"مجلس عزيمان" يرسم للحكومة معالم طريق القضاء على الأمّية

"مجلس عزيمان" يرسم للحكومة معالم طريق القضاء على الأمّية
الجمعة 13 أكتوبر 2017 - 23:30

لم يجد الوزراء ومسؤولو المؤسسات الرسمية المشاركون في المناظرة الوطنية حول محاربة الأمية المنعقدة بقصر المؤتمرات في مدينة الصخيرات بُدّا من الاعتراف بتواضع نتائج الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية، بعد مضيّ ما يقارب عِقْدا ونيّفٍ من الزمن على الشروع في تنزيلها، وأقرّوا، جميعُهم، بضرورة مراجعة المنهجية المعمول بها، وبذل مزيد من الجهود لتحقيق نتيجة أفضل خلال السنوات القادمة.

عبد اللطيف المودني، الأمين العام للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، سرَد، في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس المجلس، عمر عزيمان، سبعة تحدّيات قال إنها تعوق القضاء على الأمية في المغرب، أو التقليص منها، على الأقل، إلى حدّ مقبول، واستهلّها بتحدّي التعبئة الجماعية، التي قال إنها أساسية وضرورية من أجل تطبيق مقتضيات دستور المملكة، الذي جعل التعليم حقا للجميع.

التحديات الأخرى التي دعا المودني إلى رفعها ترتبط بالإصلاح الجاري للمدرسة المغربية، والهادف إلى إرساء تعليم جيّد يضمن الارتقاء المستمر للمجتمع؛ ذلك أنّ محاربة الأمية، بحسبه، لا يمكن أن تتحقق إلا بتجفيف منابع الهدر المدرسي الذي يعد من منابعها الأساسية؛ ويلي هذا التحدّي تحدّي حقوق الإنسان؛ ذلك أنّ إخراجه من بوثقة الأمّية كفيل بتحرير طاقاته بصفة جوهرية، ما يُفضي إلى بناء مجتمع المواطنة والديمقراطية والتنمية والمعرفة.

وفيما لازال نحو تسعة ملايين مغربية ومغربي، أي ما يعادل 32 في المائة من مجموع سكان المملكة، يرزحون تحت وطأة الأمّية الأبجدية، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إنّ محاربة الأمية أضحت تحدّيا دوليا، ولم تعد تحدّيا محصورا في الحدود المحلية؛ ذلك أن مفهوم الأمية تجاوز بُعْده التقليدي، بظهور التكنولوجيا الحديثة، وهو ما يستدعي، يردف المتحدث، مراجعة شاملة للمفهوم التقليدي للأمية، وتجديد المناهج الخاصة بمحاربتها.

وأكد المودني في هذا الإطار أن تجديد المناهج والأساليب المتّبعة يشكل مدخلا أساسيا لتحقيق الأهداف المتوخاة من برامج محاربة الأمية بالمغرب، مُبرزا أنّ ثمّة تحدّيا آخر ينبغي رفعه لبلوغ هذه الغاية، ويتمثل في ضرورة خروج المغرب من الحلقة المفرغة التي يوجد فيها الآن، بسبب إعطاء مواعيدَ للقضاء نهائيا على الأمية دون الالتزام بها، كما حصل في العشرية الأخيرة.

عبد اللطيف المودني ألقى بكُرة محاربة الأمية في مرمى الحكومة، بقوله: “المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي يعول على قرار الحكومة لإرساء أسس الوكالة الوطنية لمحاربة الأمّية لبلوغ الهدف المنشود الذي أنشئت من أجله، ويشتغل مع الوكالة وفاعلين آخرين لإيجاد حلول فعالة لرفع هذا التحدي الذي لا يخدم المغرب ويعرقل مسار التنمية وكلَّ المشاريع الاقتصادية والتنموية، وغيرها”.

من جهته استعرض عبد السميح محمود، مدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، أرقام ومعدلات انتشار الأمية في المغرب، كاشفا أن عدد الأمّيين في البلاد، ممن لا يعرفون لا القراءة ولا الكتابة، يبلغ 8 ملايين و757 ألفا و526 أمّية وأمّيا، أي بنسبة 32.2 في المائة من إجمالي السكان، مشيرا إلى أنّ الأمية تستفحل أكثر في الوسط القروي، بنسبة 47.5%، مقابل 22.6% في الوسط الحضري.

المسؤول الأول في الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية قال إنّ الأمية في المغرب تتسم بكونها ظاهرة قروية ونسائية، إذ تصل نسبة الأمية في صفوف الإناث إلى 42.1%، مقابل 22.2% في صفوف الذكور؛ في حين تضم ثلاث جهات من جهات المملكة الاثنتي عشرة أكثر من نصف العدد الإجمالي للأميّين، ويبلغ عدد الجمعيات العاملة في مجال محاربة الأمية 2946 جمعية.

‫تعليقات الزوار

15
  • Mouatene
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 00:04

    اقصى مايمكننا فعله في الوضع الحالي هو محاربة الامية , اما تحسين وضعية التعليم العمومي فستبقى استراتيجية المستقبل بواسطة القطار الفائق السرعة

  • بلكبير
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 00:18

    لو تم إلزام الجماعات الحضرية والقروية بالعمل على تهييء مدرسين لمحاربة الأمية في كل مناطق المغرب كل جماعة حسب طاقتها المادية ويتم ذلك في المدارس العمومية وأن لاتكتفي محاربة الأمية للنساء فقط لو تم تكليف الجماعات لتم تعليم عشرات الآلاف من المواطنين الذين لايحسنون القراءة والكتابة ولتم تخليص الحكومة من هذا العبء الثقيل الذي يقض مضجعها.

  • مغربي
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 00:44

    …ويبلغ عدد الجمعيات العاملة في مجال محاربة الأمية 2946 جمعية…
    حللوا و ناقشوا !!!

  • غيلان قدور
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 01:02

    منذ ان تولى هؤلاء مصير التعليم ما فتئت المدرسة العمومية تنهار كانهم يطبقون مخطط رهيب لقضاء على التعليم لان التعليم الشعبي يعتبر خطرا على سلطة التحكم وطبقة النبلاء ولوبي المال والأعمال . تطبيقا لقاعدة اذا أردت القضاء على شعب فيجب تدمير مؤسسة التعليم اولا

  • الجوهري
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 01:02

    ما اريد فهمه هو لماذا الأمية و دور الصفيح كلما خصصت لهم ميزانيات كلما ازداد انتشارهم هل المسؤولين المغاربة لا يستحيوا

  • عمر
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 01:06

    كم من المخططات ومن الطرق ومن البرامج ومن الاموال ضاعت ولا شيء لم تنجح الدولة في محاربته ابتداء بالفقر والامية والهدر المدرسي والاجرام الفساد وووو بل كلما سمعنا محاربة الدولة لافة ما استفحلت وانتشرت الله يرحم الوالدين اتركوا الامور للزمن فانه ارحم منكم على الاقل الزمن يدور بدون ملايير

  • Othman
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 01:12

    الحل هو تقليص ساعات الدراسة للتلاميذ.. ..وخصوصا في العالم القروي.بحيث تكون هنالك فترة دراسة واحدة،ويفضل أن تكون صباحية(من التاسعة صباحا إلى الواحدة بعد الزوال)….بدون فروض منزلية.(لكي يسمح التلميذ ان يعيش حياة أسرية كاملة.
    تقليص عدد المقررات(الكتب والدفاتر)…التي تثقل كاهل الثلميذ،وتعويضها بدروس تطبيقية يحتاجها الثاني في الحياة اليومية (الإسعافات الاولية،السلامة الغذاءية،السلامة البيئية،السلامة والامان في الشغل،السلامة الطرقية،الثقافة الجنسية،الأسرة،أدب المخاطبة،البيءة،تفسير القرآن،الاخلاق،….)عوض تلقين التلميذ خزعبلات الشعر الجاهلي الذي لا ينفع ولا يسمن من جوع.
    تغيير نمط التعليم ابتداءا من الثانوية،3 أشهر دراسة،وشهر شغل اذا امكن….ليتفاعل التلميذ مع سوق الشغل المحلي والجهوية…..
    ان اكبر تحدي يواجه التلميذ والطالب المغربي،هو الابتعاد التعليم عن الحياة اليومية للمواطن.فماذا نفعل بالإعراب والشعر والتاريخ الجاهلي وووو….علموا أطفالنا الحياة اليومية والتكنولوجيا….واتركوا تركيب الجبس وألوان قوس قزح!!!

  • طارق
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 01:25

    و ما هي الاستراتيجية القادمة ما بعد محاربة الأمية منافسة كوريا الجنوبية في صناعة السفن

  • ملاحظ
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 02:01

    خليونا من الكذوب ، الدول اللي بغات تحارب على الامية بالمعقول قضات عليها نهائيا في أقل من 10 سنين ، اما نتوما ، مافيا الفساد هذاك الملف ديال محاربة الأمية بقرة حلوب تدر عليكم كل سنة فلوس صحيحة تقدر بعشرات الملايير ، داكشي علاش ما بغيتوش وما عمركوم غادي تبغيو تقضيو على الأمية

  • احمد
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 09:34

    لا يمكن فصل محاربة الامية عن تبني مشروع وطني فعلي للبلاد ينخرط فيه الجميع ويصبح التعلم مطلبا داتيا وضروريا.عقلية الريع تستلزم تفشي الامية فلا كلام على محاربة الامية دون اخد قرار محاربة الريع اولا.

  • وعزيز
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 10:49

    محاربة الأمية اسهل ما يكون …. لو تعلم الابن جيدا وأصبح هو يفرق بين الحرف و الفعل و الاسم ويفرق بين الجملة الاسمية و الفعلية و يفرق بين الحال و النعت وهو قد وصل الى مستوى التاسعة إعدادي يا حسرتاه !!! لو كان هذا فهو سيعلم أمه او أباه …. تكفي وجود الرغبة … اما صرف الملايين من اجل معرفة ( الف باء تاء ثاء ….) فهو مجرد تبدير .. المعرفة يجب ان تعطي ثمارها بعد معرفتها و الإلمام بها … بالله عليكم تلميذ بالباكلوربا ولا يفرق بين حيث وحيت و بين تم و ثم ووو
    اين نحن من المستوى الذي بالقسم الخامس ابتدائي كنا نعرب سورة الواقعة كاملة ( بخبرها المقدم و المؤخر ووو ) ؟؟؟؟
    اذا كان يمكن الحزم في السنوات الاولى من التعليم او ما قبل التمدرس و الحزم مع من يسمح بنجاح تلميذ وهو حاصل على 3,5/10 !!! مثلا والضرب بيد من حديد لمن يوزع النقط … كما توزع الاموال في بعض المشاريع !!!! الكل مبني على الغش و النفاق ، المهم كما يقال : دوز الوقت ولهلا يقلب !!!!
    الأمية ليست هي المشكل الأكبر، بل هي اللامبالاة و اللا مسؤولية !

  • Salhoum
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 11:06

    Mr le ministre il faut combattre les professeurs fantomes des universites ceux qui exercent a l etranger comme fonctionnaire s au meme teps qu au maroc ces professeurs fantomes sont nombreux et souvent proteges par les doyens des universites les deniers publiques partent en fumee

  • elmahi
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 13:05

    هل تعلم وزارة التربية الوطنية ومعها حكومة صاحب الجلالة أن مصالحها بأغلب المديريات كانت تفوض أوراش محو الأمية إلى جمعيات تقوم بعمل وهمي وتستفيد من الإعانات، افتحوا تحقيقا وستقفون على العجب، مال الشعب ينتهي في جيوب الفاسدين ويستمر الجهل والأمية والبؤس

  • م المصطفى
    السبت 14 أكتوبر 2017 - 14:03

    نلفت انتباه الأستاذ الفاضل السيد عزيمان الرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج إلى أن أبناء الجالية المغربية المستفيدين من دروس اللغة العربية والثقافة المغربية في حاجة ماسة إلى كتب قرائية لتشجيعهم على تعلم لغة الدين والوطن٫ وما قيل في التلاميذ يقال في المدرسات والمدرسين للغة العربية في المهجر الذين يفتقرون إلى برنامج مدروس ومدقق وكتب ووسائل تعليمية لمساعدتهم على أداء مهامهم التعليمية حتى تكون المردودية وفق تطلعات الآباء والأولياء لهؤلاء التلاميذ…

  • اشعيبة نيت
    الأحد 15 أكتوبر 2017 - 00:49

    التخطيط ليس لمحو الأمية بل لتقسيم الدعم الذي قدمته بلجيكا ميزانية محترمة. يعني فريسة جيدة و مبالغ تبعت إلى تفشي الأمية و الجهل و نتمنى أن يصرف هذا الدعم في بناء و تجهيز مؤسسات و مرافق لهذا الغرض حسب المناطق و الجهات في عموم أرجاء المملكة . قتلتونا بأغنيات الحمداوية نفس الاغاني و نفس المسرحيات . و الا وضفوا هذا المبلغ لصندوق التقاعد إلى تعرض للأفلاس لأسباب غير مجهولة مادام عملية محو الأمية سارية بإمكانيات محلية كافية و ناجحة

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17

عريضة من أجل نظافة الجديدة

صوت وصورة
"ليديك" تثير غضب العمال
الخميس 18 أبريل 2024 - 11:55

"ليديك" تثير غضب العمال

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج