المقاربة الأمنية ومقتل ابن لادن، عاملان أساسيان في فوز pjd بالمغرب

المقاربة الأمنية ومقتل ابن لادن، عاملان أساسيان في فوز pjd بالمغرب
الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 02:15

يطرح فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية لسنة 2011 برسمها أول انتخابات في ظل أول دستور في عهد الملك الجديد عدة تساؤلات وإشكالات، يرتبط بعضها بما هو وطني والبعض الآخر بما هو دولي. فكيف يمكن تحليل أو فهم هذه “المفاجئة” السياسية؟ وهل يصح أن ننعتها بالمفاجئة؟ أم أنها الخيار الأنجع والمفيد بالنسبة للنظام والمؤسسة الحاكمة؟

كانت إذن النتائج النهائية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية هي أن حصل حزب” العدالة والتنمية ” pjd على 107 مقعد في مجلس النواب من أصل 395 وهي نسبة 28 % من مجموع المقاعد هذه النسبة مكنت الحزب من الحصول على المرتبة الأولى مما يعني تكليفه كحزب بترأس الحكومة المقبلة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذا المعطي السياسي هو كالتالي:

هل كان حزب “العدالة والتنمية” في الانتخابات السابقة أدنى شعبية وبالمقابل تقوت اليوم شعبيته وازدادت؟ ما السبب الحقيقي وراء تبوء pjd هذه المرتبة؟ هل هي نتيجة موضوعية؟ أم نتيجة متأخرة؟ هل هي إرادة الناخب اليوم أم أنها إرادة كانت مؤجلة حان الوقت لبروزها؟ هل فوز pjd عنوان لثورة صناديق ولربيع هادئ يميز المغرب؟ أم أنه المفرمل و الكابح لتحقق هذا الربيع؟ ما علاقة هذه النتائج بالسياق الدولي الذي يشهده العالم؟ هل لمقتل أسامة بن لادن علاقة بصعود الإسلاميين؟ وما الذي قدمه إسلاميو تركيا لإسلامي شمال إفريقيا؟

لا يمكن إذن لكل ذي عينين عايش التجربتين السابقتين الانتخابيتين ل pjd أقصد تجربة 2002 وتجربة 2007 أن يقول إن شعبية الحزب تزايدت بعد هاتين الولايتين الشيء الذي مكنه في الانتخابات الراهنة من الحصول على المرتبة الأولى هذا الأمر يقره كل بعيد أو قريب من حزب العدالة والتنمية، لكن كيف حصل “العدالة والتنمية” فجأة على المرتبة الأولى؟ يجمع الكثيرون ويقولون أن النزاهة والديمقراطية هي السبب وراء هذه النتيجة، لكن ما سر هذا “الخيار الديمقراطي” هل هي إرادة ديمقراطية فعلا حبا في الشعب ورغبة في جعل المغرب في مصاف البلدان الديمقراطية؟ أم أنه خيار المقاربة الأمنية الذي أرادته المؤسسة الملكية والتي تعد هي الثابت في حين أن الكل متحول؟

يمكن أن نقول إجابة على هذا السؤال أن الحل الأنجع للتصدي لثورة شعبية وربيع مغربي محتمل الوقوع، ولتسكين الأوضاع هو جعل حزب “العدالة والتنمية” في المرتبة الأولى كحزب قادم من المعارضة وأيضا باعتباره الحزب الأقرب إلى الشارع المغربي بالمقارنة مع باقي الأحزاب، فلو افتراضنا مثلا أن تحالف G8 أو “التحالف من أجل الديمقراطية ” هو الذي حصل على أعلى نسبة كما توقع الكثيرون، ومن يعرف قليلا عن تاريخ المغرب الانتخابي وعلما بأن الداخلية هي التي تدير هذه الانتخابات، فإنه يعلم على أنه لو كانت للمخزن رغبة في جعل هذا التحالف في الحكومة لأمكن له ذلك وبكل سهولة وكما كان يفعل في السابق، لكن كيف سيكون وقع ذلك على الشارع المغربي وعلى الفاعلين السياسيين وخاصة حركة 20 فبراير، والتي تشكل شبيبة “العدل والإحسان” النسبة الكبرى من أعضائها فالعدالة والتنمية هو الحزب الأكثر قربا إذن من “حركة 20 فبراير” وأعضاء جماعة “العدل والإحسان” على الأقل إن لم يقفوا إلى جانب إخوانهم فإنهم سيفسحون لم المجال ولن يحاولوا أن يعيقوا مسارهم هكذا يمكن إذن أن تضعف وتيرة الاحتجاج من جانب اليمين وإن كانت ستتقوى من جانب اليسار ولكن ليس بنفس الحدة.

هكذا إذن يمكن القول أن المقاربة الأمنية هي العامل الأول وراء فوز العدالة والتنمية بهذه الانتخابات فميما يخص العامل الداخلي. فماذا إذن بخصوص العمل الدولي؟

قد يستغرب الكثير حينما أقول بأن لمقتل أسامة بن لادن علاقة بصعود الإسلاميين، لكن الغموض يزول حينما نجيب عن سؤال ما دلالة مقتل ابن لادن بالنسبة لشعوب الغرب وللعالم الإسلامي؟

إن مقتل هذا الرجل لا يفيد شيء غير أن فزاعة الإسلاميين قد سقطت وأن أمريكا استطاعت أن تخلق بديلا إسلاميا لهذه الشعوب التي لا يمكن تصورها بدون هذا الدين، إسلاما يتماشى ومصالحها، وعلمتهم كيف يصبحون أصدقاء عدوهم، وأنستهم أنها حامي الكيان الصهيوني والداعم له، وعلمتهم أن مفهوم الجهاد كما تعلموه عن شيوخهم لم يعد مجديا. وهي تحاول من الجهة الأخرى أن تحسن صورتها أو أن تلطفها لدى الشعوب الإسلامية لأن هذه الصورة أساءت لهم بكثير وجنت لهم الويلات.

ومن جهة أخرى بينت تجربة الإسلاميين في تركيا أنه من الممكن أن يكون هناك إسلام سياسي يتقاطع مع مصالح الأمريكان وذلك من خلال الموقف التركي تجاه ليبيا القذافي، والآن في سوريا، فلا داعي إذن للخوف من الإسلام السياسي هذه هي النتيجة التي توصلت لها أمريكا وحلفاؤها.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو كالتالي هل وصول “العدالة والتنمية” إلى الحكومة وترأسها مؤشر لتألق هذا الحزب أم أنه على العكس من ذلك خطوة نحو انهياره كما حدث لحزب الإتحاد الاشتراكي من قبل في حكومة التناوب؟ هذا ما سيجيب عنه الزمن في القريب من خلال ما سيقده هذا الحزب للشعب المغربي.

*أستاذ الفلسفة بالجنوب الشرقي

‫تعليقات الزوار

6
  • marocaine
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 10:31

    الفوز واحد وكل فئة تبرد على قلبها بطريقتها

  • رشيد
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 12:12

    تفسير غريب عجيب هههه
    اين اصوات الناخبين التي هي السبب الرئيسي في صعود الحزب
    العدالة و التنمية نجح لان الشعب المغربي قرر ان يمنحه الفرصة و قرر معاقبة اليسار على فشله الطويل

    نقطة نهاية

    بلا ما تبقا تخلط و تخربق قاليك مقتل بن لادن ….. عـــجـــيـــب

    اصلا بن لادن مجرد خدعة امريكية يصدقها السدج متلك

  • ابوعدنان
    الثلاثاء 29 نونبر 2011 - 22:44

    عذرا ان فوز العدالة والتنمية جاء اثر سخط الشارع المغربي على الاحزاب القديمة منها والتي طبخت في مكاتب الوزارة الام على العهد السابق. لقد نتذكر دون اشمئزاز فورات بعض القياديين زمن العارضة ايام زمان في البرلمان ووعودهم الزائفة وانتقاداتهم التي كانت تطال السلطات وراينا كيف انهم تملصوا من كل شيء…..

  • أبو بدر
    الأربعاء 30 نونبر 2011 - 12:18

    رأي موفق . ولا شك أن الجميع استنتج هذا . والكل كان ينتظر هذا لأنه بدون هذه الخطوة كانت الأمور ستنزلق ولا شك . أما الآن فبالإمكان العمل وإصلاح الأوضاع بسرعة وبهدوء ومن دون خسائر . والنظام تحسب له هذه الخطوة وينبغي أن يشكر عليها وأن لا يقف عندها بل يستجيب عن طريق برامج الحزب لمتطلبات الشارع حتى ترسى الأمور على ساحل السلامة . لأنه لو فكرت جهة ما بالقيام بمسرحية ظرفية دون القيام بإصلاحات جذرية وعميقة تعيد للشارع ثقته في المؤسسات فلا شك أن الأوضاع قد تنفجر في أي وقت . أما عن أمريكا فهي أكيد دافعت عن الحزب بعد تفجيرات البيضاء وربما فرضت بقاءه لأن دراسات محلليها الإستراتيجيين توقعت أن يشهد العالم الإسلامي صحوة قوية فأخذوا في محاولات لترويد هذه الصحوة وتتبعها منذ بداياتها وتقوية ما يعرف بالإسلام المعتدل في كل بلاد الإسلام والذي يتمثل في مصر مثلا في جماعة الإخوان وفي المغرب في جماعة الإصلاح فأمريكا ترى فيهم قابلية للتفاهم واقتسام المصالح وبذلك تنجو من سيطرت ما تسميه الإسلام الراديكالي كحركة طالبان مثلا والتي لا تقبل بأي تنازل قد يمس الإسلام أو السيادة . ونحن نقول اللهم العمش أو العمى ههههههههه.

  • يوسف بن تشفين
    الأربعاء 30 نونبر 2011 - 17:41

    ههه واش غا لي جا اولي محلل سياسي و إكتب ف هاد هسبريس لن أناقشك ليس لأني لا أؤمن بالنقاش ولكن لعدم وجود أرضية أصلا. سير أولدي الله ارضي عليك نزع الحقد من قلبك وقرى ليك شوية باش الثقف و هذا نداء موجه لكل الأقزام لي عند بالهم راهم عمالقة.
    لا حول ولا قوة إلا بالله. لقد بلغ السيل الزبى 🙁

  • لست سياسيا
    الأحد 4 دجنبر 2011 - 18:15

    فب بداية هذا التعليق،أريد ان اؤكد على مسألة أساسية،ألا وهي "ليس في التريخ عبثية ولا صدفة،وليست هناك انكسارات ولا تشتت.. بل هناك دائما شروط ونتائج"
    ففي ما يخص الأمران الذان اكدت عليهما في مقالك هذا على انهما لعبا دورا أساسيا في تبوأ حزب العدالة والتنمية صدارة استحقاقات 2011،ففي نظري ليسا عاملان أساسيان،بقدر ماهما عاملان من بين جملة من العوامل الأخرى،حتى وان ظهر بأنهما أيضا ساهما بشكل أو بأخر..على اعتبار ان هناك نوعا من المقاربة الأمنية في الأمر الانتخابي،وهناك أيضا نوعا من الدعوة لتحقيق المصاحة بين الاسلام ،وأفضل هنا الاسلاميين بدل الاسلام،وبين السياسة انطلاقا مما أسميه "واقعة بن لادن"..ورغما هذا فيبقى للتجربة التركية ،وفوز حزب النهضة في تونس،وصعود الاسلامييت والسلفيين في مصر،دورا أخر في هذه اللعبة السياسية… أما المفهوم الذي أراه مناسبا لهذا السياق السياسي ،ان في المغرب أو في الدول المجاورة،فهو "التجريب".اذ هناك فشل ظاهر للأحزاب السابقة في ادارة الشأن السياسي بنوع من الحكمة والحنككة… الأمر الذي دعى في هذه المرحلة الى ضرورة تجريب الاحزاب الاسلامية في المسألة السياسية لعلها تكون قادرة على تجاوز الازمات والنهوض بالبلاد وتحقيق التقدم،وكأنها فقط "حل دورها" فقد ولج الواقف في الأمام الفصل ثم الثاني ثم الثالث..وها الرابع يعلن ولوجه بنوع من الترتيب فقط..وهكذا…
    اذن فمن الشروط التاريخية التي سمحت بصعود التيار الاسلامي بالمغرب والدول المجاورة..هي أولا شرط أجمله في العبارة التالية : "حان دور التجريب السياسي للأحزاب الاسلامية" وقلت تجريب لأن هنا من يتحكم في التجربة ويديرها كما يشاء ،وهو ما أسميته انت بالمقاربة الأمنية.
    ثم هناك الربيع العربي الذي لعب فيه الاسلاميين دورا أساسيا ،خصوصا في حركة 20 فبراير
    وهناك بالنسبة للمغرب،التجربة التركية والصعود المهول لحزب النهضة في تونس،فهناك ربما نوع من ضرورة اسقاط التجارب
    وأخيرا وليس بأخير هناك الجانب الداخلي المتعلق بعزب العدالة والتنمية،من حيث ديموقراطيته الداخلية …

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 1

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 19

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 9

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز