البحث عن حكومة الشباب

البحث عن حكومة الشباب
الإثنين 15 أكتوبر 2012 - 15:14

ظهرت مبادرات موسمية كثيرة في الآونة الأخيرة، عقب المراجعة الدستورية لـــ2011 دستور فاتح يوليوز 2011، ومن ذلك مبادرة حاولت سرقة الأضواء وحب التميز والتسابق على المنابر الإعلامية، ويتعلق الأمر بما يسمي بحكومة الشباب الموازية والتي تنبأ جميع المراقبين بالفشل لغياب مقومات النجاح الأساسية.

للأسف، الحكومة “المزيفة”، ينتمي أعضائها إلى الشريط الجغرافي الممتد من الرباط إلى الدار البيضاء، و قيل عنها الكثير إثر ظهورها ولا باس من التذكير ببعض ما راج في ذلك الوقت ، فقد اعتبرت التجربة فريدة من نوعها، كونها مبادرة مدنية غير حكومية أطلقها بالمغرب منتدى الشباب المغربي، وهي جمعية تعنى بقضايا الشباب والشأن العام، وتستمد مرجعيتها من الدستور المغربي الذي منح للمجتمع المدني دورا متقدما فيما يخص إعداد السياسات العمومية وتفعيلها وتنفيذها وتقييمها وتقديم بدائل عملية قابلة للتحقيق ….,يا سلام كلام جميل (مقدرش أقول حاجة عنو)..

والأجمل منه ما قاله مؤسسوها كون المبادرة ستساهم في جعل الشباب قوة اقتراحية فاعلة في التغيير الإيجابي للبلاد، كما ستعتمد على منهجية عمل تركز على عقد لقاءات دورية مع الفاعلين في المجالات المدنية والسياسية والاقتصادية ، وتكليف كل شاب في حكومة الشباب بتتبع قطاع حكومي معين والعمل على تنسيق اجتماعات دورية مع الوزير المعني، مع إعداد تقارير دورية ونشرها في وسائل الإعلام……..( وفينك أسي الشوباني واش سمعتي الكلام المرصع ؟ )

وسيعمل المشاركون في حكومة الشباب الموازية، بعد تلقيهم تكوينا في مجال السياسات العمومية على بلورة منهجية علمية بمعية خبراء في القانون والسياسات العمومية من أجل التحليل والتقييم الموضوعي للسياسات العمومية ……..(الله اكبر السي لحليمي غير اجمع قلوعوا).

لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد مرت مدة طويلة وبلع أعضاء حكومة الشباب ألسنتهم (الماضية فقط في الهدرة) وغابت رموزها عن الشاشات ووسائل الإعلام، وخذلت الخلفي والشوباني اللذان توسما فيها خيرا، فحضروا تنصيبها، وقلنا في تلك اللحظة كما قال الجميع إنه كان الأولى –سيرا على الانتخابات الأخيرة- التفكير في انتخاب برلمان للشباب يستمد شرعيته من الشبيبة الحزبية والمدنية الموجودة على ارض الواقع والمدعومة من طرف أحزابها سواء التي في الأغلبية أو المعارضة.

فعل هذا البرلمان كان سيكون قويا بما يكفي وليس من باب الرمزية والديكور والماكياج السياسي، برلمان للشباب ستكون له صلاحية اختيار حكومة موازية للشباب وليس جمعية مغمورة تريد السيطرة على المشهد الشبابي وتقزم من القوة الشبابية المغربية في مشهد يجعل من فعاليات المجتمع الوطني سخرية البعض في الملتقيات الإقليمية والدولية.

انتقاد المبادرة حينها لم يأت من فراغ وإنما جاء بناء على مجموعة من المعطيات أهمها التمثيلية وغياب المقاربة التشاركية، فشباب المغرب الحقيقيون ليسوا بضعة أفراد اجتمعوا في جمعية ظهرت لهم الهمزة على السطر التي قد يجدونها في المجلس الأعلى للشباب، ناهيك عن سفريات الداخل والخارج وما يمكن أن يأتي من وراء هدا من الدعم المادي.

الشباب الحقيقي الذي يستحق أن تأخذ مبادراته محمل الجد ” شباب الساحات الجامعية وشباب ساحات النضال من اجل الكرامة والعيش الكريم والحق في الشغل، أولئك الشباب المتواجد في أقصى المغرب وأدناه يؤسسون جمعيات تحمل بكل ما في الكلمة من معنى التضحية والبدل والعطاء هم شباب الطبقة الكادحة وليس بالضرورة شباب الخمسة نجوم”.

والان حق لنا ان نسائل هاته الحكومة الموازية ديال بلعاني ان سمح لنا طبعا رئيس حكومتها ولو من باب الرمزية ما جديدكم؟ ما هي القوة الاقتراحية التي قدمتموها ؟ ما القيمة المضافة التي قدمتموها للفعل الشبابي ؟ ما مدى صيتكم في قرى المغرب النافع وغير النافع؟ وما يضحك أكثر هو تقريركم اليتيم الذي يعاني فقرا معرفيا ما يعانيه ومن تقنية “الكوبي كولي” أصدرتموه باسم حكومة بلعاني الموازية حول المرأة والطفولة.

“سبعة ايام الباكور الهندي” مرت والجهد الآن منصب على إيجاد موطء قدم في المجلس الأعلى للشباب، وحكومة الشباب الموازية مجرد لعب عيال مايميزها عن حكومة ابن كيران غياب التماسيح والعفاريت،اما إذا كانت هذه الكائنات، فلن تجد فيها أحدا.

[email protected]

.

‫تعليقات الزوار

3
  • الشكشوكي
    الإثنين 15 أكتوبر 2012 - 16:59

    ممتاز
    حكومة الشباب وبرلمان الشباب بحال برلمان الطفل ، ونديرو برلمان المرأة وبرلمان الطالب وبرلمان الفتاة القرية، وبرلمان الشباب القروي وبرلمان المرأة القروية وبرلمان المرأة الحضرية وبرلمان المعاقين ومبرلمان مرضى السرطان وبرلمان الشيوخ والعجزة وبرلمان المعطلين وبرلمان أتصحبا الشواهد العليا وبرلمان أصحاب الشواهد الدنيا وبرلمان الموظفين وبرلمان المأجورين وبرلمان المقاولين الكبار وبرلمان الصحفيين وبرلمان الرياضيين وبرلمان الشعراء والأدباء وبرلمان الراقصين والراقصات وبرلمان المغنيين والنغنيات بوحدهم عاودـ وهكذا واعتذر لأي فئة اجتماعية مذكرتهاش لأن اللائحة تطو ل….
    فقط حاولت أن أرد الاعتبار للجميع ولأني لا أستطيع أن أعبر على المواطنة إلا بصيغة واحدة ومؤسسة واحدة ورموز موحدة، فسيكون من الجرم أن أعبر عن مواطنتي فقط بالسياسة والنفوذ في السلطة.

  • شحرور الحقوقي
    الإثنين 15 أكتوبر 2012 - 17:31

    فعلا فحكومة الشباب الموازية مجرد ماكياج جاءت في مرحلة معينة وتم التخلص منها في حينها وبمعنى اخر ثم اجراء عملية اجهاض لها حتى لا يظهر حملها وبالتالي ما بني على باطل فهو باطل حكومة شباب او لعب الدراري الصغار مشات مع الواد والحصول كايدوم غير المعقول

  • د. عبد الودود خربوش
    الخميس 18 أكتوبر 2012 - 01:08

    اشكر كاتب المقال الذي نبهني إلى اسباب اقصائي من دخول حكومة الشباب التي كنت انتظر منها أن تكون بمثابة المراقب للسياسات الحكومية، تقييما وتقويما، اعتقادا مني ان أشياء كثيرة تغيرت في بلادنا بعد الربيع العربي والتغيير المزعوم.
    أنا استاذ جامعي، متخصص في التربية وعلم النفس، انتمي للمغرب العميق والعميق جدا( مدينة الزاك)، تقدمت بسيرتي الذاتية المتواضعة، ذات 12 صفحة، و التي تحمل عشرة سنوات من خدمة قضايا الطفولة والمرأة والأسرة بالمغرب وخارجه شرقا وغربا وشمالا.
    اتصل بي شخص على أساس إجراء المقابلة الشفوية معي بعد أن ابدى إعجابه بسيرتي، كما طلب مني مشروع رؤية لوزارة الأسرة والطفولة، ثم ذاب كالملح في الماء.
    بعد الإعلان عن الحكومة استغرتب الإقصاء واتصلت بمحدثي ليعتذر لي ويقول أن سني كبير 38 سنة، وأنهم توقفوا عند حدود 35 سنة، وطلب مني إن كنت استطيع تأطير بعض أفراد حكومة الشباب…. ؟؟؟
    ما رأيكم بهاته المهزلة.

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس