المغرب أكبر من نيني والحاقد وحسون!

المغرب أكبر من نيني والحاقد وحسون!
السبت 12 نونبر 2011 - 00:39

يخيل لي أحيانا أننا كمغاربة (محظوظين !!)، لأننا محكومين بعباقرة وحكماء ما أتى بهم زمان.

ولعل الجميع قد لاحظ كيف تحركت “ماكينة” الدولة بسرعة الضوء، إبان ظهور حركة 20 فبراير في الشارع، لاحتواء الحراك الشعبي من الانفلات، الذي كان بإمكانه أن يأتي على الأخضر واليابس، خصوصا وأن بواعث الانتفاضة الشعبية في المغرب كانت ولازالت أقوى من أي بواعث انتفاضة شعبية عربية عرفها الربيع العربي؛

فبسخط قسم كبير من الشعب المغربي على العملية السياسية برمتها، وهو ما عكسته المشاركة السياسية الجد متدنية في إنتخابات 2007؛ وبعجز شرائح واسعة من المجتمع المغربي في السنين الأخيرة عن الإجابة على أبسط متطلبات العيش الكريم، وليس أقلها عدم قدرة العديد من الأسر المغربية، وخاصة في العالم القروي، حتى على توفير مادة “الطحين” باعتباره المادة الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في أي منزل مغربي؛ كان بإمكان كل ذلك وغيره، أن يشكل فتيلا لانتفاضة شعبية لا احد كان قادرا على التكهن بتكلفتها، لا قدر الله.

و صراحة من موقعي كمواطن مغربي ـ ورغم التذمر النفسي الكبير الذي يتملكني، جراء سوء أحوال البلد على جميع الأصعدة، و كذا إحساسي بغبن شديد بفعل التحايل والمناورات على مطالب الشعب، إضافة إلى شعوري بغياب إرادة سياسية حقيقية في اتجاه الإصلاح لدى الساهرين على أمور المغاربةـ لا يسعني إلا أن أحيي عاليا العقل الرسمي المغربي على قدرته العجيبة في امتصاص الحراك الشعبي المغربي الأخير.

وقد لاحظ الجميع كيف أثلج خطاب التاسع من مارس، صدر معظم قيادات الأحزاب السياسية، وكيف أفضت المفاوضات مع قيادات النقابات العمالية بزيادة 600 درهم، للموظفين في القطاع العمومي، وكيف سافر عباس الفاسي إلى دولة “الجزيرة” أو دولة قطر في عز الغليان الشعبي، ثم كيف توارى الهمة تدريجيا عن دائرة الضوء… هذا طبعا، مع تجاوزات أمنية لا مبرر لها من قبيل التدخل الأمني العنيف الذي شهدته أيام 06/13مارس و 15/22/29/ماي الأخيرين..

لكن، بالقدر الذي يبدو فيه العقل الرسمي عبقري وداهية، بالقدر الذي يبدو فيه أحيانا كثيرة على درجة من الغباء لا نظير لها، خاصة حين يفتعل معارك “جانبية ومجانية” كان بالإمكان الإستغناء عنها.

ومن بين تلك المعارك التي لازال العديد من المتتبعين حائرين في فك شفراتها حتى اليوم، نجد قضية معاد “الحاقد” فنان حركة 20 فبراير.

فرغم ملايين الأصوات، إذا احتسبنا مجموع المسيرات من كل يوم أحد، والدعوات التي أطلقتها العديد من الفعاليات الحقوقية والفنية لإطلاق سراح الشاب “الحاقد”، لازالت الدولة متعنتة في اعتقاله، وتراكم حقدا مجانيا للعديد من المغاربة الذين آمنوا بعدالة قضيته.

وشخصيا، لم أكن اعرف معاد “الحاقد”، وربما كان هذا حال الكثير من المغاربة الذين لم يسمعوا به من قبل، لكن، اعتقاله سلط الضوء عليه، وجعل العديد من المواطنين يسألون عنه وعن أغانيه، لتغدو كلماته وهو داخل السجن أكثر وقعا على أذان معتقليه وهو خارجه.

أما الصحفي رشيد نيني، فقد عكست محاكمته شخصنة ما بعدها شخصنة للمؤسسات الرسمية و عنترية ما بعدها عنترية، حاول من خلالها خصومه إستعراض “عضلاتهم القضائية” للقضاء عليه، مستفيدين من تواطؤ العديد من المنابر الإعلامية عليه، ومن تدني شعبيته بعد انتقاده في بعض مقالاته لحركة 20 فبراير في بادئ الأمر.

ونحن لا نعتبر نيني، أو غيره فوق القانون، لكن على الأقل وانتم تؤسسون لفصل سياسي جديد قوامه دستور ديمقراطي وإنتخابات مفصلية كما تدعون، كان أولى بكم أن تطلقوا سراح الرجل على الأقل بمناسبة عيد الأضحى، فمهما كان هو اشرف من العديد من المجرمين الذين تم العفو عنهم في هذه المناسبة، وكما يقول المثل المغربي الدارج “لي غلب يعف” مادامت الرسالة قد وصلت للجميع.

أما آخر “المعارك المجانية” التي تفتقت عليها عبقرية “أصحاب الحسنات” فهي رفض ترشيح القاضي السابق جعفر حسون للإنتخبات القادمة، كوكيل للائحة “المصباح” بتارودانت الجنوبية، تحت ذريعة أن لائحة الحزب المودعة من طرف وكيلها جعفر حسون “مخالفة لمقتضيات المادة 7 والمادة 24 من القانون التنظيمي لمجلس النواب!.

وتسقط المادة السابعة من القانون المذكور أهلية الترشح للإنتخابات النيابية بالنسبة للأشخاص الذين يزاولون بالفعل عددا من الوظائف، منها القضاء، أو الذين انتهوا من مزاولتها منذ أقل من سنة في تاريخ الاقتراع.

ومعلوم ان القاضي السابق جعفر حسون، كان قد جرى توقيفه يوم 19 غشت 2010، وهو القرار الذي أنهى مزاولته الفعلية للقضاء، ومنذ ذلك اليوم لم يزاول أية مهام قضائية، مما يفسر قرار منعه من الترشيح في اتجاه مناقض لما سيق به، كما يعطي لحزب العدالة والتنمية الذي وكل جعفر حسون على لائحته بتارودانت الجنوبية، فرصة ذهبية لمزيد من تسليط الضوء عليه وكسب رصيد شعبي جديد لحسابه، خاصة وأن أمينه العام “البوحاطي” بنكيران منذ شهور خلت، وهو يذكي وسط المغاربة مزاعم من قبيل أن حزب العدالة والتنمية هو القوة السياسية الوحيدة المستهدفة في البلد من طرف “جهات داخل الدولة” وكأننا نعيش في دولة داخلها دولة على شاكلة لبنان !!.

إن ما جرى ويجري مع القاضي حسون وقبله الحاقد ونيني وغيرهم من ضحايا الحسابات الشخصية الضيقة، ستكون تكلفته السياسية كبيرةعلى مستقبل المغرب، في الأسابيع أو الشهور أو حتى الأعوام القادمة، ولن يثني ذلك لا أموال “الرياض” ولا الخطط الجهنمية للساكن في “قصر الإليزيه”.

إن المغرب ورهاناته الإستراتيجية أكبر من نيني، وحسون، والحاقد، و من كل الحسابات الشخصية والأنانية البغيضة. فرجاء رحمة ورفقا بهذا البلد وبأبنائه.

‫تعليقات الزوار

4
  • Baba abdou
    السبت 12 نونبر 2011 - 03:26

    On est d'accord, mais il faut que Niny attaque tout le monde, mais tout le monde et franchement sans preuve et son journal est devenu vraiment un torchon sale pour salire les autres – Pour salir quelqu'un, eh bien, allons-y chez Niny – sans compter le style populiste qui n'avance en rien le Maroc – Voici un exempe : eh bien ce Niny je me rappelle il a consacré toute une page pour descendre bassement Abdellatif Lâabi ! Pourquoi ? Ce poète a passé 8 ans en prison, et quand il est sorti de prison comme beaucoup d'autres, il est resté digne, sans jamais céder sur ces principes – Eh bien j'ai dégoûté ce jour ce torchon : car il fallait au moins équiliber l'article en bon journaliste, non ! on lui soufflé une info et sans mesurer il attque ce monsieur – quelle bassesse – et cela l'a fait avec beaucoup de personne – on ne connaît plus de limites – on n'est plus dans le journalisme, mais dans l'héroisme etc

  • MATHEUX
    السبت 12 نونبر 2011 - 19:12

    المغرب أكبر من نيني والحاقد وحسون!
    Non cher concitoyen
    ce titre est absurde d'ailleurs dans votre papier vous dites une chose et vous défendez son contraire
    quelque soit le cas votre message manque de lucidité
    Il n' y a pas de Maroc dans l'absolu sinon une pierre morte et peut être sacrée..
    Le Maroc c'est Nini c'est Haked c'est Hassoun c'est kKaddour c'est Abouch
    et je peux continuer comme ça 30 Millions de fois
    Cher compatriote tu te trompes complétement

  • مغربي
    الأحد 13 نونبر 2011 - 12:04

    حرية الصحافة يجب أن تكون لها قوانين كجميع الميادين . وهده القوانين لا يجب أن يضعها الصحافيون بأنفسهم كما يريدون لكي يتاجروا بأعراض الناس .المهم ما ينقصنا هي الصراحة فيما بيننا و بعد النظر لأن يطغى عندنا التسرع و العشوائية في كل شيء حتى داخل منازلنا .

  • الحجاج
    الإثنين 14 نونبر 2011 - 19:50

    ورغم التذمر النفسي الكبير الذي يتملكك، جراء سوء أحوال البلد و كذا إحساسك بغبن شديد بفعل التحايل والمناورات على مطالب الشعب، إضافة إلى شعورك بغياب إرادة سياسية حقيقية في اتجاه الإصلاح ـ لا يسعك إلا أن تحيي عاليا العقل الرسمي المغربي على قدرته العجيبة في امتصاص الحراك الشعبي المغربي الأخير.
    أليس هذا ذليل قاطع انك بحاجة لمراجعة طبيب نفسي.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس