محاكمة علمانية لداعية الجهة الشرقية

محاكمة علمانية لداعية الجهة الشرقية
الخميس 5 يوليوز 2012 - 06:06

قرر اليوم (!!) عقد جلسة لمحاكمة الداعية عبد الله نهاري، وستكون الجلسة برئاسة القاضي أبو رغال، للبث في الدعوة التي رفعتها جريدة الأحداث في شخص رئيس تحريرها المختار لغزيوي، متهمة نهاري بإهدار دم رئيس تحريرها.

وسأحكي لك أيها القارئ الكريم هذه المحاكمة بطريقة منتقاة؛ حتى تكون على بينة بتفاصيلها ومجرياتها..

محكمة، بدأت الجلسة..

القاضي أبو رغال يسأل المختار: لماذا تدعي أن عبد الله نهاري هدر دمك؟

المختار: إنها “قراءة” علمانية لكلمة شرعية ألقاها نهاري بطريقة وحشية، فخفت على نفسي من الدموية، فادعيت أنه أهدر دمي، ثم جيشنا الوسائل الإعلامية، على رأسها أمنا في الرضاع القناة الثانية، فطبخنا له طبخة لن يقوم بعدها بأي مشاركة دعوية..

أحد أعضاء هيئة دفاع نهاري بصوت مرتفع: ما هذا سيدي القاضي إنه يوجه مجرى حكمكم؟!!

القاضي أبو رغال: هدوء هدوء، المشتكي فقط يعبر عن رأيه، إننا في دولة تحترم الحريات، دعونا ننتهي من هذه المحاكمة..

أبو رغال يسأل نهاري: سيد نهاري، شهدت الوسائل الإعلامية، وصرحت العديد من الجهات الحقوقية، وتكلم عدد من أصحاب الفكرة الحداثوية، وأدانوك بأنك أصدرت (فتوى دينية)، تهدر فيها دم رئيس تحرير جريدة الأحداث المغربية، فماذا تقول في هذه القضية؟

نهاري: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصـ..

انتفض كل من في القاعة إلا قليلا منهم وهم يصرخون: ما هذا سيدي القاضي إنه استعمال للدين بشكل بشع، إنه يريد استمالة القلوب، ويريد تبرير إرهابه بتوظيف خطبه، عليه أن يمنع من ذلك..

القاضي أبو رغال: سيد نهاري من فضلك ادخل في الموضوع مباشرة..

نهاري بعدما أخذ نفسا عميقا: سيدي القاضي لقد استمعت كما استمع كل منصف وكل غيور إلى حوار تلفزي قال فيه متهمي، أنه من دعاة الحرية الجنسية، وأنه من حق أي إنسان أن يمارس الجنس مع المرأة، دون قيود شرعية أو قانونية، وأننا في المغرب صرنا نمارس الكذب على الذات لأن ممارساتنا لا تتعايش مع قوانيننا..، ولم يكن هنا يتكلم على النفاق الذي نمارسه في كوننا ندعي أننا دولة الحق والقانون وفي المقابل الحقوق ضائعة؛ والقوانين لا تطبق، أو هو في معرض الكلام على أننا نناشد العدالة والعيش الكريم وفي المقابل نجد أن القائمين على هذا الشأن والدعاة له هم أول من يخرق دعاويهم ويخالفها..

لا سيدي القاضي، بل هو يطالب بإلغاء فصل من فصول القانون الجنائي الذي يجرم الرذيلة ويمنع إقامة الزنا بين رجل وامرأة، وفي لحظة سألته المذيعة وهو في غمرة الحماس لدعوته لشيوع الجنس واستحلال الزنا، وهل ترضى ذلك لأختك؟

فما كان منه إلا أن قال: أنه يرضى لأمه وأخته وابنته أن يمارسوا حريتهم كيفما شاؤوا، والسياق حول الممارسة الجنسية، أي أنه لن يمانع أن تزني قريباته تلك..

سيدي القاضي في كلمتي التي جرتني إلى هنا وأنا بين أيديكم الآن لم أهدر فيها دم هذا السفيه (سفيه لأنه أزرى بكل المغاربة الشرفاء وبأعراضهم بدعوته تلك)، لأني لست قاضيا ينتظر مني أن أحكم عليه. وسيكون من الحمق والجنون أن يتكلم قاض بمثل ما قلت، فتقوم الشرطة بأخذ المدعى عليه إلى المقصلة، وتقوم بجز رأسه..

ثم حتى من منطلق أني أتكلم كداعية موجِّه؛ لم أهدر دمه، وإذا فهم هذا من كلامي، فينبغي علينا معشر المسلمين أن نترك ترداد جل آيات القرآن الكريم والسنة النبوية، لأن هناك من سيفهم الكثير من كلام الله عز وجل ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أننا بترداده هدرنا دماء الناس، وأحللنا أموالهم، واستبحنا أعراضهم..

سيدي القاضي إنكم تحاكمونني بصفتي داعية وهو شأن ديني، يتحمل المجلس العلمي الأعلى ذي الحنكة في فهم الألفاظ الشرعية الحكم على كلمتي؛ وهل هي فتوى لإهدار دم هذا السفيه، أم لا تعدو كونها كلام تحذير من دعوته الباطلة وأن من تلبس بفكرة قبول الفاحشة لأهله فهو ديوث بنص أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم..

القاضي أبو رغال: يكفي، يكفي ما قلت، ونحن الآن نحاسبك كونك مواطنا مسؤولا عن كلامه، وكلامك يحمل الكراهية ويحرض على العنف، وقد ظهر لي أن لا أعطي الكلمة للدفاع فالأمر محسوم واضح، ولا يحتاج كثير أخذ وردّ، لأن خرجاتك السابقة سيد نهاري هي مسيرة لنتيجة حتمية ستسمعها حين صدور الحكم..

(رفع الجلسة للتشاور حول الحكم)

بعد عودته للنطق بالحكم، القاضي أبو رغال: حكمت المحكمة حضوريا على المتهم عبد الله نهاري بسبب تهمة ترويجه خطاب الحقد والكراهية والدعوة إلى العنف وإهدار دم رئيس تحرير جريدة الأحداث السيد المختار الغزيوي، بالإعدام مع الاحتفاظ بأمعائه لاستخدامها في شنق كل من سولت له نفسه استخدام نفس الخطاب، وحتى تستريح الأمة المغربية من دعاة الظلام الحريصين على تذكرينا دائما بأحكام صارت بالية في زمن حقوق الإنسان وتقديس المواثيق الدولية.

بعد هذه المحاكمة طبلت وزمرت وسائل الإعلام العلمانية لانتصار الخيار العلماني على الخطاب الشرعي الإسلامي، ودخل المغرب في مرحلة محاكم التفتيش مع الدعاة والخطباء والعلماء..

فاللهم ألطف بهذا البلد.

‫تعليقات الزوار

9
  • عبدالعزيز
    الخميس 5 يوليوز 2012 - 11:26

    فاللهم ألطف بهذا البلد. نعم أمين لكن لن نسمح للعلمانيين بالطبل والتزمير بعد اليوم وأنظر لمعظم الناس في المغرب والشباب بالخصوص كله يساند الحق والرجولة والشجاعة التي يمثلها الشيخ عبدالله انهاري والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله.

  • Ahmed Aâssid
    الخميس 5 يوليوز 2012 - 19:03

    هل يسمح الدستور المغربي الحالي بما ورد فيه من مضامين تخصّ إسلامية الدولة ووجود دين رسمي، بقطع الرؤوس والأيدي والرجم بالحجارة والجلد بالسياط، هل نحن في دولة دينية ؟ إذا كان الأمر كذلك فإن أمثال نهاري على حق تماما، وعلينا في هذه الحالة أن نقيم نظام الحسبة القديم ونعود إلى تقاليد الحدّ والتعزير، وننغلق عن العالم قابعين في تخلف القرون الغابرة، ونعلن يأسنا من اللحاق بمصاف الدول المتقدمة.

    أما إن كان الدستور الذي طالما نبّهنا إلى تناقضاته وحذرنا من التأويلات المتطرفة التي من المحتمل أن تطاله، إن كان ضامنا لحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها في العالم (والتي هي منظومة غير قابلة للتجزيء كما يقول نص الدستور حرفيا )، فإن المطلوب اتخاذ الإجراءات الحازمة ضدّ كل دعاة الكراهية والعنف باسم الدين، عبر إحالة الخروقات التي يرتكبونها على القضاء ليقول فيها كلمته إنصافا للذين ظلموا، واقتصاصا من المعتدين من ذوي النزعات الإجرامية.

  • ayour
    الخميس 5 يوليوز 2012 - 20:46

    وهل كنت كاتب الضبط بتك المحكمة?? ام ان هذه الرواية الهتشكوكية من نسج خيالك فقط ان القضية مفتعلة بين شخصين وهي بيد القضاء فلا تكسرو رؤوسنا بها لان هناك ماهو اهم منها كتلك الحكومة المستقوية على الضعيف وسياسة النعامة التي تنهجها امام النضام الاستبدادي اما ذلك الحلايقي فحكايته وامره قد حيرو اغلب المحللين النفسانيين

  • محمد البخارى
    الجمعة 6 يوليوز 2012 - 04:03

    أسعدك الله أيها الكاتب على هده المقامة الرائعة ونتمنى لك مزيدا من التوفيق الا أننا نتفاءل خيرا بأن الله سينتقم من أعداء دينه وستكون العاقية للدين ءامنو وعملو الصالحات

  • مسلمة ولله الحمد
    الجمعة 6 يوليوز 2012 - 10:19

    بسم الله الرحمان الرحيم وأصلي وأسلم على أشرف المرسلين

    حسبنا الله ونعم الوكيل .
    حسبنا الله ونعم الوكيل .
    حسبنا الله ونعم الوكيل .
    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

  • عابر
    الجمعة 6 يوليوز 2012 - 16:14

    نسأل الحي القيوم أن يمكن لأهل العلم حتى يقودوا حملة الإصلاح، فربنا سبحانه وتعالى عليهم أوجب السير بالأمة إلى بر الأمان مع ما عندهم من العلم والإيمان والصلاح والغيرة على الدين، والمواقف المشرفة..
    اللهم احفظ الشيخ عبد الله نهارى..

  • lahsen bohali
    الجمعة 6 يوليوز 2012 - 20:18

    ان كل ما يجول في خاطري اثناء قرائتي لهذه الماكمة العلمانية هو اين دور الدعاة والعلماء

  • salima
    السبت 7 يوليوز 2012 - 15:48

    باسم الله الرحمن الرحيم إننا في دولة تحترم الحريات ا : اننا نرضى لأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا أن يمارسوا حريتهم كيفما شائوا وعما قريب سيكون الزواج بين الرجال يال العار نتكنم باسم الحرية كما نشاء نحمد الله على ديننا وارسل الله سيدنا محمد ليحرر النساء والعبيد لكنا الان جاريات نباع في الاسواق احمدوا الله على هدا الدين واتقوا الله في الداعية انهاري

  • حائر
    الأحد 8 يوليوز 2012 - 11:57

    حيرتني بعض الكتابات التي اقرؤها من هذه التعليقات وهي في الحقيقة تعبر عن قلة علم وعن جهل كبير بقدر الله وشرعه ياعقلاء ياناس خافوا من الله اعرفوا ما تتفوهون به بعضكم يصف احكام الشريعة بالتخلف ماهذا الهراء وماهذه المصائب والطامات التي نسمعها منكم الستم مسلمين ؟ فكيف يصح ان تصف ماشرعه الله بالتخلف وتصف القوانين التي دمرت البشرية بالتقدم حرام عليكم افلا تعقلون حدثونا عن هذا التقدم الذي تصفون به غيركم اليس هذا الغرب المتقدم في نظركم هو الذي ذبحكم ومازال اليس هو الذي افقركم ويسعى في ذالك اليسه هو الذي يحتل البلدان ويقتل الملايين ….. اعقلوا وارجعوا الى صوابكم.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة