يستمر خروج الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد إلى الشارع مطالبين بإدماجهم في الوظيفة العمومية، يحتجون ضد مخطط بدأ بالتعاقد وسينتهي بخوصصة التعليم.
الأستاذ المغربي اليوم يواجه تبعيته للأكاديميات، فإن ترك وحده في الشارع، فإن الأكاديمية ستفرض غدا على جيب المواطن المغربي البسيط مبالغ ورسوما يؤديها مقابل تعليم أبنائه، وعوض أن تتكفل الدولة بدفع أجور الأساتذة، سيتكفل آباء وأولياء التلاميذ بذلك.
الأكاديميات بدورها سيحولها مخطط العار هذا إلى شركات، والأساتذة إلى موظفين/عمّال قابلين للتسريح في أي وقت وتحت أي طائل، أليست الحكومة بهذا ترسي قواعد نظام جديد لاستعباد فئة من وْلادْ الشعب؟
كيف سيشتغل الأستاذ تحت ظل قانون تعسفي، وحكرة، وظلم نفسي، وتهديد مباشر بالطرد في بنود عقد استعبادي مقاولاتي سيدخل التعليم ورجالاته في نفق مظلم؟
إذا كانت الدولة تعاني عجزا في الميزانية، فلتوازنه من جيوب خدامها، لأن الاستقرار النفسي للأستاذ هو آخر ما تضحي به دولة تحترم مواطنيها.
بنكيران الذي غادر الحكومة بتقاعد مريح، لم ينس قبل أن يغادر أن يحمل معول هدم قطاع التعليم، ويدشن تخريب أولى اللبنات، وهو الذي تقرر في عهده فصل التكوين عن التوظيف، فانطلقت ساعتها شرارة “الأساتذة المتدربين”، وأعقبتها كارثة التوظيف المباشر للأساتذة بنظام التعاقد. حكومة لم تدع قطاعا إلا وبصمته سوادا.
فها هو أمزازي، وزير التعليم، يعلق على العمل بنظام العار هذا بقوله: “إن توظيف الأساتذة بموجب عقود خيار استراتيجي يندرج في إطار إرساء الجهوية، وتعزيز استقلال الأكاديميات”. والحقيقة أن تصريحه لا يدعو إلى الاستغراب، وهو الذي سئل قبلا عن نزيف هجرة الأدمغة المغربية إلى الخارج، فأجاب أن ذلك يدل على جودة التعليم بالمغرب!!!
الجهوية يا سيدي ترسى قواعدها بالاستثمار، وتنمية مدن وقرى المملكة، ومحاربة التهميش والتفقير والبطالة، تُرْسى بإنشاء مدارس، وجامعات، وسْبيطاراتْ، وأوراش عمل في جميع ربوع البلاد، يحس بها المواطن البسيط في حياته اليومية ولا تبقى رهينة مصطلحاتكم الفضفاضة في مسلسل تمويه رديء، ما يُفْعَلُ اليوم بقطاع التعليم ليس إرساءً للجهوية، هو استمرار في التضحية بمصالح ومصائر وْلادْ الشعب، من أجل مصالح الأقلية وخدام الدولة الذين ملؤوا جيوبهم من الخزينة، واليوم ترومون سد العجز من جيب المواطن البسيط، والمس بالاستقرار النفسي والوظيفي للأستاذ.
الأصوات يا سادة كانت بالأمس تطالب بإصلاح منظومة التعليم، وتناقش لغة التدريس، ومسايرة المدارس المغربية للثورة الرقمية، وإيجاد الحلول لجامعات لا تفرخ غير البطالة… أُنْظُروناَ اليوم تحت ظلِّ حكومة خدعتنا باسم الدين ومحاربة الفساد، وقد صار أساتذتنا وتلامذتنا يناضلون جنبا إلى جنب من أجل مدرسة عمومية وتعليم مجاني!!!
تضامننا اللامشروط مع الأساتذة.
كرامة الأستاذ المغربي خط أحمر.
الله يجيب لي يقول الحق. نحن في أمس الحاجة الى مثل هاته الكتابات التحسيسية ﻷن اﻹعلام الموجه لا ينفك يضلل الشعب المغربي بتمرير عديد المغالطات.
تحيتي لك أيتها الشربفة.
الاصلاح في واد والوزارة الوصية في واد آخر، و التعاقد ليس إلا مدخلا لسوق بيع المدرسة المغربية، والدليل على هذا ما آل الحال إليه اليوم، ان كان هذا النوع من التوظيف بنية خير لماذا لم تخضعه الدولة للتجربة في قطاع اخر غير هذا القطاع، قطاع التعليم حيوي لا يقبل المغامرة والتجريب فهو استثمار للرأسمال البشري.
و كفى!!!!.
اعتقد أن المسؤولين عن البرامج التعليمية في بلدنا لا يملكون حقًا رؤية هادفة واضحة المعالم لاخراج الأمة من هذا الوضع البائس الذي يعيشه التعليم اليوم ، من بينها أصوات مختلفة تستدعي مطالب مختلفة لكل واحد في موقعه الخاص و الأيديولوجية التي يعتبرها الجانب الوحيد الذي يجب اتباعه في أي إصلاح.
لماذا لا يقوم مستخدمو القطاع الخاص هم ايضا بمسيرات احتجاجية م طالبين برفض التعاقد ومطالبين الدولة بتاميم الشركات وادماجهم في اسلا الوظيفة العمومية.علما ان المسجلين في CNSS يفوق المليونين وهم ايظا الاطر و المهندسون والتقنيون ….حتى هم كرامتهم خط احمر.