مجازون..ولكن..

مجازون..ولكن..
الجمعة 28 أكتوبر 2011 - 13:50

جرت العادة في بلدان محترمة لمبادئ الديموقراطية والعدالة أن يكون الحصول على شهادة جامعية مفتاحا للترقي الوظيفي والإجتماعي.. أمر لا يتحقق بالضرورة بين ظهرانينا… فمجازنا وفور تخرجه يجد باب البطالة مشرعا على مصراعيه أمامه دون أبواب أخرى، يبقى ولوجها مقصورا على توفر شروط معينة ليست متاحة للجميع.. ليبدأ مشواره النضالي الطويل داخل مجموعات المعطلين، والتي سيتوفر له عبرها عرض متنوع من الضرب والرفس والسب والشتم والمهانة… مما يدفع بالعديدين إلى دخول مغامرات ما كانت لتحتاج إلى كل سنوات الكد والتحصيل والتحرش تلك، من قبيل بيع الديطاي والحراسة الليلية وغيرها… أما المجازون الموظفون فليسوا بالضرورة أحسن حالا من زملائهم المعطلين، إلا أن مشاكلهم من نوع ثان، فالموظف المجاز ظن يوما أن حصوله على شهادته الجامعية سيفتح أمامه أبواب الترقي وتغيير الإطار… إلا أن الوضع ليس بالسهولة التي ظنها، ولنأخذ مجازي التعليم نموذجا، وهم الذين يخوضون معارك نضالية من أجل إدماجهم في السلم العاشر منذ سنوات أنستهم مجهوداتهم الإستثنائية والذاتية للتحصيل خصوصا مع بعد مقرات عمل أغلبهم عن الكليات والمراكز الجامعية… إلا أن الرد يأتي سريعا من الوزارة: لا إدماج ولا تغيير للإطار.. رغم الخصاص المهول المسجل في الثانوي الإعدادي والتأهيلي في المواد جميعها دون إستثناء.. ورغم إدماج مجازين آخرين بشكل مباشرفي أسلاك الإعدادي وهذا ضرب لمبدإ تكافؤ الفرص.. في حين يبقى صاحبنا في زنزانته التاسعة وهو الحامل لإجازة ما سوات والو.. ولأقدمية سنوات من العزلة والمعاناة بمناطق نائية.. كل ذلك، وما داها فيه حد..

ولندع إحتجاجات ومعاناة المجازين الغير المدمجين، لنتجه صوب المدمجين، وهم حالات متعددة، لكل معاناتها وشكواها. فهناك المشتكي من قرصنة سنوات خدمته المدنية، لا لشيء إلا أنه أداها بإدارة أخرى، في حين أن زميله أحتسبت له ورقي للدرجة الموالية، والسبب أن خدمته المدنية كانت بقطاع التربية والتعليم، وهو في الحقيقة تكريس لضرب مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص، وكأن الأول أداها لحساب بلد غير بلده… فما ذنب من أداها بالمندوبية السامية للمقاومة ولجيش التحرير أو بالإدارة الترابية؟ أوليست كلها إدارات عمومية وتخضع للأنظمة ذاتها؟

وهناك المشتكي من طول إقامته بالسلم العاشر لمدد ناهزت أحيانا العشرين سنة، في حين أن زملاءه بقطاعات أخرى كان مسارهم أكثر سلاسة، ووصلوا الدرجة الممتازة، وصاحبنا لم يراوح مكانه، ولم يستفد على مدى سنواته الطويلة ـ وهو المشرف على التقاعد ـ لا من ترقية ولا هم يحزنون.. ورغم الخطاب الحكومي المبشر بمكاسب الحوار الإجتماعي الأخير، إلا أن الأجرأة لاقت العديد من العراقيل والتأخيرات، مع العلم أن هاته المكاسب لا تعدو إلا حقوقا منتقصة للمعنيين، وهو ما أدى إلى شروع المجازين في إحتجاجاتهم.. فهلا أعفينا هؤلاء من معاناتهم؟ وعملنا على إنقاذ زمن أبنائنا المدرسي؟ فالزمن هو ذاك، لا غيره من المذكرات العقيمة التي لا تعدو غير صيحة في واد.. فالمجازون.. المجازون.. يرحمكم الله..

[email protected]

‫تعليقات الزوار

6
  • مبارك هادن
    الجمعة 28 أكتوبر 2011 - 23:30

    وتبارك الله على السي محمد اسليم راك دائما منور.وفقك الله إلى الخير ووفق الله الخير إليك.

  • issam
    السبت 29 أكتوبر 2011 - 01:32

    et que faire même si tu en trouve de l'embouche et tu travail pour que tu puisse terminer tes études supérieurs rien que pour le savoir et la science en te dis que nous pouvons pas accepter les fonctionnaires voir qu'on veux donner chance de travail au diplômés chômeurs …oui c'est ça mon oeuil et on trouves ces diplômés par hasard devant le parlement entrain de réclamer …la vérité c'est que les profs universitaires trop vieux et trop pommés ont peurent des jeunes gent fonctionnaires et intelligent qu'ils prénent leur places .eux qui sont devenus trop vieux pour la recherche scientifiques voire seulement ce qui sont entrain de faire en ces dernières années ..ils demandes des pots de vins pour laisser les gents terminer leur études c'est de l'injustice. au non de dieu et au non du roi ..on veux vraiment une solution a ça .et publier hespress svp………

  • تلميدة
    السبت 29 أكتوبر 2011 - 12:48

    كالليك كل واحد كايجازيه الله على قد نيتو… ماشفتوش هاداك المعلم ملي كايدخل للقسم كايحط شكارتو ويمشي عند المعلمة للي حداه يعطيوها للجماعة الخاوية حتى كايبان ليهم المدير عاد كيدخلو لاقسامهم يكملو الجماعة مسجات والاخر للي كايجي عيان كالليك هو بغا ينعس كاينوض تلميد للسبورة يسجل اللي دار الصداع حتى يفيق وزيد وزيد من القصص اللي ماكاطيحش على البال شنو هدا انتقام زعما كينتاقمو من الوزارة فولادنا للي على بالنا كنصيفتوهم ايقراو معدر الدولة فيكم حللو رزقكم و( ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا)…

  • karima
    الأحد 30 أكتوبر 2011 - 01:39

    فمجازنا وفور تخرجه يجد باب البطالة مشرعا على مصراعيه أمامه دون أبواب أخرى، يبقى ولوجها مقصورا على توفر شروط معينة ليست متاحة للجميع.. ليبدأ مشواره النضالي الطويل داخل مجموعات المعطلين، والتي سيتوفر له عبرها عرض متنوع من الضرب والرفس والسب والشتم والمهانة… مما يدفع بالعديدين إلى دخول مغامرات ما كانت لتحتاج إلى كل سنوات الكد والتحصيل والتحرش تلك، من قبيل بيع الديطاي والحراسة الليلية وغيرها…

  • hamidou
    الإثنين 31 أكتوبر 2011 - 12:07

    وهل تعتقد ان كل مجاز سيجد عملا بطريقة آلية !!!! أين هي هذه الدولة التي تشغل كل عاطليها!! أما المأسف في المعطلين هو اصرارهم على العمل في الوظيفة العامة!!! لماذا!!! شوية ديال المنطق نعم هناك سلبيات كثيرة ولكن انتم كذلك تبالغووووووووووووووووووون

  • بلال
    الثلاثاء 1 نونبر 2011 - 10:31

    أسي صاحب التعليق رقم 5..إذا توفرت نفس شروط الوظيفة العمومية في القطاع الخاص كن على يقين أن الوظيفة العمومية ستخسر أكبر موظفيها و لن تجد أحدا يسأل عنها..القطاع الخاص في المغرب قطاع إقطاعي استغلالي بامتياز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30

احتجاج أساتذة موقوفين