جون أفريك: المغرب توفّقَ في تفادي التطرُّف والانفجار الاجتماعي

جون أفريك: المغرب توفّقَ في تفادي التطرُّف والانفجار الاجتماعي
الأحد 29 يونيو 2014 - 07:30

منذُ ما يزيدُ عن أعوام ثلاثة، عرجَ المغربُ على منعطفٍ اقتصادِي واجتماعِي، لمْ يكن ثمَّة بدٌّ من تلافيه، في سياق الربيع العربي، بعدما اكتفتْ الحكومات السابقة بالتنفيس، في استجابتها للانتظارات المعبر عنها لتعويض النمو الضعيف في أوروبا؛ الزبون الأول للمملكة..والنتيجة أنه وإن جرى احتواء البطالة، تفاقم العجز على المستوى المالية والميزان التجاري ، كما تراجع احتياطي النقد، دون أن تظهر آلة الاقتصاد في المغرب ما يشي بأنها تشهدُ ديناميَّة كبرى.

تبعًا للتراكمات التي حصلتْ، تكون هناك ضرورةٌ، في الوقت الحالي، لإجراء تغيير جوهري، وهو ما يخوض معهُ رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، تجربةً شبيهة بتلك التي قادها، الرئيس البرازيلِي الأسبق، لويز إيناسيُ لولا داس يلفا.

فمن جهة أولى، يفضلُ بنكيران الواقعية في الاقتصاد والنهج الأرثذوكسي على مستوى الميزانية، لكن دون أنْ يغفل، من جهةٍ ثانية، الاصطفاف إلى جانب الأجراء. عبر الإعلانِ عن زيادة في الحد الأدنى للأجور بنسبة 10 في المائة، على مدى سنتين، ابتداءً من شهر يوليو. وهو القرار الذي انتقدته رئيسة الباطرونا، مريم صالح بنشقرون، قائلةً إنه سيضعفُ المنافسة وسيفضي إلى تقليل فرص الشغل المحدثة. كما أنَّ بنكيران يبدُو محتجًّا على الزيادات بدعوته إلى مقاطعة منتوج “دانون”.

هذا البون بين الصرامة والشعبوية يعكسُ بلد بوجهين يشهدُ أوراشًا عدة، تتواصلُ بعدما عرف النظام في المغرب كيف يتفادى الانفجار الاجتماعي والتطرف الديني. دون التنازل عن إجراء إصلاحاتٍ اقتصادية واجتماعية. يقود معها الملك محمد السادس السفينة بتبصرٍ وحذقٍ.

وِإذَا كانت مؤسسة “فيتش” للتصنيف الائتماني، قدْ أبقت مؤخرًا على المغرب في نقطة “BBB-” فذلكَ بفضل الحكومة، التي بدت قويَّة بما فيه الكفاية لمباشرة ّإصلاحاتٍ غير شعبيَّة، يوضحُ أرنُو لويس، المدير في المؤسسة.

لقد استطاع المغرب أنْ يلجأ إلى أسواق المال، بسهولة، بفضل تقليص عجزه على مستوى الميزانية، بعدما أضحى واحة استقرار في محيط مضطرب، بيد أنَّ هناك مشكلًا يكمن في أنَّ أغلب المغاربة لا يغتنون، وأنَّ مؤشرات الصحة والتعليم لا تبشرُ بخير.

ذلك ما نبهتْ إليه المديرة العام لصندوق النقد الدولي، كريستِين لاغارد، لدى زيارتها المغرب، في ماي الماضي، بلفتها إلى أنَّ حصة الطبقة المتوسطة من الثروة تراجعت، قياسًا بما كان عليه الحالُ في الثمانينات، حتى وإنْ كان المغرب قدْ حقق معدلاتٍ نمو مهمة، خلال العقود الماضية، وهو ما يعنِي أنَّ الثروات لم توزع بطريقة متساوية على المغاربة.

الورقة الأولى التي يستخدمها المغرب هي كونه ذا إرادة للإصلاح؛ بعض تلك الإصلاحات مستعجلٌ كما هو الشأن بالنسبة إلى صندوق المقاصة. الذي انتقلت نفقاته من أربعة مليارات درهم، سنة 2000، إلَى 55 مليار درهم، سنة 2012. ففطنت معه الدولة، وراحت تتخذ إجراءات، تخلت معها عن دعم الفيول الصناعي، منذُ 2013.

على مستوى المداخيل، تنحصرُ الإعفاءات الضريبية التي يخولها المغرب أكثر فأكثر، فابتداءً من السنة الحالية، تخضعُ الفلاحة لأول مرة للتضريب، كما أنَّ عجز الميزانية بالنسبة إلى الناتج الداخلي الخام، الذِي وصلَ إلى 7.2 بالمائة، سنة 2012، تراجعَ إلى 5.4، في 2013″، تقول الحكومة المغربية.

الورقة الثانية التي يلعبُ بها المغرب؛ هي المهن العالمية، لما تسمحُ به من تنافسية. والدليلُ على ذلك، ما حققه قطاع السيارات على مستوى الإنتاج في الربع الأول من 2014، وتقدمه بـ50.4 في المائة، بفضل النجاح في تصدير “رونو داسيا”. مع تقدم الإلكترونيات بـ21.8 في المائة، وصناعة الطيران بـ10.5 في المائة، الأمر الذِي يجعلُ البلاد أمام تنويع استراتيجي.

الخبير الاقتصادي، نجيب أقصبي، يرى أنَّ تصوير الاقتصاد المغربي على النحو المذكور إغراقٌ في التفاؤل، “قفي شهر مارس فقطْ، كنَّا متشائمِين لأنَّ شهرين اثنين مرَّا دون أنْ تمطر، ثم هطل المطر بعد ذلك، فما كان من المغاربة الذين ادخرُوا بدافع الاحتراز إلَّا أنْ عادُوا لينفقُوا، هذا الاعتماد المستمر على الفلاحة يظهرُ حجم التطور”.

الجميع يتفقُ، على أنَّ المغرب يتقدم بوتيرة بطيئة، على الأقل، أوْ بأربعة في المائة كما يقدرُ أقصبي. في حين يلزمُ لأجل بلوغ مستوى كذاك الذي وصلته تركيا خلال 20 سنة ليعيش المغاربة في ظروف مقبولة، تقدم بـ7 أوْ 8 في المائة. بينما يكبحُ العجز التجاري والاستثمارات العمومية النمو بالمغرب ويعيقه.

‫تعليقات الزوار

13
  • Alaoui
    الأحد 29 يونيو 2014 - 09:09

    Je crois à ce que dise Mr Akasbi; l'expere de l'economie de son pays. les autres peuvent dire ce qu'ils veulent. Mais en tout cas ils ne connaissent pas la realité de ce qui se passe au Maroc

  • abbassi
    الأحد 29 يونيو 2014 - 09:19

    Le maroc a évité l ' explosion sociale Dieu merci mais pour parler, ou pour espérer un réel développement, il faut un audit pour lister tous les obstacles au développement et lister les solutions (techniques, juridique, sociologie,production,formation,,,,,,,) et surtout fixer un calendrier pour les mettre à exécution
    Pour y' arriver il faut une vrai veulenter politique
    Le maroc a tout les atouts pour créer un développement au profit de tous les marocains
    La question est ce que les marocains veulent le développement? ?

  • بنكيران
    الأحد 29 يونيو 2014 - 10:18

    جون افريك تمدح بنكيران و تقارنه ب رئيس البرازيل دا سيلفا لما يقوم به بنكيران بثورة اصلاحية للاقتصاد المغربي الذي عرف تدهورا خطيرا في المالية العمومية قبل مجيئه ،
    بالتوفيق لبنكيران لانجاح هذه الثورة الاصلاحية ،و المغاربة عارفين شكون اللي باغي مصلاحتهوم و مصلاحت بلادهوم ،للاسف الكل يشيد بهذه الحكومة و رئيسها حتى الغرب الا بعض الاحزاب عندنا في المغرب التي نهبت و عاتت في الارض فسادا منذ الاستقلال

  • kasmi elbachir
    الأحد 29 يونيو 2014 - 10:20

    إن سبقتني فأنت الكريم ابن الكرام وإن سبقتك فمنك تعلمت الإحترام لا نرسل لمن نعيش معهم ولكن نرسل لمن يصعب العيش بدونهم،أسأل الله الذي أهل الهلال وأرسى الجبال أن يبلغكم شهر الرحمة وأنتم في أحسن حال

  • عبد الله
    الأحد 29 يونيو 2014 - 10:40

    يقال إذا ارت ان تكذب كذبة كبرى فغلفها بالارقام ، وهذا تماما ما جاء في مقال جون افريك مدفوع الثمن هذا، فهي معروفة ــ أي جون افريك ــ أنها تعمل تحت الطلب، وذلك لتلميع صورة الاشخاص والدول. فتحول مثلا الشيطان ملاكا والملاك شيطانا و تسيير الحمل دئبا و الذئب حملا وهكذا دواليك .
    في ما يخص الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية، فهي تسوء يوما عن يوم والواقع المر أمامنا جميعا لا ينفع معه مكياج و زواق ، الواقع مر و" السكين وصل للعضم " والقول بأن البلاد اجتازت النفق، هذا قول الانسان الذي يصاب بالازمة القلبية ويحاول ان يقنع نفسه بأنه بخير وكل شيئ على ما يرام في حين أنه مقبل على الموت المحتم . أو يشبه الحافلة التي تتجه نحو الحائط والركاب ينبهوب السائق ان الحافلة سوف تصطدم بالحائط وهو يقول لهم لا تخافوا فالامور تحت السيطرة .
    وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾. [سورة الحشر] صدق الله العظيم .

  • ابن تومرت
    الأحد 29 يونيو 2014 - 12:08

    السياسة "الاردثودكسية" … والانبطاح امام صندوق النقد الدولي… راه سبقوك ليها الاشتراكيين اسي بنكريان …وعلى مقدمتهم فتح الله ولعلو الذي كان اكثر شعبية منك خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي … وانظر الان كيف تحل عليه لعنات الشعب ظاهريا وباطني…ا وصار من اكره مخلوقات الله لدى الشعب المغربي … فاحدر اسي بنكيران ان تسقط في نفس المطب… راه بداو فيخراتك كايزندو …

  • عبدالله
    الأحد 29 يونيو 2014 - 12:40

    الظلم الاجتماعي و الاقتصادي سببه غياب قوانين تدعم العدالة

  • Abderrazak
    الأحد 29 يونيو 2014 - 14:02

    Ce que ne dit pas Monsieur Akesbi c'est le Maroc réalise une croissance de 4.5 alors que le monde est en crise.

    Il faut voir les choses dans leurs contextes et arrêter De voir tout noir.

  • المهدي
    الأحد 29 يونيو 2014 - 14:03

    الحل هو الرجوع الى التكنوقراط ، واعتماد البراغماتية بعيدا عن السياسات التي تضع نصب عينيها الانتخابات المقبلة وترقيعات شراء السلم الاجتماعي الى غير ذلك من المراهم ، على ان ترافق ذلك حملة تطهير واسعة un grand coup de balai، تشمل كبار اللصوص دون خلط بين من صنع ثروته بعصامية واجتهاد ومن صنعها باستغلال لنفوذه وتآمر أخطبوطي ، وان تحدد آجال قصوى لتسديد الضرائب المستحقة على كبار الأثرياء تحت طائلة اللجوء الى مساطر إجبارية التحصيل مع الرفع من الغرامات عن اي تأخير ، للخروج من عنق الزجاجة آن الأوان للالتفات نحو مستغلي ثروات البلد من مقالع وأراضي مسترجعة ومستولى عليها دون وجه حق وخلاف ذلك من أوجه الفساد الذي عصف بالعدالة الاجتماعية ، اما ما دون ذلك فيبقى مجرد جرعات مورفين تتناوب الحكومات على حقنها في أوردة المجتمع حتى يقضي بأقل شعور ممكن بالألم .

  • احمد العنبري
    الأحد 29 يونيو 2014 - 15:49

    السيد رئيس الحكومة.( الدين النصيحة… لا خير فى قوم لا يتناصحون و لا خير فى قوم لا يقبلون النصيحة)كما ورد فى الحديث…و فى اطار التشريع الديموقراطى…الحل الامثل العادل الاسلامى الديموقراطي الحضاري الانسانى…الحل الجذرى( محذرا من الحلول الترقيعية) هو اعادة النظرباسرع ما يمكن فى نظامنا الاجتماعى الذي اصبح متجازا استنفد كاطاقته… اقولها غيرة مني على هذا البلد الامن المؤمن كمتتبع و مهتم بالشان العام و كاطار اجتماعى بعد 25 سنة من الممارسة …التغطية الاجتماعية و الصحية الشاملة مهما كلف ذلك من ثمن …و لو …نعم و لو على مراحل…انه اساس الاستقرار السياسى و الاجتماعى…و تدعيما لمغرب الاستثناء الذي اصبح بفضل الله نموذجا يحتدى به انه من اولى الاةلويات رغم تعدد الاولويات فتح حوار و طني مسؤول بمشاركة كل الفرقاء الاجتماعيين و الاختصاصيين و المعنيين و المهتمين…انه مشروع وطني له سبغة استراتجية نعم له ثمن باهض و لكن للتقدم ثمن

  • احمد العنبري
    الأحد 29 يونيو 2014 - 16:13

    …التغطية الاجتماعية و الصحية الشاملة مهما كلف ذلك من ثمن …و لو …نعم و لو على مراحل…انه اساس الاستقرار السياسى و الاجتماعى…و تدعيما لمغرب الاستثناء الذي اصبح بفضل الله نموذجا يحتدى به انه من اولى الاةلويات رغم تعدد الاولويات فتح حوار و طني مسؤول بمشاركة كل الفرقاء الاجتماعيين و الاختصاصيين و المعنيين و المهتمين…انه مشروع وطني له سبغة استراتجية نعم له ثمن باهض و لكن للتقدم ثمن…( مهرنا غال لمن يخطبنا فان شئت فادى الثمن )…بالارادة السياسية القوية كل عقبة تهون امام عزيمة الرجال…كما يقول المثل الالمانى كل شىء ممكن…
    ( Alles ist moglich )

    في نفس السياق تقول هيلارى كلينتن وزيرة الخارجية الامريكية السابقة و المرشحة لرئاسة امريكا…( التحدي الان ان نمارس السياسة كفن يجعل ممكنا ما كان يبدو مستحيلا)…
    ( The challenge now is to practice politics as art of making what appears to be impossible.possible ) Hellary Clinton..

    ما راي السيد رئيس الحكومة الموقر…اتمنى عليكم لا الاجابة فقط بل الاستجابة…و الله الموفق

  • Mohamed
    الأحد 29 يونيو 2014 - 19:52

    نار تحت رماد وسخط و احتقان سيؤديان إلى انفجار قادم لا محالة وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

  • ghir ana ..Mounir
    الأربعاء 2 يوليوز 2014 - 18:34

    لا!! باقي ..
    دخ اموال الخليج والقروض دون استغلالها في مشاريع تمتص البطالة
    استقدام افارق من اجل منافسة المغاربة
    وهم البترول والغاز الطبيعي
    تصرفات الحكومة الجريئة في بعض اجتهاداتها
    الديون المتراكمة على بعض المواطنين
    الشباب المقصي من العيش الكريم
    العدالة في اتجاه واحد هو الفقير..
    الحكامة..مثلا مهراجانات لاتسمن وتجوع
    //////
    كاينين شي حويج خاصهم يتصاوبوا بسرعة..

صوت وصورة
بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:36

بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45 3

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17 3

عريضة من أجل نظافة الجديدة

صوت وصورة
"ليديك" تثير غضب العمال
الخميس 18 أبريل 2024 - 11:55 1

"ليديك" تثير غضب العمال

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة