العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية: أي علاقة؟

العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية: أي علاقة؟
الخميس 18 يناير 2018 - 22:55

مقدمة :

هذا العنوان يحوي في طياته سؤالا محوريا يمكن طرحه على الشكل التالي :

ما العلاقة بين العلوم الإنسانية و العلوم الشرعية ؟

هذا السؤال كبير يصعب الإجابة عنه في مثل هذه البحوث الصغيرة ،و يحتاج للإجابة عنه بحثا أكاديميا مستقلا .كيف الخروج إذن من هذا العموم الواسع إلى خصوص أقل و أدل .

نحول السؤال إلى ما يلي : هل عرفت الحضارة الإسلامية علوما إنسانية ؟

بمعنى هل وجدت أصلا علوم إنسانية ،كعلم الاجتماع وعلم الاقتصاد وعلم التاريخ …في تاريخ الحضارة الإسلامية العريقة ؟

1- نبذة عن النابغة عبد الرحمن بن خلدون :

هو أبو زيد عبد الرحمن بن محمّد بن خلدون الحضرمي الكندي من مواليد مدينة تونس سنة 732 هجرية (1332م)، و بها نشأ وتعلّم . وكان والده معدودا ضمن كبار العلماء فتولّى تعليمه وتحفيظه القرآن وترك فيه أثرا كبيرا. وهو الذي حفّزه على الإقبال على مجالس علماء عصره أمثال الآبلي. دخل عالم السياسة شابا في العشرين حين طلبه السلطان أبو إسحاق لما بلغه عنه من نبوغ وعبقرية. ثمّ توجّه إلى فاس حيث اختاره السلطان أبو عنان للكتابة والتوقيع انطلاقا من سنة 755هـ ولكنّ العلاقة بينهما ساءت بفعل الوشاة فدخل السجن ولم يغادره إلاّ إثر وفاة السلطان. فعاد إلى إفريقيّة ثمّ ارتحل إلى الأندلس ومنها إلى بجاية.. قبل أن يحطّ الرحال أخيرا في مصر حيث درّس في الجامع الأزهر وعيّن بالمدرسة القمحيّة مدرّسا للفقه المالكي، ثمّ تولّى قضاء المالكيّة وسمح له بإحضار أسرته ولكنّها غرقت في الطريق..

ومن أكثر مؤلفاته شهرة كتابه “العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر”. وقد اشتملت مقدّمته على فصول قيّمة في أصول العمران والاجتماع والسياسة وتصنيف العلوم. وقد اعتبره الدارسون مؤسّسا لفلسفة التاريخ وعلم الاجتماع لكونه تجاوز في التاريخ مجرد عرض المسائل والأحداث المتعاقبة ليسبر أغوارها ويعمّق النظر فيها لبيان التطور العقلي والمادي للشعوب. فضلا عن إقباله على دراسة الواقع أو العالم المعيش بعيدا عن الاشتغال بالفلسفة والمنطق الصوري لاعتقاده أنّ البحث في ما يجدّ في العالم من وقائع وأحداث واستقصاء أسبابها وعللها وبراهينها يتيح للإنسان قدرا كبيرا من اليقين. وأنّ التاريخ يكتسب علميّته من قدرته على الوصل بين الحدث وعلّته. وسلّم ابن خلدون أنّ “الإنسان مدنيّ بطبعه” فهو في حاجة إلى غيره من بني الإنسان. والجماعة البشرية تقتضي وازعا أو حاكما تكون له الغلبة والسيطرة ليمنع بعضهم عن بعض ويكبح جماح ما في طبائعهم الحيوانيّة من ظلم وعدوان. وله في قراءة عمر الدول قراءة طريفة جعلها والمقدمة إجمالا مرجعا لا غنى عنه لدى الباحثين في التاريخ وعلم الاجتماع وهو ما دعا إلى ترجمتها إلى لغات مختلفة.

هذا إضافة إلى طرافة أفكاره التربوية التي تجلّت أثناء بحثه في مختلف أصناف العلوم ونظره في التعليم وطرقه. فكان كتابه تأريخا للحركة الفكرية عند المسلمين وصلتها بالتطوّر الاجتماعي.

ومن مؤلّفاته أيضا: شفاء السائل لتهذيب المسائل، تلخيص كتاب المحصّل للإمام فخر الدين الرازي (أو لباب المحصّل في أصول الدين)، شروح وتلخيصات لبعض كتب ابن رشد الفيلسوف.

توفي سنة 808 هـ (1406م) ودفن في مقبرة الصوفية خارج باب النصر بالقاهرة.1

2- ما هي العلوم الإنسانية ؟

قبل ذلك – ولضيق الوقت – لا بد من الاستئناس بتعريف للعلوم الإنسانية، وكما أسلفت لانعدام وجود مصادر رواد العلوم الانسانية في الغرب ،اكتفيت بتعريف لأحد العلماء المعاصرين وهو فيليبو دافيد سان (Filippo, David ):

(هي دراسة الخبرات، والأنشطة، والبُنى، والصناعات المرتبطة بالبشر وتفسيرها. تسعى دراسة العلوم الإنسانية لتوسيع وتنوير معرفة الإنسان بوجوده، وعلاقته بالكائنات والأنظمة الأخرى، وتطوير الأعمال الفنية للحفاظ على التعبير والفكر الإنساني. فهو المجال المعني بدراسة الظواهر البشرية…)2

هل سبق المسلمون الغرب في اكتشاف العلوم الإنسانية ؟

لا أنازع كون رواد العلوم الإنسانية في الغرب ، كأوغست كونت و هيربرت سبنسر و إميل دوركايم و آخرون ،ساهموا بتطوير هذه العلوم ،عبر إخضاعها لمناهج العلوم التي سميت بالعلوم الحقة كالفيزياء والرياضيات و العلوم الطبيعية ،و لكن أرفض تماما فكرة أن هؤلاء الرواد كانوا المؤسسين لهذه العلوم .

رجل ينتمي لحضارتنا الإسلامية هو المؤسس الفعلي و المنظر الأول لهذه العلوم !!!وهو طبعا عبد الرحمن بن محمد بن خلدون .

نبرهن أولا عن السبق الخلدوني الزمني ، حيث لم يبدأ الغرب في التعرف عن الأنثروبولوجيا أو علم الإنسان سوى مع بداية القرن التاسع عشر :

(… فالجامعات لم تبدأ بتدريس الأنثروبولوجيا إلا حديثاً جداً. فلقد عيّن أول أستاذٍ لها في جامعة أوكسفورد، وهو “السر أدورد تايلور” عام 1884… وعيّن أول أسُتاذٍ لها في جامعة لندن في عام 1908 …)3

واذا رجعنا إلى المدة التي عاشها بن خلدون :بين 1332م و سنة 1406م والفرق واضح، إذن قد برهنت أن بن خلدون له السبق، لكن السبق في ماذا ؟

الآن أشرع –بحول الله- في البرهان على أن بن خلدون النظر الفعلي و الحقيقي لعلم الأناس عامة و علم الاجتماع خاصة .

وأبدأ من الباب الأول من الكتاب الأول والذي عنونه ب”في العمران البشري على الجملة وفيه مقدمات ” والعمران البشري ما هو إلا الاجتماع البشري ،يقول بن خلدون في المقدمة الأولى لهذا الباب:

( في أن الاجتماع الإنساني ضروري .ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم : ((الإنسان مدني بالطبع ))، أي لا بد من الاجتماع الذي هو المدنية في اصطلاحهم و هو معنى العمران )4

أليس هذه النواة الحقيقية لعلم الاجتماع قبل أن يخلق أجداد دوركايم واوغست كونت و الآخرون .

و الملاحظ أن بن خلدون لم يبخس مجهود الحكماء من قبله ،لكنه بتوظيفه قبل هذه المقولة، لمصطلح للعمران البشري يكون أسس أركان علم الاجتماع .

وبيانه قوله :(و كأن هذا علم مستقل بنفسه .فإنه ذو موضوع ، وهو العمران البشري،و الاجتماع الإنساني ،و ذو مسائل ، وهي بيان ما يلحقه من العوارض و الأحوال لذاته واحدة بعد أخرى .و هذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أم عقليا .)5 أليس هنا بن خلدون بعد تعريفه لعلم الإجماع ينتقل إلى تاريخ العلم و هو طرح إبستيمي سابق لأوانه !!!

و يتابع في نفس الصفحة :

(و اعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة ،غريب النزعة ،غزير الفائدة ،أعثر عليه البحث و أدى إليه الغوص … و كأّنه علم مستنبط النشأة .ولعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة .ما أدري ألغفلتهم عن ذلك ؟وليس الظن بهم أو لعلهم كتبوا في الغرض و استوفوه ولم إلينا …)6

لنقف وقفة تأمل أمام هذا التعريف العلمي الموضوعي :فملاحظة بن خلدون ،كون هذا العلم حديث النشأة ،وكونه المستكشف لم تأخذه منازع الغرور فتعمي بصيرته عن المنهج العلمي الموضوعي ،بل جعل من المحتمل ان يكون حكماء الأمم السابقة سبقوه لهذا ولكن لم يصل إلى عصره !

و أما التاريخ فقد شهد المنافسون لحضارتنا لنبوغ علامتنا التاريخي ،ولكونه من المؤرخين التي استنبطوا عدة قوانين ،تحكم حياة الدول ،وهنا أقتنص قولين لابن خلدون الأول في تعريفه للتاريخ :(…فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم و الأجيال و تشد إليه الركائب و الرحال و تسمو إلى معرفنه السوقة و الأغفال و تتنافس فيه الملوك و الأقيال …)7

ثم قول في استنباط أحد قوانين التاريخ و سماه »في أن الدولة لها أعمار طبيعية كما للاشخاص ! « و هو :

(… وأما أعمار الدول أيضا و إن كانت تختلف بحسب القرانات ، إلا أن الدولة في الغالب لا تعدو أعمار ثلاثة أجيال …)8 وهي البداوة و الملك والترف ثم الهوان والانقراض .9

كل ما ذكرت حول بن خلون سوى غيض من فيض ،فالأمر خطير مفتقر إلى أبحاث عميقة وموسعة يشرف عليها مراكز للبحث في التراث الخلدوني الذي أعتبره أمة معرفية قائمة بذاتها ،تستدعي طاقات بحثية تستوعبها بحثا و تنقيبا و استقراء و تحليلا و استنباطا .

3- الغرب يكذب أو يتجاهل ، طالما أن السبق إسلامي.

كما عودنا الغرب دائما في تعامله مع الحضارة العربية الإسلامية ،سواء في مجالات العلوم و الفكر و اللغة ،فإن كان السبق في المجال إسلامي الهوية فتعامله يكون بين التجاهل و الكذب ،و قليل منهم المنصفون الذين يجعلون همهم الاستطلاع العلمي النزيه .

ومن ذلك في العلوم الرياضية مثلا لا نجد في كتبهم ذكرا لأسماء عملاقة الفكر الرياضي الإسلامي كالنابغة الخوارزمي الذي يعود له الفضل في ميلاد علم الجبر برمته ،و العالم غياث الدين الكاشي الذي عمم مبرهنة فيتاغورس و أبدع في الحساب ألمثلثي و الخيام و آخرون كثر أضافوا إلى المعرفة الرياضية الإنسانية الشيء الكثير .

وقد عرف جل علماء المسلمين في الطب و البصريات و الميكانيك (علم الحيل)التهميش والتدليس نفسه ،والظلم عينه وقع ويقع على نابغتنا المبدع الجهبذ عبدالرحمن بن خلدون مهندس أشهر النظريات التاريخية والاجتماعية التي عرفتها الحضارة الإنسانية :

فمن يرفع هذا الظلم الواقع من الداخل و الخارج ؟

الهوامش:

1 – العبد، عبد اللطيف محمّد. (2004). ابن خلدون. ضمن موسوعة أعلام الفكر الإسلامي. (ط.1). مصر: وزارة الأوقاف-المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة. ص 329-333.

2 -Filippo, David San “”What is human science(عن ويكيبيديا الموسوعة الحرة )

3-https://ar.wikipedia.org/wiki(ويكيبيديا الموسوعة الحرة )

4-عبد الرحمن بن محمد بن خلدون ،مقدمة بن خلدون ،تحقيق :ايهاب محمد ابراهيم ،القاهرة /مصر ،مكتبة بن سينا للنشر و التوزيع ، 2009م ،ص50.

5- عبد الرحمن بن محمد بن خلدون ،مقدمة بن خلدون ،تحقيق :ايهاب محمد ابراهيم ،القاهرة /مصر ،مكتبة بن سينا للنشر و التوزيع ، 2009م ، ،ص46.

6- المصدر نفسه ،الصفحة نفسها

7- عبد الرحمن بن محمد بن خلدون ،مقدمة بن خلدون ،تحقيق :ايهاب محمد ابراهيم ،القاهرة /مصر ،مكتبة بن سينا للنشر و التوزيع ، 2009م ، ص 11

8- المصدر نفسه ،ص182.

9- للمزيد من التفصيل انظر الصفحتين 182 و 183 .

*أستاذ الرياضيات ،الإجازة في الفقه وأصوله.

‫تعليقات الزوار

14
  • الرياحي
    الجمعة 19 يناير 2018 - 20:58

    1/2
    أسجل ملاحظتين بإعتباري أستاذ الرياضيات في ذلك الغرب اللذي تمقته.كتبت "مثلا لا نجد في كتبهم ذكرا لأسماء عملاقة الفكر الرياضي الإسلامي كالنابغة الخوارزمي الذي يعود له الفضل في ميلاد علم الجبر برمته ،و العالم غياث الدين الكاشي الذي عمم مبرهنة فيتاغورس و أبدع في الحساب ألمثلثي و الخيام و آخرون كثر أضافوا إلى المعرفة الرياضية الإنسانية الشيء الكثير"
    هذا غير صحيح بل العكس تماما فالخوارزمي والكاشي يوجدون في كل كتب الرياضيات إبتداء من الصف الثامن مع صور تظهرهم بالزي الإسلامي كما أن عدد من اللقئات والمحاضرت تتم في في كل الأكادميات بل توجد مادة تسمى "تاريخ الرياضيات" تدرس في الجامعات (عكس ما عندنا) وشخصيا نشطت أو شاركت في العديد منها..وأخيرا العلوم الحقة "تطلب شرع الله" من العلوم الشرعية
    à suivre

  • مولاي الديني الخزرجي
    السبت 20 يناير 2018 - 07:15

    غريب و لا يُقبل من دارس يُعتد بمعارفه أن يُصنف ( التشريعات وما يتصل بها من تفريعات وشروح) ضمن المعارف العلمية
    فهي لا تلتزم بمنطق علمي موضوعي وإنما هي أساسا منظومات يتداولها المختصون بها (مع ذكر سلسلة من الاختلافات و الردود وقال وقالوا ووو) فلا يُحتكم فيها إلى منطق علمي لا يجادل فيه اثنان. كما هي المعارف العلمية في الرياضيات وووو.
    ولهذا كثرت المدارس الدينية والمذاهب والفرق ووو .فلو كان الدين والقرآن وما له صلة بالعقيدة علما ،ما تجادل فيه اثنان.
    وكل المنقولات والسرديات الدينية هي مزاجية وحسب الإيمان والاعتقاد وليس حسب المعرفة العلمية الصرفة؛ لأن كل المعمور مقاييسه مضبوطة وموحدة كالكيلو والمتر والكيلومتر، والأدوية ووو.
    والعالم فيه اليوم أكثر من أربع مائة ديانة
    وفي الإسلام وحده أكثر من أربعين مذهبا

  • مواطن مغربي حر
    السبت 20 يناير 2018 - 10:57

    هناك مراجع رياضية قبل هذه الفترة حيث تم تهميش فيها علماء رياضيات المسلمين ،ربما قصد الكاتب هذه المراجع .
    أما التهميش فواقع و إن نافقوا أحيانا ….هم يقولونها صراحة *أنتم مجرد وسطاء أو سعاة بريد * بين الغرب و الاغريق !!!!!!
    أليس هذا اجحاف و ظلم لحضارة المسلمين .

  • مواطن مغربي حر
    السبت 20 يناير 2018 - 11:40

    أولا ليس في العلم قول واحد مع ظهور النسبية ،فطبعية الضوء عند Hertz تموجية و هي العكس عند Young جزيئية ….
    ثانيا الذين ينفون العلمية عن العلوم الشرعية هم أناس يحكمون من خارج هذه العلوم ،لم يدرسوها و لم يتعمقوا في فنونها ….
    المعيايير التي وضعها علماء الحديث أليست ثورية في زمانهم و لو استعملها بعض المؤرخين ما خرفوا أحيانا
    ….انظر الى علم أصول الفقه و انظر الى الطاقة العقلية الكبيرة التي تدار بها مسائله و المنطق الشرعي و العلمي الذي يستعمل …
    اكتفي بالمثاليين ففيهما الكفاية .
    تحياتي

  • أستاذ الإجتماعيات
    السبت 20 يناير 2018 - 16:12

    العلوم الشرعية فرع من فروع العلوم الإنسانية، موضوعها الإسلام و منتجاته،
    الدين كيفما كان نوعه، إنتاج بشري خالص كالإقتصاد و السياسة و الفن.. يحتاج للتطوير و إعادة النظر و التسويق
    العلوم الشرعية تحتاج لإصلاح ديني، إصلاح في خدمة الإنسان يصون كرامته و حقوقه و يتفهم طبيعته ككائن ضعيف يخطئ، علوم تجيب عن الإشكاليات التي تطرحها أزمة الإنسان الحديث، تساهم في إيجاد حل للمشاكل النفسية و الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية للإنسان المسلم.
    هذه العلوم يجب أن تكون لدين يروج له بحب و ليونة لا يفرض، دين يتعايش مع السياسة، لا يفرض نفسه عليها و لا يستغل لممارستها و إخضاع الشعوب..
    دين لا يجب أن يخيف الشباب و ينفرهم، بل يجب أن يكون دينا جذابا يشجع على حب الحياة.
    دين لا تتحكم فيه الدولة و لا رجال الدين، دين يجب أن يكون فيه رجل الدين عصريا، منفتحا و فاهما لإنتاجات العلوم العصرية، يجب أن يكون رجلا مثقفا عضويا في مجتمعه فاهما لقضاياه و مشاكله.. إنتهى عهد الشيوخ العجزة في الجلاليب و العباءات بلحاهم الطويلة و المنفرة، رجال دين من عصور الظلمات لا حديث لهم سوى عن أحكام الوضوء و الصلاة و عن الغيبيات !!!

  • حمزة بعدي
    الأحد 21 يناير 2018 - 11:24

    أولا أشكر أستاذي عبد الرحيم معروف على هذه الالتفاتة المباركة التي حاول من خلالها أن ينفض الغبار ويزيل الستار ويظهر الحقآئق والاخبار في حق هؤلاء العلماء الابرار الذين كان لهم السبق في شتى العلوم شرعية كانت أوإنسانية إذا كانوا موسوعين وكان لهم الحظ الاوفر والنصيب الاكبر في العلوم الانسانية كالفلسفة والطب والاقتصاد وهذه النمادج التي ذكرت شاهدة على ذالك فابن الهيثم مثلا ترك تراثا علمیا في مختلف العلوم ومن اھم ما ألفھ"كتاب
    المناظر."یشمل الكتاب على بحوث الضوء.وتشریح العین والرؤیة.وقد احدث الكتاب
    انقلابا في علم البصریات. وكان لھ اثر كبیر في معارف الغربیین )روجر بیكون و كیبلر( وظلوا یعتمدون علیھ لعده قرون اذ تمت ترجمتھ الى اللاتینیة مرات عدیدة في القرون الوسطى.ویشمل ھدا الكتاب على سبع حقائق حقق فیھا عبد الحمید صدره المقالة الأولى والثانیة ونشرھما في كتابھ سنھ 1983 بالكویت. كما ان الدكتور رشدي راشد حقق المقالة السابعة في كتابھ" علم الھندسة والمناظر في القرن الرابع الھجري"المطبوع في بیروت سنھ .1996 وتوجد مخطوطات كاملة من الكتاب او لبعض مقالاتھ في العدید من المكتبات خاصة باسطنبول بتركیا.

  • الرياحي
    الأحد 21 يناير 2018 - 15:43

    2/2
    لم ينتظر Copernic مقال الأستاذ لكي يذكر إسم العلامة البتانيAl Battani وغيره في كتابه الشهير كما أن إسم الدكتور أو الحكيم في القرون الوسطى كان "لبيروندي " وهو تحريف لإسم "البيروني" .كما إن الرياضيين الغربيين ما فتؤوا يذكرون فضل شمال إفريقيا على الرياضي الإيطالي " Fibonacci " ويعتبرونه ممرر passeur الرياضيات العربية للغرب.أما عن إبن خلدون فهم من اكتشفوا "المقدمةprolégomènes" في تركيا في آواخر القرن التاسع عشر كما كل ما كتب عنه يعتبر خطه الغرب.
    عدد من الدول الغربية شرفت الكاشي ، الخوارزمي إبن خلدون، البتّاني بإصدار طوابع بريدية أخرهم روسيا.أكبر مؤرخ للرياضات " Youschkevitch " روسي الجنسية قرأت كتابه "Les mathématiques arabes du 8e au 15e siècle"
    قبل 43 سنة ولا زال يباع بسعر 69.90 أوروا بعد عدة طبعات.طار العقل من بغداد ودمشق ومراكش وحط الرحال في الغرب حيث الحرية الكلأ والماء.الإستبداد نقيض العقل وأين حل الإستبداد هرب العقل.فلا داعي لطلق الكلام على عوانه وشيئ من التواضع أطال الله عمركم
    Cordialement

  • مناهض الغرباويين
    الأحد 21 يناير 2018 - 17:09

    لدي كتاب رياضيات بالفرنسية لاحد كبار الرياضيين الفرنسيين الذي اختار مبرهنة طويلة و قديمة لكي لا يمر على مبرهنة الكاشي …..
    و آخر لما عرض مبرهنة الكاشي تعمد تسميته ب cauchy وهو احد الرياضيين الفرنسيين الكبار …
    ماذا عن هذا يا عاشقي الاستبداد الغربي …أي مرض حصاري هذا الذي تعانون منه ….جل الغرب لا يعترف بحضارتنا وقليل منهم من أنصفنا

  • النرويجي الأسمر
    الإثنين 22 يناير 2018 - 19:00

    المرجو من "العلوم الشرعية" أن تترك العلوم الإنسانية و العلوم الحقة
    في (الــــــتــــــيــــــقــــــار) !!!
    و أن لا تقحم أنفها فيما تنتجه هذه العلوم.

  • sifao
    الثلاثاء 23 يناير 2018 - 10:53

    ما علاقة "علوم" وُجدت لخدمة ارادة السماء وأخرى وُجدت لخدمة الانسان ؟ هي نفس العلاقة الكلاسيكية بين الطبيعيات وماوراءها في صيغة اخرى اكثر تبسيطا، ابن خلدون ، مؤسس علم الاجتماع لم ينطلق من النص الديني لمعالجة الظاهرة الاجتماعية لذلك لا يمكن اضفاء الطابع الاسلامي عن منتوجه الفكري، كونه مسلم لا يعني بتاتا انه يعبر عن موقف اسلامي، لا لولا المستشرقون لما عُرف ابن خلدون بكونه مؤسس هذا العلم ، انكار دور الغرب في انتشال التراث الاسلامي من مستنقع النسيان واللامبالاة لا يُعبر عن موقف اخلاقي متزن ولا عن رأي اكاديمي موضوعي…

  • مواطن مغربي حر
    الثلاثاء 23 يناير 2018 - 11:35

    من خلال التعليقات الاخيرة تأكدت أن اغلبية المسلمين يجهلون حقا تراثهم …
    مول التيقار …غياث الدين الكاشي عالم رياضي *علوم حقة *و فقيه و حافظ للقرآن *علوم شرعية *؟؟؟؟؟ فين التيقار …في الحضارة الاسلامية لا وجود لعقدة بين الشرع و العلم …العقدة توجد في ذهنكم فقط لانكم ادمنتم الرضاعة من ثدي الثقافة الغربية فاختلط عليكم الامر …
    ابن خلدون كان عالم تاريخ و اجتماع و…… وكان رئيس القضاء و هذا المنصب لا يعطى الا لعالم تيحر في العلوم الشرعية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  • النرويجي الأسمر
    الثلاثاء 23 يناير 2018 - 16:21

    يا من ينعتون الآخرين بالجهل و تقديس الغرب،
    و يعتقدون أنهم يملكون العلم و الحقيقة المطلة و يريدون دولة متزوجة بالدين
    و تستفيد من التخلف بإسم الدين و تجعل من الشعب "قطيعا من الرعايا" دائما بإسم الدين و إمارة المؤمنين،
    يا من يريدون مجتمعا من العصور الوسطى يوجهه "فقهاء العلوم الشرعية"
    لا يفقهون شيئا، و يفتون بهذا حرام و هذا حلال و ما يجوز للمرأة فعله و ما يجب عليها تركه..
    يا كل هؤلاء (( و الـــــتـــــيــــــقـــــــار آ عــــــار الــــــاـــــــــه )) !!!

  • yass
    الخميس 25 يناير 2018 - 01:29

    المشكل الاخوة الكرام ليس في الدين لكن في المفاهيم الدينية ،اي ان التصور المكانيكي لقراءة النص والاحاديث المروية عن الرسول (ص)،هي التي تعطينا المفهوم ،والوعي والمستوى العلمي والثقافي و الاجتماعي والسياسي للامم و الشعوب هو الذي يعطينا تصورها و بالتالي تكوِّن مفهوما خاصا آخرا للدين .ومع تعاقب الحضارة الاسلامية منذ 14قرنا برز الاختلاف الكبير في المفاهيم مع كثرتها من الفرق و النحل (كل حزب بما لديهم فرحون)، انا ارى ان كل حضارة وجب عليها بناء تصورها على حساب زمانها و مكانها و هذا ما يفسره ان الاسلام صالح لكل زمان و مكان ،ومشكلتنا اننا مازلنا ندعي السلف حتى امسينا متاسلفين بالوراثة.اذن لماذا نوجه سهامنا الى الدين مع انه برئ من تصوراتنا و مفهومنا له …؟اما الحضارات وتاريخها فهي للاقوى دائما ،والقوي دائما هو الذي يفرض تاريخه.لننزع عقدة الغرب من تفكيرنا ولنعترف اننا كنا الاقوى في فترات ،والان جرت الرياح بما اشتهت سفنهم ،ولنعترف بتقدمهم و علومهم .ولنستفد منهم ،كما استفادوا منا ،اما ان نعلق شماعة فشلنا على الدين فهذا بهتان مبين ،(للذين يدعون ذلك)

  • زكرياء بن حايدة
    السبت 23 فبراير 2019 - 00:11

    وإن تتولو يستبدل قوماً غيركم….
    أولاً لقد إنحرفتم أيها الإخوة الكرام في التعليقات عن موضوع المقال..
    نحن هنا نتكلم عن العلاقة بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية كل هذا مفهوم ولن أتطرق له.
    إنما ما أثار إنتباهي هو صاحب عبارة "التيقار"
    من خلال كلامك وعباراتك رأيت أنك كاره للدين الإسلامي ولا أدري لماذا
    ربما كنت غير مسلم أصلا
    لكن ما مُشكلتك مع الإسلام و العلوم الشرعية ؟؟
    يا أخي إقرأ عن الإسلام وتعمق في الإسلام الحقيقي
    ولا تنظر لأفعال المسلمين أو بالأحرى الذين يدعون الإسلام
    فوالله هؤلاء سيجعلونك تكره الإسلام
    كن عاقلاً أخي وإفعل كما قال أحد النصارى بعدما أسلم " الحمد لله الذي جعلني أنظر للإسلام لا للمسلمين"
    وأظن أنك فهمت قصدي والسلام

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17 3

عريضة من أجل نظافة الجديدة

صوت وصورة
"ليديك" تثير غضب العمال
الخميس 18 أبريل 2024 - 11:55

"ليديك" تثير غضب العمال

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج