إلى روح خليل لمريزق
نجل الدكتور مصطفى لمريزق
سَتَبْكِي عَلَيْكَ الْعَذَارَى، خَلِيلُ
سَيَبْكِي الشَّبَابُ، الرِّجَالُ، الْكُهُولُ
سَتَبْكِي الطُّيُورُ، الزُّهُورُ، الْعُطُورُ
سَتَبْكِي الْجِبَالُ، النَّخِيلُ، الُحُقُولُ
سَتَغْدُو دِيَارُ فَرَنْسَا يَبَابًا
رَحِيلٌ، وَدَاٌع، وحُزْنٌ هَطُولُ
وكُلُّ الِّرفَاقِ سَيَنْتَحِبُونَ
سَتَشْقَى قُلُوبٌ، تُجَنُّ عُقُولُ
سَتَبْكِي الْقَصِيدَةُ فَقْدَكَ دَوْمًا
وَدَمْعُ الْقَصِيدَةِ بَحْرٌ طَوِيلُ
وَجِرْسُ الْقَصِيدَةِ مِنْكَ تَدَلَّى
لُحُونًا، إِلَيْهَا القُلُوبُ تَمِيلُ
تَرَكْتَ الْفُؤَادَ وحِيًدا شَريداً
وأَنْتَ أَنَاهُ، وأَنْتَ الدَّلِيلُ
رَكِبْتَ بُرَاقَ الرَّحِيلِ سَرِيعًا
أَصَابَ بُرَاقَ الرَّحِيلِ الذُّهُولُ
وَكُنْتَ لِهَذِي الْحَيَاةِ تُغَنِّي
وبَعدَكَ صَادَ الحَياةَ الذُّبولُ
وَكُنْتَ إِذَا غِبْتَ عَنِّي أُعَانِي
إِذَا زُرْتَنِي كُلُّ همِّي يَزُولُ
وَكُنْتُ أرَاكَ بِقُرْبِي مَلَاكَا
أَرَانِي الْمُرِيدَ، وأَنْتَ الرَّسُولُ
رَحَلْتَ خَلِيلي بِدُونِ سَلَامٍ
سَلَامٌ عَلَيْكَ، خَلِيلِي النَّبيلُ
رَحَلْتَ خَلِيلي بِدُونِ كَلَامٍ
فَمَاذَا عَسَاهُ الكَلَامُ يَقُولُ …؟
فَتَبَّتْ يَدُ الْمَوْتِ إِنْ هِيَ مُدَّتْ
إِلَيْكَ خِلِيلِي الْبَهِيُّ الْجَمِيلُ…!