عولمة المخاطر

عولمة المخاطر
الخميس 19 مارس 2020 - 03:55

المخاطر تغزو العالم

أضحت المخاطر تنتشر في جميع بقاع العالم؛ يحدث الخطر في أقصى مدن الشمال ويتأثر به سكان مدن أقصى الجنوب. فكل واحد منا شعر أنه يمكن أن يكون ذلك الشخص المتواجد في البرجين الأمريكيين يوم أحداث 11شتنبر 2001، والكل شعر بأن أمواج «التسونامي» يمكن أن تصل إلى مدينته الساحلية التي يقطنها، والكل امتنع عن اقتناء لحم الدجاج خوفا من «أنفلونزا» الطيور، كما امتنع عن تناول لحم البقر الذي يمكن أن يكون مصابا بالجنون، وها هو فيروس «كورونا» المستجد يعبر القارات ويقتحم حدود البلاد بل ويقتل العباد.

«العدو الخفي»

بعدما كنا نسمع عن أخبار الصين وهي تحصي ضحاياها كان العالم يعتقد أن الخطر سينحصر في «ووهان» الصينية وأننا في منأى عن هذا الفيروس، لكن سرعان ما تناسلت الأخبار عن «هجرته» إلى باقي دول العالم في غفلة منها، إنه «العدو الخفي» كما سماه «ترامب»، العدو الذي تجاوز جمارك جل الدول دون تأشيرة العبور، العدو الذي خلف خسائر اقتصادية أكبر من التي عرفها العالم سنة 2008 حسب الخبراء، العدو الذي غلب أقوى أنظمة الصحة العالمية والذي فرض حالة الطوارئ في عديد بلدان العالم وفرض عليها حجرا صحيا شاملا، العدو الذي أربك حسابات أكبر الاقتصاديات العالمية .

«الرنين الإعلامي»

صار خطاب الخوف والمخاطر من الأخبار التي تروج وتتخذ كمادة إعلامية دسمة تخدم وسائل الأعلام خاصة التقليدية التي أضحت تعيش أزمة في ظل تنامي وسائل التواصل الاجتماعي التي تساهم بدور كبير في نقل أخبار الخوف والعنف وللأمن والإرهاب التي غدت مشهدا يؤثث تمثلاتنا ووعينا نتيجة تكرارها يوميا، إنها «الرنين الإعلامي»؛ لا تفتح قناة إلا وكان الحيز الأكبر لأخبار الحروب، والآن استحوذت عليها أخبار «كورونا» التي بثت الرعب في الناس خاصة مع توالي الأنباء عن عدد الإصابات التي تعد بالآلاف، وتأخر التوصل إلى لقاح مضاد للفيروس وتزايد التدابير الاحترازية التي تقوم بها الدول يوما بعد يوم. كل هذا يجعل العالم أمام سيناريوهات مفتوحة لا يمكن التنبؤ بمجرياتها.

المخاطر ورقة سياسية؟

هل يمكن الجزم بأن هذه المخاطر كلها مخاطر مفتعلة من طرف السياسيين الرأسماليين لتسخيرها كورقة لربح الأصوات وقطع الوعود لجعل المستقبل خال من المخاوف والقلق والدفاع عن أمن البلاد ضد الإرهاب والتطرف والحروب البيولوجية، لقد أصبح الخوف بتعبير السوسيولوجي الفرنسي «روجي سو» (Roger Sue) من بين «الأجهزة الأيديولوجية» للدول تعتمدها لإثبات شرعيتها وإخضاع شعوبها، فهل ينطبق هذا على فيروس كورونا؟

‫تعليقات الزوار

2
  • سعيد
    الأحد 22 مارس 2020 - 13:39

    قد يكون حليفا باعتبار آخر
    فنحن نجهل مصدره
    وكثير من السيناريوهات المنتشرة والمحتملة، تتفق على انه صناعة مخبرية، هندسة وتعديل وراثي.
    نحن في زمن اصبحت فيه حتى العناقيد النووية اسلحة تقليدية تخلف آثارا واضحة تدل على الفاعل،
    الحرب البيولوجية أصبحث أكثر فعالية من اي سلاح اخر في عصر اصبحت فيه حدود العلم غامضة.
    ان اغلب الظن ان للفيروس معدلا حتى لا نقول صانع. وفي هذه الحالة وهذا الاعتبار فإن الفيروس حليف لصانعيه، بل حليف قوي الى ابعد الحدود.
    تحياتي سي الحسن

  • محمد بومليك
    الثلاثاء 31 مارس 2020 - 20:38

    دخلنا زمن فيروسات جديدة ربما قد كانت قبل مئات السنين عندما يتوقف الاقتصاد العالمي وقلت الحركة فالبورصة العالمية والركوض التام فوق الكرة الارضية ا اعتقد ان السياسية والرأس مالية لها دخل تحياتي

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين