هل كان الأمازيغ يكتبون لغتهم القومية؟

هل كان الأمازيغ يكتبون لغتهم القومية؟
الجمعة 13 مارس 2020 - 16:23

“الأمازيغية ملك لجميع المغاربة”

الملك محمد السادس

في الجزء الأول المعنون بـ”هل كان الأمازيغ يكتبون لغتهم القومية؟“، تطرقنا للكتابة المسمارية وحسن طالعها ثم ختمنا بأسئلة عديدة: ما وقع للأمازيغية؟ وكيف ضاعت الكتابة أهو سوء حظ؟ إتلاف؟ كارثة طبيعية؟ هل تم المشط والحفريات اللازمة؟ أو لا شيء من كل هذا؟

في هذه الورقة سنعطي وجهة نظرنا ونرحب بكل نقد معزز

عملية الكتابة :

بماذا نكتب فوق ماذا وبأي أدوات؟

في ما يخصنا، فالجواب يوجد في الصورة وصدقوني فهي أبلغ وكلفني إعادة تجربة الكتابة من ألفها إن صح التعبير ورجعت بي الذاكرة إلى “المسيد” و”نعم آ سي”, رائحة الصلصال و”السمق” ودفء أشعة الشمس أو النار كل هذا موجود في الصور:

فوق اللوحة كتبت بخط “تفيناغ” بقلم بجهتين الأول مربع الشكل يكشط الصلصال لا نحتاج إلى مداد، وما يظهر هو لون الخشب والسفلي برأس مثلث الشكل نضيف مادة الحبر.

وجود الحاسوب محسوب، إذ إن الكتابة السومرية تعتمد على حرفين فقط مثل الحاسوب ونظامه الثنائي الصفر 0 ورقم1.

طريقة تحفيظ القرآن الكريم

تحفيظ القرآن الكريم عبر الألواح الخشبية طريقة معتمدة في كل من المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا والسينغال وبوركينا فاصو والنيجر والتشاد والسودان بنفس الأدوات: اللوح الخشبي والمداد أو صمغ أو “السْمق” من صوف ذيل الخروف وطين الصلصال

تفنن المغاربة في الكتابة بشكل عجيب إلى أن قال فيهم أحد المؤرخين تمكنوا من صناعة حبر, كتَب بعضُ المغاربة إلى الملك الكامل (الأيوبي ت 635هـ) رقعة في ورقة بيضاء، إن قُرِئت في ضوء السراج كانت فضية، وإن قرئت في الشمس كانت ذهبية، وإن قرئت في الظل كانت حبرا أسود”.

دون اليمن فنحن نعرف طريقة كتابة العرب وكيفية صناعتهم للحبر وكتب ما يكفي.

في العهد العباسي عن صناعة التوريق (فكان العرب يصنعون الحبر من مسحوق الفحم والهباب الممزوج بسائل لزج كالصمغ إضافة إلى استخدام العفص والزاج (أملاح حمض) (الكبريتيك) وبذور الفجل والكتّان، الكشط؛ لكن لا ذكر للطريقة المغربية وشكل القلم إن لاحظتم مختلف عن نظيره المشرقي.

استنتجنا أن الطريقة تلك هي محلية عمرت آلاف السنين، إذ ليس من المنطق في شيء أن يوجد حرف شهد له التاريخ دونما وسائل الكتابة.

طريقة تحفيظ القرآن الكريم في اليمن :

المقاربة نفسها معكوسة كل ما هو أبيض عندنا أسود عندهم والعكس بالعكس صحيح، في اليمن السعيد سابقا يستعملون لوحا محروقا مصقولا، والمداد هو عبارة عن سائل جيري شديد البياض كما تظهره الصورة

ملاحظة الصورة على اليسار مكتوبة عن الطريقة اليمنية نقرأ تاريخ 11/03 مصحوب بكلمة هيسبرس (عوض هسبريس !). تم استعمال ماء الصلصال عوض حجر جيري كما في اليمن.

هل تصمد الكتابة لما تجتمع ثلاث مصائب؟

أولاها الطين إذ هو لا يستحمل الرطوبة ويتفتت في بضعة أشهر. ثانيتها الخشب نفس الشيء إضافة السوسة والدود.. وأخيرا ما نسميه حبر هو فقط ملون ينقصه المحفظ (*) ضد التعفن ومثبت اللون (**) أما في “كتاب الأبرار في بري القلم وعمل الأحبار “(***) فلا ذكر لـ”سمقنا”

(*) conservateur

(**) stabilisateur

هل تم المشط والحفريات اللازمة؟

لا وقد تتغير الأمور مستقبلا من يدري

*دكتوراه رياضيات

‫تعليقات الزوار

9
  • simo
    الجمعة 13 مارس 2020 - 18:27

    "هل كان الأمازيغ يكتبون لغتهم القومية"
    للإجابة على هذا السؤال او حتى مناقشته ليس بالامر الهين بل هو ميدان هو جد معقد وهو ميدان تخصصات منها Généalogie et paléographie وغيرها
    و احترام التخصص يفترض أنها مسألة بديهية، يَعرفها حتى أصحاب المهن، فالنجارمثلا لا يتدخَّل في عمَل الحدَّاد؛ لأنه يعرف ان الحدادة ليست هي النجارة .وحتى الطبيب المتخصص في الجهاز البولي لا يستطيع التدخل في عملية جراحة للجهاز الهضمي

  • مصطفى الرياحي
    الجمعة 13 مارس 2020 - 20:43

    إلى سيمو أولا شكرا على المرور
    ثانيا أرجوك أن تتأكد من علاقة الباليوغرافيا والجنيالوجيا بموضوعنا أنحن بصدد تصنيف خط ما ? أكادي أو إبيلي وإن حددنا أنه عربي هل هو كوفي, رقعة , مغربي ديواني وإن كان الحرف لا تيني هل هو كوتي أونسيال أو غير ذلك ……
    من فضلك أشرح لنا العلاقة "السرية" بين موضوعنا و الباليوغرافيا والجنيالوجيا
    وشكرا

  • mouha
    الجمعة 13 مارس 2020 - 22:06

    المسالة ليست مسالة تخصص بل هو سؤال يفرض نفسه هل الامازيغ كانوا يدونون لغتهم ام لا ، لانه لحد الان لم يتم نفض الغبار عن هذا الموروث الثقافي ولا نعرف عنه حتى 5 في الماءة اذن هي دعوة للمختصين في la paleographie ان يبحثوا في هدا الخط .

  • simo
    السبت 14 مارس 2020 - 08:50

    الى الاخوين السيد مصطفي الرياحي والسيد mouha
    تحية طيبة
    هل كل سؤال كسؤال هل الامازيغ كانوا يدونون لغتهم ام لا هو في متناول الجميع وخصوصا ان الامر مرتبط بتاريخ مجموعة بشرية وأصولها وجدورها وتطور تركيبتها وتاثرها بمحيطها على مستوى العيش او الثقافات البدائية في الزمان والمكان وهذا الموضوع هو مرتبط أيضا بتاريخ تشكل اللغات ومسارها عبر المراحل التاريخية المختلفة ومدى التأثرات المختلفة بمحيطها وأيضا بتاريخ التدوين وأصول اللغة وتطورها وغير ذلك
    ليس كل موضوع يستلزم التخصص فهناك مواضيع عامة لكن هناك مواضيع خاصة تستلزم تخصصات جامعية واكاديمية وابحاث ميدانية و سؤال هل كان الأمازيغ يكتبون لغتهم القومية؟ محاولة الإجابة على هذا السؤال أرى انها موضوع يقتضي تسلحا بعلوم تخصصات تتعلق بالتاريخ واللغات …

  • amahrouch
    السبت 14 مارس 2020 - 09:24

    Que Tamazight koutibat am lam touktab ya ssi Riahi,ses enfants sont résolus à l écrire aujourd hui à la ressusciter.Si elle n a pas été écrite,si elle était handicapée et malade,ses enfants sont aujourd hui vivants et en forme !Ils vont la réanimer,la réconforter et la mettre debout.Le Roi est aujourd hui en partie amazigh,les partis politique sont en majorité imazighen,les panarabistes ont disparu ou presque,l arabité a fait faillite,le seul obstacle qui nous rebute encore est psychologique !!Nous hésitons à devenir ce que nous étions à cause de la fausse identité que nous avions endossé longtemps.Aujourd hui toutes les conditions sont réunies pour remettre le train sur les rails

  • نورالدين برحيلة
    السبت 14 مارس 2020 - 13:19

    العزيز الغالي أخي المحبوب مصطفى قلنا مرارا إن الأمازيغية لغة حية كغيرها من اللغات الحية، ومعنى هذا الكلام أنها امتلكت شروطها المادية والرمزية.
    نعم كتب أجدادنا الأمازيغية، أكثر من ذلك يجب التمييز بين الأمازيغية العالمة وهي أمازيغية الخاصة من المفكرين والساسة والأدباء.. والأمازيغية العامة لغة المعيش اليومي.
    ليست هناك لغة كاملة مكتملة، فاللغة مرتبطة بالمجتمع وتطوره وموازني القوى التي تحكمه، وهذا ما يفضي إلى تطور اللغة فتنضاف إليها مكتسبات جديدة، وقد تكون هذه المكتسبات أحيانا مضرة باللغة، وهنا تكمن وظيفة النخب في حماية اللغة. لكن قانون التطور يحمل أيضا ما يمنح اللغة القدرة على الحياة والبقاء.
    قوة كل حضارة في غناها الثقافي والمغرب بموضوعية ونزاهة يزخر بالثراء الثقافي.
    شكرا مع مودتي واحترامي.

  • Obbami
    السبت 14 مارس 2020 - 16:49

    ادعوا القراء الكرام الى الاطلاع على السيد رشيد بن عيسى و هو بربري قبايلي و عالم في اللسانيات و له بحوت كتيرة بخصوص الامازغية

  • المايسترو محمد
    السبت 14 مارس 2020 - 20:18

    مرحلة الاعتراف المتفاوت التي يعيشها المطلب الأمازيغي، التي ترفع تحديات كبيرة أمام النخب المدافعة عن الأمازيغية، وأمام الدولة الوطنية ذاتها، في كل المنطقة المغاربية، لا تقتصر على العمل الثقافي الجدي حول موضوع اللغة الأمازيغية وحروف كتابتها ونشرها داخل فضائها الوطني، بما فيه المناطق التي اختفت فيه كلغة من التعامل اليومي، تجسيدا لما يشعر به المواطن الأمازيغي في هذه المنطقة، بأنه مواطن كامل الحقوق، وليس أقلية إثنية وعرقية، حتى لو تحول إلى أقلية لغوية

  • سعيد وراشت
    الأحد 15 مارس 2020 - 18:58

    لك الشكر الجزيل أخي مصطفى على هذه المعلومات القيمة التي لن تتأتى طبعا إلا بعد بحث دقيق و جهد مضن . جل الأمم تفتخر بكتاباتها القديمة كما هو الحال في بلاد الرافدين و النيل و أوربا وفي أغلب مناطق المعمور في وقت لم تلق التيفيناغ العناية الكافية رغم أنها بقيت مستعملة منذ آلاف السنين إلى يومنا هذا ، و هناك من الباحثين من يرجعه إلى 3000 بل إلى 5000 قبل الميلاد . وصلتنا هذه الكتابة مخطوطة عبر مجموعة من النقوش على الصخور وعلى شواهد القبور منذ آلاف السنين ، و هناك أكثر من 1000 نقش على الصفائح الحجرية و ما يفوق 1300 نص . و يرجح أن تكون التيفيناغ هي أقدم الكتابات الصوتية التي عرفها الإنسان . وقد استخدمت التيفيناغ في الكتابة على شواهد القبور و المغارات و الكهوف و الصخور و النقوش و الزرابي و الحلي و سك النقود و وشم الجسد و التزيين و الزخرفة و وسم التذكارات التاريخية المنصوبة .

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس