اِنْتِفَاضَةُ هَيْئَةِ الْإِدَارَةِ التَّرْبَوِيَّةِ.

اِنْتِفَاضَةُ هَيْئَةِ الْإِدَارَةِ التَّرْبَوِيَّةِ.
الجمعة 23 نونبر 2012 - 12:25

تعيش هيئة الإدارة التربوية في هذه الأيام على صفيح ساخن منذ أن قررت الانتصار لكرامتها، والدخول في برنامج نضالي طويل ومفتوح، إلى حين انتزاع كامل حقوقها العادلة والمشروعة.

فلقد ظلت هذه الفئة من رجال ونساء التعليم، لعقود، تقدم لقطاع التربية والتعليم كل جهدها، وتستنفذ من أجله الغالي والنفيس؛ فكانت دائما – إلى جانب هيئة التدريس – خلف كل النجاحات التدبيرية والتنظيمية واللوجستية التي تعرفها المنظومة على مستوى المؤسسات التعليمية ( الدخول المدرسي – تدبير الموارد البشرية أمام إكراهات الخصاص، والاكتظاظ- تحسين فضاءات المؤسسة وصيانة ممتلكاتها- فض النزاعات- …)، ويعرفها تنزيل البرامج والإصلاحات التي تبنتها الحكومات المتتالية، وفرضتها على المنظومة التربوية، وكانت-هذه الفئة- هي الوحيدة التي تتحمل مسؤولية التنزيل أو بالأحرى “فرض التنزيل”، كما تتحمل لوحدها عبء الإخفاقات المتتالية التي يعرفها سوء تدبير “صناع القرار” لهذا القطاع.

فقررت – أخيرا- بعد أن ضاق بها درع الانتظار والتسويف الذي يُوَاجَه به ملفها المطلبي من قبل من يهمهم الأمر، في الوقت الذي تناقش فيه قضايا ومشاكل سائر الفئات التعليمية، وتُرتَّب لها اللقاءات والاجتماعات المحترمة، ويُقام لممثليها، ويُستمع لنبضها- أن تنتفض على الاستبداد و”الحكرة” اللذين طالاها لعقود، وتتقدم إلى الأمام لتصرخ في وجه من لا يفهم إلا لغة “المعارك”: إن السيل قد بلغ الزبى، وأنه قد آن الأوان لوضع النقط على الحروف، والقطار على سكته الصحيحة.

لقد أتى حين من الدهر على مديري المؤسسات التعليمية أن كانوا “خداما تحت الطلب”؛ يتنقلون بين المكاتب، والمصالح، والإدارات،… لا يناقشون، ولايتكلمون، ولا يعترضون،… ويفعلون ما يؤمرون !!. فكان المدير بدون كرامة، وكان “سادته الأعزاء” ! يمارسون عليه كل الأساليب الحاطَّة من الكرامة، وكان بدوره يرد على الإهانة بالمزيد من الصبر والاحتساب. (!)

لقد كنا نقول دائما بأن من اعتاد على إهانة الناس، واحتقارهم، والاستبداد بهم، وأكل حقوقهم، يستحيل أن ينفطم عن هكذا سلوك، فيتقبل نصائحهم، ويستمع لاعتراضاتهم؛ لذلك تجده، كلما اعترض عليه من اعتاد منه السمع والطاعة، يثور ويغتاظ ثم يلجأ إلى الهجوم الذي لا يبقي ولا يذر !.

فالحكام الذين أسقطتهم الشعوب الحرة الكريمة، لم يكونوا ليسقطوا لو أنهم استمعوا لنبض الشارع، وحللوا الأوضاع، وتركوا لأنفسهم “العزيزة جدا”، هامشا من الاعتراف بالخطأ في حق هذه الشعوب، وسمحوا لها بمشاركتهم في التسيير واتخاذ القرار. ولكن تَطَبُّعَهم على الاستبداد، واستلذاذهم خنوع الناس على أعتاب عروشهم المهزوزة، وعدم تصورهم – مجرد تصور !- أن يسمعوا من رعاع الشعب كلمة: “لا” وسط ملايين:”نعم”، ونسب:99.99% المطبوخة والمزورة؛ جعلهم يواجهون الهبَّات المتدفقة للشعوب المقهورة الناشدة للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، بالحديد والنار كأنهم لا يقرأون التاريخ، أولا يتتبعون السُّنَن التي ترتبت عليها الحضارات، وأقيمت على سَنَنِها أمم و انقرضت أخرى.

إن قَبِيل هذه العقليات المستبدة للمسؤولين المستلذين بخنوع الأتباع، وخضوع المُرِيدين، وتساقط العبيد، هي التي تتحرك اليوم لتواجه الحراك الإداري المشروع لفئة ضاق بها العمل في اللاوضوح، والانتماء إلى اللإطار، والاشتغال في اللاوقت !.

إن الذبن ألفوا أن يوجهوا دفة المنظومة من خلف أرائكهم الفاخرة، ويصدروا عبر الورق و الهواتف، تعليماتهم “الرشيدة”، ويؤثثوها بعبارات الواجب، والمسؤولية، والحكامة الجيدة، والمحاسبة الحثيثة، ووو…؛ ثم ينسحبوا من الميدان المشتعل بالمشاكل والاختلالات والصعوبات المستعصية، وينتظروا من قبيلة الإدارة التربوية، الفاقدة لكل الضمانات القانونية الحامية لها من المُتابعات والتَّبِعات في غياب “الإطار”؛ أن تكون في الموعد، وأن تلبي نداء الواجب، وتتحمل المسؤولية القانونية في تصريف قرارات “صناع القرار” في خضم سيل من المخاطر، وشبكة من المهام والمهام الإضافية التي تنوء بحملها الجبال الرواسي، ( قمنا بِعَدِّ مهام وأدوار المدير فألفيناها تتجاوز الأربعين مهمة ودورا )…

إن هؤلاء هم الذين استفزهم حراك الهيئة، وأسقط في أيديهم، ودفع بهم- بدل أن يفتحوا الحوار- أن يلوحوا بالعصا والجزرة، ويتوسلوا أساليبَ التهديد والتشويش البائدة، ، ظنا منهم أنها ستفيد في فَكِّ عُرَى الوحدة التي لَحَمَتْ جسد الإدارة التربوية الذي طالت عليه سنون الإجحاف، و”الحكرة”، والاستبداد… لكن هيهات، هيهات !!.

‫تعليقات الزوار

4
  • mobarak
    السبت 24 نونبر 2012 - 21:46

    les directeurs des ecoles , ignards et paresseux, constituent la partie cancereuse du système éducatif marocain… tous les projets et approches pédagogiques meurent juste dans leur administration… ils sont incapables d'innover , de créér ou d'assimiler les nouveautés récentes dans le domaine de l'éducation…. les seules cartes qui leur restent en main sont la résistance le refus , le rejet et l'absence… les écoles seront meilleures sans ces directeurs… croyez moi…

  • محمد عروش
    الأحد 25 نونبر 2012 - 00:25

    سؤال بسيط ,لماذا لا تستجيب الوزارة لمطالب الأدارة؟
    الجواب ومجرد الجواب سيجعل من الوزارة مؤسسة مسؤولة.
    ولأن الوزارة تدرك جيدا بأن حججها ولو كانت واقعية ستتمكن عقول الأدارة التربوية من ايجاد وتدبير الحلول المناسبة لها ,فإنها (هم) خوفا من افتضاح ما لم يعد خافيا من التورط في الفساد تتهرب من التواصل الصريح بالإشكالات التي تناسلت من جراء ارتجال اصحاب القرار بخصوص قطاع التعليم وملف الإدارة التربوية, نقول للسيد (رغم هفوات شطحات لسانه بخصوص نساء ورجال الإدارة) الوزير اجعل ولايتك على القطاع طوق نجاة لمنظومة التعليم نحن نريد أن نساعدك باستجابك لمطالبنا اعمل في هذا الإتجاه هذا هو المسلك الذي يجب ان يمر عبره رد الإعتبارللمدرسة العمومية الذي ترفعونه كشعار ,لانبخس عمل المخلصين ونؤكد أن المديرات والمديرين فقط هم من يحمل هم نجاح المدرسة العمومية دون استثاء وهذا سبب كاف لكم وهو ما تقرون به لوضع يدكم على هذه الفرصة للوصول الى هدفكم

  • sifao
    الأحد 25 نونبر 2012 - 22:37

    انه يعبرعن أرقى أشكال الأحتجاج والتعلق بالوطن ، النضال من أجل حقوق مشروعة مع الحفاظ على المرفق العام ، في حقيقة الامر، ينتفض على الأعباء الإضافية وحالة اللاقانون التي يجد نفسه فجأة وسطها وهو يؤدي واجبه الوطني ، والحالة هذه تعبر عن فشل استكمال بناء مؤسسات الدولة، فوجود ثغرات في النظام الاساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية ما هو الا أحد التعابير الصريحة على هذا الفشل الذريع ، فماذا يعني أن تكون مديرا ؟
    ان تجد نفسك بين سندان القانون ومطرقة الواجب ، ٌقانون لا يحميك وواجب يؤرقك ، فالتنقل مثلا، بين الوحدات المدرسية لتفقدها ومصالح الوزارة لتحيين المعطيات حالة غير قانونية لأن تحديد مكان العمل ضروري للتأكد من اداء الموظف لمهامه ، التنقل عادة ما يتم وفق ظوابط محددة لان الموظف والحالة هذه يوجد في حالة خطر دائم وبدون ضمانات عن سلامته الجسدية ولا يستطيع أن يثبت أنه كان في مهمة اذا ما تعرض لحادث .
    ما لا يدركه السيد الوزير هو أن الجيل القديم من الطائعين المعينين بما لهم وما يملكون قد انقرض أو في طريقه الى ذلك ، من الأفضل أن يفهم هذا ويغير طريقة الحوار حفاظا على سمعة وزارته وإكراما لرجالها .

  • dinar
    الثلاثاء 27 نونبر 2012 - 18:54

    أفاجأ كثيرا من مطلب المديرين بتخؤيلهم التصنيف كأطر وهم مجرد مدرسين قدامى أو فارين من القسم، إن التصنيف في إطار يقتضي الخضوع لتكوين في مركز متخصص على غرار المفتشين أما الحصول على درجة إطار مجانا فهو من باب المزايدة خاصة وأن أغلبهم يعاني من جهل تام بأبجدية علم التدبير والتسيير.

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال