مسلمون ومؤمنون .. وأناس عاديون

مسلمون ومؤمنون .. وأناس عاديون
الثلاثاء 28 ماي 2013 - 10:13

المسلم هو الذي يشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويعمل بأركان الاسلام الخمسة كاملة … من صلاة وصيام وزكاة وحج لمن استطاع اليه سبيلا … أما المؤمن فهو الذي يفوقه اضافة الى الايمان بالله ، الايمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره …

والايمان الحقيقي هو الذي ينبع من القلب ، ولا تتدخل فيه قوى دنيوية أو قوى خارجية .. هو عمل بين العبد وربه ، باخلاص النية واتمام العمل والصدق في القول والعمل … هو ميثاق ترابط قوي بين العبد وربه ، هو روح تسمو لتخترق الأفق ، فتبحر في ملكوت الله مودعتا غبار الدنيا وشهواتها وفتنها اللامتناهية … المؤمن الحقيقي هو الذي لا يشغله شاغل سوى رضى الله ومحبته .. دائم الانشغال عن الدنيا لينعم بالآخرة ويهنئ فيها …

” الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر …”

صحيح أنها سجن المؤمن ، تسجنه عن الهفوات والفتن والمغريات والشهوات والمنكرات … حتى ينعم بجنة الخلد الباقية ..أما الكافر فينعم في الدنيا ويأخذ منها ما يشاء ، يلهو كما يريد ويفسد فيها بالطريقة التي تعجبه … لكن حتما لن تدوم جنته لأنها جنة فانية …

كل مؤمن مسلم ، وليس كل مسلم مؤمن … لهذا لا نتعجب مما أصبحنا نراه في العالم من الذين يدعون أنهم مسلمون ولا تظهر عليهم علامة الاسلام ، هم مسلمون قولا .. لا فعلا .. ، متبرئ منهم الاسلام ، متبرئ من أفعالهم القذرة ومن أعمالهم التي يريدون بها تخريب سمعة ديننا الحنيف ، يحاولون تلويثه بدماء طاهرة بريئة تقتل هدرا .. ، المسلمون عددهم كثير ، لكن قلما نجد المؤمنين الصادقين المتقين ..

قال الله تعالى :

إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ” الأنفال ” هؤلاء هم من يعول عليهم ، هم أساس استقامة المجتمع ، هم ركيزته وقوته ، هم الذين يفكرون لصلاح الأمة لا لخرابها وتدميرها ..

ان أكبر أمانة حملها الانسان هي أمانة هذا الدين العظيم ، هي أمانة الطاعة ، ان أحسنت جزيت ، وان اسأت عوقبت ، قال الله تعالى : ” انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ” “سورة الأحزاب ” .

لم يقل الله سبحانه وتعالى فحملها المسلمون أو المؤمنون ، بل قال جل وعلا وحملها الانسان ، أي أن كل انسان في هذه الأرض الطيبة يحمل أمانة عظيمة ، سيحاسب عليها يوم القيامة ، فان أحسن جوزي على فعله ، وان أساء عوقب على فعله …

ويا حسرتاه على مسؤولينا ورؤسائنا الذين نسوا أمر هذه الأمانة … ويا حسرتاه على كل انسان لم ينتبه لأمر هذه الأمانة …

https://www.facebook.com/elhalabi.hajar?ref=tn_tnmn
[email protected]

‫تعليقات الزوار

10
  • fedilbrahim
    الثلاثاء 28 ماي 2013 - 15:12

    لا يهم الوطن في شيء صفة المسلم و لا المؤمن ولا الكافر ولا اليهودي و لا المسيحي و لا العلماني و الالحادي.المهم هو من يقدم خدمة للوطن من يدفع مستحقاته من يخلص في عمله من يحسن معاملته من الاخرين .
    فنحن لسنا ولن نكن في دولة تيوقراطية مبنية على الدين كمعيار للمواطنة وانما الانتماء المشترك للوطن الذين يعطينا الجنسية المغربية و ليس الدينية .
    فالدولة اليوم لا يمكنها التفريق بين المواطنين انت يهودي تختلف واجباتك و حقوقك عن المسلمين .فالدولة الحديثة لا يمكنها ان تمارس التمييز الروحي .
    خلاصة الدين مسالة شخصية وحرية فردية اذا كان منطلق الخوف و الرهبة من العقاب الاخروي فمن شاء و من لم يشاء احق بمعرفة اختياره و مصيره
    اما كون الدولة دينية ووصفها بالاسلام فهو فقط استغلال للدين في الدنيا لان منطق عقاب الروح و الابدان تنتفي لدى الدولة التي هي كائن معنوي 'شخصية معنوية "

  • بسمة
    الثلاثاء 28 ماي 2013 - 16:04

    نعم الفكرة و نعم الطرح

    اصبت يا اختاه

    فعلا الايمان الحقيقي هو الذي ينبع من القلب عمل بين العبد وربه

  • لحسن الزاهي
    الثلاثاء 28 ماي 2013 - 17:59

    …و يا حسرتاه على كل انسان لم ينتبه لأمر هذه الأمانة…
    هي صرخة ما أتعس من سمع نذيرها ثم ولى مدبرا و لم يعقب …صرخة من قلب مكلوم بهم الدين ما أشقى من أعرض عن ندائها…صرخة هي نداء للحيارى الضالين التائهين في براري الغفلة ، الخائضين في أحوال الشهوات .
    هذا حالنا مع مقالات الكاتبة هاجر الحلبي ، و هذا دأبها …دائما تثير فينا بكلماتها الشفافة الصادقة شجون النفس الحزينة في زمن الغربة .
    أسال الله أن يلهمك السداد و أن يجعل قلمك سراجا يقتبس من أنوار كلماته كل سالك طريق الى الله .

  • sifao
    الأربعاء 29 ماي 2013 - 04:38

    . " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " والآخرة جنة المؤمن وسجن الكافر ، هذه هي المعادلة اذن ، الا يوجد في العالم كفار ينخرهم الجوع والمرض ويسقطون في الشوارع مثل الذباب (الصومال ، اثيوبيا ) ، هل الدنيا جنة بالنسبة لهؤلاء ؟
    الدنيا جنة لمن يعمل وينتج ،يبدع ويطور ،يفكر دائما في الأحسن والأفضل ، وسجن للكسالى والعاجزين والاتكاليين والطامعين في الرفاهية من دون عمل ولا مشقة ، أما الآخرة فلم يعد منها أحدا ليروي لنا ما يحدث هناك بالضبط ، الأنيباء أنفسهم أختلفوا في رواياتهم ولا أعرف من سأصدق ، لذلك لست مستعدا لمثل هذه المراهنات المحفوفة بالمخاطر ، والمثل يقول طائر واحد في اليد خير من طائرين في السماء .
    الايمان الحقيقي هو أن يعتز الانسان بنفسه ووطنه ، يكد ويجد من أجله وينخرط في اوراش العمل الكبرى التي يصر الانسان على انجازها بحثا عن مكانة بين الشعوب والامم تليق به وتخلده في ذاكرة التاريخ ، ان يرسم بعض تقاسيم الفرح والسعادة على وجه البشرية ليؤشر بنفسه على مروره من هنا، اما الآخرة فلا يمكن أن يفكر فيها الا بعد أن يكون متأكدا من أنه انجز المهمة كاملة في الدنيا
    هل يمكن أن نتحدث عن قصة حب في الاسلام؟

  • ابراهيم
    الأربعاء 29 ماي 2013 - 20:27

    العلامة الشيخ المحقق قدوة زمانه صاحب التعليق رقم (4) يعطينا تعريفا جديدا للايمان لم نسمع عنه يواما من احد مشايخنا ولم نقرا عنه قط في كتاب من كتب العقيدة ام بالنسبة لمقال الاخت فاقول الحمد لله انه لازال هناك فتيات يفكرن بمثل هذا المنطق الاسلامي الرزين البعيد عن العلمانية المشؤمة وعن اهلها الذين لايفكرون بعقولهم ولاينطقون بالسنتهم بل بلسان الماسونية اللعينه

  • عبدالتاح الالكي
    الخميس 30 ماي 2013 - 11:35

    االسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    و فقت في هذا المقال ووفقك الله لما يحبه و يرضاه اما بعد فخلاصة ما قلت : ان الاسلام قول بالسان و اعتقاد بالجنان و عمل بالجوارح والاركان يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان و هذه القاعدة هي قاعدة أهل السنة و الجاعة و في هذا يقول الشيخ عصام البشير في قلائد العقيان بنظم مسائل الإيمان:
    في الاصطلاح عند من قد سلفا = بالقول والفعل لديهم عرفا
    والبعض بالسنة زاد اعتصما = وزاد الاعتقاد بعض العلما
    وبعضهم بنية قد عبروا = وأول المعرفات أظهر
    فالقول قول القلب أي تصديقه = بما عن الرسول جا توثيقه
    والجزم فيه أعظم المطلوب = فنقضه بالشك والتكذيب
    قول اللسان نطق غير الأبكم = بكلمة الشهادتين فافهم
    وهل يقوم غيرها مقامها = أم لا يساوي غيرها أحكامها
    والقلب فعله في الانقياد = للمنتمى لسيد العباد
    فجوهر الإسلام في التسليم = للمصطفى وشرعة الحكيم
    وتدخل التوبة والإنابة = والحب والرجاء والمهابة
    حب الرسول فعله مطلوبه = ليس المحب عاصياً محبوبه
    ومثل ذي الأعمال ما أكثرها = وفي حساب الدين ما أخطرها.
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    و في الأخير أقول لك كثر الله من أمثالك و نفع الله بك البلاد و العباد

  • بنحمو
    الخميس 30 ماي 2013 - 21:50

    لو فكرت البشرية في الآخرة فقط لما وجد دواء نعالج به مرضانا, لو فكرت البشرية في الآخرة فقط لكنا لا زلنا نمشي عرات و حفات و نسكن المغارات. لو فكرت البشرية في الآخرة فقط لما وجدت الكتب و المطبعات و لكنا لا زلنا نحفر في العجر و لما تطورت اللغات جميعها و لكنا لا نتواصل إلا بألإشارات…لو كانت البشرية لا تفكر إلا في مماتها لما إبتكرت جميع وسائل الإتصال و التواصل, و لكنا لا زلنا نبحث عن دابة سريعة لإيصالنا إلى مكان ما , و لكنا لا نعلم بما يجري حولنا و لكنا لا نعلم من يعيش بعيدا عنا بكيلومترات معدودات…المؤمن هو من يؤمن بموطنه و بالبشرية جمعاء , لا فرق بين الأبيض و الأسود إلا بقيمة العمل الذي يقدمه لوطنه أولا ثم للبشرية كلها.
    أما الدين و العقيدة فيبقى بين الخالق و المخلوق. فهل سنطلب من المسلمين أن يعتكفوا ليل نهار لكي ينالوا الآخرة ؟ هل هو الكسل الفكري ؟

  • sifao
    الجمعة 31 ماي 2013 - 00:28

    5
    اذا كنت من هواة أو محترفي جمع أسماء المشاييخ ، لا مانع من اضافة اسمي الى قائمتك ، انا اقدم الموعظة بالمجان لا أسعى الى دراهم الدنيا ولا الى حسنات الآخرة .

  • الاسم الشرفي : عبد في حسرة
    الجمعة 31 ماي 2013 - 02:04

    بين مطلع الكاتبة هاجر في الموضوع أعلاه تحت عنوان مسلمون ومؤمنون وأناس عاديون ومطلع السورة الكريمة سورة الأنفال قد يبدو للقارئ تعارض فيما بين النصين فنرى ان مطلع الكاتبة قام على التقسيم فيما بين المؤمن والمسلم بينما مطلع السورة عقبه بيان في الوجلة قلوبهم وهم مقيموا الصلاة ومما رزقهم الله ينفقون اضافة الى التوكل الذي هو الأساس وإصلاح ذات البين وتقوى الله سبحانه
    بين المسلمين والمؤمنين والأجناس العاديين لا سبيل الا الى إصلاح ذات البين وهي من الأوامرالالهية في قوله سبحانه
    يسألوك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله ان كنتم مومنين

    وأما عن الحسرة فلا بديل عن الدواء الشافي في قوله تعالى من سورة يس الآية 30
    يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون

    فالحسرة ليست على المسؤولين والمرؤوسين من وصفتهم الكاتبة مشكورة تضييعهم الأمانة بل العباد جميعهم لافرق فيهم بينهم في تحملهاونهايةارجو الموقع المحترم النشر والكاتبة هاجر تقبل هذا النقد لان الايمان قول وعمل وهذا ابلغ مااستطعته إزاء مطالعتي موضوع السيدة هاجر ومن أمانة اشفقت الجبال منها …

  • أمين أحمد
    الجمعة 31 ماي 2013 - 13:08

    مقال رائع جدا قرأته أكثر من مرة.
    لا يمكن للقارئ إلا أن يعجب به
    إلَا أن تكون به لوثة من ماسونية
    اللهم رد بنا جميعا إلى دينك ردا جميلا

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 6

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال