مؤتمر يدعو إلى العناية باللغات وتطوير الرأسمال اللامادي بإفريقيا

مؤتمر يدعو إلى العناية باللغات وتطوير الرأسمال اللامادي بإفريقيا
الإثنين 25 شتنبر 2017 - 23:00

دعا مدير معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، محمد الفران، اليوم الاثنين بالرباط، إلى اعتماد تهيئة لغوية تقوم على البحوث والدراسات اللسانية من أجل تحقيق المشاريع الرامية إلى تطوير الرأسمال اللامادي الإفريقي وما يزخر به من ثروات ثقافية وفنية.

وأوضح الفران، في كلمة خلال افتتاح مؤتمر دولي في موضوع “اللغات في إفريقيا: التهيئة اللغوية والمجالات الترابية”، ينظمه المعهد التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط على مدى ثلاثة أيام، أنه “صار لزاما بذل جهود كبيرة من أجل حماية اللغات الإفريقية وتهييئها وتطويرها على المستوى الوطني أولا، والدولي ثانيا من أجل إنجاز أطلس لغوي إفريقي يحصر اللغات الإفريقية ويحمي ما هو مهدد منها بالانقراض”.

وسجل أن الدول الإفريقية أصبحت تولي أهمية كبرى للغاتها الوطنية بعدما واجهت العديد من الصعوبات، ولاسيما على مستوى النظام التعليمي والهوية اللغوية الثقافية، مما أدى إلى تأخير التطور السوسيو-ثقافي وتعطيل عجلات التنمية المنشودة.

وأبرز أن هذا المؤتمر يأتي في إطار ضرورة تعزيز التنوع الثقافي واللغوي في القارة الإفريقية، باعتباره مكونا أساسيا للثروة الثقافية، وباعتبار اللغة العربية براوفدها المنبثقة منها تمثل لغة من اللغات التي تستخدمها بعض الشعوب الإفريقية، للتعبير عن هوياتها ومعتقداتها الدينية وطموحاتها وآفاق مستقبلها، مضيفا أن اللغة العربية كانت وما تزال حلقة وصل بين الثقافات، ووسيلة حقيقية لإثراء المعارف والأفكار والتصورات، وتعزيز التفاهم من أجل إحلال السلام والأمن الروحي.

واستعرض، في هذا الصدد، الدور الريادي للمملكة، سواء في نموذجه المتعلق بالتعدد اللغوي والتنوع الثقافي، أو في ما يخص نشر اللغة العربية على المستوى الإفريقي في سياق نشره للدين الإسلامي، مشيرا إلى جهود معهد الدراسات والأبحاث للتعريب من أجل ترسيخ ونشر الحرف العربي في إفريقيا، من خلال وضع آلة خاصة تستطيع كتابة اللغات الإفريقية بالحرف العربي وتعميمها على المؤسسات الإفريقية.

من جهته، تطرق وزير الثقافة الاتصال، محمد الأعرج، في كلمة بالمناسبة، إلى أهمية موضوع اللغات في إفريقيا وما يتصل بها من حماية وتهييئة وتخطيط، إذ صار من أهم ما يهتم به الباحثون في قضايا اللغات عموما لما يمثله من بعد استراتيجي بالنسبة للقارة الإفريقية، مشيرا إلى أن اللغات واللهجات الإفريقية المتداولة بين سكان القارة، تشكل حوالي ألفي لغة ولهجة أي ما يمثل 30 في المائة من مجموع اللغات واللهجات المتداولة في العالم اليوم.

لكن هذا الغنى والتنوع اللغوي، يضيف الوزير، تقابله صعوبات عدة، تهم، أساسا، التوفيق بين اللغات واللهجات المحلية المرتبطة بالهوية الإفريقية، واللغات الموروثة عن الفترة الاستعمارية ومدى دورها في التنمية والتحديث، إضافة إلى الصعوبات التي تعترض عملية تنميط كتابة اللغات الإفريقية.

وأشار إلى محاولات مختلفة قامت بها منظمة اليونسكو على سبيل المثال في مجال كتابة اللغات الإفريقية بالحرف اللاتيني أو معهد التعريب في ما يتعلق بكتابة اللغات الافريقية بالحرف العربي، مضيفا أن هذه الصعوبات انعكست على عدة مستويات، ترتبط خصوصا بتلقين اللغات واللهجات المحلية بشكل خاص، وكذا الحفاظ عليها كموروث عالمي مشترك.

وأبرز أن المغرب شكل على امتداد التاريخ جسرا للتواصل الثقافي مع قسم كبير من القارة الإفريقية، مسجلا أن هذا المؤتمر ينعقد اليوم والمغرب حريص كل الحرص على دعم توجهه الإفريقي ليس فقط بالنسبة للجوانب الاقتصادية بل وكذلك في ما يتصل بما هو ثقافي وعلمي…

من جهته، قال كاتب الدولة المكلف بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، خالد الصمدي، في كلمة تليت بالنيابة عنه، إن المغرب نسج علاقات متميزة مع العديد من البلدان الإفريقية، تجاوزت البعد الاقتصادي لتشمل البعد الروحي والديني، بفضل الزيارات الملكية الأخيرة في تجسيد واضح لعمق هذه العلاقات، مؤكدا أن القارة مدعوة للعب دور محوري على الصعيد الدولي، خاصة بفضل الموارد البشرية الهائلة التي تتوفر عليها.

وشدد، في هذا الصدد، على أهمية تأهيل هذا العنصر البشري من أجل الانخراط في مخططات تنموية واعدة، وعلى ضرورة ثقة بلدان القارة في قدراتها وتعزيز التعاون بينها، مستعرضا الإجراءات العملية للنهوض باللغة العربية والاهتمام بهندستها لتطوير استعمالها.

من جانبه، قال الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد رفقي، إن علاقات المملكة مع البلدان الإفريقية تنطلق من روابط روحية ثقافية ودينية مشتركة، معتبرا أن الاعتناء باللغات يتطلب الاعتناء بالعمق التاريخي والحضاري، من خلال استحضار خريطة اللغات الإفريقية القائمة على التعدد، ومؤكدا على أهمية التنوع اللغوي في إفريقيا وضرورة صيانته وإخضاعه للدراسات.

واستحضر رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، سعيد أمزازي، في كلمة تليت بالنيابة عنه، أهمية اللغة، باعتبارها تجسيدا لهوية الأمة، وتعبيرا عن عقلية الشعوب، مبرزا أن القارة الإفريقية من أكثر القارات احتضانا للغات التي تحتاج لدراسات مستفيضة بغية صيانة هذا الإرث وحمايته من الاندثار.

وينكب المؤتمر، الذي يشارك فيه أزيد من 50 باحثا من إفريقيا وأوروبا والمغرب ويأتي في سياق اهتمامات المعهد بالمسألة اللغوية عموما وبقضايا التعدد اللغوي في أبعادها الوطنية والدولية والقارية وفي سياق الأبحاث الجامعية التي تنجز حول الصلات التاريخية بين العربية ومختلف اللغات الإفريقية، على اهتمام الباحثين من المغرب ومن إفريقيا وأوروبا بقضايا التعدد اللغوي في إفريقيا وارتباطه بمختلف المعارف والتخصصات حيث يجسد هذا التعدد اللغوي إرثا حضاريا إنسانيا وأداة للتواصل بين ما يزيد عن مليار نسمة.

‫تعليقات الزوار

18
  • مغربي
    الإثنين 25 شتنبر 2017 - 23:17

    اول ما يجب الاهتمام به من اللغات هو اللغة العربية..ولم لا تصبح اللغة المشتركة بين جميع دول افريقيا.

  • مغربي إلا الربع
    الإثنين 25 شتنبر 2017 - 23:32

    سلام هسبريسي لامادي محض.
    الفقراء و الضعفاء من أبناء هذه القارة الأفريقية يتبرعون برأسمالهم اللامادي لأعضاء هذا المؤتمر.
    فهل سيجود هؤلاء المؤتمرون برؤوس أموالهم المادية على المحتاجين من أفريقيا؟

  • العربية هويتنا
    الإثنين 25 شتنبر 2017 - 23:34

    العربية فخرنا وعزتنا ومجدنا،وهي بحر العلوم

  • amin
    الإثنين 25 شتنبر 2017 - 23:43

    وما دخلنا نحن بقارة افريقيا التي لا ننتمي اليها كلها يديها فبلادو مؤتمر البدخ والشعوت فقيرة

  • اللغة العربية
    الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 00:56

    نعم لنشر اللغة العربية في كل ارجاء افريقيا

  • Tamazight africaine
    الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 01:08

    C'est bizarre aucun mot sur tamazight de la part du ministre marocain de la culture !!! Pourtant tamazight est une langue africaine par contre l'arabe qu'il compte propager en Afrique ne l'est pas .elle est asiatique ..est ce que les vrais arabes du m.orient l'ont mandaté pour ça? Je suis sûr que plusieurs africains remarqueront cela..

  • salsabil
    الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 07:07

    au N°6 tamassighte

    ta pseudo langue n'est pas africaine
    qui la parle en Afrique personne
    d'abord comme tu le sais bien ce n'est pas une langue a proprement dit
    c'est juste un dialecte que personne n'utilise
    au Maroc tout le monde sans exception, toi compris utilise le dialecte darija issue de la la langue Arabe

    la Langue Arabe c'es la langue de Dieu
    par excellence

    c'est pourquoi les Africains lui donnent tant d'importance et c'est tant mieux d'utiliser le caractère Arabe pour communiquer entre Africainsu

  • Aksil
    الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 09:36

    Après avoir arabiser le nord de l Afrique et détruire notre éducation et constuire des générations sans avenir on va détruire le futur des générations africaine vraiment baaaasr

  • soussi
    الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 09:48

    Insititut d'etude et de recherche pour l'ARABISATION
    ON est en 2017,et vous avez t jrs les idéés de Jamal abdnassr et du kaddafi, vs etes des intelekhtuels malade d'arabisation, qui n'ont aucune reconnaissance pour la culture amazigh et africaine qui les a adopter; ils auront beau dire que leurs intentions sont noble,et que leurs but est culturel, académique,mais au fond c'est des petits parazites racistes.normalenet votre genre devrait etre jugé pour trahison. HONTE a VS

  • أبو اللسانيات
    الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 10:08

    لابد من الاهتمام بكل اللغات بما أن لكل لغة وظيفة أو ظائف معينة بالمجتمع الذي يتحدثها و بما أن اختلاف الألسن آية من آيات الله، و لكن من الضروري التمييز بين اللغات الكبرى ذات التوظيف الرسمي و اللغات الصغرى ذات الانتشار المحدود.

  • اسكور أحمد
    الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 10:38

    إلى رقم 6
    اللهجة البربرية التي تتحدث عنها، أنت نفسك لا تتكلم ولا يستعملها المغاربة، فكيف تريد أن يستعملها الأفارقة؟؟. وتيفيناغ هي مجرد خربشات اخترعها معهد إيركام واستعارها من طوارق مالي من أجل الحصول على مراتب شهرية لموظفيه وإلهاء قلة من المغاربة العرقيين والقبليين الذين لا يعلمون شيئا.

  • Amazigh va venir
    الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 10:46

    Qu'est ce qu'elle fait l'arabe au Maroc ou au Nord d'Afrique.On veut notre langue ou notre dialectes et notre histoire et notre identité.Mes enfants ont pris a l'ecole une langue imposé et ils comprennent pas qu'est ce que ils ont pris pqr coeur

  • sana lbaz
    الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 10:51

    اللغة العربية ليست مستخدمة في البيت والشارع وفي التعامل اليومي لشعوب هذه البلدان ، بل أن هذه اللغة ليست مستعملة في التدريس في المدارس ، حيث يتم شرح الدروس بالعامية المحلية .
    القنوات التلفزيونية للبلدان العربية والمستعربة ، في المشرق والمغرب ، تبث برامجها باللهجات المحلية ، باستثناء نشرات الأخبار وبعض الأفلام التاريخية والدينية . وبما أن أغلب الإنتاج السينمائي ، إنتاجا ودبلجة ، هو إنتاج مصري أو سوري ، فلغة هذا الإنتاج هي اللغة العامية للبلد المنتج .
    المسئولون السياسيون العرب والمستعربون ، عندما يظهرون على شاشات التلفزيون للإدلاء بتصريح سياسي أو إلقاء خطاب غير مكتوب يتحدثون إلى شعوبهم في لهجاتهم المحلية ، ليس لأنهم يريدون منهم فهم ما يصرحون به ، ولكن لأنهم يجهلون التحدث بهذه اللغة التي لم يستعملوها في حياتهم . وحتى المتعلمون و« المثقفون » عند ظهورهم في القنوات التلفزيونية أو الإذاعية لا يحسنون التكلم باللغة العربية ، وإن هم حاولوا التكلم بها فهم يرفعون المفعول به وينصبون أو يجرون الفاعل ، وبسبب فقر هذه اللغة في المصطلحات العلمية فهم يتلفظون تلك المصطلحات بلغاتها الأصلية تبع…

  • hessou
    الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 10:53

    Quand la grenouille veut devenir taureau… Le caractère arabe n'existe pas. C'est le caractère araméen qui sert à noter l'arabe. Modestie SVP

  • Tamazight africaine
    الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 16:16

    A salsabil==7
    Oui l'arabe est langue de Dieu en Arabie .
    tamazight est langue de Dieu en Afrique du nord ,elle y gravée sur les montagnes ,les rochers ,le sahara ,les fleuves ,les sources….etc
    le discours de ce Mr est hors sujet , car le colloque étudie et examine les possibilités de sauvegarder et émanciper les langues africaines ( y compris tamazight bien sur ) et non pas l'introduction de langues étrangères surtout les plus sous développées de la planète comme l'arabe (langue asiatique ) .Autrement il faudrait penser a la généralisation des langues internationales de développement comme l'anglais ou le français et faire comme l'afrique du sud ou le Senegal.

  • amazighi100%
    الثلاثاء 26 شتنبر 2017 - 23:06

    Pour ceux qui l'ignore ou font semblant l'amazigh est l'espace culturelle de Tamezgha qui regroupe en plus des pays de l'Afrique du Nord (Maroc Algérie tunisie Lybie egypte mauritanie) d'autre pays de l'Afrique sens strict (mali niger burkina fasso ghana tchad).

  • Simo
    الأربعاء 27 شتنبر 2017 - 11:28

    C est très important de signaler que la langue constitue un fondement essentiel d identité de n importe quel pays,le rôle de la langue ne finit pas à permettre aux gens de communiquer mais aussi consiste un grand support de culture,de valeur et de civilisation ,pour cela la mise en place d un projet social et continental est nécessaire pour protéger et améliorer les langues originales de pays concernés,et adopter une politique langagière d ouverture sur les autres langues ,il reste à ajouter que la maîtrise des plusieurs langues est devenue nécessaire pour être à mise à jour

  • محمد
    الخميس 28 شتنبر 2017 - 14:31

    يبدو ان المعلقين لم يحضروا الندوة..الامازيغية كانت حاضرة..

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة