دفاعا على شرعية الوزير مصطفى الخلفي

دفاعا على شرعية الوزير مصطفى الخلفي
الثلاثاء 1 ماي 2012 - 02:37

الجدل المطروح اليوم حول دفاتر التحملات الجديدة التي أعدها وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم حكومة السيد عبد الالاه ابن كيران، كان سيكون منتجا وايجابيا لو أنه كان سابقا على مصادقة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري عن تلك الدفاتر، وكان سيكون غير مشكوك في خلفياته والجهات التي يمكن أن تكون واقفة وراء تحريكه في هذا التوقيت بالذات، لو بقي سليم الشيخ وسميرة سيطايل وفيصل العرايشي وراء الستار.

الوزير الأصغر في الحكومة الملتحية بمقدار الثلث، مصطفى الخلفي، ينبغي الاعتراف له بشرعيته السياسية داخل حكومة عبد الالاه ابن كيران، وبسلطته القانونية والدستورية على كل مرؤوسيه، الذين يتحملون مسؤولية إدارة عدد من قنوات القطب العمومي، عوض تبخيس مجهوده الإصلاحي، وتسفيه مرافعاته بالصحافة الورقية وفي الإذاعات الخاصة، للدفاع عن دفاتر تحملاته التي أعدها وأحالها على رئيس الحكومة قبل أن تصادق عليها “الهاكا” كمؤسسة دستورية.

الخرجات الإعلامي لعدد من المسؤولين الإداريين في القطب العمومي ضد وزير وصي على قطاع الإعلام والاتصال ومعين من قبل الملك باسم حزب سياسي منتخب من طرف الشعب، فيه من التجاوز ما يقلق، لشرعية الوزير ولصلاحياته المحددة بموجب مرسوم منشور بالجريدة الرسمية.

الكل يعلم أن مديرة الأخبار بالقناة الثانية، سميرة سيطايل، ومدير القناة الثانية، سليم الشيخ، كانا حاضرين للندوة الصحفية التقديمية لدفاتر التحملات التي أعدها الوزير مصطفى الخلفي، وفق مقاربة وصفها في خرجاته بـ “التشاركية في العلاقة بعدد من المتدخلين في المجال”، وصادقت عليها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، ومع ذلك لم يتدخل أي منهما لإبداء رأيه المعارض اليوم لدفاتر التحملات أو انتقداها.

ما الذي وقع حتى خرج مدير القناة الثانية ومديرة أخبار هده القناة عن صمتهم الذي استغرق دهرا لينطقوا كفرا ضد وزير هو في الأول والأخير الشخص المسؤول والوصي على القطاع؟ من أين استمدا قوتهما لتحدي الوزير والوقوف ضد اختياراته الاصلاحية لقطاع عدد كبير من بنياته مهددة بالإفلاس؟

مما لا شك في ذلك، أن دفاتر تحملات الوزير مصطفى الخلفي، استطاعت أن تضع اليد على الجرح، فسببت ألاما لعدد من المستفيدين من الريع والمتنفذين في قلعة الاعلام الحصينة. كما أنها سمحت ولأول مرة بخروج النقاش حول الإعلام بشكل مكثف للعلن.

قبل أن يتربع مصطفى الخلفي على كرسي وزارة الاتصال، وقبل أن يقوم هذا الوزير الشاب، ابن جيل منتصف السبعينات، من إعداد دفاتر التحملات الجديدة التي صادق عليها حكماء الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بعد إحالتها عليهم من قبل رئيس الحكومة كما ينص على ذلك القانون، لم يكن ممكنا أن يطل علينا، لا المسؤول الأول أو الثاني أو الثالث في القطب العمومي لبسط تصوره للسياسة الاعلامية التي ينبغي اتباعها.

خروج مسؤولين إداريين للهجوم على دفاتر تحملات الوزير مصطفى الخلفي ومحاولة إبعاده من دائرة صنع القرار الإعلامي في المغرب، يعكس حالة الهيجان والغضب التي يمكن أن تكون قد تملكت ما اعتبرهم قادة العدالة والتنمية حراس المعبد الإعلامي في المملكة.

بغض النظر عن الاختلافات السياسية أو الإيديولوجية أو في الرؤية للأشياء حتى، وإنصافا للرجل، مصطفى الخلفي ، تحلى بمسؤولية كبرى في إعداد دفاتر التحملات، وكانت له شجاعة قل نظيرها في الترافع من أجل الدفاع عن رؤيته للإصلاح في الصحافة الورقية وفي الإذاعات الخاصة وفي اللقاءات والمنتديات.

الرجل كما يشهد له بذلك، جالس الجميع، وانفتح على الجميع، ولبى نداء الجميع، وشرح موقفه داخل البرلمان في العلاقة بممثلي الأمة، ولا زال يصر على أن يده ممدودة للجميع من أجل اصلاح ما يمكن اصلاحه. فلماذا هذا العويل؟ ولماذا هذا الحيف في حق الرجل؟

سميرة سيطايل، وفيصل العرايشي، وسليم الشيخ، مسؤولون إداريين عليهم واجب التحفظ، وينبغي عليهم احترام الشرعية السياسية والقانونية للوزير الوصي على القطاع، وليس التطاول عليه وتنصيب أنفسهم أوصياء على مهنة الإعلام والمجتمع.

إذا أخطأ الوزير مصطفى الخلفي في اختياراته السياسية أو الاستراتيجية، فهو وزير في حكومة تخضع لرقابة البرلمان. وإذا كانت دفاتر التحملات التي أعدها لإصلاح القطاع الذي يشرف عليه تشوبها شائبة، فهناك محكمة دستورية تبث في مدى مطابقة أحكام القانون مع الدستور.

“الهاكا” قالت كلمتها في دفاتر التحملات، بعد إحالتها عليها من قبل رئيس الحكومة الذي أحيلت عليه بدوره من قبل وزير الاتصال مصطفى الخلفي، والمسؤولين الإداريين عليهم احترام شرعية المؤسسات الدستورية وشرعية الوزير السياسية التي يحاسب عليها من قبل الشعب في الانتخابات وليس على صفحات الجرائد.

‫تعليقات الزوار

10
  • Ammou Mar
    الثلاثاء 1 ماي 2012 - 04:02

    أتراهم اعترضوا وصرخوا على خواء؟ إنهم ينتمون إلى زمن السيبة والتطاول،ولهم جذور صعبة الاقتلاع،فالأمر بلغ لحد قائد البلاد،والصراع لا زال كما نزل،ونوقش الموضوع على عجل،وانفض الجمع ولف الواقع في قماش أبيض،وسيوضع في لحد منضد،وسيعرض على شاشة الصراع فيما بعد،وستكون الهزيمة للحكومة الفتية،وحفظ ماء الوجه لشون وماجدولين،والحفدة والبنين،وتابعي تابعيهم كلهم أجمعين،وإنه لنصر لهم إلى يوم الدين.
    هي عقلية مغاربة الانتفاع،فإن لهم في الحكم طول باع،وكل من اشتكى أو تضرع،كأس الهوان يتجرع،وفتحوا عليه نيران الماضي والمضارع،ولغموا سبيله بالفزع والهلع،حتى إذا ما خنع،خلعوا عليه جبة الوداعة فاقتنع،وأرغموه وضع قناع الشماتة،فينبت بين الحق والباطل فراغ وانقطاع.
    هم كما هم مذ خبرنا أمرهم،وأثرهم دال عليهم،جراثيم في جسد الأمة تنهش،فتاكة لا
    يكل لها سعي،ومستنقعها غاص بجم ديدان، نتن فيها السمت والمقام.

  • حسام
    الثلاثاء 1 ماي 2012 - 04:03

    كلام منطقي و جميل الله يجازيك بخير

  • المغرب مازال مريظا
    الثلاثاء 1 ماي 2012 - 05:05

    المغرب مازال مريظا وللعلاج يجب اسثتءصال الورم

  • ahmed t
    الثلاثاء 1 ماي 2012 - 08:40

    نتمنى للمغرب وللمغاربة التقدم والازدهار وسياسيين اكفاء يخافون الله في السر والعلن ولا يخضعون للضغوط من اي جهة كانت والخوف من الله فقط

  • ع ع
    الثلاثاء 1 ماي 2012 - 11:45

    أحسنت جزاك الله عن الوطن خيرا.

  • مؤسس مدرسة الأنوار الغرفانية
    الثلاثاء 1 ماي 2012 - 11:46

    باسم الله الرحمان الرحيم
    رغم أحقية الوزير الخلفي أعانه الله فإن كل ما تنادي به الحكومة مجرد ترقيع بموازين مشروع المذهبية الإسلامية :الذي ينادي بإصلاح الإنسان قبل المجتمع ..ولا نستغرب لكل هاته المضايقات ما دامت الحكومة في شخص رآستها قد تخلت أصلا على شرعييتها الإسلامية..فالمنتخبون صوتوا على إسلاميتها مما يعني :قرآن وفقه وفكر واقتصاد إسلامي..ليقول السيد بنكيران في أولى خرجاته :فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر ..
    فماذا يعني هذا التناقض ؟:
    فلا أمل على المدى المتوسط والبعيد وضاع حلمنا في الإصلاح الإسلامي مغربيا عدا مبادرة علمية متينة من أمير المومنين سدد الله له وبه.
    فقد فقدنا الثقة إسلاميا.
    والصلاة والسلام على محمدنا وآله والصحب

  • Marouane De Larache
    الثلاثاء 1 ماي 2012 - 14:15

    كلام في الصميم . القناة الثانية لا تريد الإصلاح

  • abdelkader
    الثلاثاء 1 ماي 2012 - 18:44

    كبش الفداء هو الشعب مازال مالقاش لدافع عليه وايحاسب المسؤولين عن الفساد الاذاعات الوطنية مازالت تنقل الاخبار لبغاها النظام لا استقلالية لها كتعيش سنوات ماقبل الستين الجرءة كتموت مع المال والجاه كل ماوصل واحد يركع فالتالي لي مولاه بلا ما يشعر اما خوفا او طمعا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • maram
    الثلاثاء 1 ماي 2012 - 19:04

    والله ان الخلفي هو أكثر لاشخاص الذين اجتهدوا منذ توليه الوزارة والقناة الثانية سواء أرادت أم لا لكن بالنهاية لا يصح الا الصحيح

  • khalid
    الثلاثاء 1 ماي 2012 - 20:43

    جميل كلامك يا وزير.اعانك الله.

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين