مجلس النواب الجديد، ماذا بعد جدل التنافي؟

مجلس النواب الجديد، ماذا بعد جدل التنافي؟
الجمعة 23 دجنبر 2011 - 20:32

حظيت حكومة عبد الإله بن كيران قيد التشكل بمتابعة إعلامية استثنائية بالنظر إلى الظرفية التاريخية التي أفرزتها. وكان طبيعيا أن تنعكس هذه التغطية الراصدة على البرلمان وتحديدا مجلس النواب الذي أفرزت نتائج انتخاباته الحكومة المكلف بنكيران بتشكيلها.ومن خلال الجلسة الأولى المخصصة لانتخاب رئيس مجلس النواب,يمكن تسجيل العديد من الملاحظات:

-هيمنة نقاش حالة التنافي على أجواء الجلسة حيث أثيرت من طرف برلمانيي الاتحاد الاشتراكي الذين أصروا على تلقي جواب آني على اعتراضاتهم متجاهلين انتفاء الأهلية القانونية لرئيس الجلسة المؤقت للرد على تحفظاتهم.

– مخاطبة رئيس الحكومة المعين الذي اتخذ مكانه بين باقي نواب حزبه بوصفه برلمانيا منتخبا من طرف وزير اتحادي في حكومة تصريف الأعمال من اجل اتهامه ضمنيا وبانفعال واضح بإقصاء المعارضة من مشاورات الأعداد لجلسة انتخاب الرئيس محتجا على غياب المقاربة التشاركية في نهج بنكيران و مؤكدا أن الرد العقابي للاتحاديين هو إثارة نقاش التنافي علنيا داخل المجلس و هو نقاش مفاده “نحن هنا” لمن يحتاج إلى تذكير.

-كان لافتا الرد التلقائي الهادئ و الذكي لرئيس الحكومة قيد التشكيل حين نأى بنفسه عن الخوض في إشكال التنافي محيلا ذلك على الجهات الدستورية المخولة وحدها للحسم في النقاش الدائر.أما بخصوص اتهامات الإقصاء فقد أكد أن الامرغاب عنه حيث لم يسبق التشاور مع حزبه حين كان في موقع المعارضة من طرف الحكومة التي شكلها الاتحاديون ومع ذلك، أكد رغبته في مد يده إلى كل الذين يعنيهم التعاون لخدمة البلد.

-تدخل نواب العدالة و التنمية الذين أكدوا أن الجهة التي يفترض بها تلقي الطعون هي المجلس الدستوري في انتظار تشكيل المحكمة الدستورية و هو الآمر المعمول به في كل الأنظمة الديمقراطية.

كل الفاعلين و المتتبعين ينتظرون تجسيد برلمان قوي يمارس اختصاصاته التشريعية التي تعكس تطلعات الشعب و انتظارا ته على المستوى التشريعي و الرقابي و الدبلوماسي، تفعيلا للدستور الجديد الذي قوى هذه الاختصاصات و قطع مع المنطق العتيق الذي حول مؤسسة البرلمان إلى مجرد ملحقة لتمرير قوانين تعد بعيدا عن الإرادة الشعبية. ويبقى السؤال المشروع الذي يطرح نفسه : هل يستطيع برلمان اليوم بتركيبته الحالية الاضطلاع بالأدوار الدستورية المنوطة به؟هذا السؤال موجه للأحزاب السياسية التي منحت التزكيات للمرشحين الذين يزعمون تمثيل الأمة اليوم.إن هذه الأحزاب التي تصرخ دفاعا عن الدستور اليوم، يجب أن تتذكر إن كانت وضعت مقتضياته نصب عينيها و هي توزع التزكيات لضمان المقاعد البرلمانية، ثم وهي ترصد ممارسات مرشحيها خلال الحملة الانتخابية دون ان تتمرن على الصراخ لمواجهتها. و الأمثلة أكثر من أن تعد آو تذكر في هذا السياق.
قبل انتخابات 25 نونبر حمل الجميع الأحزاب السياسية مسؤولية الحرص على إحياء المؤسسة التشريعية بمدها بالنخب اللازمة لإعادة الاعتبار للممارسة النيابية الكفيلة بإعادة بناء الثقة المفقودة بين الشعب و بين من يفترض به تمثيله ، من خلال التشريع في ميادين حساسة ذات صلة مباشرة بواقعه اليومي. من قبيل الحقوق و الحريات التي تحرك الشارع المغربي مطالبا بكفالتها فضلا عن إحداث تغييرات جذرية على مستوى الأنظمة الانتخابية و الضريبية و المساطر القانونية و تعديل القوانين المالية بما يستجيب لتطلعات الناس الاجتماعية مع القدرة على ممارسة الرقابة على مختلف المؤسسات العمومية التي تتصرف في أموال دافعي الضرائب.

اليوم ،على الأحزاب السياسية التي بعث حسها الوطني العالي أن تنجز تقييما موضوعيا يكشف عن مدى استثمارها في روح الدستور الجديد بدل الاستثمار في لعبة حساب المقاعد. عندها ستعلم أن الاصطفافات التي أفرزت معسكرات الانتصار للتغيير و معسكرات تقويضه قد بدأت مبكرا،قبل جلسة انتخاب الرئيس.

*نائبة برلمانية عن العدالة والتنمية

‫تعليقات الزوار

2
  • noureddine : f-d-t
    الجمعة 23 دجنبر 2011 - 23:30

    عليك ايتها المصباحية ان تتدكري ان حزب الاتحاد الاشتراكي يزكي مناضليه دات كفاءة عالية في اي انتخابات على غرار بعض الاحزاب …لدا عليك قراءة تاريخ الحزب …قبل ان تحكمي …فبفضل مناضلي هدا الحزب وما قدموه من تضحيات …اصبح اليوم البعض يهرول ويدعي انه مناضل ويدافع عن الشعب …لدا نتساءل اين كنتم ايام حكم البصري …رحمه الله …ومن كان في الواجهة انداك ….لدا عليك ان تقراْي تاريخ حزب المرحوم بن بركة …..جيدا او اساْلي قادة حزبك ربما يفيدونك …قبل ان تكتبي او ترمي بسهامك ضد هدا الحزب….اما بخصوص ما تفضلتي به حول ان حزبك حضي بتغطية اعلامية استثنائية …(.شيء يندى له الجبين ) فعلا حضي …ولاكن لم تعرفي السبب الحقيقي وراء هده اللعبة …فقادتك يعرفون جيدا اللعبة …وادا اردت ان تعرفي فيمكنني ان ارشدك الى الحقيقة المخفية ….وبما انك اساْت لحزبي ولقيادته …فانني ساكتشف للراي العام ولك ايضا ان حزبك اصبح حزبا اداريا بامتياز وهده شهادة الجميع وعليك ان تحللي خطابات قادتك انداك فستفهمين حقيقة كلامي…..نقابي (ف – د – ش ) بقطاع اللبيئة

  • pjdiste
    الإثنين 26 دجنبر 2011 - 08:26

    صورة لا تليق بنائبة عن العدالة والتنمية
    وانت نائبة عن الامة وليس عن العدالة والتنمية

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة