إما...وإما...

إما...وإما...
الثلاثاء 4 مارس 2008 - 03:47

موعد آخر

إما…وإما…

يمكن التأكيد على أن المغرب دخل مرحلة انتقالية (جديدة (بتعيين أحد رموز الحركة الوطنية والمعارضة المغربية، أيضا، عبد الرحمان اليوسفي وزيرا أول في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، واستمراره في المنصب نفسه في بداية العهد الجديد. وهي مرحلة انتقالية بالنظر إلى تمكين المعارضة الكلاسيكية والقوية أيضا من المشاركة في تسيير شؤون البلاد، وهي كذلك باعتبار طبيعة الشعارات التي رفعت حينها من قبيل التوافق والتناوب وفتح الأوراش الكبرى، لإصلاح القضاء والتعليم والصحة وتوسيع مجال حرية التعبير والعمل بمبادئ حقوق الإنسان، وغيرها من القطاعات التي أدت ثمن الاهتمام ببناء هيبة الدولة بعد الاستقلال دون الالتفات أكثر إلى تقوية هذه القطاعات الحيوية لأن قوتها وصلاحها يعكس دون شك دولة المؤسسات.

لا يمكن إنكار أن في المغرب أحزابا حقيقية ومجتمعا مدنيا حقيقيا ومثقفين ومفكرين، وأن ما يعيشه المغرب حاليا من اتساع نوعي في مجال حرية التعبير لم يكن مرده إلى مجرد المنح، وإنما هو نتيجة تضحيات أحزاب وتنظيمات حقوقية ومدنية. وفي المقابل وجب الاعتراف بأن الفترة التي كانت فيها الدولة مصرة على بناء هيبتها بشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة، وقع تهميش المواطن وغض الطرف عن توفير البنيات التحتية، ولم يكن القضاء قويا ومستقلا كما يجب، وكذلك الشأن بالنسبة إلى التعليم والصحة والبحث العلمي والإدارة والبرلمان وحتى الجهاز التنفيذي كان عمله يخضع لتوجيهات لا تخرج عن سياسة “بناء هيبة الدولة“.

عاش المغرب قبل وبعد الاستقلال مراحل انتقالية، لكن وجب الاستفادة من الماضي والابتعاد عن التحجج بأن المغرب يعيش مرحلة انتقالية. الجميع مقتنع بما في ذلك المؤثرون في القرار بأنه ليس منطقيا أن نطيل مدة المرحلة الانتقالية، وأن “ينام المغرب فيها” إلى ما لا نهاية. وما تعيشه البلاد حاليا من فتح أوراش تنموية هنا واحتجاجات هناك، وهدم اقتناع البعض بحسن نية الدولة في الدفع بالعملية الديمقراطية وتوسيع هامش حرية التعبير والعمل بمبادئ دولة الحق والمؤسسات، وترويج البعض لموت الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، والقول إن المغاربة يئسوا الانتظار، وأن الحكومات المتعاقبة متشابهة في الضعف والأداء والنتائج، وأن الوزير الأول الحالي أضعف رئيس حكومة شهدته البلاد، وأن الدولة مصرة على تغليب النظرة الأمنية والمخزنية على دولة المؤسسات، وأنه في نهاية المطاف لا جديد حمله العهد الجديد. فالقول بكل هذا يبقى منطقيا وموضوعيا في بلاد تعيش فوضى خلاقة، لكن شريطة ألا يوجد بيننا من يرغب حقيقة في بلاد بدون مؤسسات إلى الأبد، ويأمل في أن تنتشر الفوضى الهدامة، فهؤلاء إن صدق الحدس، إما أنهم متملقون متأصلون، أو أنهم يشتغلون لصالح جيوب مقاومة التغيير في الداخل والخارج.

بقلم: الحسين يزي / جريدة الصباحية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج