مرحبا بالبابا فرانسيسكوس في دار التسامح

مرحبا بالبابا فرانسيسكوس في دار التسامح
السبت 9 مارس 2019 - 23:52

بالطبع ضروري نرحـّـبوا بهاد الضيف الشرفي، المتميز، لأن هادا مسؤول على الأمن الروحي ديال كثر من مليار ديال البشر فى العالم، أو ما كاينش اللي ما كايعرفوش من المسيحيين، هاد البابا على ما كانعرفوا عليه غير على أنه آية من التواضع، غير جا من لارجونتين، جاب معاه يلا ّه باليزة من الحجم الصغير، لأن بكل بساطة شهوات، ملذات الحياة ما عندها حتى شي تأثير عليه، هاكدا غادي إكون قريب ألــْـربـّـو، فى الخطبة اللولة ديالو قال فيها: “ضروري نمشيوْا عند الناس اللي معـذّبين مع الزمان، نمشيوْا عند المسحوقين أو المحرومين، أو الكنيسة اللي مشغولة غير براسها، ما تمشي حتى تمرض، أتـــّـسوّس من الداخل”، ما كاينش اللي ما صفــّـقش ليه، يعني فضــّـل إكون الإنسان فى صلب هتمامات الكنيسة أو ماشي الكنيسة أو اللي كايدور فى فلكها.

فى عوط ما يسكن فى قصر الباباوات فضـّـل يسكن فى جناح صغير خاص بالزوار، الرسالة واضحة هنا: “أنا غير عابر، الخلود لله”، حتى مراسيم الصلاة كايقوم بيها بحال أيها الناس، ماشي بحال شي إمبراطور كهنوتي، أو حتى الصبـّـاط الحمر الخاص بالباباوات المسيحيين رافضو باقي كايلبس صندالة طبية “أكل عليها الدهر وشرب”، حتى إيلا خروج عند الناس فضـّـل يركب فى فياط، صغيرة عادية ولا فى الطموبيلة الفاخرة الخاصة اللي من صنع شركة ألمانية كولــّـها حديد مدرّعة.

البابا فرانسيسكوس جعل من التواضع برنامج: إيلا بغات الكنيسة توقف مع الفقراء، تكون صادقة فى أقوالها، أفعالها ضروري إكونوا عايشين اللي كايمثــّـلوها عيشة كاترفض البذخ، الترف أو التخمة، حتى فى بعض الأعياد المسيحية كايغسل بيدّوا رجلين الاجئين، أو حتى الخرجة الرسمية اللولة ديالو كانت زيارة الاجئين فى جزيرة “لامبيدوزا” فى إطاليا، أو غير كان راجع خدى معاه بعض الاجئين فى طيارتو الخاصة، هادا ما قالش: “غادي ندير أو نفعل”، يعني هادا ما كايعرفش خطب النوايا، من قبيل: فى عام 2030 كولشي غادي إكون عندو خدمة، تغطية صحية، راتب شهري مضخـّـم، برطمة فاين غادي يمكن ليه يسكون مع أولادو أو أولاد أولادو، لا! هادا كايخدم، كايعمل، بحال اللي قالوا المشارقة: “شــغـــّـال”، لأن شعارو هو: “خدم بعدا، عاد أتــّـكل على الله”، أو إسمـّـيه “عيسى”، “اليسوع”، “بودا”، “ترامب”، بحال دوك الهنود اللي كايعبدوه، فينا هو المشكل إيلا ما آداوْا حـدّ؟

عالم “الكلام” ما عندو باش إفيد، كاتبقى فى الأفعال، ماشي فى الهضرة، بالنسبة ليه ضروري على القيم المسيحية، الدين “برمته” إتــّـحطـّـوا فى الميزان باش يختابرهم الواقع، لأن النظري، الوعود “غير مـُـجدية”، ولاكن الملموس، رسالة هاد البابا السماوية هي: التسامح، الدعامة الأساسية فى كل المجتمعات الرقية، المتحضرة، إلا ّ أو توغــّـلات قيم الغاب، لأنه بكل بساطة حتى شي واحد ما معصي من الخطء، بنادم يمكن ليه يفلح كيف يفشل، أو كل واحد إلا ّ أو عندو الحق فى فرصة ثانية، التسامح هو اللي كايلييـّـن، كايذوّب الخلافات، هو اللي غادي يقضي على التطرف، العنف، التمييز أو التفرقة.

ضروري نعتابروا التسامح من ركائز الدولة المغربية الديمقراطية الحديثة، لأن عدم التسامح، الكراهية هي اللي خربات الشرق الأوسط أو هيجات النعرات العرقية، الطائفية أو الدينية، أو المغرب بفضل تاريخو، ثقافتو حضارتو كان دائما معتنق، متشبـّـع بروح التسامح أو التعايش، باقي كاندّكر لمّـا كان كايزورنا الحاخام الأكبر فى مدينة الصويرة نهار السبت أو كايجيب لينا “السخينة بالبيض” أو “الرقاقة”، فى اللول كانت كاتجينا الرقاقة غريبة، لأنها طايبة بلا ملحة، من بعد تعوّنا ناكلوها كيف طييـّـبوها جيرانا، بالنسبة لينا ما كان حتى شي فرق بيناتنا، كولنا مواطنين مغاربة، بلا حتى شي مفاضلة بيناتنا.

فكرة التسامح ما مرتابطاش غير بالديانة، ولاكن حتى بالأفكار، الميولات، البشرة، اللغة، اللكنة، الجنس، السلالة على ما كايبان لييا عصر الأنوار هو اللي كان عندو بوحدو مشروع مجتمعي واضح المعالم لمـّـا لا “فولطير” فى فرانسا ولا “كوتلوب إفراييم ليسين” فى ألمانيا طوّورا هاد الفكرة حتى ردّوها برنامج مجتمعي ناجح فى القرن ثمنطاش، بالأخص “ليسين” فى ألمانيا بمسرحيتو ” ناطان الحكيم”، اللي كونت من المحظوظين نقتبسها لأول مرة أو ننشرها فى عام 2010 تحت العنوان ” محبة الحكمة كنز، الديانات التلاتة”، هاد المسرحية كاتــّـلعب ليومنا هادا فى جميع المدارس، الثناويات فى ألمانيا، النمسا أو سويسرا، علاش؟ لأن هاد الشعوب كايعوّدوا الناشئة من اللول على التسامح، التصالح، التلاحم الوطني أو حترام الآخر، لأنه كاتضمن هاد الفكرة حـدّ أدنى من التمدن، التحضر.

اللي متشبع، درك بُـعد فكرة التسامح ما عمـّـرو كايبدي بشي حكم قيمة، كايفضل إشوف، إهندز، إلاحظ، هو محايد، هاد الحياد فارضو العقل، أو كل واحد تفوه بشي حاجة إلا ّ أو كايتقبلها بأريحية كبيرة، أو إكون حتى ما متافقش معاه فى الرّي، لأن الإعتراف بالآخر من المسلمات فى ميدان التسامح، أو هادي هي الفركة الأساسية ديال التسامح، شكلها المثالي.

التسامح موقف اللي كايحتــّـم عليك تتخذ من لاخور مرايا ألـْـذاتك بنفسها، التسامح ضرب من ضروب الخيال اللي كايدفعك تحطـّ راسك فى بلاصة لاخور، التسامح هي نوع من المساواة، اللي كاتكون غير إمـّـا عمودية ولا ّ أفقية، التسامح الأفقي كايحصل غير كاتــّـم عملية الإعتراف بالآخر بين المجموعات البشرية أو الخواص، أو التسامح العمودي بين الدولة أو الخواص، التسامح ماشي شيك على بياض، لا! لأن عدم التسامح مع اللي ما كايتسامحوش ضروري، وإلا ّ غادي نفتحو باب جهنم، اللي كايخدم الإنسانية مرحبا بيه أو اللي كايحث على الكراهية، التفرقة أو زرع فتيلة الفتنى غادي نكونوا ليه بالمرصاد، لأن السعادة فى التسامح أو التسامح فى السعادة.

‫تعليقات الزوار

2
  • مغربي ساكن فالمغرب
    الأحد 10 مارس 2019 - 01:21

    "ﻟﻤّـﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻳﺰﻭﺭﻧﺎ ﺍﻟﺤﺎﺧﺎﻡ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺼﻮﻳﺮﺓ ﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺃﻭ ﻛﺎﻳﺠﻴﺐ ﻟﻴﻨﺎ "ﺍﻟﺴﺨﻴﻨﺔ ﺑﺎﻟﺒﻴﺾ" ﺃﻭ "ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺔ" "
    —>داكشي علاش غير بديت نقرا قلت مع راسي هذا إما يهودي وإما خدموه ليهود .. بالصحة السخينة بالبيض والرقاقة !
    الله يهدي ما خلق ..

  • مغربي
    الإثنين 11 مارس 2019 - 13:16

    المشكل هو أن الكاثوليكية كانت دائما و دينا سياسيا في خدمة الدول الكاثوليكية، يسعى للتوسع و إخضاع الشعوب غير الكاثوليكية، و التاريخ شاهد على ما أقول.
    الحروب الصليبية أطلقها رجال الدين الكاثوليك. جرائم محاكم التفتيش ضد المسلمين في إسبانيا حرض عليها رجال الدين.
    كما لعب المبشرون الكاثوليك التابعون للبابا دورا أساسيا في استعمار إفريقيا، فقد كانوا أول الواصلين لإفريقيا، يستغلون جهر و فقر الساكنة لتأسيس طابور خامس من الكاثوليك يدعم و يدافع عن المستعمر، كما قاموا بخبر أغوار المجتمعات الإفريقية و وثقوا عاداتهم و تقاليدهم و قدموا ذلك للمستعمرين حتى ييسروا لهم السيطرة. كما يقول إخواننا الأفارقة، أتى المبشرون و بأيديهم الإنجيل و بأيدينا الأرض، و بعد فترة صارت الأرض بأيديهم و بأيدينا الإنجيل. و الكاثوليكية أيدت استعباد السود.
    نحن نرحب بالديانات المسالمة، لكن الكاثوليكية دين توسعي له من الجرائم التاريخية الشيء الكثير. سنتسامح نحن الأفارقة مع الكاثوليكية عندما يتسامح اليهود مثلا مع النازية و يسمحون ببيع كتاب كفاحي لهتلر في تل أبيب، و جرائم الكاثوليكية في إفريقيا في أبشع من جرائم النازية ضد اليهود.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة