بن بية يستعرض أطروحة السلم ويستشرف آفاق "حلف الفضول"

بن بية يستعرض أطروحة السلم ويستشرف آفاق "حلف الفضول"
الإثنين 11 دجنبر 2017 - 22:55

تطرق الشيخ عبد الله بن بية، رئيس منتدى السلم، في مداخلته التي ألقاها خلال الملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم المنعقد بالعاصمة الإمارتية أبو ظبي، إلى تيمة السلم التي تحولت، حسب رأيه، إلى مبدأ ينطلق منه المنتدى بالنظر إلى الأهداف التي يضعها نصب عينيه، حيث استعرض أهم المنجزات التي تحققت وكذا الأهداف التي يرنو إليها المنتدى والمتمثلة في شراكة بين المجتمعات مبنية على أساس منظومة قيم إنسانية.

منجزات المنتدى

قال بن بية في هذا الصدد: “إننا غرسنا شجرة السلم منذ سنوات أربع، ولم ننقطع عن سقيها على مدار السنوات، ليقوى جذعها ويمتد فرعها، وتثمر أقناؤها وأغصانها السلم والسلام، وأملنا أن تستثمرها البشرية كلها، وتستظل بها الإنسانية جميعها”.

وأكد بن بية أن المنتدى بدأ يعطي ثماره في مجال البحث والنشر حول موضوع نشر ثقافة السلم في المجتمعات الإسلامية، حيث أطلق المنتدى موسوعة السلم التي أنشأها المنتدى بإصدار الجزء الأول، والمتعلق بالتصور لتكون “سياجا للسلم دون العنف، وذلك لاستعادة منهجية الخطاب الإسلامي، انطلاقا من الفهم الصحيح والمقاربة الأصيلة المبنية على المنهج الأصولي المجمع عليه في الجملة”. كما سيصدر قريباً العدد الثاني من مجلة “السلم” التي تعنى بنشر “الرواية الصحيحة للإسلام وإبراز الرؤية العملية للسلم، من خلال البحث في الإمكانات المتاحة في الثقافة الإسلامية والتراث البشري جميعه لتجديد الخطاب”.

وعلى مستوى العمل الميداني، فقد حضر المنتدى في ملتقيات عالمية، حيث شارك بدعوة من رابطة العالم الإسلامي في مؤتمر نيويورك حول “التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي”. كما شارك المنتدى، أيضا، في اجتماع دافوس لمكافحة الاتجار بالبشر بنيويورك، بدعوة من الأمم المتحدة، حيث شارك المنتدى في مؤتمر مواجهة التحريض على العنف وخطاب الكراهية.

كما لبى المنتدى الدعوة التي وجهها إليه رئيس أساقفة الكنيسة الأنجليكانية ببريطانيا، حيث أجرى محادثات لخدمة السلام. ولعل ما ميز هذه السنة هو استقبال المنتدى بأبوظبي لأول قافلة أمريكية للسلام في محطتها الأولى، وفي محطتها الثانية بالرباط عاصمة المغرب.

ودعا المنتدى، من خلال اجتماعات مجلس أمنائه، إلى ضرورة استكمال العمل في ما يخص الدائرة الأولى، وبدء التعامل المباشر مع الدائرة الثانية.

وفي هذا الصدد، رأى مجلس الأمناء أن الأوضاع العالمية تدعو إلى “الربط بين السلام الذي نسعى إليه وبين ظاهرة الخوف من الإسلام، فاخترنا أن يكون موضوع الملتقى الرابع هو: “السلم العالمي والخوف من الإسلام: قطع الطريق أمام التطرف”، يقول عبد الله بن بية أمام حضور متنوع.

آفة الإسلاموفوبيا

وفي سبيل مقاومة الإسلاموفوبيا، التي باتت تهدد الجماعات المسلمة في الغرب، يرى الشيخ بن بية أن المنتدى معني بعلاقة المسلمين بغيرهم في المجتمعات ذات الأغلبية غير المسلمة، لما لهذه العلاقة المتوترة من انعكاسات سَلبية على السلم الاجتماعي في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة على حد سواء، “لأننا نعتقد أن وسائل تعزيز السلم التي نتبناها في المجتمعات المسلمة هي نفسُ الوسائل التي تنشر السلام في كل المجتمعات الإنسانية، لأن منغصات السلم وعوائقه السلم واحدة في كل مكان، وهي جزء من ظاهرة الرُّهاب والخوف من الإسلام”، يضيف المتحدث.

واستعرض بن بية أهم تمظهرات ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتي تتمثل في نمو خطابات الكراهية التي بدأت تغزو المشهد العمومي في المجتمعات الغربية من أطرافه، من خلال تنامي حركات كانت إلى وقت قريب هامشية، كأحزاب اليمين المتطرف والأحزاب النازية الجديدة، والتي تبني خطابها الإيديولوجي على فرض التناقض بينها وبين الغير، مع الإشارة إلى أن الكراهية لم تعد خصيصة غريبة؛ بل إن مناطق في العالم الشرقي أصيبت بلوثة الكراهية ضد الإسلام والعنصرية ضد المسلمين من لدن بعض البوذيين وغيرهم.

وأكد الشيخ بن بية أن مهمة المنتدى تعمل على لعب دور الإطفائي للحريق الذي تعاني منه المجتمعات المسلمة، وهكذا يرفض المتحدث أن يتحول المنتدى إلى “منصة اتهام أو تبرئة، وإنما نبحث عن المقاربة الإيجابية التي تعيد الثقة بين المسلمين وغيرهم، والتي تجلي الصورة الحقيقية والصحيحة للإسلام”.

تنمية المشتركات وتعزيز ثقافة الحوار

اعتبر بن بية أن إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي “إطارا ناظما لترسيخ ثقافة قبول الاختلاف والتعددية الدينية والعرقية في المجتمع الواحد”، حيث كانت الدعوة إلى “صحيفة المدينة” التي تأسس عليها هذا الإعلان “كتابا يصرح بالتعددية الاختيارية، ويبني العقد على أساسها متجاوزا ما يمكن أن تسببه من عوائق بتقديم مصالح التضامن والتعاون في شكل حقوق وواجبات”.

ودعا المتحدث إلى حمل ما وصفها برسالة السلام، وذلك عبر السير في ثلاثة اتجاهات والتركيز على ثلاث دوائر؛ أولها يتعلق بترتيب بيت الإسلام من خلال تفكيك منظومة الفكر المتطرف وإظهار عوار طرق الاستدلال لدى المتطرفين وضحالة منازعهم في الاستنباط بإبراز المناهج الصحيحة والمآخذ السليمة في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة.

وأما الاتجاه الثاني، فإنه يتم عبر نقل الحوار إلى الدائرة الثانية، وهي الدخول في حوار على مستوى عالمي لتقديم الرواية الصحيحة عن الإسلام والتعايش مع المسلمين من خلال التأكيد على الصورة المنفتحة والمتسامحة للإسلام، والمصالح المتبادلة والمتداخلة بين المسلمين وغيرهم في المجتمعات، وتأكيد قيمة المواطنة والقيم الإنسانية النبيلة. وأما الاتجاه الثالث، فيتعلق بالانتقال إلى مرحلة التضامن مع أولي بقية يلتزمون بالقيم والمثل المشتركة للأخوة الإنسانية، لتكوين “حلف فضول” ينبذ التمييز والكراهية، ولا يحمل ديناً ولا حضارة جريرة السفهاء.

‫تعليقات الزوار

7
  • احمد
    الثلاثاء 12 دجنبر 2017 - 02:02

    بن بية يستعرض أطروحة الاستسلام ويستشرف آفاق حلف الدل والخمول 

  • المجيب
    الثلاثاء 12 دجنبر 2017 - 02:06

    في سيرورة الزمن دائما المفارقات التاريخية تثير الانتباه وخصوصا عند كتاب القصص والروايات. ففي القرن السابع الميلادي عندما كان الاصطدام بين الامبراطورية الرومانية البيزنطية والامبراطورية الساسانية الفارسية هل خرج العرب من شبه جزيرتهم متجهين شمالا فقط بالكلام الجميل والمنمق؟؟ الماضي حكى قصة مثيرة لكن الحاضر وفوق خشبة مسرح يريد ان يحكي اخرى مغايرة!!

  • مغريبي دوريجين
    الثلاثاء 12 دجنبر 2017 - 09:24

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الذي يسكت عن الحق فهو شيطان أخرس. المسيحيين يقتلون المسلمين في إفريقيا الوسطى وأمريكا إغتصبت القدس . و البوذيون يقتلون المسلمين في بورما وغيرها سوريا واليمن والعراق واﻷحواز العربية. يتكلمون عن السﻻم . حسبنا الله ونعم الوكيل.

  • حسبنا الله ونعم الوكيل
    الثلاثاء 12 دجنبر 2017 - 11:15

    لقد غرستم شجرة الاستسلام و الذل في عقولكم وللاسف الشديد تريدون ان تغرس في نفوس الأمة الإسلامية حتى ترضى بالامر الواقع و استسلم كم استسلمتم انتم مقابل بعض الدراهم و المناصب؛ تأخذون ببعض الكتاب و تعرضون عن بعض؛
    وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ.القدس سرقت بمن فيها و ما عليها و ابن سلمان ينفق اموال الحجاج و خيرات المسلمين لترامب اللعين. حسبنا الله و نعم الوكيل

  • حفيد ابن تاشفين
    الثلاثاء 12 دجنبر 2017 - 14:50

    من العيب علي من يدعي أنه من بلادشنقيط لاأقول عالما أن تكون مواقف البابا فرانسيس والأنبا القبطي أفضل منه ويكفي هاذ حسبنا الله ونعم الوكيل
    عاش الملك رئيس لجنةالقدس فك الله أسرها من الصهاينة

  • مواطن عربي
    الثلاثاء 12 دجنبر 2017 - 21:23

    ليس العيب الوقوع في الخطا و لكن العيب الاصرار على هذا الخطا فهؤلاء انهم ادرى بسيرة المطفى صلى الله عليه و سلم و الخلفاء الراشدين فمثل كلام هؤلاء هو كلام المنهزمين فالحوار مع من مع من يضرب عرض الحاءط الشرعية الدولية على علتها فهناك فرق بين الدعوة الى الحوار من موقع قوة و بين الدعوة اليه او بالاحرى استجداء الحوار من موقع ضعف ففي الوقت الذي يستجدي هؤلاء الحوار من اسراءيل يغلقونه في وجه ايران في نفس الوقت اولم يتابع هؤلاء كيف كانت كلمة نتانياهو في البرلمان الاوروبي و ما فيها من جعرفة و الاحساس بالقوة و الانتصار في حين يردد هؤلاء نفس الاسطوانة من قبيل الحوار الوسطية الشرعية الدولية حوار الاديان فموقف بعض الغرب الكافر و العلماني في نظر علماءنا الاجلاء افظل من بعض من يعتبرون انفسهم حراس العقيدة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس