أمة الشعارات

أمة الشعارات
الأحد 13 يناير 2008 - 22:12

إن جميع مراحل تطورنا التاريخي وصراعنا مع الآخر،أطرته وقادته شعارات ،حيث إن جميع حروبنا ،وانتصاراتنا الموهومة ،كانت عبارة عن شعارات في شعارات، فألهمنا الوجدان العربي بالشعارات،ولما جاءت الهزيمة،عتمنا عليها كذلك بالشعارات.

الم نكن و لا نزال نمثل امة الانهزامات ؟ إن أي مشروع إيديولوجي متكامل لا يمكن أن يكون بدون شعارات ، لقد كانت الثورة الناصرية عبارة عن شعارات أججت حماس الجماهير، لانجاز القفزة النوعية ،في بناء القاعدة الاقتصادية الصلبة ،لتقليص الفجوة مع الأخر الذي استعمرنا واحتل أرضنا وأهاننا في عقر دارنا.

وللأسف اختزلت تلك الشعارات في أبي زعبل الذي اعدم فيه الشيوعيون والماركسيون اللينينيون والإخوان المسلمون،بشعارات كاذبة بحجة الدفاع عن طغمة الشعارات ، ولما غفل الزعيم ،وجاءت هزيمة يونيو الستة أيام ،غفرت الجماهير للحاكم أخطائه ، وبسرعة البرق نسيت التنكيل ، ولما أراد الحاكم الاستقالة لفراغ الشعارات، ثارت الجماهير وأعادته إلى سدة الحكم باسم الشعارات، ولما مات الزعيم أو موتوه ،سارت الحشود في جنازته وهي كالمعتاد ترفع الشعارات ،التي اختزلها اللاحقون ، في الضفة والقطاع ضمن خارطة طريق رسمت معالمها من طرف يهود البيت الأبيض أو الأسود المشهود.

ومرة أخرى يثور جزء من الجماهير ،ضد الخيانة الموؤدة ،ببيع فلسطين والعراق،فيرفع فريق شعارات : من السيلية الى مصر صهاينة بالأصل ، ويرفع فريق : خيبر خيبري ايهود جيش محمد سيعود.

في ستينات القرن الماضي ، ونحن صغار ،كنا نذهب للفرجة والتسلية في الحلقة ،ونحن نسمع لحلايقي ،يحكي عن قصص سيف ذو يزن ،عاقصة النمرود ،عنتر وعبلة وسيدنا علي كرم الله وجهه وغزواته ، وحروبه مع آل صهيون من يهود وكفار ،وكم كنا فرحين مبسوطين ، لما كان لحلايقي يردد على مسامعنا، أن علي بن ابي طالب ، لما كان يوجه سيفه إلى اليمين كان يقطف وبضربة واحدة ألف رأس يهودي، ولما كان يوجه سيفه نحو اليسار كان رحمه الله يقطف الفيي رأس صهيوني،، وعندما كان يصيح ، في الوغى، كان شعر صدره يحدث ثقوبا في الواقية الصدرية التي كانت من حديد، مثلما عروق المغروسات تحدث ثقوبا في الأرض أيام فصل الربيع .

وعندما كانت تنتهي الحلقة بالصلاة على النبي الهمام، ويبدأ لحلايقي في طلب النقود ،حتى نستل عائدين ، وكل منا يشعر انه يملك قوة سيدنا علي ،التي ستعيد تلك الايام الخوالي ، ايام مارك فوريست، هيركيل، ماسيست، غولياط، وإليس..وكلنا أمل واستعداد في هزيمة اليهود وتحرير القدس وفلسطين.مرت سنون وسنون منذ بداية الستينات ، ومرت آلاف السنين على حروب علي مع اليهود ، والى اليوم لانزال نحارب آل صهيون، بنفس الشعارات الحماسية: خيبر خيبر يايهود جيش محمد سيعود . لاشرقية لا غربية جمهورية إسلامية .

لقد كان جيش محمد في ذلك الإبان من العصور الخوالي، بضع عشرات. أما اليوم فان جيش محمد المليار ونصف مليار نسمة. والى الآن لا نزال ننتظر، قدوم جيش محمد الذي سوف لن ياتي ،لأننا امة الشعارات نخوض الحروب بالشعارات ، ونحول الهزائم إلى نصر بالشعارات.

الم يكن المشروع الماركسي اللينيني لليسار الجديد السبعيني عبارة عن شعارات رددتها جماهير الطلبة والتلاميذ والمثقفون الثوريون ، لمواجهة عدو وهمي جسدته في أنظمة الحكم المحلية ، المرتبطة مع الدوائر الغربية.؟ من منا سينسى شعارات الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،اللذان تحولا إلى حملين وديعين، ينصحان بالتروي واستعمال العقل،في مواجهة عدو يسفك ويقتل ويغتال بمباركة وتشجيع من العم سام، وبتغطية من أصحاب القرار في كبريات العواصم الأوروبية؟. من ينسى شعارات فتح برمي إسرائيل في البحر، وبان التحرير سيكون من البحر إلى النهر؟. الم تبني حماس والجهاد أمجادهما على الشعارات المتصادمة، وعندما تلذذت بمزايا السلطة، تنازلت عن فلسطين ، لتختزلها في الضفة والقطاع ، رغم أن الضفة كانت أردنية ،والقطاع مصرية. فأين هي فلسطين؟ وأين التحرير من البحر إلى النهر؟.

ولنطرح السؤال بعد كل هذه الهزائم. ماذا بقي من الشعارات؟ لقد أفرغت شعارات اليسار الماركسي اللينيني السبعيني، لتنصهر وبدون مقدمات في المشروع الرسمي للأخر، الذي نظروا بالشعارات لقلبه، فتم التخلي عن دولة العمال والفلاحين، باسم شعار : كل واحد ايضبر لراسو . وأفرغت شعارات حماس من مطالب الخلافة الراشدة ، لتعوض بالمرحلية ، والرشد ، وتحضير العقل ،بعد أن استلذت بامتيازات المناصب الحكومية، لتقبر ومنذ سنتين العمليات الاستشهادية، والانخراط في ما يسمى بالعمليات السلمية.

أما الشعارات القومجية من ناصرية وبعثية،فقد أزالت من قاموسها مقولة الصراع العربي الإسرائيلي، لتختزله جبنا في إستراتيجية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. الم يهزم القذافي الغرب بالشعارات؟.

نحن امة الشعارات، ولا احد في العالم يستطيع أن يزايد علينا في الشعارات. لقد أصبحت الشعارات في هذا الزمن الرديء،مادة دسمة للبيع والشراء. وبطغيان الشعارات، أصبح التضامن مع الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين في محناهم يقتصر على الشعارات.ففي كل مظاهرة للنصرة ترفع الجماهير الشعارات ، وعندما يقع الإشباع من التنفيس، وتسترخي الجماهير،ويزول الغضب ،تعود الجماهير إلى حالتها العادية ،لتحكي عن طبيعة ونوع الشعارات. أما اللبنانيون والفلسطينيون والعراقيون، فهم مع مشاكلهم وأحزانهم وقتلاهم مستمرون، ودائما على الدرب مناضلون..إننا امة الشعارات.

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 10

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير