كيف تنال ثقة الشعب وتكون حزبا ناجا

كيف تنال ثقة الشعب وتكون حزبا ناجا
الأحد 30 أكتوبر 2016 - 06:39

أثبتت انتخابات 7 أكتوبر أن الأحزاب المغربية تعاني من أزمة خطيرة رهنت فعلها السياسي لعقد من الزمن، تتمثل تمظهراتها في استمرار النزيف الحاد والفراغ القاتل الذي أصاب هياكلها ومؤسساتها، مما يدفع بالمتتبع إلى مسائلة التجربة الحزبية بالمغرب، وإن كانت إشكالية هدر الزمن الحزبي نابعة من إحساس كوادر الهيئات والمؤسسات بالعطالة السياسية أمام الوهن الذي أصابها من جراء إضعاف السلطة لقدرات جل الأحزاب الوطنية والإدارية على السواء، أم هو فقط، تراجع تعزى أسبابه إلى اختلال في مفهوم الدفاع عن منظومة القيم والمشاريع المجتمعية الرامية إلى تسريع وثيرة النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتحول الأحزاب إلى هيئات سياسية تنافح عن برامج ليست سوى محتويات خطابية تستعمل من أجل التسويق السياسي الهادف إلى تحقيق تمثيلية حزبية في المؤسسات الدستورية وعلى رأسها البرلمان؟.

وباستثناء حزب العدالة والتنمية الذي يتوفر على قاعدة انتخابية صلبة، تمزج أولا بين هياكل قوية ( يتدرج من خلالها العضو ويرتقي عبر السلم الإداري للحزب أي من عضو منتمي إلى عامل، ومسٍؤول عن هيئة، أو مكلف بملف، أو على رأس خلية)، وفعل سياسي تتجسد فيه قيم المعقول والالتزام، تؤلف بين مكوناته من جهة أخرى عقيدة سياسية راسخة تمتح من إيديولجية الاسلام السياسي، والرغبة في خلق التأثير العميق والثلاثي الأبعاد في بنية الدولة الحديثة من خلال تغيير عقيدتها، وتطبيع علاقتها مع الشعب ومصالحتهما، مع الحرص لعب أدوار المعارضة اليقظة)، ما عاد هذه المعالم البارزة في فعل الاحترافي للبيجيدي، تظل الأحزاب الأخرى مجرد هيئات صورية يتعذر فيها الاشتغال بالآليات المؤسساتية الرامية إلى صناعة الرأي العام والتأثير في الهيئات الناخبة والعمل على إنتاج النخب وتجديدها.

ترصد هذه المقالة أبرز العناوين والمجالات الكبرى، والتي لم تستطع فيها بعد الأحزاب السياسية الاستجابة لمتطلبات النضج الحزبي والمهنية في فعل وتأطير المشهد السياسي بالمغرب.

الديمقراطية التشاركية والتربية على المواطنة

يشكل تعثر المواكبة في مجال التربية والتكوين لدى الأحزاب الوطنية من أهم مشكلات وصعوبات التحول الديمقراطي بالمغرب، وترتبط إشكالاته أساسا بعوامل مختلفة أبرزها غياب الإرادة السياسية لدى القيادات الحزبية الرامية إلى ترسيخ قواعد الاختيار الديمقراطي، واعتماد بدلا من ذلك على إليات انتخابية تقوم على مبدأ التراتبية بالأقدامية أو ما يعرف داخل التنظيم الحزبي ب”شد الصف”،

ويعزى هذا الأسلوب التنظيمي العتيق والجامد إلى سيادة ثقافة الريع الحزبي بحيث ينظر إليه كمدخل أساسي من شأنه أن يوفر فرصا كبيرة للارتقاء الاجتماعي، وهو ما يعكس غياب هيئة حزبية مختصة في مجال التربية والتكوين تسهر على برامج تربوية تروم التربية على المواطنة والديمقراطية التشاركية، وتنطلق من رؤية بيداغوجية محددة سلفا، وذلك في إطار برنامج سنوي يعمل الحزب بموجبه على تجديد هياكله، وإعادة إنتاج نخبه وكوادره بشكل مستمر.

تطوير الموارد البشرية وتقوية المؤسسات الحزبية

تحتل إشكالية النقص في الموارد البشرية أهمية قسوى في السياسات الرامية إلى تطوير المؤسسات الحزبية، وتشكل والمؤشرات أدوات قياس حقيقية تمكن المسؤول التنظيمي من معرفة قدراته على تجنيد الأعضاء، وتقييم كفاءات الكوادر والقيادات في تحمل مسؤولياتهم، والقيام بمهامهم على المستوى الكمي والكيفي، ويلعب التخطيط من أ جل تطوير الموارد البشرية دورا أساسيا يسهم بشكل فعال ومنسجم في عملية البناء التتظيمي وتفعيل النظام الحزبي وتقوية مؤسساته.

المواطنة والقدرة على الفعل في الأحياء

تشكل لجنة الحي في الحزب الحلقة الأولى في مشاركة المنخرطين في المجال السياسي داخل أحياء المدينة والجماعة، وهي فضاء تمكن الأعضاء والنخب من اقتسام المعلومة والأفكار، وللمشاركة في النقاش العمومي، وتقديم الخدمات والمشاورات بخصوص الحق في المواطنة والعمل الجمعوي، و تمكن الساكنة المحلية من الاندماج، والمبادرة بصياغة أفكار، ومشاريع في مجالات مختلفة، (الجماعات المحلية، وتهيئة المجال، والأزقة والأماكن العامة، والمحطات والنظافة، والأمن…الخ)، والرامية إلى تفعيل خدمات القرب والمشاورات حول توجهات واختيارات الحزب وأجهزة التنفيذية.

التدبير الإداري و التخطيط الاستراتيجي

أهملت الأحزاب السياسية أنها مؤسساتها الحزبية تشكل إدارة مستقلة قائمة بذاتها، وأن قواعد التدبير الإداري الفعال ترتكز على أساس التنظيم التراتبي وفق نظام داخلي يفرض التميز في العمل والأداء من أجل القيام بالمهام وإنجاز الأهداف الكبرى المسطرة في الورقة المذهبة والمشروع الذي من أجله تأسس الحزب، وذلك انسجاما مع المبادئ والمعتقدات التي تحدد صوابية الرأي، وتشكل المنطلقات الأساسية في فعل الأعضاء أفقيا وعموديا.

وعلى الرغم من خطاب المظلومة المعتمد لدى العديد من الأحزاب تجاه نظام اللائحة المعتمد في الانتخابات وما تفرزه هذه الأخيرة من بلقنة الخرائط السياسية، وتعقيد المشهد السياسي، وإضعاف قدرات الهيئات الحزبية، يبقى التغيير رغم كل ذلك ممكنا كونه يبقى عنصرا متشركا وتابثا لدى جل التنظيمات الحزبية داخلها وخارجها، وأن عملية التغيير تفرض إعمال العقل والتدبير المتميز الرامي إلى بعث التجديد الذاتي في الهياكل والمؤسسات من خلال العمل بأدوات التخطيط الاستراتيجي مما قد يسمح بولوج أشخاص جدد إلى وظائف جديدة، وتقوية أجهزتها الإدارية والتقريرية.

وسيرا على هذا المنوال، تستطيع الأحزاب المتنافسة وتتمكن من كسب الرهانات الانتخابية، والفوز بقوة، أو عكس ذلك الانهزام والفشل، والاندحار كليا من الساحة السياسية، كما قد تكون عرضة للانقسام، أو الاندماج، و الانضمام إلى تكتلات، وفيدراليات بهدف التنسيق والتعاون من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.

يتبع ..

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش