بخل الأثرياء وكرم الفقراء

بخل الأثرياء وكرم الفقراء
الخميس 21 فبراير 2019 - 22:46

أكيد كاين فرق كبير بين دوك الجـّـوج ديال السيدات اللي تبرّعوا بمبالغ مالية مهمة باش يتبناوْا مؤسسات تعليمية فى شرق المملكة أو فى ناحية سطات أو بين اللي ما كايدفع ولا درهم واحد فى صالح هاد الشعب اللي ستافد منو أصلا ً، لأنه منمـّـن جنى هاد الثروة كولها إيلا ماشي ما هاد الشعب أو من خيراتو؟ أو اللي بخيل ماشي غير من الناحية المادية، ولاكن حتى من الناحية العاطفية، يعني قلبو بارد، حاطـّـو فى الثلاجة، لا إهيـيــّـجو، يلعب عليه دفء الإنسانية أو المشاعر النبيلة.

الثري البخيل هاجيسو الوحيد هو عنداك أدّوق بابي الحاجة، الفقر، الحياة ما فيها ثيقة كايقول مع راسو، ضروري نكون أنا متحكم فيها ولا تكون متحكمة فييا، على داك الشي خصـّـني نعطيهم كولــّـشي غير بالڭرام، لا إضسروا، إعملوا الـڭرون، لأن المسحوق، المحروم ساهل أتــّـحكم فيه كيف أمـّـا بغيتي، بحال نزار براكا أو حزب “الغلالة والتسلية” اللي كايحماقوا على التعريب باش إكونوا جيوش من العاطلين على قـدّ إدّيهم، عاملين فيهم حالة، هاكدا كايرجع الثري مجحاح، قبلتو سمـّـاها “باحّ”، البخيل ديما كايكون طمـّـاع، كرشو مثقوبة، كايتجنـّـب إخرّج ولا درهم واحد من جيبو، ميـيــّـت ليه القلب أو ما كايعرف غير كحوش أو هبط على كل حاجة ما كانتش مسنسلة، محضية.

من الناحية النفسية كايعتابروا الإخصائيين النفسانيين أن التزقريم راجع للتركيز على الإست، أو البراز هي الدفعة اللولة من الذات اللي كايقدم الطفل للوسط اللي كايعيش فيه، أو القولة باللغة المغربية ما جاتش من فراغ، من كوكب آخور غير كانـعــّـتوا شي واحد بالوصفة التالية: “ميـيــّـت حتى على ……”، هاد الشهوة بمثابة حب التحكم فى الذات، نشوة الفخر أو الإعتزاز، حسب “زيكمونت فـرويـد” هادا هو الثالوث الأقدس: 1. حسن التدبير، 2. الحرص على الإقتصاد أو 3. العناد.

أو بالفعل حب المال كايقـتـل مشاعر الرحمة أو الشفقة، كايبقى كايبان ليك بنادم بحال الزبل على أكثر تقدير بعوضة، أو إيلا كايعيشوا كثر من 40 فى الميا ديال المغاربة، المغربيات حالات كتئاب السبب الأساسي هي شحة القلب أو عدم التضامن، التلاحم أو التعايش الراقي، هادا راجع بالأساس للغموض المستقبل، لأن إيلا كان الشخص ما ثايقش فى أحاسيسو، مشاعرو، دواه كايكونوا الفلوس أو مشتقاتهم، أو اللي كايعرف العائلات المغربية مزيان، إيلا كانت الخصومة ضايرة بين الراجل أو المراة الفلوس ما كايكونوش بعاد: ما خرّجني، ما ساراني، ڭالسة غير فى الدار، حتى فلوس الحمام كايعطيهم لييا غير بالزز، عمـّـرو جاب لييا شي حاجة غير لييا أنا، ماشي حتى ليه؟ هو كايردّ عليها: اللي جبت كاتقول ليك: ما عجبهاش، الدّيسير، الخضرة، البوطى ديما تقادات، ما نعرف شنو كاتدير بيها، أو نجيب اللي جبت، ديما كاتقول: والو! شنو كايعمل واحد منهم؟ الشحيح/الشحيحة كاتــحتج ضد الحرص على الإقتصاد غير كاتسخــّـن الما بالبوطى باش أتوضــّـى “يا سلام” خمسة ديال المرات فى النهار، الفلوس رمز من رموز المودة أو المحبة، كيف عملوا دوك الجوج ديال المحسنات اللي ذكرت الفوق.

العلاقة اللي كاتجمع الناس، لا داخل الأسرة ولا خارجها ديما حسابات، شحال عطيت أو شحال نلت، أو الثري الشحيح كايبغي إكون ديما مع الرابحة، أو إكون ولدو ولا ّ بنتو ما يعقلش عليهم، ما كايراعيش الضرر اللي كايلحق بناس خرين، لأن تضخم الآنا، الشراهة هي الغاية أو كبر من مشاطرة الآخر المشاعر النبيلة، أو الدافع الأساسي هو كسب أكبر مبلغ من المال بلا ما تعطي، تصدّق ولا طرييـّـف صغير منو.

بعد أمــّـا شخصّـنا الداء، شنو هو البديل، الحل؟ التواضع، العفة، الزهد هو الحل، أو العومان ضد التيار، كاينين نماذج ناجحة لا عندنا، لا فى الخارج، على سبيل المثال الممثل العالمي “تشون يون فاط” اللي كايعيش بآلف درهم فى الشهر، ولو كايملك كثر من 700 مليار سانتيم اللي باغي يتبرّع بيها غير إموت، هادوا هوما الشرفاء، ماشي بحال شي ناس كايدخلوا للسياسة غير باش إتـّـاجروا فيها ولا ّ إضبّروا على معاشات مريحة اللي دفعوا فلسوها المغاربة، المغربيات، “تشون” كايركب ليومينا هادا فى الميطرو أو فى الطوبيس بحال أيها الناس فى “هونكونك”، ما عندو طموبيلة ولا “آيفون 8 بلوس”، علاش هاد الشي كولـّـو؟ باغي إعيش براحة البال أو الصحة بلا ما إسمـّـم ذاتو بأوبيوم الفلوس أو الشهوات، حتى الحوايج ما عندو كسر، كايقول: “أنا ما لابسش الحوايج للناس خرين، إيلا مرتاح ليهم أو فيهم، هادا هو المهم بالنسبة لييا.”

ضروري تكون الثروة ماشي متعة ولا ّ رغبة قصد تحقيق الذات، جبر الضرر ولا ّ ستفزاز الناس، لا! ولاكن تكون واجب بغية الرقي بالمجتمع إلى ما هو أحسن، أو اللي تهرّب من هاد الواجب يمكن لينا نعتابروه ماشي عضو مفيد بالنسبة للمجتمع، غادي إكون ديما معاد للمجتمع، أو اللي مات غني، مات موتة عار، يعني هادي ولا ّ هادا ما عرفش يقرى مشاعر الآخر، كايعرف غير راسو.

فى غالب الأحيان اللي ما عندوش كاتلقاه كريم على الميسور، دخول غير ألــْـشي قهوة شعبية أو غادي أتـــّـفاجئ غير يبغيوْا إتـعـرّفوا عليك صحابك الجداد ولا ّ كاع غادي يعرض عليك شي واحد تشرب شي برّاد ديال آتاي ولا ّ قهوة نصّ، نصّ، أمـّـا فى القهاوي ديال الزاز شي معفــّـر على شي بحال إيلا ڭالسين فى الفيترينة ولا ّ فى الآكواريوم، بلا ورح، كايشوفوا فى الواحد بحال إيلا كان مصنوع من الجـّـاج ولا ّ كايلعبوا بالبورطابلات دياولهم، فى هاد الحالة البسطاء كايكونوا منفاتحين على الآخر، كايتواصلوا معاك بعينيهم، كايضحكوا باش إسهـّـلوا عليك المأمورية، دغيا كاتحس بالدفء، بأنك طرف من هاد المجموعة، أمـّـا الميسورين غادي ديما إسوّلوك مناين جيتي، شنو كاتعمل، كايعمل بــّـاك، مـّـك، أو الكاس ديال الما تخلــّـصو من جيبك، بالطبع إيلا كان قابل للدفع، الفقراء، البسطاء ديما أرحم، أشفق من الأغنياء، لأن المهارات الإجتماعية مطورة كثر أو روح التضامن مخزنة، جزء لا يتجزأ من الحمض النووي من اللول.

الوضع الإجتماعي عندو تأثير بليغ على كيفية التفكير، المعاملة أو الشعور، الفقراء، البسطاء كايعوّضوا الخصاص المادي بالتضامن أو الإستعداد لمساعدة الآخر، يعني كايعرفوا إترجموا حواس، يقراوْا مشاعر الآخر بعفوية كبيرة، بلا ما يطـّـالعوا ولا على كتاب واحد، لأن الحكمة ما مرتابطاش بالمعرفة ولاكن بالإحتكاك اليومي مع عامة الناس، كاين اللي قرى بلا ما يفهم أو اللي فهم بلا ما يقرى، أو هادي هي الحداڭة، تجارب العمر.

يمكن غير واحد المعلومة باش نختموا هاد المقالة: الغرب الكافر، بحال اللي كايجي على بعض فم الجهلة، هو اللي كايتبرّع بكثرة على جميع الدول الفقيرة، حتى الغنية منها، أمــّـا الدول العربية الثرية، ما عرفنا شنو كايعملوا بالملاير ديال الدولارات أو فاين كاتــّـبـخـّـر، غير مؤسسة “بيل ڭايتس وميليندا” موّلات مشارع فى دول فقيرة بكثر من 110 مليار درهم، المتبرّع الصغير فيهم فى الغرب حاط ّ كثر من 100 مليار سانتيم تحت تصرف مؤسستو الشخصية، والمستفدين الكبار هوما : 1. الهند: 16 مليار درهم، نيجيرية: 7،30 مليار درهم، الميكسيك: 5،96 مليار درهم، الصين: 4،98 مليار درهم، من بين هاد الدول كذلك الفيتنام، البانكلاديش، طانزانية، إفريقيا الجنوبية، البيرو، الكومبوديا إلخ، خلاّوها لينا جدودنا عبرة: اللي ما عطى من القليل، ما يعطي من الكثير، لأن الثريين البخلاء طاعون الحـيـّـين أو فيشطة الورثة.

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج