لماذا الحرمان من حق الترقي خارج السلم؟

لماذا الحرمان من حق الترقي خارج السلم؟
الخميس 2 يناير 2020 - 08:16

سؤال يتردد صداه على امتداد خريطة الوطن على لسان قرابة مائة وثمانين ألف إطار تربوي بالسلكين الابتدائي والإعدادي. فقضية المقصيين من خارج السلم، تتدحرج وتكبر ككرة ثلج، ولا تزال التنسيقيات الإقليمية تتأسس الواحدة تلو الأخرى، مطلبها واحد هو رفع حيف الإقصاء من حق الترقي إلى خارج السلم الذي يطالهم ظلما وعدوانا.

فهل من الضروري إهدار زمن هؤلاء المقصيين وصرف جهودهم في النضال من أجل حقهم المهضوم منذ عقود دون أي تفسير لحرمانهم؟ فلم لا تبادر الجهات المسؤولة للكشف عن حيثياته، حتى “إذا بان السبب بطل العجب”؟

أما في ظل غياب أي تفسير مقنع للحيف الذي يطال الآلاف من أطر التعليم بالابتدائي والإعدادي، فلا يسعهم إلا الالتفاف حول تنسيقياتهم العتيدة، والمضي قدما في نضالهم حتى ينالوا مطلبهم العادل الذي لا غبار على مشروعيته. فـ”ما ضاع حق وراءه مُطالب”.

السؤال المحير حقيقة، على أي أساس تم التمييز بين الأسلاك التعليمية بهذا الشكل المريع؟

فإذا كان على أوقات العمل، فالابتدائي على رأس القائمة بثلاثين ساعة في الأسبوع، يليه الإعدادي بأربع وعشرين ساعة. وإذا كان على ظروف العمل فلا أعتقد موظفا في أسلاك الوظيفة العمومية ببلادنا، يعاني ما يعانيه أساتذة الابتدائي خاصة غداة تعييناتهم فور تخرجهم فكما كان يقال مجازا “من سَرَّه التعليم ساءه التعيين”. فخبرها عند المكتوين بنارها لمّا يُفرض عليهم الاشتغال في ظروف صعبة حيث لا ماء ولا كهرباء ولا طرق ولا وسائل نقل ولا مستوصفات ولا إدارات ولا حتى مراحيض. حياة بدائية بمعنى الكلمة. ومع ذلك تجد الأساتذة والأستاذات يدبرون حالهم، ويتأقلمون مع أوضاعهم المزرية، وينسجون علاقات اجتماعية مع الأهالي وحي على العمل. تضحيات جسام دون أبسط تعويض على غرار جل باقي موظفي القطاعات الأخرى، ممن لا يتحركون في اتجاهات هذه المناطق النائية إلا بتوفير المواصلات، علاوة على التعويضات المادية والتقديرات المعنوية. أما الأستاذ أقل ما كان يقضيه بمقر عمله خمس سنوات أو أكثر. وحتى عند الانتقال فمعظمهم تستمر معاناتهم بالتنقل اليومي مع ما تعرفه طرقاتنا من مخاطر. وإذا كان على الشواهد فلا أعتقد أن هناك فرقا بين الأسلاك في التوفر عليها. أم أن السبب الأساسي لا هذا ولا ذاك، إنه فقط الاشتغال مع الفئة العمرية الصغيرة؟

ففي الدول المتقدمة التي يحلو لبعض مسؤولينا ادعاء الاقتداء بها، فالهرم مقلوب تماما، فالاشتغال بهذه المستويات الدنيا ليس بالأمر الهين، لا على مستوى العاملين بها، ولا على مستوى تعويضاتهم المادية وكذا مكانتهم الاجتماعية الراقية. فـ”المطرب هو الذي يطرب الصغار” كما يقال. علما فلكل سلك تعليمي إكراهاته وتحدياته.

فهل قدر أساتذة هذا السلك التعليمي أن لا تنتهي معاناتهم؟ ألم يكفهم ما تجرعوه لسنين لما كان يُفرض عليهم التخرج من مراكز التكوين بالسلم الثامن ضدا على قانون الوظيفة العمومية، إذ كانت الإجازة تعادل مباشرة السلم العاشر. كل التوظيفات في القطاعات الأخرى كانت تتم وفق هذا القانون، إلا التعليم دون لا أثر رجعي ولا تقدمي. وحتى في حال الإدماج بعد سنوات الظلم والحيف لم تكن على قدم المساواة، إذ كانت تتراوح بين أربع وخمس سنوات. إلى الآن لا أحد يعرف على أي أساس كان يتم الميز بين هذا الفوج وذاك. والأغرب لما تجد فوجا واحدا نصفه أدمج في سنة وبقي نصفه الآخر إلى السنة الموالية.

فهل يعقل أن يكافأ الأساتذة والأستاذات بالإقصاء من الترقي إلى خارج السلم فقط لأنهم يشتغلون بالسلكين الابتدائي والإعدادي، وفيهم من قضى بالسلم الحادي عشر ستة عشر عاما بالتمام والكمال؟ ثم أليست المناسبة مواتية لتصحح النقابات مسارها وتأخذ كتاب هؤلاء المقصيين بالقوة اللازمة حتى ينالوا حقهم المهضوم كاملا غير منقوص، وليس الالتفاف عليه برتب لا تغني ولا تسمن من جوع؟

‫تعليقات الزوار

1
  • لحريزي
    الإثنين 6 يناير 2020 - 11:09

    من المجحف ان يضل مطلب خارج السلم مطلبا الى حد الان .انه الحرمان بعينه لفئتي الابتدائي و الاعدادي .تنفيد وتطبيق اتفاق 26 ابريل 2011 الذي اقرخارج السلم وبقي حبرا على ورق سبب ضررا ماديا ونفسيا لرجال التعليم المقصيين من هذا الحق .لا حول ولا قوة الا بالله.

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 1

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج