الطيب بوتبقالت: هذه أسس مشروعية الحكم الملكي بالمغرب

الطيب بوتبقالت: هذه أسس مشروعية الحكم الملكي بالمغرب
الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 07:00

تلعب الملكية بكل تأكيد دور القلب النابض بالنسبة لنظام الحكم السياسي في المغرب بمفهومه الواسع والشمولي، وهذا معناه أن السلطان / الملك منذ عهد الأدارسة إلى الآن ظل في عيون ووجدان المغاربة الرمز الأسمى لسيادة البلاد والضامن الرئيسي لاستتباب الأمن والاستقرار، والراعي الأول لمصالح المغرب العليا وكرامة مواطنيه. لقد وافق الشعب المغربي بأغلبية ساحقة على دستور 2011 على خلفية “الربيع العربي” ، ولم يكن ذلك مرده إلى كثافة الحملة الاستفتائية أو إلى أساليب الإقناع الحديثة كما يعتقد البعض، وإنما يرجع ذلك في المقام الأول إلى المقومات الأساسية لهوية النظام الملكي الذي ظل الشعب المغربي متشبثا به عبر الأحقاب و الأجيال.

ومن أجل المساهمة في تنوير الرأي العام نقدم في ما يلي عرضا تاريخيا تحليليا مبسطا لتطور مشروعية الحكم الملكي بالمغرب.

مرحلة تأسيس الدولة المغربية

لم يكن إدريس الأكبر غازيا ولا فاتحا للمغرب، وإنما وصله لاجئا وفارا من ساحة الموت. وعندما وصل إلى طنجة لم يكن محاطا بجيش يحمل رايته ويهتف باسمه، كما أنه لم يكن في انتظار هبوب القبائل المغربية لتشد أزره وتناصره أو تساعده على قيام حكمه ونشر سلطانه. وكل ما في الأمر هو أنه كان يحمل رسالة إيمان وسلام، وهذا العنصر بالضبط هو الذي جعل بعض القبائل المغربية تلتف حوله وتعمل على تنصيب ابنه خلفا له بعد اغتياله على يد مشارقة، بمعنى أن الدافع الأساسي في احتضان تلك القبائل للأسرة الإدريسية كان هو اقتناعها بفحوى وسماحة الدين الإسلامي، وهو بالتالي تعبير صريح عن اعتناقها الطوعي للديانة الإسلامية.

وتفاديا للسقوط في سخافة التبسيط أو الوقوع في إساءة الفهم بمجريات الأمور في سياقها التاريخي وطبيعتها الاجتماعية، نشير باقتضاب إلى أن ساكنة الشمال الإفريقي على العموم لم تستوعب الرسالة الإسلامية إلا بصفة تدريجية، بحيث استغرق الفتح الإسلامي للأقطار المغاربية حوالي سبعين سنة، بينما لم يستغرق أكثر من عشر سنوات في فتح العراق وفارس والشام ومصر. بدون شك أنه كان لعامل المسافة الجغرافية وطبيعة التضاريس المحلية دورا حاسما في تأخير وعرقلة الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا. ونقول “الفتح الإسلامي” وليس “الغزو الإسلامي” لأن الفاتحين المسلمين لم يكونوا أصحاب مشروع استعماري استغلالي كما كان الشأن بالنسبة للرومان مثلا، وإنما جاؤوا بدافع روحي، حاملين لرسالة سماوية يؤمنون مخلصين بصحة تعاليمها وتفوق فلسفة هدايتها على كل الأديان المعروفة آنذاك.

وأما مقاومة الأمازيغ لهم، فلم تكن موجهة ضد الإسلام كما يحلو للبعض أن يصفها، لأن الأمازيغ في الواقع كانوا يجهلون كل شيء عن الإسلام ابتداء من اللغة العربية التي جاءت حاملة لرسالته. وعليه فإنه كان من الطبيعي، والحالة هذه، أن يتصدوا لكل تدخل أجنبي حفاظا على استقلالهم وصونا لكرامتهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات جسام، سيما إذا علمنا أن صراعهم المرير والمستميت ضد الرومان و الوندال والبيزنطيين أكسبهم خبرة قتالية عالية جعلتهم يمتلكون الثقة بالنفس ويتأهبون على الدوام لصد أي تدخل أجنبي مهما كانت أهدافه ومراميه.

وعلى أي حال، فإن اكتمال فتح المغرب من طنجة إلى سوس ودرعة كان على يد موسى بن نصير وابنه مروان. وقد توالى انضمام الأمازيغ إلى جيش الفتح بشكل ملحوظ ومتزايد مما يعني دخولهم إلى الإسلام وتخليهم عن معتقداتهم السابقة، وقد حدث ذلك مع نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن الميلاديين. وكل ما قيل عن بطش موسى بن نصير في صفوف القبائل الأمازيغية لا يخلو من تشويه متعمد ومبالغات تلفيقية. لقد كان يحرص في المقام الأول على نهج سياسة تواصل ومصالحة تسعى لبناء الثقة والتعريف بحقيقة الرسالة المحمدية، وتجلى ذلك بوضوح كامل عندما ترك طارق بن زياد الأمازيغي واليا على طنجة وإلى جانبه فريق من الفقهاء العرب الذين أسندت إليهم مهمة تعليم القرآن الكريم للسكان الأصليين.

ولم تمض بضع سنوات على ذلك حتى تشكلت نواة جيش أمازيغي مغربي إسلامي تحت قيادة طارق بن زياد وطريفة بن مالك، وقد بلغت دفعته الأولى حوالي 7000مقاتل لم يكن من بينهم سوى 300 مقاتل من أصل عربي. وهذا الجيش هو الذي انطلق انطلاقة السهم في اتجاه أوروبا ففتح الأندلس سنة 711، واخترق جبال البرانس سنة 718 إلى أن وصل إلى قلب فرنسا (بواتيبي) سنة 732. وهذه الأعوام القليلة بالمقاييس التاريخية كانت كافية لتجعل من المغرب فاعلا في التاريخ الحضاري الإنساني بعد ما كان لمدة قرون شبه نكرة لا غير! ويرجع فضل هذا الإنجاز الجبار بكل تأكيد إلى راية الإسلام التي أعطت نفسا جديدا للروح المغربية، فأفرزت عبقريتها وطبعت هويتها.

ومما لا شك فيه أن هذا التحول النوعي والظروف التاريخية التي ميزت تطوراته المختلفة كانت بمثابة الأرضية الخصبة التي ساعدت على ظهور نواة حكم مركزي تبلور انطلاقا من نهاية الثمانينيات من القرن الثامن الميلادي على يد مولاي إدريس الأكبر ومن بايعه من القبائل المغربية. وهكذا انتصبت الدولة الإدريسية رغم تواضع هيكلتها السياسية وهشاشة بنيتها الإدارية لتتبوأ مكانة المؤسس الأول لكيان النظام المغربي الذي بدأ نجمه يسطع في الأفق المحلي والإقليمي والدولي. وكانت القواعد والأسس التي ارتكز عليها ذلك الكيان عبارة عن دعامات روحية ومعنوية قوامها مبادئ وتعاليم العقيدة الإسلامية. إلا أنه سرعان ما تجسدت تلك القناعات الروحية على أرض الواقع المادي، فأسس الأدارسة مدينة فاس سنة 808م لتكون عاصمة لملكهم، وقطعوا بذلك خطوة حاسمة في تصور وتدبير الشأن العام المغربي.

ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم، وبغض النظر عن وصول أو سقوط الأسر الحاكمة التي توالت على مقاليد السلطة العليا للقرار السياسي بالمغرب، فإن ما يسترعي الانتباه هو كون المؤسسة المخزنية المعنية بإدارة شؤون البلاد لم تكن تستمد مشروعيتها من ارتباطها المباشر أو غير المباشر بحكومة مركزية فحسب، بل أضحت تجسيدا ملموسا وشاهدا حيا على استمرارية ذلك النسق التنظيمي بقوته وضعفه حسب مراحل تطوره الزماني والمكاني. وهذا مما أدى إلى حصيلة شبه مستقرة تتجلى في كون نظام الحكم المغربي بمفهومه الاستراتيجي وسياسة تدبيره الإداري بقي وفيا لروح وفلسفة مؤسسة الدولة التي وضع الأدارسة حجر زاويتها. وبإلقائنا نظرة فاحصة على هذا المسار التاريخي فإننا نجد أن كل الأسر التي حكمت المغرب منذ العهد الإدريسي إلى يومنا هذا لم تبتعد قيد أنملة عن جوهر ذلك النهج المؤسس للكيان المغربي، وهكذا أصبحت هذه الخاصية معيارا مرجعيا ومقياسا لمشروعية نظام الحكم روحيا و وجوديا.

المملكة المغربية وليدة البيعة الشرعية

يستنتج من المعطيات الوصفية والتحليلية التي عرضناها مختصرة أعلاه أن جذور نظام الحكم بالمغرب تستمد قوتها وحيويتها من مرجعية إسلامية محضة، ولا يجادل في ذلك إلا عنيد متصلب أو سفسطائي مناور. بقي علينا أن نشير هنا إلى مغازي ومرامي العلاقة التي تربط الملك بالشعب لنجدها بدون عناء كاملة شاملة داخل إطار البيعة. وهو نفس الإطار الذي تبلور فيه نظام الخلافة في الإسلام. والبيعة لغة واصطلاحا هي الصفقة على إيجاب البيع، وهي كذلك العهد على الطاعة. وفي الحديث: ألا تبايعوني على الإسلام؟ وفي هذا الصدد يقول ابن منظور: إنها عبارة عن المعاقدة والمعاهدة، كأن كل واحد منهما (يعنى من الطرفين) باع ما عنده من صاحبه وأعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة أمره. والبيعة في الإسلام ليست نتيجة اجتهاد سياسي أفرزه نظام الخلافة، وإنما هي أصلا نابعة من بيعة العقبة الأولى والثانية ومن بيعة الرضوان كما نص عليها القرآن الكريم في سورة الفتح (الآية 10 والآية 18).

وقد سجل التاريخ الإسلامي أنه لما بايع الناس الخليفة الأول أبا بكر الصديق رضي الله عنه خاطبهم قائلا:”إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني”. وهو نفس النهج الذي صار عليه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يرجع له الفضل في تقعيد أسس الدولة الإسلامية وإعلان ميثاق الحريات معتبرا إياه حقا طبيعيا، ومازالت مقولته في هذا الشأن من مرتكزات حقوق الإنسان:”متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”. و ما على الدارسين إلا أن يقارنوا هذه المقولة الخالدة بمقتضيات المادة الأولى التي تصدرت الميثاق الدولي لحقوق الإنسان سنة 1948…

وإلى حد بعيد نجد مشروعية الملكية بالمغرب كالماء الزلال الذي ينساب من هذا المنبع الإسلامي الطاهر. فمنذ مبايعة مولاي إدريس بن عبد الله الكامل إلى مبايعة جلالة الملك محمد السادس لا يوجد هناك ما يعكر صفوة ذلك الترابط الوثيق الذي يجمع ما بين الملك والشعب. لقد ظل عقد البيعة في المغرب مخلصا للنهج الإسلامي شكلا مضمونا ، وهو من حيث الالتزامات وفلسفة الممارسة السياسية لا يتنافى بتاتا مع المبادئ التي نصت عليها نظرية العقد الاجتماعي كما جاءت عند كل من جون لوك (1632 –1704) و جون جاك روسو(1712-1778).

نعم هناك تفاوت وتباين في كيفية القيام بالمهام وفي تقييم حصيلة النتائج المترتبة عن الالتزامات المتبادلة ، وذلك في نظرنا راجع إلى عاملين إثنين: أولهما يكمن في اختلاف درجات الكفاءة والقدرات الذاتية لكل سلطان أو ملك على حدة، وثانيهما يكمن في المتغيرات والظروف الموضوعية التي تميز كل مرحلة من مراحل ممارسة الحكم سواء على صعيد السياسة الداخلية أو على مستوى العلاقات الخارجية المغربية. لهذا فإن الحالات الأمنية والاقتصادية والثقافية للبلاد، بالإضافة إلى وضع نظامها المخزني وتطوره، كلها في آخر المطاف عوامل تنعكس سلبا أو إيجابا على آليات و مردودية السلطة القائمة، وبالتالي تسري تداعياتها لتعم كل أطراف النسيج الاجتماعي.

وبعبارة أشمل فإنه ما دام ازدهار البلاد وتقدمها يتجلى في مختلف أحوالها فإن تقهقرها وتدهورها هو كذلك مرآة عاكسة لمجمل بنياتها بدون استثناء، وكثيرا ما لعبت البيعة دور برج المراقبة أو صفارة إنذار، وعادة ما يكون ذلك ناتجا عن الإخلال بأحد بنودها: حدث هذا بالضبط للسلطان عبد الحق المريني(1420-1465)، آخر سلاطين الدولة المرينية، حين أطلق العنان لأحد مساعديه الأقربين فعاث في الدنيا فسادا. و حدث هذا للسلطان السعدي محمد الشيخ المأمون(1554–1557) عقب تنازله عن ميناء العرائش لفائدة إسبانيا. كما حدث ذالك في بداية القرن العشرين للسلطان مولاي عبد العزيز(1894-1908) لما عجز عن تدبير سياسة البلاد في مواجهة العدوان الخارجي.

إن ما أشرنا إليه هو عبارة عن أمثلة وحجج مأخوذة من صميم التاريخ السياسي المغربي، و هي أمثلة كافية لتعطي دليلا قاطعا عن مدى نجاعة وجدية تعاقد البيعات بخصوصياتها المغربية. والحالات المذكورة كلها تهم بعضا من واجبات الملك وما لحقها في فترات تاريخية معينة من إخلال جراء عدم قدرته على الوفاء والامتثال لشروط البيعة، وطبعا يجري نفس الشيء على الرعية في حالة إخلالها لمقتضيات تعاقد البيعة و امتناعها عن أداء واجباتها. و على سبيل المثال، كثيرا ما يحدث في الأزمات أن تتنصل فئات اجتماعية من التزاماتها كما وقع خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حين تهافت العديد من المغاربة على طلب الحماية القنصلية والارتماء في أحضان قوات أجنبية معادية للبلاد، وهو ما يعد انتكاثا لعهد ميثاق البيعة وخيانة وطنية عظمى.

وعلى العموم فإنه يبدو من السهولة بمكان في حالات التدهور والانكسار أن تتأجج مشاعر السخط والتذمر وتتعالى أصوات التنديد والاحتجاجات لتنهال كالضربات المتتالية على رأس هرم السلطة، لكن ما هو أصعب من ذلك بكثير هو اعتراف الأطراف المعنية بالمسؤوليات المشتركة والعمل يدا في يد على تحديد مواطن الخلل الحقيقية. صحيح أن “لكل شعب الحكومة التي يستحقها” كما قال نابليون (1769-1821)، وفي كل الحالات: “كما تكونوا يولى عليكم”… إن هذا البعد النفساني قليلا ما يتم الاهتمام به في هذا المجال، بل إن الكثير من التحليلات العقلانية تستخف به عن جهل، فسبحان الله الذي لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!…

العرش المغربي في قلب العاصفة الامبريالية

بادئ ذي بدء لا بد من التشديد هنا بكل قوة على أن المغرب كان دوما وسيظل مستقبلا مستهدفا من قبل قوات عدوانية تختلف مشاربها وتتغير أساليبها باختلاف الأزمان وتطور الحضارات. وذلك راجع لعدة أسباب، لعل أبرزها يكمن في موقع البلاد الاستراتيجي الفريد من نوعه والذي كثيرا ما أسال لعاب الغزاة من كل الأصناف والأراهيط. والمسألة بكل بساطة هي مسألة موازين قوة: فكلما كانت صفوف المغاربة متراصة وهيبتهم منيعة، كلما علا شأنهم وضمنوا حريتهم وكرامتهم وفرضوا الاحترام على أعدائهم والطامعين في الاستيلاء على خيرات بلادهم. ومن الواضح أنه منذ انحطاط الدولة المغربية بعد العصر الموحدي تراجع نفوذها وأصبحت في موقع دفاعي بين مد وجزر. ومن غير تحفظ ولا تردد نقول إن من أكبر وأعتى الهزات التي كادت أن تعصف بالكيان المغربي وتجعل من أبنائه أيتاما على موائد اللئام هي الحقبة الاستعمارية الغربية التي لا زلنا إلى اليوم نعاني من رواسبها الخبيثة وانفجارات قنابلها الموقوتة.

وهكذا ابتداء من الهجمة الاستعمارية الفرنسية واحتلالها للجزائر عام 1830 تغيرت الأوضاع في المغرب وانقلبت سياسته الخارجية رأسا على عقب. ومما زاد في الطين بلة انفضاح واقع النظام الدفاعي والأمني للبلاد عندما قرر المغاربة الوقوف إلى جانب الشعب الجزائري في محنته، فجاءت حرب إيسلي سنة 1844 لتكشف عن حقيقة الشروخ العميقة للهيكل المغربي الذي تهالكت بنياته جملة وتفصيلا، وما هي إلا سنوات معدودة حتى جاءت حرب تطوان سنة 1860 لتؤكد لمن كان يحتاج إلى تأكيد أن شمس مغرب على وشك الغروب المميت. وتوالت المساومات والتسويات والاتفاقيات بين المتكالبين على سيادة البلاد، منها ما كان تحت جناح السرية، ومنها ما كان تحت الأضواء الكاشفة للقنصليات الأوروبية، إلى درجة أن ما اصطلح عليه في الأدبيات الكولونيالية آنذاك ب “المسألة المغربية” كاد أن يعصف بكل ترتيبات أولئك المتكالبين.

ويمكن إجمال تلك المهازل والمراوغات الجائرة والخسيسة انطلاقا من مؤتمر مدريد سنة 1880 المتعلق بالحماية القنصلية، ومرورا بالوفاق الودي الفرنسي-البريطاني سنة 1904، وبمؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906، ونهاية بمعاهدة الحماية الموقعة بفاس يوم 30 مارس 1912. عندها انطفأت أنوار المغرب وتناثرت أشلاؤه تحت وطأة قوات غاشمة اتفقت على توزيع أراضيه وقبائله توزيعا يماثل تقطيع اللحم في المجازر. ولم يكن إعلان الحماية سوى تلطيف دعائي خادع يحجب وراءه حقيقة استعمارية من أبشع ما توصلت إليه الأنظمة الامبريالية من تحايلات ومناورات تخريبية، كان الهدف منها استغلال واستعباد الشعوب المغلوبة على أمرها ونهب خيرات بلدانها.

ولما كان العرش المغربي يشكل أسمى مرجعية للتعبير عن سيادة الشعب المغربي فإن القوات الغازية الماكرة عمدت منذ بداية مختلف مناوراتها التغلغلية إلى التظاهر باحترامها لمكانة وحرية سلطان المغرب. بل أكثر من ذلك، إنها كانت دائما تدعي أن تدخلها إنما جاء بطلب من السلطان نفسه، وأن سر وجودها فوق التراب المغربي كان بدافع مساعدة الامبراطورية الشريفة على إدخال وإنجاح إصلاحات جوهرية ومتطورة ترمي إلى ازدهار المغرب وإسعاد شعبه. وللمزيد من المغالطات فإن المادة الثالثة من معاهدة الحماية كانت تنص على أن حكومة الجمهورية الفرنسية تلتزم بتقديم الدعم المستمر لملك المغرب، كما تلتزم بحمايته من كل خطر يهدد شخصه أو عرشه أو يعرض بلده للاضطرابات.

وطبقا لنفس المادة تتعهد فرنسا كذلك بتقديم نفس الدعم لولي العهد (وريث العرش) ولمن سيخلفه. وأما الحقيقة التي لم تعد تخفى على أحد هو أن سلطان المغرب لم يكن في وضع يحسد عليه، لقد فقد حرية إرادته ووقع في قفص الحماية، بحيث لم يعد يحكم أو يسود، اللهم إلا ما كانت تسمح به الاستراتيجية الدعائية الكولونيالية خدمة لأهدافها الامبريالية، وهذا ما شهد به منذ البداية وفي أكثر من مناسبة أول مقيم عام لفرنسا بالمغرب، وهو الجنرال ليوطي. لكن في نفس الخضم سجل الشعب المغربي نباهة مبكرة وفعالة، بحيث أن المغاربة منذ بداية عمليات “التهدئة” لم يقعوا في فخ أكاذيب الإقامة العامة، علما بأن هذه الأخيرة كانت جادة وماكرة في توظيف شخصية ومصداقية السلطان خدمة لمشاريعها الهدامة.

وهكذا كلما زحفت جحافل جنود الاحتلال لغزو منطقة أو قبيلة معينة كلما قامت السلطات الاستعمارية بترويج دعاية متكررة بهدف زرع بذور التفرقة وإضفاء المشروعية على ممارساتها الإجرامية. كانت هذه السلطات تعمل بكل ما في وسعها من طاقات وبكل ما توفر لديها من وسائل على إيهام الرأي العام المغربي بأن الحركة الاستعمارية إنما هي استجابة لأوامر السلطان، وأن على الرعية، والحالة هذه، الطاعة والإذعان لإرادة سلطان البلاد! . وطبعا، لتكتمل الصورة، أقدم المستعمر على إصدار قوانينه باسم السلطان، ولعل الظهير البربري من أشهر وأخطر مثال على ذلك. و رب ضارة نافعة، كما يقال، لأن في نقمة الاستعمار برز الالتحام الشعبي المغربي و تعززت المشروعية بكل أبعادها.

المغزى العميق لثورة الملك و الشعب

ليس حدث 20 غشت 1953 في التاريخ المغربي المعاصر من الأحداث الجسيمة فحسب، إنه أول اختبار حقيقي وأول امتحان عسير لمدى صلابة ومتانة العرى والأواصر التي ظلت عنوانا بارزا لتشبث الشعب المغربي بالمؤسسة الملكية على امتداد مئات السنين. وما كان المستعمر الغاشم يجهله أو يتجاهله عنوة وتضليلا هو أن الملكية جزء لا يتجزأ من الشعب المغربي، وكل إساءة إليها تعتبر بمثابة إساءة للعمق المغربي الثقافي والحضاري والسياسي، وهي بالتالي تعنى طعنة غادرة في صميم مقومات الهوية المغربية. وبالطبع عودتنا الأدبيات الاستعمارية بمختلف أطروحاتها ونظرياتها، بل وامتداداتها الشعورية و اللاشعورية، على نغمة دعائية مفادها أن نظام الحكم بالمغرب إجمالا ليس إلا وجها من وجوه الاستبداد ونمطا إقطاعيا بخصوصياته المحلية وخلفياته القبلية المتعصبة والرافضة للانفتاح على محيطها الخارجي، وأما مشروعية الأسر الحاكمة فكانت مبنية أساسا حسب زعمها على التسلط تحت رداء الإسلام الخادع وبدعم من قبائل متوحشة ومتمرسة على السلب والنهب.

إن الحقيقة التاريخية التي لا مراء فيها هي أن ظهور الملكية بالمغرب كانت نتيجة طبيعية لتعاقد قوامه التراضي والاقتناع بين طرفين لا ثالث لهما: الملك والشعب. وكان ذلك التعاقد التلقائي في جوهره ومظهره مبنيا على البيعة بمفهومها الإسلامي الحنيف الذي لا تشوبه شائبة. إنها نقلة نوعية لم يسبق لتاريخ المغرب أن سجل مثلها على الإطلاق، أصبح بفضلها الإنسان المغربي عنصرا فاعلا على الساحة العالمية، وبرزت على إثرها الأمة المغربية كرافد من روافد الحضارة الإنسانية ذات العطاءات المثمرة.

طبعا، لم يستسلم المغاربة لإرادة المستعمر وجبروته، وسجلت مقاومة القبائل المغربية للمحتل صفحات مشرقة من البطولات والاستبسال. والواقع أن أبناء المغرب قاوموا بصدق وشجاعة، ولما كتب الانتصار لقوى الشر انتهجوا أسلوبا ثوريا يتماشى وطبيعة التحديات المفروضة عليهم، فظهرت الحركة الوطنية ذات البعد السياسي التنظيمي والنضال الشعبي التعبوي. ومنذ انطلاقة هذه الحركة في الثلاثينيات برز على رأسها الملك الهمام ورائد التحرير محمد الخامس طيب الله ثراه. عندئذ لم يبق أمام سلطات الاحتلال إلا أن تكشف عن آخر ورقة بقيت لديها، وهكذا مع تلاحق الأحداث واشتداد الأزمة أنجز المستعمر ما كان قد خططه مسبقا: عزل ملك البلاد ونفيه! حدث ذلك كما هو معلوم يوم 20 غشت 1953. وفورا دقت ساعة الحقيقة لتعلن تلاحم الماضي بالحاضر والمستقبل، وكشر الشعب المغربي عن أنيابه معلنا أن لا سلام ولا مساومة، ورفع المغاربة كافة شعارا وحيدا يتلخص في أربع كلمات: ابن يوسف إلى عرشه!

وصلت إذن سلطات الحماية إلى نفق مسدود وقررت الخروج منه من خلال عزل ونفي الأسرة المالكة، وأقدمت في نفس الوقت على تنصيب بن عرفة كسلطان جديد للبلاد. وكانت تعتقد أن التلاعب ب “المسألة السلالية” كما كانت تسميها، لا يشكل خطورة على مصالحها، بل ويندرج في إستراتيجيتها. ودعما لهذا الاعتقاد الخاطئ كانت تعتبر أن بيعات المغاربة لسلاطينهم هي مجرد تعبير فولكلوري لتزكية الأمر الواقع. لكن المغاربة ما لبثوا أن لقنوها الدرس الصحيح، مبرزين لها أن نفي ابن يوسف وعائلته إنما كان يعني نفي المغاربة أجمعين.

وخلاصة القول إن ما أسلفناه لم يكن لمجرد العبرة والاعتبار بالمفهوم التقليدي المتداول، بل كان يهدف بكل تواضع الى فتح باب الاجتهاد الذي يدفع إلى التشمير عن السواعد ويمهد إلى الانخراط النهائي في دائرة الفكر الخلاق وما يترتب عن تفعيله من إصلاحات و إنجازات مثمرة. ومن هذا المنظور فإن ثورة الملك والشعب كانت في واقع أمرها صرخة مدوية في وجه الذات المغربية قبل أن تكون صيحة في وجه الاحتلال الأجنبي للبلاد. وهذا الطرح هو بالذات ما عبر عنه بعبقرية نادرة وبإنكار للذات الملك محمد الخامس عندما استخلص الدروس القاسية لهذه التجربة المريرة قائلا مقولته الشهيرة: اليوم رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.

وإنه ليس من الحذلقة في شيء، ولا من باب التزلف، أن يثمن المرء التفاعلات الإيجابية التي انصهرت في خضمها الهوية المغربية بخصوصياتها الأصلية والمتأصلة، وإنما هي وقائع تاريخية خاضعة للتحليل الموضوعي، أثبتت جدواها وفعاليتها تجربة القرون والأجيال، وكان من افرازاتها نظام حكم ظل دائما يسعى في المقام الأول إلى ضمان استقرار البلاد والرقي بأبنائها إلى مصاف الشعوب التي لا تخجل من مسيرتها التاريخية أو تهاب التكالبات العدوانية عليها.

لقد كان من الطبيعي جدا، بل ومن اللازم حتما، أن يتأقلم النظام السياسي المغربي مع معطيات التطور التاريخي العام. و هكذا بعد محنة الاستعمار دخلت البلاد رسميا عهد الحداثة، مما استوجب إعادة النظر في آليات الممارسة السياسية على أكثر من واجهة، انطلاقا من دسترة البيعة وما ترتب عن ذلك من تحديد للمفاهيم و الحقوق و الواجبات التي تميز مفاصل العمل السياسي المعقلن في إطار الدولة الحديثة بكل إكراهاتها وتعقيداتها. وليست المراجعات الدستورية المتتالية التي عرفها المغرب في أقل من نصف قرن إلا مؤشرا قويا لدينامية النظام الملكي المغربي. وما دستور 2011 إلا محطة هامة على درب هذا التحديث الذي يقوده و يرعاه ملك مستنير.

* أستاذ التاريخ المعاصر وعلوم الإعلام والاتصال | مدرسة الملك فهد العليا للترجمة- طنجة

[email protected]

‫تعليقات الزوار

35
  • 3li
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 07:45

    شكرا لكاتب المقال على هذه النبدة التاريخية التي انارت عقولنا ٠وشكرا لهسبريس التي ساهمت في النشر ٠ونسعى للمزيد من عصارة النخب ومن اجتهاد الصحافة الملتزمة ٠

  • البلبل الغريب
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 07:48

    عندي مجموعة ملاحظات على المقال:
    حين تطرقت إلى محطة فرض الحماية الفرنسية على المغرب عام 1912، سعيت جاهدا، السيد الطيب، أن تتفادى ذكر بعض التفاصيل، وحاولت تصوير دخول المستعمر بمثابة تآمر خارجي فقط، في حين أنك تعلم، أكثر من غيرك ربما، أن ثمة مسؤولية ذاتية، قد يكون سماعها مزعجا.
    * شرعية النظام الملكي في المغرب لم تعد محل نقاش لدى غالبية المعارضين الواقعيين، باستثناء اليسار الراديكالي وجماعة العدل والإحسان، لكن تطوير الملكية لتصير برلمانية ديمقراطية في صيغة حديثة لا يزال أمرا جاريا.
    * ثمة فرق كبير بين سرد أحداث التاريخ من زاوية العلوم الإنسانية، والتعليق عليها بالربط والتحليل والتمحيص، وبين تدبيج نصوص أقرب إلى تقارير القناة الأولى التلفزية.
    * ما لم يفطن باحثونا إلى أن مسؤوليتهم هي الكلمة الأمينة علميا وأخلاقيا، سيزداد الناس نفورا من القراءة والسياسة وأشياء أخرى، أستاذ الطيب،
    تقبلوا مروري

  • تاريخ المغرب
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 07:48

    كان المغرب..و من يتفاخر به. في رأي دول الخليج للتسلية والفساد وفي رأي الغرب غير واقعي ويخفي الحقيقة ولاحقوق البث وفي رأي المواطن المغربي دولة قمعية لايساوي فيها المواطن شيءا فمن هو المغرب برأي الصحافة الحرة

  • Passager
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 07:49

    " ولم تمض بضع سنوات على ذلك حتى تشكلت نواة جيش أمازيغي مغربي إسلامي تحت قيادة طارق بن زياد وطريفة بن مالك، وقد بلغت دفعته الأولى حوالي 7000مقاتل لم يكن من بينهم سوى 300 مقاتل من أصل عربي. وهذا الجيش هو الذي انطلق انطلاقة السهم في اتجاه أوروبا ففتح الأندلس سنة 711، واخترق جبال البرانس سنة 718 إلى أن وصل إلى قلب فرنسا (بواتيبي) سنة 732. وهذه الأعوام القليلة بالمقاييس التاريخية كانت كافية لتجعل من المغرب فاعلا في التاريخ الحضاري الإنساني بعد ما كان لمدة قرون شبه نكرة لا غير! ويرجع فضل هذا الإنجاز الجبار بكل تأكيد إلى راية الإسلام التي أعطت نفسا جديدا للروح المغربية، فأفرزت عبقريتها وطبعت هويتها."

    Cette phrase m'a suffit pour arrêter de suivre tout l'article, une paragraphe est contradictoire.. vous les appeler des FOUTTOU7ATES autant que c'est une guerre contre des gens innocents, pour soit disant rendre ces gens des musulmans.. et c'était au fait le .cas avec les premiers citoyens de l'ancien MAROC..

  • العناية بالديكور
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 07:52

    المخزن نظام الأعيان وملاك الأراضي ، وزعماء القبائل وكبار العسكريين، ومدراء الأمن ورؤسائه، وغيرهم من أعضاء حاشية القصر له السلطة المطلقة حكم مطلق استبدادي بغطاء الشرعية المنتزعة من طرف الاعيان الدين لاشرعية لهم للان الشعب لايصوت عليهم ولايعترف بازلام المخزن وما يقوله هادا الشخص من شباه المتقفين ومفكري البلاط هو مجرد ترترة بهدف البحت عنشي ضيعة من البلاط

  • ولد السالم البجدوري
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 08:33

    صدقت مناعتنا في شعارنا الله الوطن الملك …………………………………..

  • مغربي
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 08:54

    أشدار هاد النظام مند الأدارسة إلى اﻵن , غير التخلف و تكوين طبقة أرستوقراطية و بعد اﻹستقلال المزعوم غير حدث و لا حرج. سولو بوزبال يقول لكم بالواضح.

  • mohamed
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 09:23

    مقال رائع بكل المقاييس شكلا ومضمونا منذ الطفولة ونحن نقرا التاريخ بتفاصيله لم اشهد مقالا بهذا الشكل
    كنت دائما اتساءل هل للتاريخ بداية حتى وجدتها في هذا المقال بهذا التلخيص الدقيق والبسيط والبيداغوجي الذي لا يزيدنا سوى تشبثا بوطننا وملكنا وبتاريخنا وحضارتنا وان نساهم في تطويرها وان نحذر من المغالطات ومن الديماغوجية ومن اعداء الوطن
    انا من الناس الذين كانوا دائما يؤمنون بدور الملكية في استقرار البلاد وفي التطور والتي لا غنا لنا عنها
    جازاك الله عنا كل خير وكثر من امثالك ومزيد من العطاء والكتابة بهذه الطريقة العلمية والبسيطة في نفس الوقت والتي لا تنفر بكثرة التفاصيل المملة احيانا نسال الله ان يمدكم بالصحة والعافية حتى تساهموا اكثر في التنوير ونشر العلم

  • عبد ربه
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 09:38

    جزاك الله كل خير عنى استادى الكريم تحليل في منتهى الدقة وهاكدا هي قمة المواطنة الحقة للعقلاء ودوي النفوس الطيبة

  • أيوب ح. موسى
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 09:53

    شكرا جزيلا أستاذي الفاضل على هذا التنوير التاريخي الرائع، نحن في حاجة إلى هذا من دون أدنى شك

  • محمد
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 10:02

    مشكل الملكية في المغرب هوالطقوس المخزنية العتيقة المدلة والتي تتجلى في الهرولة بظهر مقوس والارتماء على اليد من اجل تقبيلها، العالم لن يتفهم ابدا هدا وسنبقى محط سخرية الى الابد وسيؤثر دلك على صورتنا وحتى مصالحنا بما في دلك قضية الصحراء وهناك من لايفرق بين تقبيل اليد والاستبداد والطغيان
    المشكلة الاخرى هي ان الملكية لها تكلفة مادية كبيرة على المغاربة ويتم يتقبلون دلك على مضض الى حد الساعة

  • moi
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 10:15

    الناظر للصورة يتبين له ان طقوس العبودية تمارس مند امد بعيد وليست حديثة العهد

  • mohamed
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 10:29

    les grands qui ont passer y rester les grandeurs

  • انس الصحراوي
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 10:33

    نطالب بوقف طقوس الولاء المخالفة للشريعة الاسلامية

  • عبد المومن
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 11:04

    هذا الاستاذ العبقري يجب ان يعين مؤرخا للمملكة المغربية.

  • Brahim.F
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 11:04

    استاذنا الجليل الطيب, جازاك الله خيرا على ما افدت به مواطنينا المغاربة وكذا الاجانب , ولما ابنت فيه من روح الوطنية والمواطنة, لقد اثرت في ايما تاثر وانا اقرا ما جدت به قريحتك سيما وانت تعالج المراحل التريخية والسياسية لبلدنا الحبيب المغرب حفظه الله , لقد تطرقت لشيء ثمين عند المغاربة الا وهي تلك الروابط والوشائج التي تجمع بين امير البلاد وشعبه التي قل نظيرها في العالم, هذه الروابط المتينة التي كسرت احلام المستعمر رغم قوة الياته انذاك.

  • abdellah
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 11:10

    مقال في غاية الإحاطة بتطورات الأوضاع التاريخية والسياسية بالمغرب منذ الفتح إلى العصر الحديث . السؤال الذي أود طرحه : هل الملكية بالمغرب لا تزال على عهدها ورسالتها الأولى التي أنيطت بها ؟

  • الربيع
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 11:14

    نعم, الملكية مهمة بالنسبة للمغرب, ولاكن هذا لا يعني إختزال المغرب وتاريخه العضيم في شخص الملك, ولعل أكبر الاخطاء التي إرتكبتها الديبلوماسة المغربية أمام محكمة العدل الدولية هي التركيز على مسألة البيعة وإغفال آلاف العلائق التي تربط بلاد شنقيط [الصحراء] بالعاصمة مراكش,

    صدقوني المغرب لا يحتاج للمتملقين
    المغرب يحتاج لأناس أوفياء لدينهم أولا, ولوطنهم ثانيا, ولملكهم تالثا,

    والله ينصر سيدنا

  • amrroki
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 11:20

    "الفتح الإسلامي" وليس "الغزو الإسلامي" لأن الفاتحين المسلمين لم يكونوا أصحاب مشروع استعماري استغلالي

    ويستمر الضحك على الذقون وتزوير التاريخ وغسل دماغ الاطفال و الجهلة

    هذا المقال ليس الا بروباكاندا تجار الدين او طغاة القومية العروبية و مدفوع ثمنه كما هعدنا دائما

  • nach
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 11:33

    Une monarchie qui ne parle pas la langue de ses citoyens est elle légitime.? Mes parents et mes ancêtres n'ont jamais compris les discours royal car ma famille parle tamazight

  • جميل الشرقي
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 12:17

    لماذا لم يفتح العرب إفريقية جنوب الصحراء؟ وجاؤوا عوض ذلك لنشر "دين السماحة" على أرض الامازيغ؟ ولماذا استبدوا بالسلطة وباللغة؟ لماذا حازوا القصور في الأندلس وأرسلوا جيش الأمازيغ يموت في جبال فرنسا؟ هل هذا هو الدين الذي جعل المغاربة يبايعون الملك؟ لماذا بعد قرون من الاستبداد العربي لم يبني العرب أي شيء عدا المساجد والمقابر والأضرحة والقصور في كل مدينة؟ لماذا حاربو عقائد الأمازيغ، لكنهم لم يحاربوا الأمية؟ …

  • jamalshouli
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 12:36

    Marruecos sin rey no vale nada. porque los partidos políticos todavía no han madurados suficiente para que gobiernan y le faltan experiencia y mucho más

  • visiteur
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 13:31

    مقال جميل يرسم لنا التاريخ الرسي المزيف الذي نتعلمه منذ نعومة اظفارنا. فقد مر هنا على صفحات هسبريس مقال يشكك في ملكية الادارسة ويقول صاحبهم انما ادريس الاول كان اماما لاهل زرهون ثم جاء مقال اخر يشكك في سنيتهم والتاريخ الذي لا يدرس يؤكد ان اهل المغرب قبل المرابطين ان كانوا مسلمين فغالبيتهم كانت من الشيعة والخوارج وقبل ان ينتصر المذهب المالكي عن طريق المرابطين كان اغلبية اهل السنة احنافا. ثم كيف حكمت دولة ضعيفة مثل الوطاسيين المغرب دون مساعدة وهل انتصر المنصور الذهبي فعلا في معركة واد المخازن ام ان ولاء السعديين للعثمانيين ساعدهم في ذلك

  • قبل الأدارسة
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 13:39

    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
    إمارة النكور
    إمارة بني صالح710م – 1019م
    العاصمة تمسمان
    صالح بن منصور 710 – 749
    سعيد بن إدريس 760 – 804
    أحداث تاريخية
    – التأسيس 710م
    – الزوال 1019م
    العملة دينار عباسي
    نكّور، لنكور أو إمارة بني صالح هي إمارة تاريخية لسلالة الصالحيين، ظهرت منذ سنة 710م على يد صالح بن منصور في تمسامان في منطقة الريف بالمغرب الأقصى. وهي أول إمارة مستقلة بالمغرب الأقصى بعد ثورة المغاربة على ولاة بنو أمية، كما أنها تمذهبت بالمذهب المالكي السني خلاف لباقي الإمارات المغربية الأخرى، كبنو مدرار وبورغواطة، التي تأسست على مذهب الخوارج الصفرية
    ظلت تمسامان قاعدة لحكم أمراء نكّور إلى أن بنى سعيد بن إدريس مدينة نكور بين نهري نكّور وغيس على بعد خمسة أميال من البر. وفي سنة 244 هـ 865م تعرضت مدينة نكّور في عهد مؤسسها، لهجوم الفايكينغ النورمانديين لمدة أسبوع
    توسعت إمارة نكّور حتي لامست إمارة مكناسة، وحدد الجغرافي البكري الرقعة لإمارة
    كانت إمارة نكّور في خضم الصراع الأموي الفاطمي إلى حدود سنة 473 هـ 1094م لما استولت عليها ودمرتها جيوش الدولة المرابطية بقيادة الأمير يوسف بن تاشفين

  • haddu
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 13:50

    le problème n'est pas le passée vecu, mais les leÇons sorties de cette histoire, " le pouvoir corrompe, et le pouvoir absolue, corrompe absoluement, si personne dans le pais peut critiquer no lever son voix, contre l'arbitrarietée de pouvoir, donc, nous sommes condamnée a repetre le desastre de notre histoire

  • محمد
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 15:12

    لم يأت المولى ادريس للمغرب فارا ولا لاجئا، وإنما جاء في سياق خطة مذهبية تحالف فيها المعتزلة مع الشيعة الزيدية التي كان ينتمي اليها المولى ادريس، وكانت الشيعة الزيدية من الفرق المعتدلة الأقرب الى السنة، وقام له بالدعاية في المغرب وخاصة في طنجة ووليلي دعاة من المعتزلة، وكان قدومه قبل موقعة فخ، وهو ما تثبته وثائق المذهب الزيدي التي نشر احدها المرحوم علال الفاسي، اتمنى ان يكون الاخ الاستاذ، وهو استاذ التعليم العالي مطلعا على تطور البحث التاريخي، وليس مرددا لما تعلمناه في المراحل الابتدائية.

  • Ali Amzigh
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 16:09

    اللاتاريخ و"محفوظات" الرواية الرسمية.
    السيد الطيب بوتبقالت "أستاذ التاريخ المعاصر"، لا يفعل هنا أكثر من تكرار واستظهار "محفوظات" الرواية الرسمية البليدة، المكرَّسة والمحنَّطة عن تاريخ المغرب الوسيط والحديث.
    أمر مؤسف من زاوية البحث التاريخي والعلمي.

  • Atig2956
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 16:09

    %90 مما جاء به كاتب هذا المقال معلومات مغلوطة. أظن ان الكاتب لم يدرس التاريخ جيدا ولم يعتمد على مصادر موثوقة حول تاريخ المغرب بل اعتمد على كتب التاريخ التي درسناها كلنا في المقررات الدراسية. العديد من المؤرخين والاُدباء المغاربة الكبار أكدوا على ضرورة اعادة كتابة تاريخ المغرب فكل ماجاء فيه وهم خدروا به عقولنا منذ الصغر. أتمنى من كاتب المقال ان يعتمد على مصادر موثوقة في المرة المقبلة لان التاريخ ليس بلعبة او حلم يفسره كل واحد على هواه.

  • wahbi nordine
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 18:11

    يا اخوتي مشكلتنا الكبرى هي هؤلاء الذين يهرفون بما لا يعرفون و يعتبرون أنفسهم أدكياء لكنهم في الحقيقة لا يقدرون الأمور حق قدرها بل يصبحون أدوات لهدم كل بناء و تنفيذ الأجندات الخارجية المعادية للبلاد و لنا في ليبيا و سوريا و اليمن عبرة و عظة فليتق الله كل واحد منا وليلزم بيعته و ليمسك لسانه عن ولي أمرنا ملك البلاد حفظه الله ورعاه ووفقه للخير فما اهلكت بلاد المسلمين إلا من هدا الباب فما رأت بعد دلك خيرا و لا أمنا ولا نماءا إنما خراب ينعق فوقه غراب

  • علال
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 18:50

    لا يسعنا الا أن نقول للاستاذ بوتبقالت: بشرى لك بgريمة او رخصة استغلال مقلع او غيرها من الاكراميات التي يغدق بها المخزن على الذين يُبَيِّضون وجهه الاسود. ربما احسست بقرب تقاعدك، لتتفرغ للمشاريع الحقيقية التي تدر الارباح بالملايين. ولِمَ لا وكل الشخصيات السياسية والثقافية وعالم الاعمال في المغرب، همهم الوحيد هو التمسح بالاعتاب الشريفة. قديما كان كل من قدم خدمة "جليلة" للحاكم، كان يقتطع له منطقة يحكمها ويفعل في سكانها ما يريد. اما اليوم فقد تطور الاقطاع، استبدلت المنطقة الجغرافية بمصلحة ريعية.
    ضهر المخزن بشكله الحالي زمن مولاي اسماعيل. وهو أول سلطان مغربي يستغني عن دعم القبائل له ليستعين بجيش من المرتزقة سمِّيَ آنذاك ب "جيش البخاري". هذا الجيش مكوَّن بالاساس من السود. استقدم عدد منهم من جنوب الصحراء والآخرين من المغاربة ذووا البشرة السوداء. حيث أصدر مرسوما يتم بموجبه استعباد كل مغربي أسود البشرة رغم أنهم كانوا أحرارا. بسبب هذا الاجراء، لقي السلطان معارضة واستنكار شديدين من لدن الفقهاء وعلى رأسهم الفقيه عبد السلام gسوس الذي نُكِّل به وأُعدِم بسبب موقفه الرافض لاستعباد السود المغاربة
    يتبع

  • Mohamed
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 19:10

    ها هو السبب الذي يؤكد أنه لا يوجد "فتح" و لاكنه استعمار:

    رسالة هشام بن عبد الملك إلى عامله على افريقية يطلب منه إرسال المزيد من السبايا الأمازيغيات إلى دمشق .
    أما بعد:
    فإن أمير المؤمنين رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى عبد الملك بن مروان رحمه الله، أراد مثله منك، و عندك من الجواري البربريات المالئات للأعين الآخذات للقلوب، ما هو معوز لنا بالشام وما ولاه. فتلطف في الإنتقاء، و توخ أنيق الجمال، عظم الأكفال، و سعة الصدور، و لين الأجساد، و رقة الأنامل،و سبوطة العصب، و جدالة الأسوق، و جثول الفروع، و نجالةالأعين، و سهولة الخدود، و صغر الأفواه، و حسن الثغور، و شطاط الأجسام، و اعتدال القوام، و رخامة الكلام .
    ل السيوطي : تاريخ الخلفاء (باب عبد الملك بن مروان )

    حدث غزو ل المغرب ولم يكن هذا الغزو مختلفا عن غزو الاستعمار الحديث , ف على الأقل كل المستعمرين تركو خلفهم مأثر و شواهد على وجودهم عكس العرب الذين دمرو شمال افريقيا على مرتين أولها "الفتح" المزعوم و ثانيها غزو بني هلال و لكم في (مقدمة ابن خلدون) شواهد على احداث الدمار و الخراب الذي الحقوه ب بلدان شمال افريقيا.
    مهما طال الزمن سيظهر الحق.

  • علال
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 19:33

    بعد أن تمكن من تأسيس جيش من العبيد المرتزقة بالترغيب والترهيب، بدأ مولاي اسماعيل بتأديب القبائل المتمردة وعلى رأسها مكناس والمناطق المجاورة. وبما أن افراد هذا الجيش لا يعرفون الولاء الا لسيدهم فقد نفذوا مجازر فضيعة في اعداء السلطان: سكان مكناس والمناطق المجاورة.
    السمة الاساسية للمخزن المغربي هي الارتزاق. هذه الصفة ترصخت منذ مولاي اسماعيل. ولم تقتصر على السود فحسب، بل شملت كل من التحق فيما بعد بجهاز المخزن، لتشمل في العصر الحاضر الاحزاب السياسية وكل من يشغل منصب سلطوي او سياسي داخل دولة المخزن.
    كثيرا ما يتساءل المغاربة عن الاحزاب السياسية: "لماذا لا تعمل هذه الاحزاب من أجل المصلحة العامة؟" الجواب: متى كان العبيد يخدمون غير سيدهم.

  • يوبا
    الأربعاء 7 أكتوبر 2015 - 21:28

    منتهى البؤس و التحريف , الأستاذ بوتبقالت لم تكن يوما كاتبا للتاريخ , و ما ينبغي لك التاريخ يا سيدي لا يكتب على عتبات القصور , و لا على راحة يد الأمير.
    من قرأ التاريخ يعرف جيدا بأن جرائم ابادة وقعت في شمال أفريقيا من طرف الغزاة العرب ,و أن تاريخ المغرب لم يبدأ مع تأسيس مدينة فاس ,و أن نظام الحكم بالمغرب لم يكن يوما مستقرا ولا ماءا زلال فكم من مرة تم فيها خلع البيعة عن السلاطين و مذكورة حتى في التاريخ الرسمي , و أن لا بيعة في عنق المغاربة الا سلاسل من الحديد و النار يروج لها أمثالك

  • nabil
    الخميس 8 أكتوبر 2015 - 05:07

    متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا

  • الطيب بوتبقالت
    الجمعة 9 أكتوبر 2015 - 12:45

    شكرا جزيلا لكل من تفاعل إيجابا أو سلبا مع هذا الموضوع، و شكرا لهسبريس على فتحها هذه النافذة التفاعلية في زمن الإعلام الجديد.
    أؤكد أنني لست محيطا بكل شيء علما، لكنني سأظل مصرا على الاجتهاد في مكافحة الجهل ما حييت…
    !Grand Merci à toutes et à tous

    الطيب بوتبقالت

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات