نوستالجيا سيون أسيدون .. يساري يهودي يقاوم التطبيع الصهيوني

نوستالجيا سيون أسيدون .. يساري يهودي يقاوم التطبيع الصهيوني
الأربعاء 1 نونبر 2017 - 08:04

جل المؤرخين لأحداث انتفاضة الطلاب في ماي 1968 بفرنسا يجمعون على أن هذه الأحداث لم تكن مجرد مرحلة تاريخية عابرة وحسب، علا من خلالها صوت الشباب الثوار ضد القيود التي تكبلهم فبادروا إلى تحطيمها والخلاص منها، بل إن هذه الانتفاضة كانت محطة مهمة وثورة غيرت وجه البلد تماما، وما تزال آثارها وتداعياتها ممتدة إلى اليوم. وآية ذلك أن هذه الانتفاضة هي ما سمح بالتأسيس لفرنسا جديدة عنوانها الحرية والعدالة الاجتماعية.

وعرفت انتفاضة ماي 68 بفرنسا مشاركة طلبة من كل بقاع العالم، ولاسيما البلدان التي تعرضت للاستعمار الفرنسي، ومن ضمن هؤلاء الطلبة الذين بحت أصواتهم بالدفاع عن الحرية والعدالة الاجتماعية، نلفي الطالب المغربي سيون أسيدون الذي كان من ضمن المشاركين في الانتفاضة إلى جانب جمهرة من المفكرين والأكاديميين الفرنسيين.

وحين أنهى أسيدون تعليمه في فرنسا عاد إلى بلاده المغرب وحاول بمعية رفاقه المغاربة من مدن مختلفة، من الطلبة والأساتذة والفلاحين، تأسيس نواة لليسار الجديد، للمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية كما وقع في فرنسا، وهكذا ساهم أستاذ الرياضيات في تأسيس تجربة ثورية بالمغرب منفتحة على الجماهير في أفق المشاركة في إحداث تغيير “حقيقي” كما كان يحلم الرفاق حينذاك.

وهكذا أينعت تجربة اليسار بالمغرب الكثير من المثقفين والنشطاء المغاربة الذين حملوا هم التغيير، فتشكلت أنوية وحلقات نقاش، ودونت منشورات سرية بهدف التعبئة الجماهيرية، كما حلم بذلك جيل أسيدون من أمثال جبيهة والبريبري وحرزني وآخرين…

أحلام الثوريين المغاربة لم تكن أرضا مفروشة بالورود، بل كانت أرضا مخضبة بالدماء، في علامة على تحدي النظام السياسي القائم، قضى منهم بعض الرفاق، وتعرض البعض للاختفاء، ومنهم من ذاق مرارة التعذيب في سجون المملكة فتحدى الموت على عهد أوفقير والبصري.

نجح الثوار في فضح آلة التعذيب والاختفاء القسري، تنازل النظام تحت ضغط الرفاق في الداخل والخارج، كما فشل الرفاق في تحقيق أحلامهم المتمثلة في الوصول إلى الحكم كما وقع في كثير من البلدان العربية. وما بين النجاح والفشل يبقى التاريخ شاهدا على مرحلة من تاريخ المغرب الراهن هي في حاجة إلى أن تُحكى للجيل الحالي كي يتعرف على تاريخ بلاده.

وهذا حق الجيل الحالي !!

لقد كانت تجربة اليسار الجديد بالمغرب مهمة في تاريخ المغرب بالنظر إلى السياق التاريخي الإقليمي والدولي والوطني، وكذا الأفكار التي كان يتم تبادلها بين الثوار المغاربة، وكيفية استقطاب الكثير من الطلبة والعمال على أساس هذه الأفكار، وترويجها عبر منشورات سرية وجرائد ومجلات تعرض جلها للمنع والمصادرة.

لقد غير الكثير من الرفاق تصوراتهم ورؤاهم، فالتاريخ قد تغير في سردياته الكبرى، ولذلك سارع الرفاق إلى تغيير أفكارهم، ومنهم من لا يزال يحتفظ بأفكاره ولو من باب “التقية”، ومنهم من غير وبدل وأصبح يحطب في حبل خصمه الذي حمل ضده السلاح، ومنهم من ذهب إلى النضال الحقوقي. أما صاحبنا سيون أسيدون فقد اختار وجهة أخرى، وهي مقاومة التطبيع مع إسرائيل.

إنها مفارقة غريبة كما يذهب البعض!!

وليكن، ومن أجل التعمق في هذه المفارقة الغريبة، تستضيف جريدة هسبريس، مساء الأربعاء (فاتح نونبر) المناضل اليساري سيون أسيدون من أجل إطلالة على جزء من التاريخ المغربي الراهن، والتعرف على أهم الأفكار والتحولات التي جعلت مناضلا مغربيا يساريا من أصول يهودية يتحول إلى مقاوم للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

كما سنتطرق في لقاء خاص مع أسيدون ضمن برنامج “نوستالجيا” إلى أهم المحطات التاريخية في حياة اليسار الجديد بالمغرب، وعن مساهمته في تأسيس تيار يساري ثوري، وأهم الأفكار التي كان يحلم بها الثوريون المغاربة، وكيف وقعت عملية التحول من اليسار الثوري إلى اليسار الحقوقي.

جدير بالذكر أن متابعة برنامج “نوستالجيا” مع سيون أسيدون، ستكون متاحة بالصوت والصورة على جريدة هسبريس الإلكترونيّة، كما سيتم نقل أطوار الموعد باعتماد “تقنيّة المباشر” على صفحة هسبريس بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، والقناة الرسمية لجريدة هسبريس الإلكترونية على “يوتيوب”، ابتداء من الرابعة من مساء الجمعة 3 نونبر 2017.

‫تعليقات الزوار

12
  • البيضاوي
    الأربعاء 1 نونبر 2017 - 09:31

    سيمون اسيدون قامة سياسية كبيرة له مواقف لم يتنازل عنها رغم الضغوطات و الاكراهات مصطفا مع الإنسانيين مدافعا شرسا عن الحقوق كيفما كان اصل أو دين أو لون الإنسان تحية لهذه الشخصية التي تمثل الزمن الجميل للعمل السياسي

  • Abderrahim Ouardighi
    الأربعاء 1 نونبر 2017 - 09:40

    Nous continuerons a ameliorer nos relations avec les forces progressistes israeliennes tout en neutralisant les forces reactionnaires guidees par l'extremiste Netanyahou…Nos interets marocains vont se developper aves les interets israeliens..

  • عزيز الدحماني
    الأربعاء 1 نونبر 2017 - 10:16

    يساري أم يميني أم إسلامي شيوعي ديموقراطي حركي إستقلالي كلها أسامي أقنعة شخصية جماعية حزبية فقط من أجل الوصول إلى الهدف هل الهدف سياسي أم إقتصادي ؟ الكل يعمل بطريقته الشخصية فالعلم الرياضي و اللغوي و الإجرامي و الإجتماعي و الإنساني و الديني في الأخير يوضح أن السياسي يعادل مجرم محترف كل ما نجح إجرامه شاع إسمه بين الناس نجحت خطته السياسية و تسلق أعلى المراتب لنصل في الأخير أن عمله ليس لوجه الله فقط لمصلحته الشخصية

  • أشكينازيات
    الأربعاء 1 نونبر 2017 - 10:33

    صعود الأشكيناز إلى سدة الحكم في إسرائيل فرض على الأنظمة العربية التطبيع العلني مما لن يترك هامش للمناورة و يجعلهم في مواجهة مباشرة مع شعوبهم مجهولة العواقب مما يفرض على معارضيهم من اليهود العلمانيين اليساريين بإيعاز من الأنظمة المستهدفة …
    الأشكيناز متشددون عقائديون خطرون لا يكترثون بإستقرار العالم …

  • mohammed
    الأربعاء 1 نونبر 2017 - 11:25

    Pour (2) Abderrahim Ouardighi.
    Soyez consistant et logique avec vous même, vous dites progressistes et vous rajoutez israéliennes!!! on peut pas être progressiste et israélien en même temps. Pour la simple raison, que cet pseudo État est bâti sur la spoliation et l'extermination des arabes palestiniens, ceci a un nom et ça s'appelle colonialisme. Montre moi un progressiste qui loue le colonialisme svp!!! ou vous essayez de cacher cette réalité ou vous essayer de nous convaincre que l'on doit naturaliser nos rapports avec le colonisateur. en tout cas tes propos sonne trop bizarre cher concitoyen. Avec mes profonds respects aux juifs qui luttent contre le sionisme, c'est a dire Israel.

  • الوجدي
    الأربعاء 1 نونبر 2017 - 11:58

    ونعمة الرجل ، رجل مباديء ، ليس بالمتملق، و لا انتهازي ، له مواقف شجاعة ، سيمون اسيدون قامة سياسية كبيرة

  • Mouis Brahim
    الأربعاء 1 نونبر 2017 - 12:05

    صورة جميلة لهذا الرجل ،وأجمل ما فيها تلك النظرة المتطلعة دائما إلى الٱفاق،مناضل مغربي،ضاق كلّ الويلات بما فيه الإعتقال السياسي …إلخ،
    تضحياته بجانب كلّ القوى الحيّة في البلاد،تقف بشموخ ضدّ أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني المحتل ،إيمانه الصّادق بقضايا الشعوب جعله يعانق
    جلّ رفاقه و أبناء بلده من أجل الدفاع عن الكرامة والحرية وإقرارالعدالة الإجتماعية في هذا البلد المتطلّع لنموّ و لتغيير حقيقي …

  • جليل نور
    الأربعاء 1 نونبر 2017 - 12:46

    Exactement Si Mohamed les israéliens progressistes çà existe! et ils luttent côte à côte avec les palestiniens (de nationalité israélienne) contre l'occupation sioniste..
    Rappelez-vous le maestro Daniel Barnboim -national argentin/israélien – et son orchestre le Divan East-West qu'il a créé avec feu Edward Said..ce grand musicien a courageusement dénoncé l'occupation israélienne devant le president sioniste et ses ministres alors qu'il donnait un concert à Tel Aviv..sans oublier d'autres figures juives solidaires depuis toujours avec les palestiniens, notamment Naom Chomsky. Amicalement

  • محمد الودغيري
    الأربعاء 1 نونبر 2017 - 13:53

    كثر الحديث كثيرا هذه الايام عن اليهود وعن ايجابياتهم ودورهم في المجتمع المغربي ،،ما المناسبة ،،هل تعلمون كيف يعتبر اليهود البشر من غير اليهود لوقف شعر رأسكم من شدة الهول ، هم يتمسكنون ويتملقون لانهم غير قادرين على ايذاء الآخرين ولكن عندما يكونون في موقف قوة الامر يختلف ، فدينهم وحسب ما ينص عليه التلمود الذي هو دستور حياتهم فان كل البشر هم عبارة عن حيوانات خلقها الله في شكل بشر لخدمة اليهود حتى لا ينفرون منهم ، وهم يتمتعون بقدرة على النفاق والكذب والغش لتحقيق أهداف معينة فاليهودي يحق له غش وخيانة وقتل غير اليهودي ويحق لهم أيضا حسب-التلمود- التمسكن واثارة شفقة الناس ويظهرون التسامح وحب الآخرين وهم في الواقع يكنون لغير اليهود أشد البغض والعداوة ،،لابد أن نعرف طباع هذا القوم حتى نتق شرهم ومن لم يصدق عليه بالبحث في متبهم الكثيرة جدا وهناك بحوث متنوعة في هذا المجال

  • SOUAD
    الأربعاء 1 نونبر 2017 - 17:29

    Nous continuerons a ameliorer nos relations avec les forces progressistes israeliennes tout en neutralisant les forces reactionnaires guidees par l'extremiste Netanyahou…Nos interets marocains vont se developper aves les interets israeliens..

  • إسحاق بن شلومو
    الخميس 2 نونبر 2017 - 07:42

    تحية عطره، ليس التلمود فحسب الذي فضل اليهود عن باقي الأمم حتى القرآن الكريم في سورة البقرة:يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين.صدق آلله العضيم واش فهمتي ولا لا.!

  • خزعبلات
    الجمعة 3 نونبر 2017 - 10:33

    ماكاين لا تفضيل و لا والو. داك الشي كولو غير بحال الخرافات.
    آ جرانة مالحة فين كنتي سارحة.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات