المرابط: النمط الحضاري الحديث أضرّ التنوع الثقافي بزرع "الواحدية"

المرابط: النمط الحضاري الحديث أضرّ التنوع الثقافي  بزرع "الواحدية"
السبت 28 يوليوز 2018 - 02:00

إذا كان التنوع حتميا ومَحلَّ اتفاق، فكيف يمكن تسويغ الاختلاف حوله، من مديحه إلى التقية منه وتحقيق الوحدة؟، ولماذا يُعتبر التنوع في فضاءات معينة فتيلا يشعل الأزمات، وفي أخرى لبنة تبنى بها الحضارات ورافعة تبنى بها المجتمعات؟

بهذيْن السؤالين وأسئلة أخرى، ارتأى مصطفى المرابط، رئيس مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني، أن يستهلَّ الكلمة التي ألقاها في افتتاح أشغال الجامعة الصيفية، التي يُنظمها المركز بالعاصمة الرباط، في موضوع “التعدد الثقافي وتحديات بناء المجتمعات: العوائق والفرص”.

وقال المرابط إنّ قضية التعدد والتنوع الثقافي، وإنْ كانت مطروحة في ساحة النقاش منذ زمن غير يسير، إلا أنها تظل ذات راهنية وحساسية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مبرزا أنها بقدر ما تفتح رهانات وآفاقا، بقدر ما تفتح باب المخاطر والأزمات.

وأوضح رئيس مركز مغارب أنّ الأهم ليس هو التعدد في حد ذاته، بل السياق الذي يتبلور فيه؛ فإذا كان التعدد، يضيف المرابط، تحصيلَ حاصل باعتباره طبيعةً مرتبطة بالظاهرة الإنسانية، فإنّ السياق هو الرَّحم الذي يستقبله، فيوجّهه إما في اتجاه البناء أو التدمير.

وتوقف المرابط عند إحدى أبرز إشكاليات العصر الحديث، وهي النظرة إلى الآخر، قائلا إنّه ليس خصما، بل وجوده ضروري لأنّ “الأنا” لا تتجلى إلا بوجود “الآخر”؛ وذكّر بمثل إفريقي يقول: “لا يمكن للرسام أن يرسم بالأبيض على الأبيض، أو بالأسود على الأسود”.

واستطرد شارحا المغزى قائلا: “لا يمكن للأنا أن تتجلى إلا عبر الآخر المختلف، الذي لا يمكن أن يكون خصما، بل هو ضروري لأنه يمثل الخلفية البيضا التي تتجلى فيها خطوط الريشة السوداء، أو الخلفية السوداء التي تتجلى فيها خطوط الريشة البيضاء”.

وفسّر المرابط الخوف الذي يعتري الأنا من الآخر، بكون الآخر تتجلى فيه للأنا نواقصها، ولإخفاء تلك النواقص تعمل على إخفاء الآخر وطمسه، لأنها ترى فيه تهديدا لوجودها، وإن كانت تعلم أنها لن توجد إلا بدونه.

وانتقد المرابط النمط الحضاري الحديث، الذي ينزع نحو “الواحدية”، مشيرا إلى أن هذا النزوع كلّف الإنسانية باهظا، بمحاولة صياغة العالم على نمط ونموذج معيّن، وهو ما أدّى إلى نقص التعدد والتنوع الثقافي، يضيف رئيس مركز مغارب.

‫تعليقات الزوار

7
  • مصطفى الطنجي
    السبت 28 يوليوز 2018 - 04:14

    لا يحصل التعدد والإختلاف إلا في المجتمعات التي يتحقق فيها العلم والفن والحرية قانونا وعرفا أما المجتمعات العربية لا زالت تعيش داخل كهوف الإستبداد.

  • samir
    السبت 28 يوليوز 2018 - 07:52

    وفسّر المرابط الخوف الذي يعتري الأنا من الآخر، بكون الآخر تتجلى فيه للأنا نواقصها، ولإخفاء تلك النواقص تعمل على إخفاء الآخر وطمسه، لأنها ترى فيه تهديدا لوجودها، وإن كانت تعلم أنها لن توجد إلا بدونه.

    اعتقد ان المحرر يقصد ان يكتب

    وفسّر المرابط الخوف الذي يعتري الأنا من الآخر، بكون الآخر تتجلى فيه للأنا نواقصها، ولإخفاء تلك النواقص تعمل على إخفاء الآخر وطمسه، لأنها ترى فيه تهديدا لوجودها، وإن كانت تعلم أنها لن توجد إلا بوجوده اي الاخر.

  • طلائعي
    السبت 28 يوليوز 2018 - 11:41

    اعتقد ان كل كلام يصدر عن شخص او هيئة لا تبقى وفية لمرجعيتها ومحترمة لمبادئها والغوص في إعادة صناعة مفردات وكلمات قديمة في حلة جديدة وتسويقها للقراء في إطار تجارة الحروف لإخفاء كل التحولات والانتكاسات التي صاحبت الشخص او الهيئة .
    اننا في حاجة اليوم إلى طبقة مثقفة ملتزمة بمرجعيتها ايا كانت وبمبادئها تعمل على بناء مشروع مجتمعي تتكامل فيه كل الرؤى والجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية بعيدا عن البناء المفكك الذي شتت شمل المجتمع وتمخضت عنه ظواهر تنزع نحو العنف والانفصال والتمرد على كل شيء ……

  • سؤال الأخلاق
    السبت 28 يوليوز 2018 - 13:38

    إن سؤال الأخلاق داخل المنظومة الثقافية صار مطلبا ملحا قبل أي وقت مضى ؟ ذلك بأن أي حديث عن تحول سؤال الأخلاق إلى مجرد عبث فكري يراد منه إضفاء شرعية على الثقافة بمختلف روافدها هو حديث لا طائل من وراءه. على اعتبار أن جل مراكز البحث افتقدت لسؤال الأخلاق، صارت مسرحا لانفلاتها و حادت عن أهدافها الحقيقية. بات الغث فيها سمينا و السمين غثا.
    صار النقاش الفكري الجاد مفتقدا لسؤال الأخلاق ؟
    نفتقد للمثقف الرباني الحق؛ الذي تمتد إضاءاته الفكرية إلى كل مثقف حق.

  • رضوان
    السبت 28 يوليوز 2018 - 13:57

    الواحدية…امنين اجبد هده الكلمة…!!! واش كتعني individialisme يعني مرحلة فوق الحرية؟؟؟ او الواحد القهار…لمادا نعدب انفسنا ونجلدها…الاوروبيين سلكلو جميع الطرق وشرحوا كل شيء و انتم كلكم تلبسون لباس الاوروبيين…ارحموا انفسكم وارحمو الغير راه كلشي معروف!

  • بلاد موراكش
    السبت 28 يوليوز 2018 - 15:20

    اللغة الواحدة و الدين الواحد و الجغرافية الواحدة من مرتكزات الانظمة اليعقوبية و الفكر البعثي القومجي الشوفيني بنسمة اشتراكية عفلقية …. التيار الذي خرب أمما من بينها أمتنا المغربية … فها نحن نعيش ويلات تعريب التعليم والحياة العامة و كدلك طمس الهوية الوطنية و خندقة بلدنا في مشاكل في غنى عنها ,,,, و الاختلاف عندهم منبوذ و حرام و يعتبرونه عنصرية و تفرقة و شوفبنبة تبا لهم ….

  • مواطن
    الخميس 2 غشت 2018 - 22:40

    لا وحدانية الا لله خالق السماواتوالارص ومن فيهن وما بيهن.
    الا ان بعض دوي النفود المتغطرسين المنافقين ابوا الا ان يجعلوا من المغرب بلدا
    موحدا لغويا وجعل اللغة العربيةاللغة الوحيدة للبلاد ناسين اوتناسوا ان الدستور
    المغربي ينص على ان الامازيغية والعربية
    لغتان رسميتان للمغرب واكثر استفزازا للامازيغ يسمون المغرب بالبلد العربي
    وان كانت اللغة هي من توحد البلدان
    فلماذا هذ التمزف بين الدول التي هي اصلا
    عربية ولماذ لم ينجح مشروع وحدة الوطن
    العربي و العرب .
    فاستغرب من وزير حقوق الانسان سابقا
    و مجلسه الذي لم ينصف اللغة الامازيغية
    وارجع قوانين تعليمبها الى الصفر.
    ضاربين بعرض الحاءط بند من بنودالدستور
    ماذا يعني هذا التراجع المهول اليس
    احتقارا للامازيغ.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس