوقت خرج آخرون للمطالبة بالتوظيف في أعلى سلالم الوظيفة العمومية مباشرة ودون الخضوع لاختبار أو امتحان . ولم يقدّر أي أحد ظروف تلك البقرة لا من قريب ولا من بعيد ، ولا هناك من يسأل من أين ستأتي تلك البقرة بالحليب الوافر الذي سيبلّغ لكل واحد حاجته . لقد بدأ كل واحد يفكر فقط في مصالحه ونسي مصالح الجماعة وصورة وطنه . والسؤال ، لماذا تغير المغاربة هكذا بهذه السرعة، فأصبحوا لا يفكرون إلا في أنفسهم ؟ فالطبيب الذي يستطيع العمل في أكثر من مكان تجده على الساحة يضيّق الخناق على من يطالب بأول فرصة عمل. ومن يطالب بأول فرصة عمل تجده في الشارع يبث الخوف في نفوس المواطنين الآخرين الذين لا ناقة لهم في الفوضى ولا جمل.


إنها مشكلة ، لقد انهارت منظومة القيم ، داخل الأسرة ، داخل المؤسسة التعليمية ، وفي الشارع العمومي، فلا عجب إذن إذا طالب شباب ،” الملك “، بالتدخل من أجل توظيف أولئك تحت حجة أن الملك هو المسؤول الرئيس في هرم السلطة ، وفي نفس الآن، نفس الشباب، يطالب بالملكية البرلمانية . تناقضات ، أصبحت الشوارع حبلى بالتناقضات ، هناك أكثر من رأي ، وهناك أكثر من وسيلة ، وهناك أكثر من هدف . زوبعة فكرية ، ككرة، مبنية على شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان . تلقيناها من الغرب ، ولم نفهم بعد كيف نلعب بها.و لم نستطع بعد تنظيم أنفسنا لأننا لم ندعن بعد لقانون اللعبة ، الذي يقتضي لا عبين ملتزمين وجمهور غير مشاغب ولا متمرد.


والمبتغى أن نخرج من هذه الضبابية ، وحتى يعلم كل واحد، وكل جهة واجباتها وحقوقها . فالأحزاب عليها أن تقوم بدورها كاملا ، والمجتمع المدني عليه أن يقوم بدوه غير منقوص ، والسلطة عليها أن تقوم بمسؤولياتها تامة وشافية وحتى يتحقق التوازن بين المؤسسات ،ويتم الانسجام بين المواطنين ، وحتى ينضووا كلهم تحت اللواء الخالد . ومن غير المقبول أن يقبل وطنيو المغرب أن يتلاعب قلة من الشباب المتمرد ،الطائش أو بعض متطرفو الفكر يمينا ويسارا بتاريخ المغرب شهورا أخرى. وذلك بالعمل على قطع الطريق على كل من يرى المغاربة قطيعا ، أو قاصرين. يجب تذكير أولئك بدورهم في الحفاظ على المغرب وتاريخه الحافل بالمنجزات. فلمّا يتوحّد الإيرانيون ويعملون ليل نهار من أجل استعادة أمجادهم ،نسأل أليس من واجبنا نحن كذلك كمغاربة أن نتوحد وننسى خلافاتنا من أجل استعادة أمجادنا ؟ ألا يدرك بعضنا أننا أصبحنا نفرط في أصالتنا وإنجازاتنا ونتشبت بقشور الحضارة، أين هي التضحيات نحو الوطن ونحو بعضنا البعض ؟


هناك ممر وحيد على المغاربة سلكه ليثبتوا للعالم بأنهم شعب ذو تاريخ وحضارة ، “ممر الوسطية” . فالذين يدعون لمغرب متحرر جدا ، حداثي دون قيم أخلاقية يذهبون به للتيه و ضياع الهوية والأصالة . ولا نظن بأن شعبا غير أصيل سيستطيع مقاومة التغيرات الجيو- سياسية بعد خروجه عن سياق تاريخه. أما الذين يدعون إلى التخلي عن أسباب التحضر والتقدم فهم يجرون المغرب لانكماش والتراجع ، وهذا سيضعفه ويطرحه لقمة سهلة لكل عدو. والصواب أن يتمسك المغاربة بدينهم دون التفريط في الحداثة ، والاحتكام إلى القانون الذي عليه أن يكون أكسجين الدولة والأفراد كبديل مرحلي للشريعة . فلا يمكن أن يستقيم أمر المغاربة وهم تائهون بين القانون الوضعي والشريعة . بل يجب تحديد الاختيار بسرعة للمرور إلى دولة الحق والقانون حقيقة ، وليس شعارا تُزيّنُ به الوثائق والمداخلات ، لكن قد يفسد الدولة ويدفعها للانهيار البطيء.


أحب وطنك واعطيه يعطيك **** وإن تك فقيرا ماءه يغنيك


وصنه في النائبات تجده أبدا **** صدر الأم بالحنان يأويك


ولا تفتنه بالقنط دجى **** فبعد العسر يُسرٌ يُقوّيك


ولا تتبع العشرين أينما تكن *** خطاها سم في عسل يؤديك


وإن كرهت فاعشق وطنك *** وإن بعته ، فهو دوما يشتريك

‫تعليقات الزوار

14
  • مواطنة مغربية
    الخميس 26 ماي 2011 - 04:46

    اتقوا الله في هذا الوطن
    مواطنة مغربية جد مستاءة مما ما يجري على الساحة
    مقال راءع- فعلا على الجميع ان يعلم ان الديموقراطية حقوق وايضا واجبات.

  • أشرف
    الخميس 26 ماي 2011 - 04:48

    شكرا أخي المعتصم ‘ تحليلك واقعي وعظيم ‘ اتمنى من كل قلبي أن يصل صداه إلى كل إخواننا المغاربة ‘ متمنيا من كل مغربي حر أن يصلح نفسه بنفسه إذا كان مخطئا في حق وطنه ‘ كما أطلب من المفسدين والفاسدين أن يتراجعوا عن أفعالهم ‘ وان يخدموا الصالح العام (تذكروا إن الوطن لغفور رحيم) أما الدنيا فإلا الزوال‘ ولا ينفع إلا العمل الصالح ‘ كما أتمنى أن يعود السلام و الأمان ‘ والإلتحام والتضامن بين كل مكونات شعبنا العزيز ‘ اللهم أبعد عنا الفتن والشتات وارزقنا السلامة والعافية .

  • Raisonnable
    الخميس 26 ماي 2011 - 04:50

    meilleure analyse, avec bon raisonnement suite à la logique répondant à toutes les valeurs qu’un peuple deverait garder pour réussir, bons exemples de peuples qui font l’avenir : je vous félicite pour cet article , et je conseille de le lire avec patience et beaucoup neutralité

  • أالزموري
    الخميس 26 ماي 2011 - 04:52

    شكرا أخي عن هذه المقالة.
    ويجب أن يقرأها كل واحد غيور عن هذا البلد حتى يتسنى له مراجعة نفسه و بالتالي تنبيه صديقه.و للحديث بقية.
    حفظه الله المغرب من الفاسدين.

  • younes
    الخميس 26 ماي 2011 - 04:58

    تحدثت عن تخبط حركة 20 فبراير و عدم وضوح رِؤيتها للتغيير. لكن أين تشخيصك للواقع المغربي و المشاكل التي يعاني منها الشعب المغربي. لماذا لم تتحدث و لم تفضح المفسدين اللذين نهبوا أموال الشعب و كيف سنحاسبهم. إما أنت غافل, أو متواطئ مع المستبدين الظالمين.

  • فيلسوف
    الخميس 26 ماي 2011 - 05:02

    …أدرك الصواب، لكنه أخطأ الإدراك…!!!

  • el bair
    الخميس 26 ماي 2011 - 05:06

    الف شكر وتقدير لكاتب المقال والله قمة الوعي ،واضيف اتحدى كل هاؤلاء المضربين والمتظاهرين ان قدمو شيء لهذا البلد نحن شعب عظيم لا كننا منغمسون في الفساد حتى النخاع الكل يشكو من الكل ولا احد يأدي واجبه كما ينبغي

  • مقهوور
    الخميس 26 ماي 2011 - 04:44

    الديموقراطية بالنسبة لي هي الحصول على شقة مجانا لاني لا املك فلسا و املك اسرة

  • الرشيدية
    الخميس 26 ماي 2011 - 04:54

    لكي نسير في خط الوسطية يجب ان نتعلم الحوار و النقاش رغم الاختلاف البرامج الاداعية توصح لنا ان حتى الدين نعتبرهم من المثقفين و الواعين لم يتعلموا بعد تقبل فكر الاخر مهما اختلافنا معه واحينا واحيانا تكاد تجري ملاكمة حقيقية بينهم

  • exomple1
    الخميس 26 ماي 2011 - 04:56

    سلام.ادعوا الجميع الى التضهر الكبرى باش نقطع الطريق اما العملاء الاعدا ومصلحة ..لالالالا 20فبراير ولا 16 شعبان لالالالانعم للمغرب نعم للدمقرطية نعم للملكية تحكم البلاد…وتضرب السلطة بيد من حديد امثال 20شعبان او فبراي اواشنو هذا(ما نكون المغربة تالكرمة والوعي ترجعنا 20 فبراير نكونو النكارة الخير سيدنا اوال من حقاقة الكثير للمغربة في العلميين )اتجي فبراير تفهمن الخطبات نالدريجة مع الصحافة الاسبان في لشوارع مع الجواسيس 20فبرار ما عقلات على الصحافلة الاسبان اشنو كيف لعبة بخوتنا في العيون اكرهو 20 فبراير …اشنو اوجدات لينا 20 فبراير ………..نكي من شلوح كاع لي باغى الجزيرة ابان فيه كين الشرط اخرب بلادو

  • مراد النايري
    الخميس 26 ماي 2011 - 05:00

    إنشاء الله لن يصيب مملكتنا مكروه مادام الملك بين ظهرانينا والشعب الحر الوفي على العهد…الله الوطن الملك

  • WAKH-KHA
    الخميس 26 ماي 2011 - 05:04

    لك مني عظيم التحية للمستوى الذي قدمت فيه مقالك. هذا النوع من العرض وحده اللذي يجذبنا لهذا الموقع لكن لي تعليق على نقطة واحدة.
    قبل ذلك، رغم أني لا أحبذ النقاشات الثنائية، إلا أنه أثار انتباهي طريقة الشباب، الطافي على ساحة الأحداث منذ هنيهة في صيغة حركة 20 فبراير، في نقاش الأطروحات المعاكسة و الناقدة لنهجهم. هذه الطريقة تتجلى في جذب الانتباه إلى واقع الفساد في المغرب و ضرورة معاقبة مرتكبيه، حيث تقدم هذه ا لحجة ملازمة لضرورة وجود هذه الحركة و مبررا لأفعالها و مُشَيْطِناً لسّلطة و لكل من عارض الحركة…وهو أمر ماكر و مريب. و لضحد هذ الحجة الواهية بصفة نهائية، فالفاسدون تجب معاقبتهم و هاذه حقيقة، لاكنها ليست مبررا للتشرذم و ضرب أسس المجتمع و بث الفتنة و و زعزعة أمن المجتمع.
    إذا كان الفساد سرطانا، فلن يستأصل بعملية جراحية فهواها الإضرابات و المشادات مع عناصر الأمن و الصراخ في وجه المارة بالشارع. ما كان الله مغيرا ما بقوم حتى يغيرواْ ما بأنفسهم. إن الرشوة و فساد الأخلاق و المعاملات البنكية هي مصيبتنا. و بتطهير أنفسنا من ذلك أضمن لكم تحسن حالنا.
    أما تعليقي على المقال، فيخص المقاربه الفاصلة بين القانون و الشريعة. توسمت الخير في كاتب المقال، لذا ءلتمس له الأعذار في قرارة نفسي، غير أني و من منطلق إيماني بالله أنبؤكم أنه لا خير لكم في حكم بغير شرع الله، و أن الإعلان و الإشهار بالحكم بغيره م ناف لتعاليم الإسلام. فكيف بكم تريدوونها علمانية؟

  • watani o maghribi malgré vous
    الخميس 26 ماي 2011 - 04:40

    quand on parle de 20 ferier on ne parle pas de SA LE ROI.essayons de faire la différence entre les deux.nous sommes tous des marocains et nous aimons notre roi.mais les voleurs se cachent derrière les principes vagues .essayons de les trouver et régler leur comptes

  • امينة
    الخميس 26 ماي 2011 - 04:42

    موضوع جيد يستحق التشجيع والشكر

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 1

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج