مدرب .... سينتصـر،وكرة القدم تقتلنا!!

مدرب .... سينتصـر،وكرة القدم تقتلنا!!
الخميس 2 فبراير 2012 - 02:21

هزمتنا تونس في المباراة الأولى …تلك مجرد كبوة فرس… المدرب سينتصر

هزمتنا الغابون في المباراة الثانية … هم في ميدانهم والجماهير تساندهم …مدربنا سوف ينتصر

لعبنا مباراتنا الأخيرة ضد منتخب مغمور … كان ممكنا أن “تسحقه الأسود” سحقا،ولكن مدرب الأسود اكتفى بنتيجة: واحد مقابل صفر،لأنه عقد العزم أن ينتصر.وليس مستساغا أن يكون الانتصار بهذا الشكل الباهت.فلا بد أن يكون انتصارا مدويا.لا بد أن يكون حدثا استثنائيا في تاريخ كرة القدم المغربية والإفريقية والعالمية أيضا.فلا يقنع بالانتصارات العادية إلا مدرب مغمور…وللتذكير فنحن نتحدث عن مدرب كبير جدا.والدليل،صدقوني،أنه سينتصر.

لا يهم أن يخرج المنتخب الوطني،الذي عقدت عليه الجماهير العاشقة لكرة القدم آمالا واسعة جدا،من الدور الأول بهزيمتين متتاليتين.ولا يهم أن يستنكر الجمهور هذه النتائج الباهتة جدا.المهم أن المدرب قال مبتسما،إنه سينتصر.

وسواء كانت أجرته مائتين وخمسين مليون سنتيما أو ثلاثمائة وثمانين مليون سنتيما كما يقول بعض الحساد الذين قض راتب هذا المدرب مضجعهم.فكلها مجرد أرقام لا تغير من الحقيقة شيئا.والحقيقة ملخصة في مبتدأ وخبر : المدرب سينتصر .

إن مباراة المنتخب الوطني ضد نظيره النيجيري( نسبة لدولة النيجير وليس نيجيريا) أثبتت بالملموس أن البداية الصحيحة للأسود،وإن كانت متأخرة،فهي دليل طريق واضح ارتسم أمام عيني الناخب الوطني.

لقد بدا الرجل واثقا من نفسه،وبدا أيضا ضاحكا من عينيه.

ولأن شر البلية ما يضحك،فإن المنتخبات القوية التي يتقاضى مدربوها أجورا معقولة اختارت أن تكون انتصاراتها منذ البداية.أما منتخبنا فقد آثر أن ينتصر في نهاية المطاف.لأن العبرة بالخواتيم كما يقال.هذا،ولا أحد يشك فعلا أن المدرب أيضا سينتصر.

لقد حاول الزاكي مرارا أن يشكك في قدرات هذا الناخب الذي نقدم له وزنه ذهبا أجرة صافية ربما بالعملة الصعبة.ولا يستحق هذه “الصعوبات المصرفية” إلا مدرب خارق للعادة.كما حاول فخرالدين أن يساند الزاكي في طروحاته.وتأكد لكل المتتبعين والمهتمين وجميع المواطنين أن المدرب باعنا فعلا الوهم والسراب.والكل يترقب تصريحا من المسؤولين عن هذه المأساة والملهاة في نفس الوقت يبدد شكوكهم،ويجعلهم على بينة من أن الاستمرار في بيع الوهم أمر لا ينبغي السكوت عنه .خاصة في مثل هذه الظروف التي تكثر فيها الانتظارات.لكن يبدو أن المدرب كان أكثر ذكاء،وعرف من أين “تنفخ الجلدة” لأنه أصلا أكل الكتف وما تحت الكتف وما فوقه.ولذلك صرح مبتسما،إنه عقد العزم أن ينتصر.

الحقيقة أنني أضع يدي على قلبي كملايين المغاربة.وأكاد أصدق فعلا أن المدرب انتصر فعلا في الماضي حين وقع عقدا بموجبه يتقاضى أجرا أقل ما يقال عنه أنه خيالي ،ولا يعقل أن يكون المغرب ،الغني بأطره الوطنية ،قد أقدم فعلا على مثل هذه الخطوة التي هي ضرب من تبديد المال العام.

وأزداد تشاؤما وألما أن أرى مدربا لم يصنع أي انتصار حقيقي، ومع ذلك يتحدث بكل ثقة في نفسه، أنه سيستمر مع المنتخب الوطني وأن مستقبلا واعدا ينتظر هذا المنتخب والجماهير معه.فمن حقه أن يقول بملء فيه أنه سينتصر فعلا.

ونحن نقول لكل من يهمه الأمر،مادمتم تعترفون بصعوبة أوضاع بلادنا الاقتصادية،ومادمتم ترون شبابا بلغ به اليأس حد إحراق نفسه والموت يأسا من الواقع والمستقبل.ولأن الأمر يتعلق في نهاية المطاف بمجرد كرة مملوءة “ريحا” ربما تتحول عاصفة تدمر قلوبا وعقولا ومستقبل شعب… وكل المثالب تعرفونها،لقد آن الأوان أن يبدأ الترشيد من هنا.ومن هنا ربما يكون أيسر وأسهل.وذلك بوضع حد لهذا العبث والاستغناء عن خدمات هذا المدرب.وليكن من يخلفه في مهمته إطارا وطنيا يتقاضى أجرا في حدود ما تسمح به الأوضاع الاقتصادية لبلدنا، وفي حدود ما تستوعبه العقول وما ترتضيه الأنفس التواقة أن ترى التغيير حقيقيا.فلا داعي للاستمرار في عبث لم نجن من ورائه شيئا.

إن المال العام أولى أن يصرف لتشغيل الشباب العاطلين ولتحقيق إنجازات على الأرض.ومهما تكن أهمية كرة القدم فإن الإنسان المغربي ،والإنسان بصفة عامة، أولى بأن يلقى الرعاية والاهتمام بدل الانكباب على هذه اللعبة وكأنها سبيل الخلاص.وها قد تبين لنا أن هذا المدرب قد أدخلنا فعلا دائرة مسلسل العبث.فأوقفوا البث لأن الحلقات الأولى لا تستحق المشاهدة أصلا.

************************************************

إذا كان قدر الشعب المغربي كل هذا العبث الممجوج،فإن قدر الشعب المصري كان أكثر إيلاما.

ولعل المتنبيء كان يصف أحوال هذا البلد،حين قال متألما :

وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكـــــــــــــــــــــــــــــا

ولك أن تضع مكان مصر إسم أي بلد عربي آخر،فإن المتنبيء سيبقى شاهدا وصادقا في شهادته.

لقد كنا نترقب أن تزف لنا أخبار سارة من أرض الكنانة،خاصة بعد ثورتها المباركة،لكن يبدو أننا لم نتجاوز بعد دائرة العبث الجهنمية التي دخلنا فيها منذ زمن بعيد.وها نحن نرى مقابلة في كرة القدم بين فريقين وطنيين تتحول إلى مأثم يسقط فيه قتلى وجرحى .ألم يكن حريا بالمسؤولين الجدد أن يجنبوا البلد هذا العبث؟ أم أن أعين الفرقاء كلهم على مغانم السلطة حتى ولو مات بسبب تهاونهم وربما تآمرهم مئات الناس؟

إنني أعجب من أحوال كثير من البلدان العربية،أصبح القتل أو الموت هو العنوان الرئيسي لكل نشرات الأخبار المكرورة طوال اليوم.

فالطرق في أوطاننا تقتل …لدرجة أصبح الحديث عن حرب الطرق حديثا يوميا.

والأمطار تقتل…

والجفاف يقتل …

والبحر يقتل …

والطب يقتل أيضا …وبعدها يقولون أخطاء طبية.

والبنايات تقتل حين تتهاوى على قاطنيها على حين غرة..

وأمريكا تقتل …

والكيان الصهيوني يقتل ..

وكرة القدم أيضا تقتل ..

والحكام المستبدون يقتلون …

فمتى يتوقف هذا القتل العشوائي الظالم ؟

ومتى يتوقف العبث بمصير الأوطان تحت أي مسمى أو عنوان ؟

[email protected]

‫تعليقات الزوار

5
  • التقشبندي
    الخميس 2 فبراير 2012 - 03:06

    هزمتنا تونس في المباراة الأولى …تلك مجرد كبوة فرس… المدرب سينتصر

    هزمتنا الغابون في المباراة الثانية … هم في ميدانهم والجماهير تساندهم …مدربنا سوف ينتصر

    وادخل لتلعب انت بمعنويات عالية بعد الانتقادات الصبيانية التي ملئت الشبكة العنكبوتية (والتي يطلع عليها ايضا اعضاء المنتخب). لقد اخطئ غيريتس في تقدير ان عنده مبارتين فقط لتحقيق التاهل للدور الثاني مقابلة ضد تونس وهي الخسارة الوحيدة و مباراة النيجر اما الغابون فنتيجة تفوق غينيا الاستوائية على السنغال خير دليل ان صاحب الارض في القارة الكحلاء يفوز و فقط. و كاقتراح اقترح على غيريتس الاكثار من المباريات الحبية مع المنتخبات الاوروبية التي لا تقبل الهزيمة ولو في المباريات الودية كاسبانيا و المانيا و ايطاليا و عندها المنتخب الوطني سيتمكن من اضهار لكامل قدراته و اضهار الفساد الكروي الافريقي الدي نحتاج فيه الى لاعبي ريغبي و بعض الملايير لعيسى حياتو كي نُقبل

  • لمهيولي
    الخميس 2 فبراير 2012 - 12:08

    في الحقيقة كان إقصاء القريق الوطني هو بمثابة نصر للشعب المغربي،مصداقا لقوله تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم . فلولا الإقصاء لبقيت أموال الدولة تستنزف بلا حدود ولبقي شبح المدرب جاثما على نفوسنا رضينا أم كرهنا.لقد تعهدت الحكومة على نفسها بإرشاد النفقات ومحاربة الفساد ونشر العدالة، لذا عليها معالجة هذا الخلل ووضع الأمور في مسارها الصحيح .

  • أبو عدنان
    الخميس 2 فبراير 2012 - 12:27

    أمر طبيعي جدا أن يكثر القتل لأن النبي المجتبى والحبيب المصطفى الذي لاينطق عن الهوى قال بأن من علامات الساعة كثرة الهرج والمرج وهو القتل.

  • TOT
    الجمعة 3 فبراير 2012 - 22:51

    صدقت في ما قلت لقد اخبرنا الصادق الذي لا ينطق عن الهوا قال صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده ، لاتذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يومٌ لايدري القاتل فيمَ قتل ، ولا المقتول فيم قُتل؟)) فقيل : كيف يكون ذلك ؟ قال : ((الهرج القاتل والمقتول في النار))……………رواه مسلم

  • بوكراع
    السبت 4 فبراير 2012 - 06:24

    كما يقول المتل … من الرياضة ما قتل

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات