صواش: الهشاشة الداخلية للأمة الإسلامية تستوجب "نقدا ذاتيا"

صواش: الهشاشة الداخلية للأمة الإسلامية تستوجب "نقدا ذاتيا"
الأربعاء 2 دجنبر 2015 - 11:01

سلط نوازد صواش، المشرف العام على مجلة “حراء” التركية، الضوء على معالم من فكر مؤسس جماعة الخدمة، فتح الله كولن، وتأثير الهجمات الإرهابية الأخيرة التي كانت عدد من الدول مسرحا لها وراح ضحيتها المئات بين قتلى وجرحى، على المسلمين، حيث أكد أن مرتكبي هذه الجرائم لا يمثلون الدين الإسلامي، وإنما هي نتيجة لسوء فهمهم.

صواش، الذي حل ضيفا على مؤسسة هسبريس في الرباط، شدد على أن “البضاعة التي تقدمها جماعة الخدمة هي بضاعة الإيمان والإسلام والمحبة، ومن يملكها ينبغي أن يطير بها في الآفاق”، مضيفا أن الكثيرين يتساءلون لماذا يتم صرف أموال طائلة من أجل بناء المدارس والمؤسسات التابعة للخدمة، لكن “بضاعة الإيمان تستحق”.

وفي ما يخص تعليقه على الهجمات الإرهابية التي عرفها العالم مؤخرا، قال المشرف العام على مجلة “حراء”، إنه “يتم الترويج بكون الإسلام دين عنف، في الوقت الذي هو ليس كذلك، وتبقى هذه المسألة جد معقدة”.

ويرى المتحدث ذاته أنه من الضروري أن يقوم المسلمون بنقد ذاتي من أجل محو الصورة التي وصفها بـ “المؤلمة” عنهم، مبينا أن سلسة هذه الهجمات بدأت مع أحداث 11 سبتمبر 2011 بالولايات المتحدة الأمريكية، مما ساهم في تشويه صورة الإسلام على المستوى العالمي، وتسبب في مآسي كثيرة في منطقة الشرق الأوسط.

وبالنسبة لنوازد صواش فإن “هذه المآسي تعوّد عليها العالم الإسلامي منذ 150 سنة مما جعلها تكون روتينية، لكن الآن أصبح لها صدى عالمي، ويتم استهداف الإسلام نتيجة لذلك في الدول الغربية”، واصفا ذلك بـ “الكارثة الحقيقية”، في حين إن “من يبيت الشر لهذا الدين يخشى من الإسلام المتحضر”، على حد تعبيره.

“المسألة هي في الإسلام في حد ذاته وطالبان عندما تفجر تماثيل بوذية تروع الناس من الإسلام في الغرب”، يقول صواش، مضيفا أن ما يحدث في العالم من هجمات يعتبر “جرائم كبرى”، ما يحتم على علماء الأمة بأن يكون لهم موقف قوي من الإرهاب، كما فعل فتح الله كولن مباشرة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، حيث شدد على سماحة الإسلام، وعلى أن من يقوم بهذه الأفعال الإرهابية ليس بمسلم.

وفي السياق ذاته، وصف المتحدث هذه الحوادث المتكررة بكونها “حوادث مؤسفة”، ما “يفرض الإسراع بالقيام بخطوات قوية، والتواصل مع الآخر، وبناء مراكز ثقافية في أوروبا من أجل نشر الثقافة الإسلامية السمحة”، يرى صواش.

وبخصوص فلسفة جماعة الخدمة، أوضح صواش، أنها لا تقتصر فقط على الكلام، وإنما “أفصح كلام هو المسلمون أنفسهم وتأسيس المؤسسات والاحتكاك مع الإنسان الغربي والدعوة”، مضيفا أنه لابد من تقديم صورة مشرقة قبل حدوث مثل هذه الهجمات، التي تأتي على الأخضر واليابس، وذلك في إطار تقديم بديل لذلك.

المتحدث اعتبر أن الأمة الإسلامية تعيش حالة من “الهشاشة الداخلية”، نتيجة عدد من الصراعات التي وقعت بين الطوائف، خاصة بين السنة والشيعة، وعدم تدبير الاختلاف بشكل جيد، حيث “تكفي نقرة واحدة لكي تسقط البنية، مما يستدعي القيام بمشروع للبناء والتغيير، والوصول إلى وضع لا يمكن أن يؤثر فيه أي عامل خارجي في العالم الإسلامي”، بحسب رأي المشرف العام على مجلة “حراء” التركية.

في المقابل، يواصل نوازد صواش توضيح رأيه بإجراء مقارنة بين المسلمين والأوروبيين، فإن الأوروبيين يختلفون فيما بينهم، ويعبّرون عن هذا الاختلاف، لكن يتعايشون بشكل تام فيما بينهم، في الوقت الذي لا تزال العاطفة هي الغالبة لدى المسلمين، مما يستدعي العمل على “تقوية المناعة الداخلية”.

‫تعليقات الزوار

10
  • المهدي
    الأربعاء 2 دجنبر 2015 - 11:40

    ينبغي وصف القط بالقط كما يقول المثل الفرنسي ، فالمآسي التي تكالبت منذ هجمات 11 سبتمبر وراءها تنظيمات اقرب الى الطوائف les sectes منها الى الاسلام حيث يذوب الاتباع في طاعة عمياء في شخص كبيرهم حد القداسة تنظيم القاعدة / بن لادن ، تنظيم داعش / خليفة الشر البغدادي ، فأمة المليار ونصف مسلم لا تدين بالولاء لهذين العنصرين ومن ثم فالخطأ كل الخطأ ان يضعها العالم في معسكرهما وان يرى في الدين الاسلامي مرجعية لكل هذا الخراب ، فخلال الحرب العالمية الثانية ازهقت النازية ما يزيد عن الخمسة ملايين من الارواح ومع ذلك لم يحمل العالم مسوولية ما جرى لكل الألمان ولم يحمل الإيطاليين ايضا المسؤولية عن جرائم النظام الفاشي ، نحن للأسف لم نعرف كيف نتعامل مع الأحداث وامام اصرار الغرب على وضعنا في نفس قفص الاتهام لا نملك سوى اجهاد ذواتنا لدفع التهم واظهار التبرؤ من جرائم الطائفة حتى اننا لنكاد نسلك مسلك المشبوه الذي يحاول عبثا ان يظهر براءته رغم ان ضحايا القاعدة وداعش من المسلمين أضعاف أضعاف ضحايا الاخرين ، هناك خلل في بنيتنا النفسية التي نسقط عليها لا شعوريا كل ما يرتكب من شرور في هذا العالم .

  • مماس
    الأربعاء 2 دجنبر 2015 - 12:14

    العرب لا زالوا محافظين في افكارهم ، يجب العمل بالمواطنة ، لا فرق بين سني وشيعي الخ…….الوفاء للوطن واحترام الآخر . تطبيق مبادئ الشريعة السمحة او المسيحية الخ…….في تصرفاتنا واعمالنا اليومية والتقليل من النفاق والرهبنة والمظاهر الخداعة والتي تجلب علينا كره العالم . احترام ونصح بعضنا البعض وتجنب اىتحكم الى الآخر ما دمنا ما نزال نعاني من الضعف .

  • المهدي
    الأربعاء 2 دجنبر 2015 - 12:31

    تتمتة ، ومن فرط تكرار ان المسلمين ارهابيون وان دينهم يوحي لهم بسفك دم الغير أدخلنا الغرب في دوامة من الإيحاء الذاتي حتى بتنا على قناعة داخلية ان القتلة منا وان كل عمل تخريبي ارتكبه احد ابنائنا ، وأننا المسؤولون عن كل ما يقع ويصيب السيد الابيض ، رغم ان الإرهابيين القتلة أعداء لنا اكثر مما هم أعداء للغرب وأننا المستهدفون قبل اي آخر ، فتكفيرهم للمجتمع لا يطال المجتمعات الغربية بل يضعنا على رأس أهداف مرمى نيران الظلاميين مادمنا نرفض الدخول في جبة الظلام والظلاميين ، على الغرب ان يدرك ان الدواعش ومن والاهم أعداء للبشرية برمتها والا لما كنا على هذه الدرجة من اليقظة والتأهب الاستخباراتي ، ولما كانت اجهزتنا تفكك بوتيرة تكاد تكون أسبوعية خلايا تتربص بنا ولما وقع ما وقع في تونس الشقيقة ولما ….

  • hakima enked
    الأربعاء 2 دجنبر 2015 - 13:01

    ماذا عن مئاة القنواة الدينية التخريبية التي تمول من ال السعود و ايران و قطر… كيف يمكن ان نعكس صورة متحضرة عن اممنا و نحن نتهافت في بناء مساجد بالالاف في مجمل بقاع العالم و لا نتردد في دعمها كمجتمع مدني و لا احد يفكر في بناء مراكز ثقافية كما يفعل الغرب في بلداننا.. في جل الدول و المدن نجد مراكز ثقافية و مدارس تعود لفرنسا و اسبانيا و المانيا و امريكا وووو… يعرفوننا عن ثقافتهم الراقية.. يقومون بانشطة تساهم في نشر الوعي و الحب و التسامح.. في الوقت نفسه نحن نصدر لهم عقول ضيقة لا تعير للدول المستضيفة اي احترام و تقدير…

  • ابو انس
    الأربعاء 2 دجنبر 2015 - 13:18

    الحل هنا يكمل في ان اغلب خطباء المنابر لا يفسرون لشباب علم الناسخ والمنسوخ وهذا العلم يوضح الاحكام التي كانت قبل الفتح و انزل الله تعالى احكام بعد الفتح وصارت الاحكام القديمة منسوخة في الشرع ونجد ذلك في كثير من الايات فمثلا في الخمر هناك ثلات احكام

  • وعزيز
    الأربعاء 2 دجنبر 2015 - 13:44

    نعم يجب طرح اشكالية لماذا هذه الهشاشة الداخلية ! ؟ لان مبادىء الدين الحنيف مغيبة في حياتنا اليومية ( لا تجسسوا ، لا يغتب بعضكم بعضا ، إفشاء السلام ، من غشنا فليس منا ، دم المسلم على المسلم حرام ، رحم الله من عمل عملا فأتقنه ، التبسم في وجه أخيك صدقة .. المؤمن اخ المسلم . ) كل هذه المعاني مغيبة في حياتنا ! فأصبحنا كالسائق الذي يعرف قانون السير ولا يحترمه ! إذن يسوق ويخلق فوضى وحوادث متكررة !
    فجل المسلمين مسلمين فقط لأنهم ازدادوا في بلدان إسلامية واسماءهم ( عبد الله. ، محمد ، خديجة .. ) يتجاهلون المبادىء الاسلامية وان تعلموها لا يعملون بها ! وحتى الفرائض ينظر اليها كعادات وفقط ، إذن لا تتجلى المبادىء السمحة التي هي أساس العيش السعيد بين أفراد المجتمع ، فلا صدق ولا وفاء ولا عهد ولا إتقان !!! فكيف تريد ان يكون حال المجتمع وهو يعمل بمبدأ ( كون ذئب وإلا يكلوك ..)
    اللهم رد بنا ردا جميلا ، وعلى ألقيمين على الحقل الديني نشر التعاليم الدينية بطريقة اخرى غير المعهودة وإبراز علاقة الدين وتعاليمه وسنن نبينا صلى الله عليه وسلم بحياة كلها فلاح ومجتمع متكامل، يشد بعضه بعضا في السراء والضراء

  • benallal
    الأربعاء 2 دجنبر 2015 - 13:48

    حين يكُف أولئك المتنطعون عن تكرار الجملة التي مللناها، ومع كل حادث إرهابي توقعناها: الإسلام بريء. والأمر عينه مع أختها الأكثر منها سخافة: الإرهاب لا دين له
    .حين يمتلك المسلمون شجاعة الاعتراف بأنهم – الآن – أكثر أمة متخلفة أخرجت للناس.
    حين يعترف المسلمون بأن في الغرب المتقدم أوربيين وأمريكان بلا إسلام. وفي الشرق المتخلف مسلمين وإسلام.
    حين يعترف فيها المسلمون بأن المسلمين أقل كثيرا من أن يشغلوا مساحة جنة عرضها السموات والأرض. وأن الجنة بدون مليارات المسيحيين والبوذيين….
    حين يمتلك المسلمون شجاعة الاعتراف بأن الإسلام هو المتهم الأول، وبصورته الحالية لا متهم غيره

  • المواطن
    الأربعاء 2 دجنبر 2015 - 14:29

    شكرا لهدا المفكر على محاولته تبرءة الاسلام من الهجمات الارهابية رغم انه علماني ومظهره لايوحي بالتزامه بالدين الاسلامي والشريعة ولا علاقة له بشيوخ الازهر والوهابية الدين يشجعون الشباب الياءس على تفجير نفسه مقابل الجنة وحور العين وهنا اقف واقول للشباب لمادا لايدهب الشيوخ للجهاد والموت في سبيل الله لو كانوا فعلا يؤمنون بما يفتون انهم محتالون ومتاحرون في الدين ويدفعونكم للانتحار وهم ينعمون في فيلات مكيفة ومحصنة ويتسلون بههواتفهم الدكيةوبكل ماينتجه الغرب الكافر ويتفرجون عليكم تحترقون بالقنابل او في قبضة الطرف الاخر ويتلددون بمشاهدتكم تتعديون بابشع الطرق

  • مكرم المنيفي
    الأربعاء 2 دجنبر 2015 - 17:50

    لقد أبكيتني ياشيخ لما طفقت اليوم تنكأ لي جراحي
    بارك الله في كل خطواتكم وأفكاركم أستاذ نوزاد صواش وللعلم فقد أتيتم بالتشخيص الصحيح والأدوية الفعالة …..أتمنى ﻷمتنا كل شفاء وعافية

  • الملاحظ
    الأربعاء 2 دجنبر 2015 - 19:17

    الإسلام برىء من كل هذه الأفعال الهمجية

    هذه الأفعال تقوم بها الصهيونية العالمية والامبريالية الدولية التي تريد الهيمنة على خيرات وعلوم واختراعات المسلمين
    الصهيونية تريد الهيمنة على الشريعة الإسلامية والاستئثار بها لوحدها لانها عرفت ما تحويه من علوم وتقنيات سبق ان كانت سببا في اختراع كل ما وصلت اليه الإنسانية اليوم وفي مقدمتها لقاح وباء ابــــــــــــــــــــــولا .

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | تحرير طنجة
الأحد 14 أبريل 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | تحرير طنجة

صوت وصورة
الأمطار تفرح الفلاحين
الأحد 14 أبريل 2024 - 18:16 4

الأمطار تفرح الفلاحين

صوت وصورة
أممية أحزاب الوسط في مراكش
الأحد 14 أبريل 2024 - 14:04 1

أممية أحزاب الوسط في مراكش

صوت وصورة
نقاش إلغاء عيد الأضحى
الأحد 14 أبريل 2024 - 11:28 47

نقاش إلغاء عيد الأضحى

صوت وصورة
فوز الجيش الملكي على الوداد
السبت 13 أبريل 2024 - 22:57 1

فوز الجيش الملكي على الوداد

صوت وصورة
تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع
السبت 13 أبريل 2024 - 16:27 3

تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع