ونحن على بعد أيام قلائل من نهاية السنة التاسعة المحسوبة على الألفية الثالثة، تطِلّ علينا عدّة منابر إعلامية بمقترحات واستمارات تصويت لترشيح شخصية أو شخصيات السنة، فتجد فوبيا المقترحات والفتاوى في تزايد مستمرّ، “شِي باغِي حْمُّو.. وْشِي كَيْرْشْحْ وْلْدْ عْمُّو”، فتمتدّ المناقشات أو ما يشبهها من مقرات الإعلام إلى أفراد الأسرة، مرورا بالإدارات والأسواق والحانات والمقاهي والحمامات والساحات العامّة “وْحْتى الْحْبْسْ”. وهُوَ مَا يجعل الجميع ـ من مصوّتين ومُصوّت عليهم ـ يقفون أمام نوافذ الرصد وقوف التلاميذ أمَام سبورة النتائج، كلّ يبحث عن رقمه بين الفالحين، فالكلّ مُرشح ليكون شخصية السنة.
“آجِيوْ نْتْصَارْحُو بِينَاتْنَا..”، هل فعلا مَرَّت سنة؟ وَمَا دليلنا الإيجابيّ القاطع على مرورٍ فعلي لهذه السَّنة؟ وهَل مَرّت في منحى عقارب الساعة أم عكسها؟ وإذا كانت قد مَرَّت فعلا.. ما الذي يجعلنا نجزم أنها تستحق شخصيةً بَصَمَتها؟ وهل من شخصية ترضى أن تكون قد بصمت “عْوِيْمْ” عرَف من النكسات أكثر مِمَّا عرفته جيوب مواطني هذا الوطن من ترقيع ورؤوسُهُمْ من “تْْبْرْقِيعْ” ؟
من يرضى أن يكون شخصية سنة بأرض تظاهر سكانها ضدّ زيادة أسعار الدقيق والزيت والماء والكهرباء والمحروقات.. ببلد مازال يملك مكتبا وطنيا للشاي والسكّر؟ من يرضى أن يكون شخصية سنة في وطن يتراجع كلّ يوم في مؤشرات النماء ليستقرّ خلف دول متثاقلة التقدّم بالفطرة؟ من يرضى أن يكون شخصية سنة بوطن أعلن عاهله سقم القضاء فيه رفقة التعليم والرياضة؟ من يرضى أن يكون شخصية سنة بمغرب تحولت أرصفته إلى معرض للعاهات الجسدية والتدبيرية؟ من يرضى أن يكون شخصية سنة في وطن تحولت وسائل إعلامه إلى “فِيتْرِينَاتْ” للعهر والتنابز والسبّ والشتم؟ أيرضى أحد أن يكون شخصية سنة في بلد قد يودي فيه “تْصْوِيرْ طْرْفْ دْيَالْ الخُبْزْ” إلى فقدان الحياة؟ أيرضى أحد أن يكون شخصية سنة في وطن مَا زالت به ثغور احتلال يقدم العسكر الأجنبيّ المتواجد بها على إطلاق الرصاص على العابرين ظُلماً؟ “عْيِيتْ بالتْسْوَالْ.. وْمَا يْرْضَى بْهَادْ شِّي غِيرْ قْلِيلْ النّْفْسْ..”، مَعَ كَامِل الاحترام.. للنفس طبعاً.
ولكي نوفي كلّ ذي حقٍّ حقَّه، لا بأس بأن نعترف بأنّ “لْعْمْشْ فْوْسْطْ لْعْمْيَان.. كَيْشُوفْ”، فنجد أنفسنا أمَام صورنا التي تعكسها المرايا كمَعطوبين مَحمُولين عَلى أكتاف عُمْيان، فَيُمْكِن أن تكون شخصية السنة لمن صلصلت حنجرته بالصراخ “حِيتْ مْزُوْل لْحْلاقْمْ”، أو لمن ظهر بين صفوف الناس أكثر من غيره بسبب أو بدونه “حِيتْ عْنْدُو السْنْطِيحَة“، أو لِمن لم يفعل شيئا سوى تَنفيذ مُتطلبات عَمَله، أو لِمن كَان “صْيَّادْ النْعامْ” وفي الأخير “لْقَاهَا”، أوْ لِكَبْش عيد عاث في الغالبية الساحقة نطحا وَ “تْبْعْبِيعاً“.. وجعلها حافية عارية تنتظر نتائج إعلانات شخصيات السنة بـ “هَيْدُورَة” قزمة.
كيفما كانت النتائج، وحيثما مالت الأصوات درايةً أو جهلا أو دِعايةُ، فنحن نتمنى دوماً أن ننال ـ يوماً مَا ـ أحسن سنة عِوَضَ أحسن شخصية بَصَمَتْهَا، بَعيدا عن الترويج والدعم وألفاظ التحبيب والتنفير، وأورد هُنا تشبيهاً للمطلب مَا تناقلته الأسماع والألسن من أنّ “جُوجْ دْيالْ الْخْلْقْ” كانا يسيران في طريقهما، فدعا أحدُهُمَا بالخَيْرِ، فيمَا لَم يجد الثاني غير جُملة “الله يْجِيبْ مَا فِيهْ الْخِيرْ” ليبوح بها، فوَجَدا حقيبةً مليئةً مالاً، فمَا كان مِن العَدْلِ إلاَّ منحُ المال لمن طلب الخير، ووهب الحقيبة لمن طَلبَ “لِّي فِيهَا الْخِيرْ“.
صراحة كتابتك لا اقشع منها شيئا، تريد ات تكتب بكتابة فلسفية و لكنها في الحقيقة بعيدا كل البعد على التحليل الفلسفي .
من فضلك هل لازلت عضوا في حزب الاستقلال؟؟
الحزب الذي لا تزال دمائه التي اراقهامن ابناء الريف تجري فوق تراب الريف.
أهلا سيد طارق
أشكرك على نتاولك الجميل للأمور، فقد ألفناك فنانا دوما.
ويبدو أن الفضوليين الذين لا يفرقون بين الفلسفة وشيء آخر قد بدأو يقولون أي شيء، ويمسحون كل شيء بلا شيء.
لا تبخل علينا سيد طارق بكتاباتك الجميلة التي لنعشني شخصيا، ولا تفقد أعصابك من التعليق السابق لأن من كتبه مرشّح ليكون شخصية السنة في دوّاره.
ايها النصراني الكافر لامكان لك هنا في المغرب حتى تكتب في قضايا المغاربة فالمغاربة مسلمين 98 في المئة وانت مرتزق هنا وتريد ان تقع الفتنة بين اخواننا المغاربة انصحك ان تذهب الى اخوانك اصحاب القردة والخنازير حتى يتوفك الموت وتبعث معهم في نار جهنم اترك عنك المغاربة المسلمين المحاربين الكفرة امثالك الفرنسيين والاسبان ….
يا طارق سير بحالك الصحافة ماشي ديالك . تريد ان تقلد رشيد نيني و بزاف عليك سير بوس الايادي ديال اغربيين يا ايها الامازيغي المتملق و الانتهازي
زوينة هادي.. مكتب وطني للشاي والسكَر.. ههههه.. باز..