من غرائب المواطن المغربي

من غرائب المواطن المغربي
الثلاثاء 3 شتنبر 2013 - 11:22

من السهل العثور عن المغربي الغاضب على وجوده. ذلك المواطن الذي يدعو على بلده بالكوارث الطبيعية، ويتفنن في وصفه للكيفية التي سوف تمحي وطنه من الوجود. بل و الأكثر غرابة أنه لا يستثني نفسه منها. فبفخر واعتزاز تراه يؤكد على تواجده معهم في الصفوف الأولى عندما تحقق أمنيته.

فعدم استثناء ذاته دليل واضح على المشاركة في المهزلة الاقتصادية الاجتماعية و الثقافية التي يتخبط فيها المغربي. قد تكون المشاركة الفعلية الناتجة عن سلوك بدأ من المواطن بشكل مباشر. على سبيل المثال، النفاق الاجتماعي اليومي ومنهج “العام زين” الذي لا يمكن أن يغد الطرف عنه إنسان عاقل دون تأنيب الضمير.

“الله يعطينا معاهم تسونامي” عبارة لا يمكنك ترجمة مفاهيمها إلى بعض اللغات دون الخروج عن الموضوع، نظرا للفرق في الثقافات والحريات والاقتصاد. هي عبارة تروي مجلدات من السخط و الأحزان العميقة التي تثقل كاهل المواطن المغربي. فحقد المواطن المقهور ماديا و معنويا يصعب حل مشاكله التي تشابكت خيوطها بشكل يدعو إلى قطع الجذور. لن تخرج بفكرة أو بدليل واضح يبرز لك حاجياته. ينتابك شعور أنه قد فات الأوان على استدراكه .وكل ما يحتاجه هو تنفيذ وصاياه الخبيثة.

قد يكون الحقد الجماعي لبعضنا البعض عبارة عن اختلاف لم يرحب به من طرف مجتمع انتهت مدة صلاحيته. لكنه لم يتغير لخوفنا من فقدان الهوية المغربية. فالصورة التي يقدمها المغاربة للأجانب تحمل في طياتها دروسا حول إكرام الضيف التي وجبت على الدول المتقدمة أن تستمدها و تعمل بمضمونها. لكن،قد يشتم بعض الضيوف رائحة الكراهية لبعضنا البعض. لتترامى صورة القرد المبتهج لزواره والسلسلة التي تربط عنقه بشدة. فالقرد لا يبتسم، إنما هي حركات لكسب القوت فقط.

لكن، بعد مرور الأيام، وأحيانا ما هي إلا ساعات قليلة حتى يتلفظ ذلك المتذمر بعبارة الحمد لله فتنقلب موازين اللعبة ليصبح مبتهجا و فخورا بانتمائه إلى بلد يزخر بكفاءات في الإجرام الإلكتروني أو باستثناءات المخترعين القلائل الذين لم تمول ابتكاراتهم محليا لضعف في الموارد المالية أو عدم استيعابها فكريا من طرف بعض المسئولين، والتي قد تمكنه من تغييرحال وطنه المؤسف.

تشاؤم نابع عن رغبة في أخذ صورة تذكارية للحالة النفسية للمواطن المغربي. قد نشفى من أخطائنا كاليابانيين في يوم من الأيام و نبتسم لتلك الصورة المضحكة التي كنا عليها.
[email protected]

‫تعليقات الزوار

3
  • المواطن المغربي
    الأربعاء 4 شتنبر 2013 - 00:23

    كقارئ فهمت من مقالتك ماتريد/ ترغب في قوله .الماركات المسجلة ما تحمله من تعليمات حول منتوج شركة ما لاينبغي القياس عليه.خصوصا أن ثقافة المواطن المغربي التي بدأت في التبلور بعيدة كل البعد على اسقاطاتك العشوائية التي أجريتها في غياب تام لمستوى معلما باحداثيات تموقع الذات حسب لغة الرياضيين والفيزيائيين.طبعا تفاعل المغاربة فيما بينهم في قضايا شغلت وتشغل الرأي العام "خذ بالك مما قيل" تفاعل قد يصفه البعض تقريبا للفهم كيمياءا اجتماعيا وفي نظرك مجرد غرائب فنجد أن راسك لازال محشوا بأساطير ماما غولة.ماذا تريد أن يفعل بك؟ تأخذ خمسة أرباعك حتى لانغالي في العد بعدما وفيت في الكيل إلى شركة يابانية أوصينية رخيصة التكلفة تعدل جيناتك إلى ثلاثة أرباعك لتصير انسانا مواطنا وعليك أن تكمل من هويتك ماتبقى من أرباعك لتصير مواطنا مغربيا.
    لانسمح بتاتا أن تصف مجتمعنا بمجتمع انتهت مدة صلاحيته.
    انشري هسبريس/الجريدة الإلكترونية المغربية تعميما للفائدة وشكرا جزيلا.

  • Sam
    الأربعاء 4 شتنبر 2013 - 12:44

    Beautiful article, it tells us more about ourselves and reminds us of the way we grew up in that country, im happy i left it for a beautiful respectful society (non muslim country)
    Cheers

  • الدنتور عبد الغاني بوشوار
    الخميس 5 شتنبر 2013 - 13:32

    أنا مثلا، وأعوذ بالله من أنا ،كما يقال،لست غاضبا عن وجودي ولا أدعو على بلدي بالكوارث الطبيعية، ولاأتفنن في وصف الكيفية التي سوف تمحي وطني من الوجود. وهل يعقل هذا يا شيخ وإن كان يوجد مغربي ومغربية على الشكل الذي تتدعيه فهو وهي مختلان عقليا ولا حرج عليهما ومسئولية معافاتهما تقع علينا جميعا الذين أنعم الله عليهم بالتعقل. يا سيدي حسب علمي المتواضع فإن كل المغاربة مسرورين وشاكرين على نعمة الحياة والوجود وإلا لقتلوا أنفسهم جميعا ولا يوجد من بينهم ذو عقل يتمنى لبلده ولمجتمعه الاصابة بالكوارث الطبيعية وغير الطبيعية ولا محوه من الوجود. ألم تدرس التاريخ القديم والحديث لتطلع على ما بذله المغاربة من تضحيات حتى بالنفس لكي يستمر المغرب في الوجود وننعم نحن بالوجود والبقاء والحياة؟ كل المغاربة يا سيدي يحبون بلدهم الذي لا مثيل له على الاطلاق في العالم. أين تجد الخيرات التي حبا الله بها هذا البلد الغالي والغني؟ هل تذوقت أركان والسردين والهندية وو..كل ما يريده المغاربة هو تحسين ظروفهم المعاشية والقضاء على الفساد والظلم من قبل "المتعنترين"عليهم ويقفون أمام انطلاقهم نحو آفاق مزهرة للتمتع بإنسانيتهم

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 1

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 2

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 20

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 9

جدل فيديو “المواعدة العمياء”