" سلّو " و " الشبّاكية " الحاضر الدائم على المائدة المغربية

" سلّو " و " الشبّاكية " الحاضر الدائم على المائدة المغربية
الأربعاء 2 شتنبر 2009 - 18:39

سلّو ” و ” الشبّاكية ” الحاضر الدائم على المائدة المغربية


منذ أكثر من أسبوعين أعلنت الأسر المغربية حالة من “الاستنفار” قصوى استعدادا لشهر رمضان المبارك. فالأسواق تعرف اكتظاظا منقطع النظير على طول اليوم وهذه في الواقع صورة لا يمكن أن تتشكل إلا في المناسبات والأعياد الدينية ومنها رمضان المبارك.


ومع هذه الحالة التي توجد عليها الأسواق، حرصت السيدة فاطمة (63 سنة) على الخروج بنفسها للتسوق رغم التعب البادي بوضوح على وجهها، وثقل حركتها وصعوبة تحملها لازدحام السوق، لكنها تفسر ذلك ب ”سلطان” العادات التي تفرض نفسها استعدادا لهذا الشهر.. “في الحقيقة أنا متعبة شيئا ما، لكن ما باليد حيلة.. لقد اعتدنا تحضير بعض الأمور لهذا الشهر، ولا بد من فعل ذلك”، ثم توضح أن لها بنات في مقتبل العمر، لكنها لا يمكن أن تعتمد عليهن لقلة خبرتهن.


تقتني السيدة فاطمة من البقال مستلزمات “سلّو”، الذي لا يمكن أن تخلو منه مائدة إفطار مغربية في رمضان، وهذه الوجبة المغربية الشهيرة تبدو كعجين رقيق مكون أساسا من مزيج من الطحين المحمص واللوز وسمسم والسكر وزبدة، وهناك اختلاف طفيف في تحضيرها من منطقة مغربية إلى أخرى في إدخال بعض المواد الإضافية، فهناك من يضيف إلى هذه المواد “النافع” و”حبة حلاوة” وقليل من “جوزة الطيب” مثلا.. لكن يبقى “سلّو” وجبة مهمة للصائم المغربي تمده بمواد غذائية أساسية تساعده على الصيام. ويشار أيضا إلى أن الحجاج والمعتمرين المغاربة اعتادوا أخذ هذه الوجبة معهم في رحلتهم إلى بيت الله الحرام. أما تحضير هذه الوجبة فيحتاج إلى خبرة كما تقول السيدة فاطمة.


وبالإضافة إلى “سلّو”، تحضر السيدة فاطمة أيضا “الشبّاكية” التي لا يمكن تناول “الحريرة” بدونها بحسب العادات المغربية. فأول ما تضمه وجبة الإفطار المغربية “الحريرة” مع “الشبّاكية”، ثم ترفع بعد ذلك ليوضع “سلّو” مع الشاي أو القهوة بالحليب. وما عدا ذلك من عصير أو توت أو أي شيء آخر فلا يتم تحضيره إلا بحسب شهية الصائم وقدرته الشرائية. لكن لا اختلاف بين الأسر المغربية في ضرورة تحضير “سلّو” و”الشبّاكية” لتشكل الوجبة الأساس في طعام الإفطار رفقة “الحريرة” والتمر. و”الشبّاكية” عبارة عن حلوى معدة من الدقيق والسمسم والبيض، وتقسم إلى قطع يتم تشبيكها وقليها في الزيت ثم تغمس في العسل.


كثير من الأسر المغربية لا تكتفي في الواقع بتحضير هذه الوجبة لشهر رمضان، بل إنها تفضل اقتناء كل ما سيلزمها لتمضية هذا الشهر من قبيل الطماطم والحمص والفول والعدس والبصل والبهارات، وهذه من المواد التي تستعمل لتحضير “الحريرة” وهي وجبة أخرى أساسية في مائدة الإفطار المغربية.


وأمام “سلطان” هذه العادات ومع ضعف القدرة الشرائية للكثير من الأسر المغربية، تضطر هذه الأخيرة إلى اللجوء لقروض بنكية. وتستغل البنوك بدورها هذه الظروف لإغراء زبائنها بأخذ قروض بتقديم بعض التسهيلات في طريقة تسديدها.


وبالنسبة للشيخ الزمزمي أحد العلماء المغاربة المعروفين، فإن المبالغة في التحضير لشهر رمضان خاصة في جانب إعداد المأكولات والوجبات، واقتناء ما يلزم لتمضية الشهر كله، وأخذ قروض بنكية لمواجهة هذه التكاليف، أمور مخالفة تماما للأهداف التي شرع الصيام من أجلها وتسبب العنت للأسر المتوسطة والضعيفة.


واستكمالا للاستعداد لشهر رمضان تقول فاطمة “رمضان شهر عظيم يطهر الله به المسلمين من الذنوب، ونحن نستقبله أيضا بتنظيف بيوتنا وإعادة تأثيثها فرحا بقدومه..”. وتفضل أغلب الأسر أن تقوم بهذا العمل في الثلاث أيام الأخيرة من شهر شعبان، حتى يتم استقبال أول يوم لرمضان في بيت وكأنه جديد وقد أعيد تنظيفه بالكامل وتأثيثه. وتوضح أستاذة علم الاجتماع زينب معادي أنه وإن كانت العادات والتقاليد الموروثة هي من تقود الأسر المغربية في استعداداتها لهذا الشهر، فإن ذلك لا يعني أن البعد الديني غير حاضر في هذه الاستعدادات.. ”فلولا المكانة الدينية التي يحتلها هذا الشهر في نفوس المغاربة لما وجدتهم يتكبدون هذا العناء لاستقباله”.

‫تعليقات الزوار

2
  • boumli
    الأربعاء 2 شتنبر 2009 - 18:41

    اتساءل فقط متى تنتهي هاته العادات التي ليست في صالح الدين اي حال من الاحوال،لان رمضان كما هو معروف في الشرع فالاستعداد له يج ان يكون بتحضير النفس للتربية في مدرسة هذا الشهر الكريم؛و ليس تهييء المعدة لما لذ و طاب من ماكل و مشرب.و هكذا ففي الوقت الذي يلزم فيه البحث عن كل السبل للتقرب منه عز و جل؛تجد النسبة الكبيرة منا نتسابق في الاسواق من اجل الاسراع لتهييء سلو و الشباكية و ما غير ذلك.ماذا كان سيكون الحال لو كنا نفعل مثل ذلك من اجل اعمال الخير التي تقربنا من الله عز وجل؟كيف كانت سكون الامور لو جمعنا فقط ما ننفقه من اجل هذا ؛و انجزنا بها مشاريع تُشغل الشباب العاطل ؛الا نستحق ذلك الاجر و الثواب الذي لن تحققه الشباكية و سلو مهما كان الامر لان مصيرهما معروف.
    اننا لا زلنا بعيدين من مدرسة رمضان التي ارادها الله عز و جل ،و يوم نفهم هذا آنذاك لن نجد و لو مجرد الوقت للتفكير فيما نملىء به بطوننا.نسال الله حسن الخاتمة

  • التبرانتي البوشبتي
    الأربعاء 2 شتنبر 2009 - 18:43

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كل ما قيل عن العادات فهو في غاية البطلان .
    العادات التي بشرنا وحثنا على المحافضة عليها وهي الاستعداد النفسي والروحي بدون ملل ولا كسل ولا استهتار واليك اخي المسلم بعض الفقرات في هدا المضمار والتي يجب على كل مسلم ان يتقيد بحكمها لانها شتنفعه دنياه واخرته الا وهو المثابرة على ما هو اجدر بالاهتمام حتى يكون من الناجين والناجحين وحتى يتسلم جاؤزته التي تنتضره عند نهاية هدا الشهر المبارك اما ما عدى دالك فهو استهتا ر وضعف امام الاحكام الربانية
    اخي المسلم ادكرك ببعض النقط لعلى ان توقض بعض الغافلين من غفلتهم .
    اخي المسلم ها هي دي عشر الرحمة قد انصرفت وها هو دا ثلث رمضان قد مضى وهاهي ايامه الفاضلات ولياليه المباركة تدهب تباعا ولا تعود الا الى يوم القيامة لتشهد علينا وعلى اعمالنا .صام ايمانا واحتسابا من صام. وصام عادة وروتينيا ووراثة غيره. وابتعد عن اللهو والرفث وقول الزور من ابتعد .وخاض اخر في لجاج الدنيا وضجيجها متببا قولا وفعلا غيؤ عابء بحرمة هدا الشهر الفاضل.وقام الليل وناجى وبكى على اعتاب العبودية من قام ساءلا المولى القبول والرضى واتلف الوقت امام الشاشات وفي جلسات السمر ونوم وكسل من نام.اين انت من هوءلاء ومن اي صنف وطاءفة واين شجلت نفسك ومادا قدمت للقاء ربك .
    هي ايام موسم الخيرات والبركات تنقضي فهل كنت فيه ممن استجاب لنداء المنادي .ياباغي الخير اقبل وياباغي الشر اقصر ام غلبتك النفس وجرفتك العادات واستهوتك الغواية .
    بقيت امامك عشرينية المغفرة والعتق من النار وما زالت تملكك ان امهلك العمر ثلثا رمضان فالبدار البدار والتوبة التوبة والاقبال الاقبال فان رمضان شهر عبادة وطاعة وتقوى وجد .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    رغم انف امرء دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل ان يغفر له .
    فتنبه يرحمنا ويرحمك الله.

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب