السيدة كاتيا كيبينغ .. رَجَاءً لا تُسَمِّمِي الأجْوَاءَ

السيدة كاتيا كيبينغ .. رَجَاءً لا تُسَمِّمِي الأجْوَاءَ
الإثنين 18 ماي 2020 - 07:47

تابعت باستغراب شديد، كمغربي ولد وترعرع في ألمانيا، ويحمل الجنسية الألمانية، وعضو نشيط في حزب المجتمع الديمقراطي المسيحي، ومستشار عمدة مدينة إسن بجهة نوردراين فيستفالن في شؤون المسلمين والمساجد، من تصريح غير منصف صادر عن السيدة البرلمانية كاتيا كيبينغ، زعيمة حزب اليسار الألماني، الذي أساءت فيه إلى بلدي الأصلي الـمغرب، أرض الحضارة والثقافة والتسامح والتعايش السلمي مع مختلف الثقافات الإنسانية.

إن ما سطرته السيدة البرلمانية على صفحتها بـ”فيسبوك”، في مطلع الشهر الجاري (10 ماي 2020) من شأنه أن يُسَمِّمَ الأجواء بين بلدين صديقين، ويجرح نفوس آلاف الـمغاربة المقيمين في ألمانيا، منذ أكثر من نصف قرن، الذين ساهموا ولا يزالون يساهمون بكل جدية وإخلاص وتفان في تقدُّم وتطور ألمانيا في مختلف المجالات.

إن ما كتبته السيدة البرلمانية المحترمة، فضلا عن زيفه ومجانبته للواقع والحقيقة، فإنه يعطي صورة غير مشرفة عن بلدنا ألمانيا، إزاء دولة شقيقة وصديقة وعريقة كالـمغرب، الذي أعتز بالانتماء إليه روحا وجسداً.

أقول للسيدة البرلمانية المحترمة، من موقعي كعضو بحزب سياسي ألماني: إن السياسة فن وتقاليد وأخلاق، لكن للأسف الشديد فإن حزبك بأفكاره المتطرفة، ونظرته العنصرية، ليس لديه إحساس ومسؤولية بفن التعامل في مجال السياسة الخارجية، حيث تتحدثين بوجه مكشوف، وبكل رعونة عن الخروج من الناتو.

كما أنك تتعاطفين مع الجماعات الإرهابية، مثل حزب العمال الكردستاني، وبالتالي فإنك تحاولين أن تدلي بدلوك في عدم وجود الاستقرار في البلدان الأجنبية، بما في ذلك بعض الدول الحليفة لنا، وهو توجه غير سليم، وغير منطقي إطلاقا.

إن صنيعك هذا يجهز على تقليد عمره عشرات السنين في تنمية العلاقات الخارجية مع بلدان صديقة وشقيقة لها تاريخ ومجد وحضارة عريقة كالـمغرب.

ومن أجل تنويرك أكثر -السيدة البرلمانية المحترمة- أود أن أطلعك على بعض المعطيات، آملا أن تراجعي مواقفك الـمتطرفة:

أولا: خلال سنة 2018 كان مؤشر الإرهاب في المغرب 1,22، في حين أن مؤشر الإرهاب في دولة اليونان التي كانت تقودها حكومة يسارية بلغ في ذلك الوقت 4,17.

ثانيا: أنك تمانعين وبدون سبب موضوعي اقتراح الحكومة الاتحادية تصنيف الـمغرب كدولة ثالثة آمنة خارج أوروبا، في الوقت الذي قررت فيه عدة دول أوروبية منصفة تصنيفَ الـمغرب كبلد منشأ آمن.

وبامتناعك هذا، فإنك تسلكين اتجاها منفرداً غير سوي، وغير متوافق مع الحلفاء الأوروبيين والسياسة المتبعة في أوروبا برمتها.

ثالثا: لا داعي لتذكرك بأن الـمغرب كبلد عريق حليف استراتيجي للمجموعة الأوروبية، يساهم باستمرار، وبشكل فعال في تحقيق الاستقرار بهذه المنطقة، مثلما يجب تنبيهك إلى أن مطالبك هاته من شأنها أن تزرع الانقسامات بين الحلفاء والأصدقاء، في وقت يجب أن يكون فيه التماسك أكثرَ أهمية من أي وقت مضى.

رابعا: إن تصريحاتك ومطالبك، وكما كان هو الشأن في الماضي، تشكل عقبة أمام نجاح السياسة الخارجية الألمانية والأوروبية.

خامسا: أرجو منك السيدة البرلمانية، وبكل احترام وتقدير، الكفَّ عن الإساءة إلى البلدان ذات المجد التليد، والتاريخ العريق، كالمغرب، وسحب ما كتبتيه على صفحتك بـ”فيسبوك”، لأنه يسيء إلى مسارك السياسي، كما يسيء إلى حزب اليسار الألماني الذي تترأسينه.

*هشام الفونتي فاعل سياسي بألمانيا

‫تعليقات الزوار

5
  • عبد القادر
    الإثنين 18 ماي 2020 - 12:55

    …/…

    فخر كبير للمغرب والمغاربة أن يقوم شباب ولد وترعرع في ألمانيا مثل السيد هشام الفونتي بالرد على زعيمة حزب اليسار الألماني رداً قويا ومفحما.
    واصل السي هشام في الدفاع عن بلدنا العزيز المغرب، والله يعينك وينصرك، فأنت سليل بلد عظيم، له تاريخ عريق، من حقك أن تفتخر بالانتماء إليه.
    أرجو أن يقوم جميع المغاربة الكرام المقيمين بألمانيا وفي غيرها من بلدان العالم بمبادرات لصالح وطنهم الأم المغرب، مثل ما فعل السي هشام الفونتي وفقه الله.
    حفظ الله ملكنا الهام الملهم الكريم، سيدي محمد السادس بما حفظ به الذكر الحكيم. وأدام على جلالته الشريفة موفور الصحة والسعادة والهناء وطول العمر.
    إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

  • عبدو
    الإثنين 18 ماي 2020 - 13:00

    نفتخر بمثل هذه الوجوه المغربية التي تدافع هن بلدها في أرض المهجر

  • Yassin
    الإثنين 18 ماي 2020 - 16:07

    سيدي هشام
    ما الذي قالتهُ زعيمة حزب اليسار الألماني بالضبط؟
    عندما ترُد على ادعاء أو فكرة معينة، حاول أن تقتبس هذا الإدعاء بوضعه في مقدمة ردك، هذا سيضع القارئ في سياق الموضوع، و بالتالي سيفهم ما تتحدث عنه في بقية مقالك، فليس كل الناس يتابعون صفحات فيسبوك للأحزاب الألمانية خصوصا وأنها محررة باللغة الألمانية، بينما مقالك هذا بالعربية..

  • abdullah
    الأربعاء 20 ماي 2020 - 01:28

    تصنيف المغرب كبلد آمن – وهذا ما يدافع عنه هذا السياسوي – يجعل الاروبيين يرحلون كل لاجئ افريقي او ثبت انه قدم من دولة افريقية الى المغرب. وهذا ليس في صالح المغرب. الا اذا كان هناك من يستفيد من وجود الافارقة في المغرب للحصول على المعونات الاروبية وتحويلها الى جيوبهم الخاصة، واكثر هؤلاء من الذين يدعون انهم من رجال السياسة ومن المدافعين عن حقوق الاجئين في انهم لا يفهمون من السياسة سوى انها وسيلة للاسترزاق و السطو على ممتلكات الغير و الاستغناء السريع.

  • Maryama
    الأحد 24 ماي 2020 - 13:36

    بارك الله فيك اخي هشام وحفظك وغلب امرك
    لك مني كل التشجيع كمغربية حرة تغار على اصولها

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات