باحث مغربي يرصد تطور "داعش" في ليبيا من الظهور إلى التمدّد

باحث مغربي يرصد تطور "داعش" في ليبيا من الظهور إلى التمدّد
الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 01:45

أفاد كمال القصير، الباحث في مركز الجزيرة للدراسات، في ورقة تحلل وجود تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق وسوريا”، المعروف اختصارا بـ”داعش” على الأراضي الليبية، معتبرا أن وجوده هنالك بغضِّ النظر عن حجمه الحقيقي خادمًا أساسيًّا لفكرة “الخلافة الإسلامية”.

وأورد القصير بأن التنظيم يجد المعادلة المناسبة لنشاطه وتمدده في الاضطرابات الأمنية، وحالة غياب الدولة، وتصارع شرعيتين على السلطة، سعيًا للسيطرة على مزيد من النفوذ”، مبرزا أن “مهمته تعتبر سهلة من جهة استمرار فشل الدولة، والفراغ السياسي والأمني الحاليين، وعدم تمكن أطراف النزاع من التوصل إلى حلٍّ سياسي ينهي الأزمة”.

ولفت المحلل المغربي إلى أن إحدى المحطات الأساسية لظهور تنظيم الدولة بشكل رسمي في ليبيا، جاءت عقب إعلان مجلس شورى الشباب الإسلامي، وهو مجموعة مسلحة كانت تسيطر على مدينة درنة، عن مبايعته لأبي بكر البغدادي، أمير التنظيم في العراق والشام؛ وكذلك الإعلان عن مبايعة فرع تنظيم أنصار الشريعة في درنة تنظيم الدولة في أكتوبر 2014.

وسجل القصير بأن “طول الأزمة السورية، والفشل في إسقاط نظام بشار الأسد، ساهما بشكل سريع في تحويل وجهة المقاتلين إلى هناك؛ وهم المنحدرون من المنطقة المغاربية صوب ليبيا كبوابة للتمدد نحو جوارها العربي والإفريقي بشكل عام، وإعادة صياغة أهداف استراتيجية معلنة للتنظيم”.

وزاد المصدر بأن نشاط التنظيم في ليبيا انطلق في عامي 2013-2014 مع بداية حركة عودة عدد من المقاتلين الليبيين من سوريا؛ حيث سبق أن شكل هؤلاء المقاتلون كتائب خاصة بهم؛ مثل “كتائب البتار”؛ التي كانت إحدى أشرس المجموعات المقاتلة إلى جانب تنظيم الدولة في سوريا ضد فصائل المعارضة السورية.

ومن الناحية الإستراتيجية، تضيف الورقة البحثية، لا ينشط التنظيم في ليبيا بغرض التمدد الداخلي فقط؛ حيث يبقى الخيار الاستراتيجي هو بناء قاعدة للتمدد في الشمال الإفريقي والتواصل مع باقي المجموعات؛ التي بإمكانه إلحاقها بصفوفه في منطقة الصحراء والساحل”.

وأوضح القصير أن اختيار التنظيم التمدد في المجال الليبي في المناطق الواقعة على البحر، بدءًا من درنة وصولاً إلى تمدده في مدينة سرت، والبدء في عمليات ضد مدينة مصراتة الواقعة على البحر أيضًا، لا يعتبر عملاً عفويًّا؛ بل استراتيجية عامة في بحثه عن المناطق الجغرافية التي تنشط من خلالها شبكات الهجرة”.

وتابع بأنه “نتيجة انجذاب التنظيم للسيطرة على مواقع النفط، فإنه يمكن توقع أن تتجه تحركاته في المستقبل ضمن الشريط الساحلي؛ بسبب السيطرة على مواقع إنتاج النفط، الهدف الحيوي المفضل لتمويل أنشطة التنظيم؛ سواء في العراق وسوريا أو في ليبيا؛ حيث تعتبر سرت إحدى المواقع الليبية المهمَّة، وذلك في اتجاه الهلال النفطي.

وخلصت ورقة القصير إلى أن “البيئة الليبية واعدة بالنسبة إلى التنظيم سياسيًّا وعسكريًّا؛ لكنها ليست أرضًا مواتية لتشكيل حاضنة اجتماعيًّا”، مسجلا أن تمدد التنظيم يتوقف على مدى نجاح أو فشل أطراف الأزمة الليبية في التوصل إلى حلٍّ سياسي، وإعادة صياغة خارطة الجماعات المسلحة”.

وتوقع القصير أن يجد التنظيم صعوبات كبيرة، على رأسها إشكالية الحاضنة الاجتماعية التي تستوعب تمدُّده، مع المتطلبات المتنامية لتقديم وتأمين الخدمات الاجتماعية اللازمة للمناطق التي يتم السيطرة عليها”، مردفا أنه “في حال فشل الحل السياسي والحوار الليبي، قد تتحول ليبيا إلى مركز متقدم لعمليات لتنظيم الدولة في منطقة شمال إفريقيا.”

‫تعليقات الزوار

13
  • الجوهري
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 02:10

    تحليل جيد والخطير في الأمر هو إذا سيطروا على ليبيا فوجود
    حركة إسلامية متطرفة ومسلحة في الجزائر يمكنها الإستعانة بهم لزعزعة الجزائر التي هي كذلك ارض خصبة للإرهاب كما فعل الحوتيين وقوات صالح في اليمن

  • مثليين ونفتخر
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 02:22

    هؤلاء يشكلون خطر على امن وسلامة البلاد اكثر من اي كارثة او وباء.ان كان الحذاثيون اوالعلمانيون يستقدمون من يغني او يرقص فهم لا يقتولون ولا يكفرون احد ولا يدعون لاالحقيقة ولا احتكار مفاتح الجنة .المغاربة هم اذكى مما تتصورون لن تنطلي عليهم حيلكم وخزعبلاتكم .تتاجرون بالدين وتدعون العفة وتستغلون بعض الشباب الامي لتغرروا بهم لتنفيذ اجندات الوهابية التكفيرية البعيدة كل البعد عن اخلاق وقيم المغاربة .يقول المثل المصري (العبوا غيرها).

  • صفقات الاسلحةالاسلحة و داعش
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 02:42

    بعد القضاء على بن لادن تلاشت كلمة القاعدة التي كانت متداولة في فترة التسعينات، وعملت امريكا ضجة و اننا قضينا على القاعدة و خرج الناس سعداء..
    القاعدة ممولة بسلاح امريكي و الغرض هو القضاء على الوجود الروسي بافغانستان وكانت القاعدة ورقة مهمة للدول المتقدمة و العلمانية سواء لاجل الانتخابات او لاجل صفقات سلاح او لتشويه صورة المسلمين.
    داعش صناعة امريكية لها عدة أهداف اولا زرع الرعب في الدول العربية للتسابق على الاسلحة الامريكية ( marketing ) ثانيا تشويه صورة المسلمين.
    اما بخصوص ما يقع للسعودية من تشويهات في الوثائق افسره شخصيا انها اشترت اسلحة من المانيا بدل امريكا و هدا اغضب امريكا لدلك امريكا تستعمل كل الوثائق التي لديها للانتقام.
    اما المغرب و الجزائر الفتنة الاعلامية الواقعة بينهم الغرض منها هو جعلهم يقتنون اسلحة فرنسية او امريكية. وبطبيعة الحال فرنسا تغضب في حال اشترت الجزائر اسلحة من روسيا.
    كل ما في الامر و هده الفتن هو البلبلة و الفتنة لبيع الاسلحة من جهة و من جهة اخرى تشويه صورة المسلمين و اضعافهم اقتصاديا بسبب الحروب و الفتن و الحروب الاهلية. هدا ما في الامر انشري يا هيسبريس svp

  • ولد حميدو
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 03:10

    هل ادا دخل مجرمون الى مدينة بدون شرطة و لا جيش فهل سيتركونها بسلام
    فهدا ما ينطبق على داعش

  • sifao
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 03:37

    اذا كان تنظيم محظور دوليا وعمره لا يتجاوز بضع سنوات يهدد دولا بمؤسسات عسكرية وامنية عمرها عقود من الزمن فما على شعوب هذه الدول الا ان تصلي صلاة الغائب على انظمتها ، تضخيم الاعلام لحجم هذا التنظيم هو ما يغري الشباب للانظمام اليه املا في الدخول الى التاريخ من بابه الخلفي …

  • AL MOUJAHID AL AYYASHI
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 03:50

    هزيمة داعش ستكون باذن الله في المغرب .الم تعلم هذه العصابة ان العثمانيين في اوج سلطانهم لم يتمكنوا الدخول الى المغرب فاكتفوا بغزو الجزائر ?فالمغاربة ليسوا هم العراقيون او الليبيون او التونسيون او الجزائريون او غيرهم من الشعوب العربية.نحن مغرب الاثنى عشر قرنا من التاريخ المجيد الحافل بالبطولات والابطال الاشاوس.ومن لا يعرفنا فاليتقدم.ملكا وشعبا سندحر كل جبار عنيد ولكم العبرة في التاريخ الذي اذا اقتضى الحال ان يعيد نفسه فانه لن يتوانى لحظة منه.

  • عابر سبيل
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 04:19

    سبب هذه الفتن ، هي العلمانية المستوردة والتي تركها الإستعمار تركة لأحفاده عملاء الإستعمار . العلمانية لا تحترم غيرها كما يحترم الإسلام غيره . تأكد للمسلمين أن الديمقراطية والحداثة ليستا سوى عسل مسموم لقمع الديمقراطية الحقيقية التي تتمثل في حكم الشعوب بما تريد .

  • طقوس حرب قرريبة
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 09:19

    والله انا مية وانتم ميتون, الم نمت في سبيل الله ورفع راية الاسلام سنموت تحت اقدام داعش اي جنود امريكا.
    الى ترون حان للبواسل المغرب لتحرير بيت المقدس وردع الصهاينة واصلاح بين المسلمين وضرب على يد الضالم ونصر الممضلوم?
    لنعمل عملا فنكون من االشهداء او ننتصر ونكون اسياد الارض.
    مذى قال خالد اابن الوليد? كان يرجو الشهاد ولم تكتب له . ولما كان في فراش الموت قال: ما فتؤ المنافقين. يعني لن تكتب االشهاد الى من رضاها الله له.
    اخيرا : الم تنصر الحق فالباطل يدق دارك, الى من تشتكون وترجون?
    الى رب هداك واعطاك ووععدك الجن ام الى امرريكا?
    لن يدخل احد الجنة حثى يكون الله ورسول *ص*احب اليه من اهله ونفسه.

  • marocaine
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 09:23

    سير امول التعليق 3 الله يرحم اللي رباك و نور عقلك. تبارك الله عليك.

    الكل يتفق اننا في العصر الذكي، عصر الهواتف الذكية و الاسلحة الذكية و حتى الحروب الذكية! و احب ان اشير لمن يترقب الحرب العالمية الثالثة بصورتها التقليدية ان ينتبه الى الوراء قليلا لانها قد اشرفت منذ 2011…و لا عجب ان البعض لم يحس بها لانها حرب ذكية!

    الحرب الذكية أسلحتها : الوكلكس، الجزيرة، الاخوان، الشواذ، الفيسبوك،منظمة حقوق الانسان، الفوضى الخلاقة…و الممول عربي و القاتل و المقتول عربي اما الغنيمة فامريكية اوربية …حققت هذه الحرب ما لم تحققه الحروب السابقة في ظرف قياسي؛ ما لم تحققة الصهيونية في فلسطين خلال قرابة قرن حققته هذه الحرب بسوريا، حيث اصبح عدد اللاجئين السورييون الاعلى في العام في ظرف 4 سنوات!!
    اما ليبيا فموقعها الاستراتيجي في شمال افريقيا سيجعل ما يسمى بال autodestruction يتكفل بما تبقى منها (المغرب و الجزائر )…

    وهل هناك دهاء و ذكاء اكثر هذا…و للحديث بقية

  • hmida
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 11:16

    comment daich peut vaincre une armée régulière dotée de gens qui ont subi des stages et fait des exercices tout au long de leur carrière. d'où se procure daich ses véhicules tout terrain neufs, l'armement, munitions et nourriture. qui leur fournit tout ça, il y a bien une frontière par où passe tout ce matériel. d'où vient l'argent de ce groupe daich. il y a bien quelqu'un qui fournit l'argent à daich.

  • عمر
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 14:20

    سبق أن طلبت في مقال سابق بتعريف "الدولة"و قد قلت أن هذا المفهوم يعني :الاعتراف بالدولة ،بحدودها ،بزعيمها ،بحكومتها ،ببرلمانها ،بمؤسساتها ،و بالتالي فالدولة لا يمكن أن تقوم إلا بوجود مواطنيها الأصليين الذين دافعو بأرواحهم و شهدائهم و أموالهم لإثبات مصداقيتها ،أما أن يقال ،بعد القيام بتصدير الإرهابيين من هنا و هناك و مدهم بالعتاد الحربي آخر طراز و الأموال و وسائل الرصد المتطورة ،فهل يستطيع الغريب أن ينشأ دولة فوق أرض ليس ملكا له ،و إلا سنسميه مستعمر؟فبالنسبة لي "داعش"ما هي إلا تسمية لمجموعة من الإرهابيين تم زرعهم في بعض البلدان التي لها خيرات نفطية وفقا لتصورات الذين يدبرون خارطة العالم مستقبلا ،و يريدون تحميل أوزار ما يقع من تقتيل و عنف إلى المذاهب الإسلامية ،فإذا وُجِد الذين يسبون الصحابة منذ زمن علي كرم الله وجهه ،و تم السكوت عن هذا منذ قرون ،فاللوم على الذن سكتوا لأنهم انشغلوا بأمور الدنيا فقط و أن الإسلام الصحيح لا يهمهم في شيء و عليهم تحمل النتائج ،وإذا استمر الوضع على ما هو عليه ،فالتفكير في إسرائل الكبرى يبقى واردا…استيقظوا يا حكام العرب إن الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها.

  • Med
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 14:50

    الى 6 – AL MOUJAHID AL AYYASHI
    لا تنسى ان المغرب لا زال منقسم و لا زالت اراضيه تحت سيطرة الاستعمار الاسباني, جزء من هذه الأراضي يوجد تحت الاحتلال الاسباني و الجزء الأخر يوجد تحت الاحتلال الجزائري . من جهة اخرى مواجهة الصحراويين في الصحراء فشلت رغم الشعب الصحراوي ضعيف ماديا و لكنه لن يستسلم و هذا يدل على ضعف الجيش المغربي لانه لن يظهر بالقوة المطلوبة حتى يغلق الانفاس. هذي الحقائق يجب الاعتراف بها. يا سي العياشي في اي عالم تعيش?

  • a.abdelkarim
    الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 15:28

    بسم الله الرحمان الرحيم.الطاغية القدافي حاول بكل ما اوتي من قوة لكي يفصل الصحراء من مغربها. خسر اموالا طائلة من الخزانة الليبية وتمعاون مع الجارة ومع جنوب الفريقيا ومع كوبا ومع دولة او دولتين عربيتين ومع بعض الدول الافريقية المسترزقة والطماعة ووو ولكن المغرب بقوته المستمدة من تشبته بالملكية الشريفه واعتماده على الله وعلى بعض الدول الصديقة بقي صامدا .اما القدافي فترك ليبيا منقسمة ومقسمة حكومة في طبرق واخرى في طرابلس اللتان ستبقيان في التطاحن وستصبح ليبيا دمارا وبعدها ستكون هناك دولتان احب الليبيون ام كرهوا لانها نتيجة حتمية لما غرسه الطاغية في اشعبه من احقاد وكراهية.وهذا المصير سينتهي اليه الوضع الجزائري في المستقبل القريب ان شاء الله. لان حكامهم يغرسون قيم الحقد والتفرقة و الكراهية في شعوبهم . ونرجوا من الله ان يبعد عنا شرورهم ويجعل كيدهم في نحورهم….

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة