عيون ذابلة تذرف دموعا حارقة على جثامين الدين واللغة والسياسة والعلم والإقتصاد :
عيون ذابلة تذرف دموعا حارقة على أطلال المساجد والكتاتب والتاريخ ، عيون ذابلة تذرف دموعا حارقة على عتبات البرلمان والوزارات والثكنات … عيون ذابلة تذرف دموعا حارقة في الإدارات والمخافر والمقاطعات ، عيون ذابلة تذرف دموعا حارقة في المدارس والجامعات … عيون ذابلة تذرف دموعا حارقة في المستشفيات والمصحات ، عيون ذابلة تذرف دموعا حارقة في الشركات والمعامل والموانيء والحقول والضيعات ، عيون ذابلة تذرف دموعا حارقة في الشارع والسوق والمطبخ … عيون الشعب تذرف دموعا حمراء على جثمان الوطن… يحترق .
إذا ما أردنا صادقين أن نعيد الروح للجسم الوطني يلزمنا استرداد قلوبنا وتطهير أرواحنا وأجسادنا والعودة إلى أول السطر :
علينا أن نضع قانونا أو دستورا … من وإلى الشعب محصن ضد كل أنواع التسربات والتأويلات يطبق نفسه بسيف العدالة والمساواة تحت أنظار الشعب في ظل ديموقراطية مطلقة .
علينا أن نهيء الظروف الملائمة لولادة كل مولود جديد ونموه السليم … علينا أن نوفر للمواطن السكن اللائق والأكل الصحي … علينا أن نلغي النظام التعليمي العنصري ونأسس تعليما وتكوينا عموميا نافعا لكل المواطنين على ثوابت وطنية وعلمية ، علينا أن نلغي التطبيب العنصري ونبني تطبيبا عموميا ناجعا … علينا أن نوفر الشغل الشريف ونفتح أبواب المناصب العليا كما الدنيا لكل المواطنين ، علينا أن نضع الإدارة الصالحة والأمن الأمين في خدمة المواطن … علينا أن ننشر القيم النبيلة بين المواطنين وندفن كل أشكال الفساد التربوي والأخلاقي والإقتصادي والسياسي ومسبباته … إنها حقوق المواطن في ذمة وطنه … إنها العدالة أمن وآمان المواطن والوطن .
علينا أن نحارب الاجرام بقانون العين بالعين والسن بالسن ، واللصوصية بقانون بتر اليد ، والفساد الاخلاقي بقانون الجلد ، وخيانة الوطن بقان الشنق … يجب أن نمتلك القوة والمناعة للرد على كل من اعتدى على الوطن … إنها حقوق المواطن والوطن … إنها العدالة … سياج الأمن والآمان ضد كل الوان التطرف والإرهاب الداخلي والخارجي ….إنها عدالة السماء تحمي الوطن بكل مقوماته من كل أشكال المخاطر البشرية والطبيعية إلى الأبد.
محمد المودني-فاس-