يبدو أن المغرب هذه الأيام قد أضاف إلى صادراته الأصيلة ، صادرات جديدة اسمها “التعلاق والتفلاق” العابر للحدود ، وذلك حسب تقرير منظمة العفو الدولية ، التي قالت إن ضباط مغاربة ساهموا في تعذيب سجناء ما يسمى بالإرهاب في موريتانيا ، وبهذا نكتشف أن المغرب أصبح يصدر “التعذيب” جنبا إلى جنب مع “الحمير” الذي يعد هو أول مصدر لها في العالم.
وكالعادة فمباشرة بعد صدور تقرير منظمة العفو الدولية الذي يؤكد تعذيب السجناء في موريتانيا من قبل الضباط الموريتانيين بالتعاون مع “الأشقاء” المغاربة ، سارع وزير الاتصال خالد الناصري إلى الرد بالقول إنه لا ينبغي على هذه المنظمة أن توجه أي اتهام للمغرب (في قضية تعذيب السجناء بموريتانيا) دون وجود أدلة. وأنا اسأل السي الناصري الإشتراكي القديم ، هل كان في سنوات الرصاص يوجد أي دليل على أن الدولة تمارس التعذيب ضد معارضيها ، لا ، لأن كل من يمارس التعذيب يحرص على إخفاء الأدلة ، وبالتالي فإن الدليل الدامغ يكون هو شهادة عدد كبير من السجناء شهادات متطابقة يؤكدون فيها تعرضهم للتعذيب ، وهذا بالضبط ما اعتمدت عليه منظمة العفو الدولية في اتهام محققين مغاربة بالمشاركة في تعذيب سجناء موريتانيا.
وإذا كان المغرب يريد من المنظمات الدولية أنها “تخليه في التيقار” فما عليه سوى أن “يدهن موصطاجو بالسمن ويدوز عليها مصبن” من تعذيب المواطنين في الداخل (حالة بوشتى البودالي) وأيضا “مصبن” يديه من تصدير خبرته المتراكمة في هذا المجال إلى الخارج.
إن أوجب ما يجب اليوم على المغرب هو أن يفكر في تحسين نوعية صادراته ، لا أن يضيف إلى صادراته “الزينة” تصدير التعذيب ، فنحن مثلا قد نصدر عشرين أو ثلاثين شاحنة محملة بالطماطم والبطاطة إلى دولة أوربية ما ، وفي المقابل تقوم هذه الدولة بتصدير شاحنتين أو ثلاثة شاحنات تحمل أجهزة إلكترونية أو كهربائية لنا ، وعندما نقوم بحساباتنا نجد أن الميزان يميل لصالحها ، بل قد نجد أن فينا “الكريدي” لها.
أما الصادرات التي يحوز المغرب فيها قصب السبق فكثيرة نذكر منها “الكذوبات” و”الببوش” والحمير ، حتى أصبح بعض المغاربة يحورون المثل الذي يقول “حاول على حْمـْـيرك تحج عليه” إلى “حاول حميرك تصدروا” فالحمير أصبحوا ثروة وطنية جالبة للعملة الصعبة ، تماما كما أصبح تصدير تقنيات التعذيب المغربية “كالطيارة” و “الشيفون” و “الفلقة”…وغيرها جالبة “للشوهة” الصعبة إلى أجمل بلد في العالم.
وأخيرا أقول لمسؤولينا المغاربة إذا غابت الأفعال الحسنة فإن اللسان وحده لا يكفي للتسويق لمغرب الجديد ، وعلى رأي المثل “إلى غاب الوجه ما عند القفى ما يدير“.
