المعتصم يحمّل الدولة مسؤولية عدم احتواء الجهاديين المغاربة

المعتصم يحمّل الدولة مسؤولية عدم احتواء الجهاديين المغاربة
الجمعة 3 نونبر 2017 - 08:00

حمّل المصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب “البديل الحضاري” المُنحل بقرار رسمي عام 2008، الدولة المغربية المسؤولية تجاه ما وصفه بـ”عدم احتواء الجهاديين المغاربة الذين ذهبوا للقتال في أفغانستان بتشجيع رسمي وعادوا للوطن ثم تحولوا إلى دعاة ومشايخ”، مشيرا إلى أن السلفية “التي كانت موجهة من السعودية تحولت في جزء كبير منها إلى السلفية الجهادية”.

المعتصم، الذي كان يتحدث مساء الخميس بالرباط في ندوة لمركز هسبريس للدراسات والإعلام حول “الإسلاميون والمشاركة السياسية بين ثوابت ومتغيرات”، اعتبر أن الحركات الإسلامية تبقى “بنت بيئتها”، موضحا “منذ ما يناهز 50 سنة، كانت هناك تفاعلات سياسية واقتصادية تأثرت إثرها الحركات الإسلامية داخل المغرب وخارجه”، فيما أورد أنه في تلك الظرفية “كان الفكر الانقلابي هو السائد في العالم عند كل التيارات اليسارية واليمينية خاصة الفاشية والمتطرفة منها، والتي كان ترمي إلى الإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية أو حتى تلك التقدمية”.

وتابع الأمين العام لحزب “البديل الحضاري” المُنحل أن الحركات الإسلامية تجاوبت مع ذلك الواقع “وآمنت بأن التغيير لا يمكن أن يحصل إلا من خلال العمل الانقلابي”، مضيفا أن تلك الأطروحة الانقلابيّة “سقطت أواخر السبعينيات من القرن الماضي عبر الثورة الإيرانية التي أبانت بأن التغيير يمكن أن تحققه الشعوب وليس فقط عبر الانقلابات”، على هذا التغير في الواقع “أثار الصدمة في العالم العربي والإسلامي، بما في ذلك التيارات الإسلامية بجانب اليسارية والقومية”.

إبان ذلك، يكشف المعتصم أن الشبيبة الإسلامية، التي قال إنها تعبر عن مدرسة إخوانية سائدة في المغرب وقتها، كانت سباقة إلى طرح تساؤلات حول “مدى قدرة إجابة هذه المدرسة الإسلامية على تلك التطورات التي يطرحها العالم على الوطن العربي والإسلامي”.

الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل، والذي بدأ مساره الحركي من الشبيبة الإسلامية إلى تجربة “الاختيار الإسلامي”، أورد أن هذه الحركة “لم تناد يوما بالخلافة على منهاج النبوة”، مستدركا بالقول إن رؤيتهم لهذا النوع من الحكم تندرج ضمن نقاش مختلف فيه حول تجميع المسلمين عبر العالم في إطار واحد؛ “لأجل ذلك فقد نادينا بدولة إسلامية قبل أن نعلن عن مراجعات لاحقة في هذا الشأن بعد حصول متغيرات في العالم، خاصة بعد سقوط المعسكر السوفياتي”.

ويردف الناشط الإسلامي قولا إنه “من الظلم ألا نتصور بأن الحركة الإسلامية لم تتفاعل وتتغير”، متحدثا عن تجربة “البديل الحضاري” بالقول: “قمنا بفصل السياسي عن الدعوة، وكنا سباقين لهذا الطرح، حيث كان من الطبيعي أن نتفاعل مع كل ما يحدق بنا داخل المغرب وخارجه”، معتبرا أن الفكرة التي كانت تؤطر رؤية الحركة الإسلامية وقتها قبل أن تتغير هي أن الأخيرة “نواة دولة وأداة ثورة”.

“بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، عرفنا وقتها أن العالم انتهى بصورته تلك وأن أمورا تتغير، فكان هناك تفاعل إيجابي من مؤسسي البديل الحضاري”، يضيف المعتصم الذي أكد أن الحركة الإسلامية باتت إثر ذلك “رائدة الإصلاح وحاملة لمشروع سمته الاقتراح الديمقراطي فعملنا على مراجعات”، على أن هذا الأخيرة “كانت سببا في تهميشنا واتهامنا من طرف الحركات الإسلامية الأخرى بأننا ابتعدنا عن الإسلام، حين قلنا بأننا لا نمثل الإسلام بل نمثل نوعا من التأويل”.

وتوقف المعتصم عند الحركة السلفية في المغرب في العقود المتأخرة، والتي قال إنها أنتجت جزءا كبيرا من السلفية الجهادية، مشيرا إلى أنها كانت تخضع لتعليمات من السعودية، ليتوقف عند تجربة ما سمي وقتها بالجهاد الأفغاني ضد السوفيات وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية “هناك جهات رسمية في المغرب عملت على بعث مجموعة من الشباب للقتال في أفغانستان ضد القوات السوفياتية، فحملوا أفكارا وتعلموا حمل السلاح؛ لكنهم لما عادوا إلى المغرب، حصل ما لم يكن محمودا”.

ويرى الناشط الإسلامي أن أولئكم الشباب المغاربة “تعلموا في أفغانستان حروب العصابات والقتل والذبح، ولما انتهوا من المهمة عادوا إلى المغرب ولم يخضعوا لأي تأطير أو إعادة تأهيل من طرف الدولة”، مُحملا في الوقت ذاته الدولة المغربية “مسؤولية إرسال شباب مغاربة تأطروا إيديولوجيا وعسكريا ولم تقم بعد عودتهم بأي مجهود لاحتوائهم”، مضيفا: “لما رجعوا ووسط غياب أي فرص للعمل والدراسة، تحولوا إلى دعاة ومشايخ وأداة للاستقطاب”.

‫تعليقات الزوار

8
  • الناقد
    الجمعة 3 نونبر 2017 - 09:21

    كلام في مجمله صحيح، وبخصوص الثورة الإيرانية، فعلا الثورة قام بها الشعب الإيراني وليس الخميني كما يريد أن يوهمنا البعض، ولو استلهم السنة من الشيعة إبان تلك الفترة، ما كنا نعيش اليوم على وقع الإرهاب القاعدي والداعشي وووو..بل لكنا على الأقل في مستوى مثل إيران بل وأكثر، ولربما كانت فلسطين قد تحررت بالكامل ومن زمان.
    للأسف نحن اليوم غارقون في مستنقعات نتيجة اتباع رعاة الإبل!

  • البهجة
    الجمعة 3 نونبر 2017 - 09:43

    انت تحمل الدولة مسؤولية عدم احتواء الجهاديين والله انك انت والجهاديين لفي ضلال مبين لمدا اصلا دهبوا الى افغانستان للجهاد هل تعلم انه كان يجب عليهم الدهاب مثلا الى كندا اوامريكا او… لطلب العلم فالاجتهاد افضل من الجهاد فزمن هده المصتلحات قد ولى واصبح غير مرغوب فيه عند الانسان العاقل العالم قد تطور اي وقت سنستيقض تركنا العلوم واتبعنا الهجوم

  • سارة
    الجمعة 3 نونبر 2017 - 09:49

    الذي يامن با الخلافة على منهاج النبي محمذ صلعم فهذا مريض ثقافين و لا توجد. ارض ترحب وشعب يرحب باهذ الشخص الذي يحمل هذ الفكر و المغاربة بينو انهم رافضين الاخوانين. اصحاب الحية الخفيفة

  • عبد السلام
    الجمعة 3 نونبر 2017 - 10:28

    أتذكر أنه خلال بداية تسعينيات القرن عندما كنا طلبة اساتذة بالمدرسة العليا للاساتذة بفاس..كانت مادة الجيمورفولوجيا جاذبة ومحبوبة ومفيدة لِما كنا نتلقاه من الاستاذ المعتصم الذي كان استاذا للمادة..وكان بكفاءة عالية واسلوب علمي رفيع واخلاق فاضلة والشهادة لله..اذكر كذلك أنه من الاساتذة الذين اثروا فينا كطلبة اساتذة بمستواهم الرفيع هناك العربي كنينح والشهادة لله..ولم نكن انذاك نعرف أن الاستاذ المعتصم له ثقافة اسلامية واسعة وانتماء لهذا التيار..بحيث لم يكن يظهر عليه سوى أنه استاذ متمكن لمادة الجيمورفولوجيا صارم في التكوين وبشخصية قوية جدا..

  • عبوش
    الجمعة 3 نونبر 2017 - 11:04

    الكل يحمل الدولة من كثرة التحملات ما بقاتش تتهز الراس ، أخيرا تويزاريت نقمة و ليست نعمة

  • اومحند الحسين
    الجمعة 3 نونبر 2017 - 11:10

    *مجتمع فاشل سلبي،،،ويحمل المسؤولية للدولة*

    المعتصم يحمل الدولة المسؤولية في عدم إحتواء الجهادين العائدين من بؤر الصراع العربي،، وينسى دور الأحزاب،،والمجتمع المدني،، والجمعيات الحقوقية،،،والكتاب والمؤلفين،،ولما المخرجين السينمائيين،،وكل وسائل الثقافة السمعية والبصرية والمقروءة،،،

    عقلا ومنطقا،،لا يجوز تعليق فشل افراد من المجتمع على شماعة الدولة

  • où est la vérité?
    الجمعة 3 نونبر 2017 - 12:01

    à la TV fr 2,on a montré une femme française avec niqab noir,entourée des ses 3 enfants,cette jihadiste demande à la france de prendre en charge ses enfants car petits,innocents,
    un commentaire d'une personne ,sur le même écran a bien dit que la france a armé des français se rendant en syrie pour combattre contre le régime Assad contesté par la france,le comentataire se demande si l'état français a le droit de poursuivre les jihadistes revenants en france après la défaite de daesh,
    voilà donc la france mouillée dans la guerre de daesh en syrie, de plus la société fr Lafarge a bien donné de l'argent à deash pour pouvoir continuer à avoir son usine en syrie sans s'inquiéter,
    où est donc la vérité?

  • علي مازا
    الجمعة 3 نونبر 2017 - 13:30

    ربما ننتمي لفوج واحد في المدرسة العليا للاسلتذة بفاس بين 1990و1992 (اجتماعيات) عندما تم تكليف الاستاذ المعتصم (صهر مدير المدرسة آنذاك)بتدريسنا مادة الجيومورفولوجيا لانه أصلا استاذ الجيوبوجيا بالمدرسة …ورغم ان المادة التي يدرسها بعيدة عن النقاشات التي كانت قائمة حول الحركات الاسلامية والمذاهب الدينية الا انني أتذكر جيدا انه كان دائما يخرج عن موضوع الجيورفولوجيا للحديث عن الحركة الاسلامية وكان منبهرا بالمفكرين الايرانيين وخاصة علي شريعاتي الذي يحرص على التنويه به وبكتبه التي كانت لا تفارق محفظته …الان ارى انه يلوم السعودية التي دعمت الجهاديين في افغانستان حسبه ،فماذا فعلت ايران غير نشر التشيع في اي مكان انتشرت فيه السنة منذ الفتح الاسلامي…

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب