شباب غفل

شباب غفل
الجمعة 4 يناير 2008 - 19:52

مقالي اليوم أوجهه إلى الشاب الذي يلبس سروالا ممزقا عند الركبة، ويتحدث وهو يشير بأصابعه في الهواء ،ويهز رأسه في جميع الاتجاهات وكأنه  يمنعه من السقوط .خصلات شعره واقفة كالديك الذي أنهى للتو مباراة قتالية مع ديك أخر .

يعيش حياته عرضا وطولا،ويستنزفها يوم بيوم ،المستقبل شيء لا يهمه و الماضي كلمة تافهة في قاموس اللافهم لديه ،أما الحاضر فهو توقيت لزمن يؤمن بأنه فرض عليه .

تتقاذفه رياح الغفلة والتيه أنى شاءا ،ليجد نفسه في الأخير عرضة للضياع والتشرد الذهني .  

حديثي اليوم أوجهه إلى الفتات التي تظهر عمدا  نصف صدرها أو بالأصح ثدييها ليراه الناس كما يروا سلعة عفنة معروضة خلف زجاج محل تجاري ، أنفها يخرمه خاتم فضي  ،وتكشف ثبانها ليظهر النصف الأعلى من مؤخرتها ، أما ظهور البطن قد أصبح أخف الضررين مقارنة مع ظهور نصف المؤخرة   .

من أي كوكب قدمتما ،وفي أي بيئة تربيتما ، ومن سمح لكما بالظهور أمام الناس بهذا الشكل الفظيع الذي يبعث على الغثيان؟.

الطامة الكبرى إن أعلامنا السمعي والبصري  ،يشجع على هدا المجون، ببته مجموعة من  المسلسلات المكسيكية والبرازيلية التافهة ذات الألف حلقة وحلقة لا موضوع لها ولا هدف سوى تخريب عقول شبابنا.

مملوءة من الغلاف إلى الغلاف بالقبل والاحتكاكات الجسدية  بين شاب وفتاة لا يربطهما أي ميثاق شرعي ، جاعلة من العلاقة الغرامية علاقة عادية وبريئة .

مسخت الرابط بين الأب وأبنه وحولته إلى رباط عداء ،وأولت احترام الوالدين وتنفيذ أوامرهما لتقليد بال وتقييد للحرية الشخصية .

أما الوصلات  الاشهارية التي تخترق حرمة بيوتنا دون استئذان ،فداك موضوع أخر يطول الخوض فيه الآن ، بل سأكتفي بالتذكير بأننا كمستقبلين ومتلقيين  لها ، يصعب علينا التفريق بين الولد والبنت في الشكل والحركات ..

من له المصلحة باللعب بأدمغة أعمدة وركائز هدا البلد ؟

ومن أين تمول إنتاجيات هده الأعمال ،ومن يقف خلفها ويدعمها؟  .  

من يعمل جاهدا على جعل أولادنا كسالاً في الأجسام بحيث يبدون في قعودهم ووقوفهم وتنقلاتهم كأنهم نيام أو سكارى أو أشباح كتلك التي نشاهدها في بعض أفلام علم الخيال نتيجة الإحباط والملل ،من حطم فيهم روح الأمل  .

أسئلة كثيرة ومخيفة تدور بذهني ،تؤدي جميعها إلى نتيجة واحدة ،وهي أن هناك ،في الخلفية وفي الخفاء ،من يرتب ويخطط على نار هادئة للقضاء على فلذات أكبادنا،وتشويه نظرتهم للحياة وجعلهم سلاح فتاك ومدمر لنفسه ومن يحوم حوله. 

لن نبقى صامتين ،ولن نبقى مكتوفين الأيادي ،بل سنحاول قدر المستطاع أن نقترب منهم ،نتحدث إليهم نعرف أفكارهم .

لن ندعهم فريسة سهلة لأوهام  سوداء تقضي على الشعلة المنيرة في قلوبهم .

فهم أبناؤنا إخواننا أخواتنا، لن نتركهم للإهمال ،لن نسمح لأنانيتنا أن تتجاهلهم ،علينا أن نضع في حسباننا أنهم لازالوا عجينة يسهل تمطيطها بالشكل الذي يهم مصلحتهم .

سننير طريقهم بصور تنبع من أعماقنا  ترسم لهم وجودهم  الفعلي وتوضح لهم الفرق  بين الحقيقة والوهم، بين الخطأ والصواب، بين الخير والشر، وبين الحرية والعبودية ،حتى لو كانت عبودية أفكار وهمية استنبطوها من جهة مجهولة الهوية. 

انتظروا مني مقالات أخرى

[email protected]

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات