الهوى الأمريكي المفضل

الهوى الأمريكي المفضل
الإثنين 11 دجنبر 2017 - 21:21

هل كانت تستطيع أمريكا أن تشن حربها المدمرة على العراق لو كانت تعلم علم اليقين أن بحوزة النظام العراقي السابق أسلحة نووية؟ نعود إلى إثارة السؤال القديم الجديد، والفتى المتمرد ينجح في تهديد الأمريكان تهديدا صريحا بواحا.

اليوم يظهر، أكثر من أي وقت مضى، أن الأمريكان والغرب عموما لا يملكون إلا أن “ينزلوا” للتفاوض مع هذا الشيطان السابق، الذي أصبحت قرونه اليوم نووية، وكلنا يتذكر الكاوبوي الأمريكي (ابن الكاوبوي) ووزير الحرب الأسمر مضافا إليهما “السفير الأمريكي” في بريطانيا، بوش وباول وبلير، وتواطؤ من الداخل والخارج، خربوا العراق ومسحوه من خريطة التاريخ الحديث.

اليوم، لن تنفع كوريا الجنوبية تقانتها المتطورة ولا حلفاؤها ـ الذين تجدّ في تأليف قلوبهم تأليفا ـ اليوم، التهديد الكوري واقع مفروض، يكفي أن يُطفئ الكوري الجنوبي جهاز السامسونغ، ليتطلع إلى السماء وهو يرى شُهب الصواريخ تنير سماء بلده.

عبر الجوع ومقاومة الحصار وعبر الاستثمار في البارود وفوهات المدافع، قد آثر الناس هناك أن يقاطعوا العالم، بعد أن قاطعهم هذا العالم لعقود طويلة، وانكبوا يفكون شفرة النواة، يشطرونها شطرا.

استثمروا في اللهب والنار، لأنهم يعرفون حق المعرفة، أننا نتعايش في عالم ظالم، تحكمه القوة، عالم مهما تغنى أهله بالحب والسلام وحقوق البشر، ومهما اعتلوا منصة الأمم المتحدة يلقون خطب الوعظ والتقية، فإنهم يفعلون ذلك مطمئنين إلى ترساناتهم النووية، التي يحمل رؤساؤهم محافظ مفاتيحها أينما حلوا وارتحلوا..

هل ينسى الكوريون كيف كُشطت المدينتان اليابانيتان بكبسة زر واحدة؟ وهل ينسون كيف وضعت الحرب أوزارها، بفضل هذا الشيء العجيب، الذي يُمكن صاحبه من اعتلاء منصة الأمم، الأمم التي تقف وقفة احترام لكل داخل إلى عالم النواة، عالم القوة والبأس المخيف.

من ذا الذي يستطيع اليوم أن يكبح جماح روسيا، المنبثقة من غيهب النسيان، والتي تأخذ حصتها كاملة أو يزيد من الكعكة الشامية، بلا مجلس أمن، وبلا إذن من أحد.

وحتى هذا التأليب المفاجئ ضد إيران والتجييش العارم ضدها، فإنه لا يخرج عن موطئ القدم الأولى التي وضعها الفرس، في درب النواة، إيران التي باتت ربما، على بعد مرمى حجر أو أقل من امتلاك ورقة الانخراط ضمن نادي الكبار (يا لتعاسة الصغار!) بعد أن أصبحت صواريخها المُعلنة والمخبوءة، تحلق في سماء العواصم العربية.

نقول قولنا هذا، ونحن نرى عالم الكبار الحريص على أمنه وأمن الصغار، يُطأطئ رأسه حيران مرتبكا، أما الوافد الكوري الجديد.

أمريكا غاضبة، وتطلب من الروس والصين، أن يقطعوا كل علاقة لهم بالكوري المتمرد، والروس يعدّون أمر قطع هذه العلاقة تدخلا سافرا في شؤونهم الخاصة، وفرنسا تدعو إلى مزيد من الخنق والمحاصرة، شأنها شـأن الإنجليز، في حين يكتفي التنين الزاحف بالدعوة إلى المفاوضات وبالتي هي أحسن.

هكذا بدت ردودهم خجلى مرتبكة تمشي على استحياء وخوف، مضطربة حد التواطؤ المكشوف، لا تزيد عن حفظ ماء الوجه، بعد أن انفرطت الرقابة على الكوريين، ولات حين مناص.

هذا مكيال يختلف عن ذلك الذي استعملوه سابقا، لمّا جيشوا ثلاثة أرباع جيوش العالم، يمطرون بلاد الرافدين بالمهل الحارق، واليورانيوم المشبع، وخنقوا أهله وجوعوهم وفتنوهم، والنتيجة هذا العراق الرمادي الجريح.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس