عدمية حداثية

عدمية حداثية
الجمعة 2 غشت 2019 - 13:24

يظهر أن هناك تنسيقا من نوع آخر بين من انتدبوا أنفسهم لإدخال المجتمعات الإسلامية إلى حداثة على المقاس، بالتصريح يمينا وشمالا بخطابات هوائية تنزع كلها إلى تجاوز الأهداف السابقة التي كانت تتجلى فقط في نزع القدسية عن الشخصيات الدينية، إلى هدف آخر مرسوم بدقة، وهو تفريغ الأحداث الإسلامية من حمولتها التاريخية، وجعلها أوهاما أسطورية علقت بأذهان أمة ممتدة في الجغرافيا بشكل جماعي.

أي شيطان مارد هذا الذي وسوس لهؤلاء وأقنعهم بإمكانية الترويج الناجح لهذه الخزعبلات “الأكاديمية”؟

أيقبل التاريخ الإنساني المشترك أن يتم هدم ركائزه ودعاماته الجبارة، فقط للترويج لسفاهة قفزت إلى عقل أحدهم ذات نزوة عابرة؟

كيف لمن تؤلف وتبحث وتخرج باستنتاجات تطعن في حياة وموت ورسالة وصحابة وحياة النبي محمد –عليه الصلاة والسلام-الخاصة أن تأتي بعد حين وتنفي وجود هذا كله؟

حقيقة لم يكن لهذا الأمر أن يعرف كل هذا الزخم الإعلامي لولا بعض ممن تطوعوا بفظاظة لدفع ما يعتبرونه مسا بمرتكزاتهم الذهنية الأيديولوجية التاريخية التراثية المقدسة، بالكثير من القذف واللعان تحت وفوق الحزام، لدرجة لم تصبح معها أخبار هؤلاء النكرات على الصفحات الإعلامية الأولى فقط-وهو هدفهم الأول بطبيعة الحال-بل أضحوا بفعل الردود الغبية ضحايا وأبطالا في الوقت نفسه.

إنها أزمتنا الجماعية، إنه توجه عام يبحث عن الشهرة بأي ثمن، حتى ولو تعلق الأمر بضرب مقدسات أمة بأكملها، يقابله توجه آخر-هو أيضا عام وله الهدف نفسه، ينتظر ما سيقوم به الفريق الأول من فعل جنوني ليرد عليه برد أقوى وأكثر جنونية، وهكذا يتحقق مراد الفريقين: الوصول إلى الهدف الموحد بمنطلقات ووسائل ومقاصد مختلفة.

سندع هذا السجال التافه الآن، وسنعود مرغمين لموضوع أسطورة الرسول والخلفاء، لندلي-ما دام الأمر أصبح جديا وعاما-برأينا فيه، وبعيدا عن لغة الأسواق والشوارع، وبدون قذف ولا سباب ولا كلام جارح، سنناقش الموضوع من الوجهة الوحيدة التي لها إمكانية الإجابة عما طرحته ضيفة مهرجان “تويزا”، وما سبق لصاحب أسطورة البخاري أن تساءل عنه بدوره.

إنه التاريخ يا سادة! الذي له الحق وحده أن يقدم الإجابات حول المواضيع التاريخية.

يكاد يتفق جميع من تصدى إلى نزع الواقعية التاريخية عن وجود الرسول عليه الصلاة والسلام، وصحابته الكرام البررة رضوان الله عليهم أجمعين، على أن الفترة التاريخية التي عاشوا فيها غير مدعمة بوثائق تاريخية تثبت أنهم عاشوا فعلا بكل الحمولة الإنسانية والأخلاقية التي حملتها الأجيال المسلمة المتعاقبة، وأن القرن السابع الميلادي في منطقة الشرق الأوسط واعتمادا على الأبحاث الأركيولوجية لم يعرف ظهور أي نبي عربي.

لن أخوض طبعا في مدى وجود هذه الوثائق، ولن أبذل أي جهد لإبرازها لهؤلاء، ولن أطعن في التنقيب الأركيولوجي المزعوم حتى! مادام هم أيضا أطلقوا فقط الكلام على عواهنه، ولم يقوموا بأي بحث أو تنقيب، ومن حيث كون هؤلاء الذين أثاروا هذه الضجة في الفراغ، اعتمدوا في كلامهم على مستشرقين ذوي نزعة دينية مقارناتية تحمل حقدا تاريخيا دينيا ضد الإسلام، وهو ما يتعارض مع ما يدعونه من علمانية حداثية تؤمن بالواقعية التاريخية.

لكن سأتناول الموضوع من جهة أخرى لها علاقة بسيرورة البحث التاريخي نفسه، ومنهجيته المتغيرة بتغير رواد علم التاريخ، وخاصة الفترة التاريخية ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين، وعلاقة هذا التاريخ بالعلوم الإنسانية الأخرى، والتقاطعات التي حسمت في علمية التاريخ. ليس بهدف إبراز تهافت هؤلاء الذي نصبوا أنفسهم حكاما على تاريخ معاش لأمة عاشت مرتبطة في كل تفاصيل حياتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية-واقعا وضمنا، بحياة الرسول عليه الصلاة والسلام، والخلفاء الراشدين بعده رضوان الله عليهم، على اعتبار أن قمة ما يدعو إليه الإسلام كان نموذجه هاته الفترة التاريخية بسير شخوصها، وأحداثها، وجزئياتها، ولكن أيضا لتوضيح أن التاريخ كعلم إنساني شامل يصعب القفز عليه ببساطة وسذاجة.

بعد كل هذا المسار الذي قطعه التاريخ الجديد، منذ مجلة الحوليات وروادها من أمثال: “جاك لوغوف” و”لوسيان فافر”… للبحث الجدي في تاريخ الإنسان، وبعد كل هذا النقاش الذي خاضه هؤلاء مع كبار السوسيولوجيين والأنثروبولوجيين من أمثال “دوركايم”، لفسح المجال أمام التاريخ كمجال اجتماعي قائم الذات من جهة، ومن جهة أخرى للخروج-وهذا ما يهمنا من إثارة هذا النقاش-من بوتقة المدرسة الوضعانية التي حاصرت التاريخ في زاوية الحدث العسكري الدبلوماسي الممجد للفرد عوض الجماعة، اعتمادا على الوثيقة الرسمية كمصدر وحيد لدراسة التاريخ.. بعد كل هذا الزخم الإبستمولوجي الممتد عبر تشابك العلوم الإنسانية، يأتي اليوم من ينط بخفة ويخرج بأحكام قيمة تطعن في التاريخ الإنساني دون سند علمي.

فرواد المدرسة الوضعانية كـ”أرنست لافيس” و”ليوبولد فان رانكه” و”أوغست كونت”، وهم يسقطون القوانين الخاصة بعلوم الطبيعة على الإنسان، متماهين مع فترتهم التاريخية للقرن 19م، التي عرفت سيطرة العلوم التجريبية، ومتجاوزين ما دأب عليه المؤرخون قبلهم من تفسيرات فلسفية للأحداث التاريخية، ومحاولين إثبات علمية التاريخ من خلال إبراز الوثيقة كأداة ضبطية وحيدة لأحداثه، غاب عنهم وهم يفعلون أن هذا التاريخ لا يمكن الإحاطة به فقط من خلال الحدث السياسي، أو الشخصيات السياسية المؤثرة دون باقي الفئات الاجتماعية، وهو القصور الذي حاولت تجاوزه فيما بعد مدرسة الحوليات بتركيزها على التاريخ الاجتماعي بكل أبعاده واتجاهاته وبنياته.

“أمام التاريخ خيار واحد، إما أن يصير أنثروبولوجيا اجتماعيا أو لا شيء”

هذه المقولة هي لعالم مختص في الأنثروبولوجيا الاجتماعية، هو “إيفانس بريتشارد”، قد تلخص الكثير مما نود الإحاطة به من مسار تاريخ عرف تطورا مذهلا بفعل تكاثف اجتهادات لعلماء ومفكرين اختلفوا في المنهج والفترات التاريخية.

إن أول ما ينبغي الانتباه له في هذا الإطار هو أن التاريخ الاجتماعي، أو التاريخ الجديد، جاء لتجاوز الاعتماد الوحيد على الوثيقة الرسمية وليس إلغاؤها، بل توسيع مجال الاشتغال لدى المؤرخ ليشمل زوايا أخرى ظلت بعيدة عن الاهتمام التاريخي، أبرزها البنيات الذهنية المركبة للمجتمعات، والتاريخ الهامشي لفئات قلما تحدث عنها المؤرخون، كل هذا يصعب الإحاطة به دون الرجوع إلى الموروث سواء كان حضاريا ثقافيا كالعادات والتقاليد المستمرة في الزمان، أو لسانيا كالتنقيب في تجاويف اللغة، وتفكيك الرواية الشفهية المتداولة لدى المجتمع المستقرة في أعماقه والمشكلة لبنيته الذهنية. هذا التنقيب وهذا التفكيك هو أقرب في التحليل والملاحظة إلى البحث الأركيولوجي من حيث الاستنتاجات التي يمكن أن يحصل عليها الباحث، على اعتبار أنها تحمل حقائق دالة على تاريخ الإنسان ومساراته.

بالله عليكم هل هناك رواية شفهية في العالم الآن أكثر ضبطا وتمحيصا وتحقيقا من الأحاديث والسير والنوازل الفقهية الإسلامية؟

أو فلنعتبر أن العبادات الإسلامية بكل زخمها وتنوعها هي عادات اجتماعية موروثة، كيف تكونت إذن داخل البنية الذهنية الجماعية للأمة الإسلامية؟ وكيف حافظت على سيرورتها التاريخية المتجددة؟

إنه ضرب من الهبل واليتم المعرفي أن يتم الخوض في هذا الموضوع من هذه الزاوية الكئيبة!

*ماستر التاريخ الحديث

‫تعليقات الزوار

7
  • إبراهيم بومسهولي
    الأحد 4 غشت 2019 - 21:38

    "أمام التاريخ خيار واحد، إما أن يصير أنثروبولوجيا اجتماعيا أو لا شيء"
    هذه الإحالة، التي إستعنت بها في مقالك، تدحض تلقائيا كل دفاعك عن الوثيقة الأصل للتاريخ الإسلامي، والتي لا يجب التشكيك فيها حسب رأيك. إذ كيف يعقل الركون لمطلب الخيار الحصري في تناول التاريخ، أي المطلب الأنتربولوجي الإجتماعي ومواصلة التأكيد أن تاريخنا يتأسس على القول الميتافيزيقي، نقيض الأنتربولوجي ؟
    الخيار الحصري إياه يفتح بالضرورة الباب لقراءة إنتربولوجية للوحي، كما فعل أبو زيد فمصر ففرقت المحكمة بينه وبين زوجته، بدعوى الكفر !
    مثلا، موضوعة المال في القرآن، أليست مسألة إنسانية لا علاقة لله بها ؟ وكيف يكون شخص عادي جدا، مثل أبي لهب، موضوع تهجم من خالق الكون العظيم، الذي يحتوي على عشرات الألاف من المجرات، وكل مجرة تحوي مئات الملايير من النجوم والكواكب وهناك نجوم أكبر من شمسنا ألف مرة ؟
    طالما لم نفصل للوحي عن التاريخ سنظل نعيش على هامش التاريخ وليس صدفة أن المجاعة والأمية والفقر المدقع وحتى الجفاف لا توجد إلا في الدول المتمسكة بالوحي !

  • sifao
    الأحد 4 غشت 2019 - 23:26

    كنت انتظر ان اقرأ مقالا مختلفا عما كُتب وقيل على موجة الانتقادات الجادة التي طالت اركان صرح الممنوع التفكير فيه من قبل كتاب اجتهدوا وبحثوا وقدموا من الادلة ما يكفي لاقناع مجنون ان التراث تشوبه الكثير من العيوب وبعضها اكاذيب واضحة لن يختلف عاقلان بشأنها ، لكن ، مع الاسف الشديد ، هو اجترار لنفس الكلام الذي تعودنا سماعه على لسان غربان الشؤم مع اختلاف طفيف في الفاظ القدح والسب والشتم والتسفيه و..و..صاحبنا حاول ان يبدو انيقا في مظهره ومهذبا في كلماته الا ان درجة الحقد التي تغمر وجدانه بادية في الاندفاع الشديد نحو التهجم المباشر دون ان يتمكن من ابراز تهافت الحداثيين في انتقادهم لاساطير الاولين ، النقد ايها الاستاذ الباحث ، ليس هو سرد المدارس او الاتجاهات الفكرية وعناوين مؤلفات ذوي الاختصاص ،مصداقية البحث التاريخي تتوقف على وجود الوثيقة وليست اية وثيقة ، الوثيقة التاريخية بالمعنى الدقيق للكلمة ، بعد اخضاعها للنقد الخارجي قبل الوقوف على مصداقية مضمونها المعرفي ، في غياب الاثر الانتروبولوجي الذي يمكن من الحسم في احداث التاريخ الاسلامي تبقى كل الشكوك والانتقادات التي تطال احداثة وشخصياته مشروعة

  • عبد العليم الحليم
    الإثنين 5 غشت 2019 - 11:26

    "( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا).

    فعمّ بالخبر جميع الخلق معجزا لهم،قاطعا بأنهم إذا اجتمعوا كلهم،لا يأتون بمثل هذا القرآن،ولو تظاهروا وتعاونوا على ذلك،

    وهذا التحدي والدعاء هو لجميع الخلق..وعلم -مع ذلك -أنهم لم يعارضوه،ولا أتوا بسورة مثله،ومن حين بُعث،وإلى اليوم..

    وكان الكفار من أحرص الناس على إبطال قوله،مجتهدين بكل طريق يمكن، تارة يذهبون إلى أهل الكتاب فيسألونهم عن أمور من الغيب..وتارة يجتمعون في مجمع بعد مجمع على ما يقولونه فيه،وصاروا يضربون له الأمثال،فيشبهونه بمن ليس مثله لمجرد شبه ما مع ظهور الفرق. فتارة يقولون: مجنون. وتارة يقولون: ساحر.وتارة..
    إلى أمثال ذلك من الأقوال التي يعلمون -هم وكل عاقل سمعها -أنها افتراء عليه.
    فإذا كان قد تحداهم بالمعارضة-مرة بعد مرة-وهي تبطل دعوته،فمعلوم أنهم لو كانوا قادرين عليها لفعلوها،

    فإنه مع وجود هذا الداعي التام المؤكد إذا كانت القدرة حاصلة،وجب وجود المقدور،
    ثم هكذا القول في سائر أهل الأرض.

    فهذا القدر يوجب علما بيّنًا لكل أحد بعجز جميع أهل الأرض،عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن.."إ.ت

  • sifao
    الإثنين 5 غشت 2019 - 15:57

    فظاظة ، الشيطان الذي وسوس …، ضربات فوق وتحت ااحزام …اهذا هو الجهاز المفاهيمي النقدي ااذي ستدحض به افتراءات الحداثيين على الحق الذي لا ياتيه الباطل لا من الخلف ولا من الامام ؟ ما الفرق بين هستيريا اصحاب اللحا وهكذا هرطقة؟ المشكك ايس مطالبا بتبرير شكه رغم ان التراث الاسلامي يزخر بالتناقضات التي تدفع الى التساؤل عن صدقية كثير من الروايات والاحدات والشخصيات التي كانت وراءها ، اما المدافع عنها فهو مطالب بتبديد تلك الشكوك بما لا يدع اي مجال للشك لان الموضوع هنا ليس مسالة فكرية محددة وانما بعقيدة يشكل اليقين احدى مرتكزاتها الاساسية، كيف يعقل ان لا تذكر كتب التاريخ غير الاسلامية شخصيات من طينة عمر وابي بكر ….؟:

  • متابع
    الإثنين 5 غشت 2019 - 19:39

    المقال الذي نناقش مضمونه الآن هو جواب على من يعتقد في الوثيقة التاريخية المكتوبة، حاول صاحبه أن يبرز أن التاريخ قد مر إلى مرحلة تجاوزت المدرسة الوضعية التي دعت إلى الاعتماد على الوثيقة الرسمية الممجدة للشخصيات السياسية و العسكرية و الدبلوماسي، كفاعلين أساسيين دون غيرهم في التاريخ.
    و هو نفس الخطأ الذي لا يزال يتردد، و أنت تؤكد هذا الأمر في تعليقك.
    ما أضافته مدرسة الحوليات هو جعل التاريخ ينفتح عاى مجالات أخرى للتنقيب التاريخي و هو ما أكده الباحث أعلاه، من خلال التأكيد في نهاية مقاله على أن الرواية الشفهية و البنيات الذهنية و العادات الخ..التي انفتح عليها رواد مدرسة الحوليات كنتاج تاريخي مهم لفهم ما حدث، لن نجد أفضل منها عند غير المسلمين، حتى و إن قمنا بتحديد الوثيقة تماما.
    تحاتي.

  • sifao
    الثلاثاء 6 غشت 2019 - 00:17

    عن الرواية الشفوية اتحدث ، دون الخوض في التفاصيل التي صاحبت تدوين السيرة،تاريخ التدوين وطريقة التأكد من صحة الاحاديث وتصنيفها وما الى ذلك من الاشكالات المرتبطة بالرواية،صحيح المناهج الحديثة في البحث التاريخي تركز على تنوع المصادر لاستقصاء صحة الحدث،لكن تبقى الوثيقة التاريخية مصدرا اساسيا حين تكون متطابقة مع وثائق اخرى من مصادر مختلفة ، العلمية في العلوم الانسانية ليست هي نفسها في العلوم التجريبية لكن ذلك لا يعني تماما فسح المجال للفوضى تحت حجة تنويع مناهج البحث ويبقى المنهج التجريبي يتسيد البحث العلمي وتقترب باقي العلوم من العلمية كلما سلكت نفس مسلكه,
    ما القيمة العلمية للرواية الشفوية ؟ دون الدخول في متاهات العنعنة التي ميزت تاريخ الاسلام واعتماد المسلمين في كتابة تاريخهم على رواية اهلهم دون غيرهم ورفضهم لكل رواية لا تطابق روايتهم ..الكل تابع على موقع التواصل الاجتماعي كيف تم تحوير السلوك الاول في سلسلة بشرية من بعض عشرات الاشخاص ، من تقليد كيفية اقلاع دراجة نارية من خلال تشخيص حركاته ونقلها الى الشخص الموالي الى حركات رقص ، كل شخص يضيف حركة او ينقصها الى ان اندثر الموضوع الاصلي

  • عبد العليم الحليم
    الثلاثاء 6 غشت 2019 - 02:46

    أبو بكر والعُمرين

    كتَب ابن حفيدة الخليفة عمر بن الخطاب:
    الخليفةعمر بن عبد العزيز إلى عامله على المدينة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (ت 117هـ)قال:"اكتب إليَّ بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،فإني خشيت دروس العلم وذهابه"،
    وأمره في موطن آخر بجَمع رواية عَمْرة بنت عبد الرحمن الأنصارية
    (المتوفية سنة 98هـ)التي نشأت في حجر أم المؤمنين عائشة بنت
    أبي بكررضي الله عنها

    ومن أشهر ما كُتب في القرن الأول الصحيفة الصحيحة لهمام بن مُنَبِّه الصنعاني (المتوفى سنة 131هـ)،تلك الصحيفةالتي رواها عن أبي هريرة رضي الله عنه،وقد وصلتنا هذه الصحيفةكاملة كما رواها ودونها،وقد طبعت عدة طبعات،ويزيد من توثيق هذه الصحيفةأن الإمام أحمد قد نقلها بتمامها في مسنده،كما نقل الإمام البخاري عددا كثيرا من أحاديثها في صحيحه،

    ولهذه الصحيفةأهمية تاريخية؛لأنها حجة قاطعة على أن الحديث النبوي قد دون في عصر مبكر،وتصحح القول بأن الحديث لم يدون إلا في أوائل القرن الهجري الثاني،وذلك أن هماما لقي أبا هريرة قبل وفاته،وقد توفي أبو هريرة رضي الله عنه سنة 59 هـ،
    فمعنى ذلك أن الوثيقة دونت في منتصف القرن الأول الهجري

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج