"مدرسة مغربية" بقطر يامولاي..

"مدرسة مغربية" بقطر يامولاي..
السبت 20 أكتوبر 2012 - 00:56

في يوم فضيل وفي أيام مباركة عند الله، حل الملك المغربي المحبوب بالدوحة، وقد قيل الكثير عن زيارات العمل الرسمية هذه، التي يقوم بها الملك محمد السادس لدول الخليج العربي، وعن أهدافها التي ترمي في مجملها إلى تعزيز سبل الشراكة والتعاون بين المملكة الشريفة وبلدان التعاون الخليجي في مختلف المجالات الاقتصادية، والتجارية، والثقافية، والشؤون الاجتماعية..

وإذا كانت دولة قطر قد قامت بتنظيم استقبال رسمي للملك محمد السادس مرفوقا بشقيقه الأمير مولاي رشيد، فإن الجالية المغربية في قطر كانت في الموعد وقامت باستقبال شعبي لملكها المحبوب الذي بادلها حبا بحب فأمر سائقه بالتوقف ليترجل من سيارته من أجل تحية رعايه الاوفياء في قطر، ويصافح بعضا ممن نجح في مد يده للسلام على ملكه….

وأنا أتابع هذه اللحظات عن قرب وآخذ بعض اللقطات لجزء من الشعب المغربي، قلت مع نفسي : إنه فعلا ملك محبوب…

فقد سمعت ثلاثة أشخاص من ثلاثة اجيال، يحكون عن تجربتهم في السلام التي مرت في ثوان معدودات والفرحة تعلو وجوههم وتكاد تقفز من عيونهم، فالمراة المغربية تحكي لمن كان بقربها وتقول : بسته، بسته، ( اي قبلت يده) والشاب يصرخ “والله حتى سلم علي…” والطفل ذو الاثنا عشر ربيعا اتاني فرحا وقال “سلمت على الملك” ….أما الاطفال الصغار المساكين فقد لاحظت ان اغلبهم كان يبكي بعد مرور الموكب الملكي!!! فقد تدافع الكبار بمن فيهم الاباء والامهات للحصول على نظرة أو لمسة من صاحب الجلالة، ونسي الجميع من فرط الحب فلذات الاكباد، وإنه لعمري حب ينسي الاولاد !

وأعرف شخصيا من هؤلاء الاولاد من عبر صراحة عن حبه لملكه، بل منهم من كان ملحا في طلبه ليشهد استقبال الملك فما كان من الوالدين الا الاستجابة، ولكن لما جد الجد أخذت اللحظة بالفؤاد ونسي الاباء الاولاد!!!

ولكن أعرف ايضا من الاولاد من سأل والديه لما سمع بحضور الملك : هل هو نفسه الذي زارنا في المدرسة التونسية ؟!

كان سؤالا صادما للوالدين ، ولكن إذا عرف السبب بطل العجب…

ففي الوقت الذي تسعى فيه المؤسسات الرسمية في البلدين الشقيقين لتحقيق المنافع المشتركة على أعلى المستويات، فإن هناك جالية مغربية بقطر يؤرقها هم من عدة سنوات ولم تجد له حلا لحد الآن، ففي بدايات الحكومة السابقة كان بعض الاباء والاولياء يفكرون جديا في بعث رسالة مفتوحة إلى كل من عباس الفاسي الوزير الأول حينها، وكذا الوزير المعني بالتربية الوطنية، كما تم التطرق إلى هذا الموضوع المؤرق مع السفير المغربي السابق في الدوحة دون ان يحرك ساكنا، ولم يفوت ابناء الجالية اللقاء الذي عقده رئيس الحكومة الحالي مع الجالية المغربية في قطر، حيث تكلمت إحدى الامهات بحرقة عن ضرورة إيجاد مدرسة مغربية في قطر، ولكنها المسكينة وجميع الاباء والاولياء مازالوا ينتظرون تحقيق حلم بناء مدرسة مغربية في قطر، شأنهم في ذلك شان أغلب الجاليات المتواجدة في دولة قطر …

إن أبناء المغاربة يدرسون تواريخ وجغرافية البلدان التي يدرسون بها، باللغات واللهجات التي يدرسون بها، وإن أبناء المغاربة في قطر يرددون النشيد الوطني التونسي في المدرسة التونسية كما يحيون العلم التونسي المحفور في ذاكرتهم، وتقول حناجرهم الصغيرة كل صباح مع زملائهم التوانسة ” نموت نموت ويحيى الوطن” !!، وكم من أم ذرفت دمعا لما سمعت ابنها يردد النشيد الوطني التونسي بكل حماس، ويتقن العملات التونسية ويتعرف على الشخصيات التونسية التاريخية، ويجهل الكثير عن وطنه الحبيب، لأن تونس بكل بساطة هي الدولة الوحيدة من شمال افريقيا رغم صغرها هي التي نجحت في بناء مدرسة تونسية في قطر على غرار باقي الدول الاسيوية والعربية والاروبية والامريكية..واستقطبت المدرسة التونسية أغلب تلاميذ دول المغرب العربي وأخضعتهم لمنهجها، لأن دولتنا بكل بساطة أيضا لم توفر لنا مدرسة مغربية بالرغم من ان هناك من هو مستعد للتعاون وتسهيل المهمة وتحقيق الحلم الذي ينتظره مئات الآباء المتواجدين في قطر…

لقد أنعشت يامولاي زيارتكم الامل، ولعل هذه الزيارة الميمونة في هذه الايام المباركة تكون فاتحة خير لالتفاته سامية تحقق الامل، فمن المؤكد أن هذه الزيارة التاريخية ستطلق مشاريع استثمارية كبرى، وتفعل اتفاقيات مهمة، وتعزز التعاون بين المملكة الشريفة و شقيقاتها في الخليج في مختلف المجالات … وما يرجوه رعاياكم في الدوحة هو مدرسة مغربية تربط ابناء وطننا الحبيب ببلدهم وتاريخهم وجغرافيتهم ولغتهم وثقافتهم..، وحينئذ تفرح الامهات بتعرف فلذات ابنائهن على ماضي بلدهم الذي له جذور عميقة وعريقة في التاريخ الممتد عبر القرون، كما سيزرع فيهم المربون المغاربة ثقافتنا الاصيلة والراقية، وحينها سيردد أطفالنا كل صباح ” أن هنا نحيا بشعار الله الوطن الملك” … والسلام على المقام العالي بالله.

*إعلامي مغربي مقيم بالدوحة

‫تعليقات الزوار

9
  • البركاني
    السبت 20 أكتوبر 2012 - 03:14

    1 شيئ جميل انك اعترفت بان الملك محبوب،و لو على مضض،نعم هو محبوب و معشوق المغاربة،و نحن نعرف تاثير هده الكلمات على قلبك و لكنها الحقيقة .
    2 ما ادراك ان الملك لن يحل مشكل هؤلاء التلاميد؟و لمادا دهب ان لم يكن من اجلهم؟ و هل تريد من الملك ان يحل مشاكل الجالية برمتها؟و هي يدرس مغاربة فرنسا في مدارس مغربية متلا؟

  • طلحة
    السبت 20 أكتوبر 2012 - 05:00

    لا يتحمل الموضوع كل تلك المقدمة الطلالية والديباجة التى شرب عليها الظهر وسكر. كأنك تصف لنا ملاك نزل من السماء وليش بشر. محمد عليه اشرف الصلوات والسلام, خير الانام كان يمشي بين الناس في الاسواق ويأم الناس بالمساجد. ما كانت تقبل يده الطاهرة ولا يسجد له أحد. ما كانت الناس تفتخر بتقبيل يده ولا حتى الكلام اليه وهو الاحق بهذا. كان الممكن الدخول في الموضوع رأسا او حتى رجلا ان أردت دون البكاء على الاطلال ودون ذكر نسب القبيلة وفروسية فرسانها . الموضوع في طريحه بسيط جدا لا يحتاج الى مسرحية, بسته اي قبلت يده وبكاء. بنو لنا مدرسة ولا سكويلة ولا لقرينة لكحلة في قطر بسيطة أ ماشي صاحبي

  • المختار
    السبت 20 أكتوبر 2012 - 13:02

    بارك الله فيك أخي اسماعيل عن إثارة هذا الموضوع الذي فعلا يؤرق كل المغاربة في قطر أتمنى أن تصل الرسالة بأسرع وقت وأنت يكون التجاوب في أقرب وقت نتمنى ذلك

  • Mostafa
    السبت 20 أكتوبر 2012 - 13:17

    Monsieur, le systeme educatif du qatar est l un des plus performant au monde (96,3%) contre 52% pour le maroc.Donc laissez les enfants en dehors de votre petite cuisine.Tout au plus peut-on detacher quelques enseignants pour combler l histoire.Je pense savoir que les marocains du qatar veulent la suppression de la Kafala qui est une forme de servitude moderne denoncee regulierement par des instances internationales.Les marocains veulent etre integres dans l armee, a la fonction publique et jouir de la nationalite qatari.Il est inutile de se faire des illusions l avenir de leurs enfants est au Qatar.Il ne faut pas refaire les memes erreurs qu avec les MRE de l europe. 

  • observator x
    السبت 20 أكتوبر 2012 - 13:29

    اقلام من مدادها وبين اسطر كلماتها تستنشق عطر حب الاوطان .واقلام تخالها معاول وسواطير تتحيين الفرص للتقتيل والهدم.
    بارك الله لك ملا حظاتك.وقبل الملك دعوتك.وفرح الاطفال والامهات بالمدرسة. ولنعش دوما مطمئنين يشعار الله الوطن الملك.

  • عبدالغني
    السبت 20 أكتوبر 2012 - 17:16

    تحية من الله مباركة، مولاي اسماعيل. لقد شخصت الوضع ولم يتبق إلا إعطاء الحل الذي لا يكمن إلا في الإرادة وليس في المال. هنا في الدوحة، اليابانيون لهم مدرسة كبيرة عريضة تستوعب المئات في حين أن عددهم لا يتجاوز أصابع أيادي وأرجل الشخص الواحد.
    نعم المغاربة يريدون مدرسة مغربية يتعرفون من خلالها على الموحدين والمرابطين والسعديين والعلويين. مدرسة يتعلمون فيها الدرهم والسنتيم. مدرسة لا يذهبون للدراسة إليها في عيد المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال. مدرسة تذكرهم بأمجاد الزلاقة ووادي المخازن وطارق بن زياد وابن بطوطة.. مدرسة .. مدرسة .. مدرسة

  • yassir
    الأحد 21 أكتوبر 2012 - 01:04

    وكم من أم ذرفت دمعا لما سمعت ابنها يردد النشيد الوطني التونسي بكل حماس، ويتقن العملات التونسية ويتعرف على الشخصيات التونسية التاريخية، ويجهل الكثير عن وطنه الحبيب
    ———————–
    و الله بكيت منين قريت هاد العبارة
    بارك الله فيك أخويا
    وإن شاء الله الدولة تهتم بولدها

  • عمر
    الإثنين 22 أكتوبر 2012 - 06:40

    مغاربة جدة أيضا مشتتمن بين المدرسة الغينية والمدرسة اللبنانية و المدرسة التشادية يالها من حرقة ابناء المغرب يدرسون في مدارس دول إفريقية مستواها الإقتصادي و وزنها السياسي لا يقارن مع مكانة المغرب السياسية و الإقتصادية

  • Hammadi
    الإثنين 22 أكتوبر 2012 - 10:44

    Votre panégyrique est hors du temps, il fallait vite accoucher et nous dire qu'il vous faut une école et dans ce cas adressez vous au ministre de l'enseignement car le roi ne peut pas tout faire.L'autre solution c'est d'adresser un courrier discret car rendre une telle demande publique est une forme de pression

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس