"ميثاق مراكش" يثير انقساما سياسيا واجتماعيا في بلدان أوروبية

"ميثاق مراكش" يثير انقساما سياسيا واجتماعيا في بلدان أوروبية
الثلاثاء 11 دجنبر 2018 - 05:00

حالة انقسام مجتمعي وسياسي تعيشه العديد من البلدان الأوروبية بخصوص الميثاق الأممي حول الهجرة، الذي صودق عليه أمس الإثنين بمراكش؛ إذ تسبب في تعديلات حكومية في بلجيكا، وعمق أزمة “السترات الصفراء” في فرنسا، وأنتج كثيرا من التعليقات القادمة من مختلف البلدان المُستقبلة للتدفقات البشرية، تتقدمها الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا.

الأزمة وإن كانت بادية بشكل واضح في بلجيكا بعد انسحاب الحزب الوطني الفلمنكي من الحكومة احتجاجا على قرارها بالموافقة على الميثاق الأممي للهجرة، فإنها تشكل وقودا تعبويا كذلك لجزء واسع من حركة “السترات الصفراء” في فرنسا التي ظلت مرددة لشعارات رافضة للميثاق، ومطالبة الرئيس ماكرون بالبقاء داخل قصر الإليزيه لحل الأزمة التي تسببت فيها السياسات الحكومية المتتالية.

وفي مقابل هذه التصدعات التي نتجت عن ميثاق مراكش، استقطبت عاصمة النخيل قيادات العديد من الدول المصادقة على مخرجاته؛ فقد حلت بالمغرب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وكذا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في حين اتجهت الولايات المتحدة الأمريكية إلى خيار المقاطعة، خصوصا في ظل الأوضاع الهشة التي تعيشها في علاقتها بالمهاجرين المكسيكيين وتلويح ترامب على الدوام بإغلاق كافة منافذ دخولهم.

وفي هذا الصدد، يرى عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، أن “الميثاق العالمي للهجرة المصادق عليه، يعد أول وثيقة من نوعها، وهي نقلة نوعية بالتأكيد من أجل تعزيز التعاون الدولي في سبيل ضمان هجرة آمنة ومنظمة، ويبدو أنه انعكاس وتتويج لتفاعل أممي إيجابي مع موجات الهجرة التي بات يعرفها العالم، سواء كهجرة اقتصادية أو هجرة أمنية من بؤر التوتر”.

وأضاف الخضري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المقترحات الثلاثة والعشرين، المتَضمنة في الميثاق، تهدف إلى الحد من المخاطر التي يواجهها المهاجرون عبر رحلاتهم، سواء نحو أوروبا أو نحو أميركا، لكن تصاعد الأصوات الرافضة للميثاق يهدد بشكل جدي تنزيله، حيث يرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى تنامي التيار اليميني بمختلف الدول الأوروبية والغربية المناهضة لاستقبال المهاجرين، فضلا عن المخاوف الشعبية المتزايدة في دول الاستقبال، التي تعتبر المهاجرين تحديا أمنيا وتهديدا اقتصاديا واجتماعيا لكياناتها الوطنية ولتلاحمها وانسجامها القيمي والوطني”.

وأوضح الفاعل الحقوقي أن “اللقاء الأممي بمراكش سبقه انسحاب إيطاليا وأستراليا وسويسرا والنمسا وغيرها من الدول، وبالتالي تقلص عدد الدول المشاركة في اللقاء السابق بنيويورك، الذي بلغ نحو 190 دولة، حيث عبر أقل من الثلث عن استعدادهم لحضور لقاء مراكش، وهو ما يضع تحديا حقيقيا أمام جهود الأمم المتحدة”.

وأردف الخضري أنه “من الناحية الاستراتيجية، فالميثاق يتعاطى مع الهجرة كأمر واقع ومستدام، وما ينبغي فعله هو تدبير التدفقات البشرية على نحو إنساني وقانوني يراعي حقوق المهاجرين واللاجئين الأساسية، وفي آن واحد يحمي السيادة الوطنية للدول المستقبلة”، مستدركا بأن “هذا لا يعفي من المساءلة حول جدوى مبادرات الأمم المتحدة، إذا ما ولينا الوجه نحو الجانب القاتم من ممارسات الدول المتقدمة في حق شعوب الدول النامية، حيث تزدهر تجارة وتدفق الأسلحة وإثارة النعرات المؤدية إلى نشوب الحروب داخل الشعوب المقهورة، ونهب ثرواتها، ودعم الحكام الفاسدين والمستبدين”.

وزاد الخبير موضحا بخصوص ظاهرة الهجرة: “يمكن اعتبارها أزمة عالمية وظاهرة غير صحية بامتياز، نتيجة ممارسات بعض الأنظمة وسياساتها القائمة، وهو ما يحتاج إلى دراسة ومعالجة على المديين المتوسط والطويل، بما يمكن من إثارة القضايا الحقيقية المرتبطة بحق الشعوب في الديمقراطية وحقوق الإنسان، وحقهم في التنمية المنصفة، والتوزيع العادل للثروات، وصناعة مبادرات قوية للضغط في هذا الاتجاه، وآنذاك، بالتأكيد ستتقلص الهجرة غير النظامية، وستتطور الهجرة النافعة والإيجابية”.

‫تعليقات الزوار

8
  • aljassSasat
    الثلاثاء 11 دجنبر 2018 - 05:37

    عدم مشاركة اكثر الدول دليل قاطع على معرفتها بعدم اهمية هذا المؤتمر و لا بمكان انعقاده ، و هي بذالك عكس المجتمعات التابعة التي توافق على كل البنوذ ،نجد الدول ذات الوزن السياسي و الاقتصادي تمتلك حرية المقاطعة و عدم الاكتراث لمثل هته المؤتمرات الشفوية التافهة فهي لا تعدو كونها بروباغاندا اشهارية سياحية من كونها مؤتمرا حقيقيا… (الناس عايقين بكم ..)

  • Iron maiden
    الثلاثاء 11 دجنبر 2018 - 06:18

    المغرب يحشر انفه فيما لا يعنيه ،،فمسؤولينا لا تهمهم مصلحة المغاربة قدرما تهمهم مصالح املائات اسيادهم من الغرب ،،.كفى من لعب دور شرطي اوروبا دعوا الأفارقة وشأنهم ،اهتموا بهموم المواطن المغربي ##

  • FOUZIA ALLAHBI
    الثلاثاء 11 دجنبر 2018 - 06:21

    ادماج افارقة من جنسيات مختلفة في شعب فقير وجائع ومهمش يعد من اكبر الحماقات السياسية الكبرى والخطيرة التي يعرفها تاريخ الشعب المغربي …الهذف من هذه الهجرة هو تدجين الشعب المغربي والتمكن منه تحت إلى الأبد تحت مبدأ "سياسة التحكم" كما يمكن استعمال الافارقة في اليوم الاسود كما فعلها القذافي مع شعبه …عوض ان يهتموا بالشعب المغربي الذي يعاني في صمت مرير فهم يبحثون له عن مشاكل اخرى لاغراقه والقضاء عليه…عجيب شعب يعاني الفقر والجوع وتعليم ضعيف ومستشفيات عبارة عن اطلال وإجرام وبطالة ومشاكل إجتاعية أخرى بدون حلول…وو…. في عز هذه الازمات يريدون ادماج الافارقة من جنسيات مختلفة ياا من مفارقة عجيبة …. ..باختصار شديد انهم يمارسون سياسة اللعب واللهو والمرح وضياع الزيد من الوقت في اشياء تافهة تزيد الضرر بشعب مغربي عظيم يعاني في صمت مرير …..راه ممسوكينش.

  • مهاجر
    الثلاثاء 11 دجنبر 2018 - 06:27

    الحل بسيط على الحكام والمسؤولين ان يتوقفوا على نهب ثروات شعوبهم وان تقسم بالعدل و يكفي ماتعيشه بلدانهم من مشاكل في الغلاء والبطالة من حق شعوب أوروبا ان يفكروا غي ابناءهم ومستقبلهم وثقفتتهم وانا مغربية صدد وفود الافارقة او غيرهم الى المغرب نحن أبناءنا يعيشون الفقر والمرض والتشرد اغلب الشباب لا يتوفر على العمل والسكن لوحده لدا هو لا يفكر في الزواج والاستقرار فكروا في ابناءنا وبلدنا ان استمر الوضع هكدا فستضيع ثقافتنا وستنذثر هويتنا وديننا انا لست عنصرية ولكن ابناءي وبادي هم الاول من أراد ان يفتح هدا البلد عليه اولا ان يستفتي مع شعبة ولا للمهاجرين الغير الشرعيين اعفوا الخدود وتوجهي كل مهاجر غير شرعي الى بلده يكفي استهتار بأمن بلدنا يكفي مانحن عليه من عدم الاستقرار من المحرمين والمشرملين الدين يهددون سلامة المواطن كفى مِم سرقت ثروات الشعب وسرقت أموال الدولة اتقوا الله في ابناء هدا الوطن وفِي عدا البلد. ارجو النشر هسبريس

  • المغربي
    الثلاثاء 11 دجنبر 2018 - 07:04

    هذه شعوب واعية تعرف ما سيجلبه هذا الميثاق من خراب

    رفض هذا الاتفاق من عدمه مؤشر واضح على مدى استقلالية القرار وتمثيلية الحكومات لمصالح شعوبها

  • الحقيقة الضائعة
    الثلاثاء 11 دجنبر 2018 - 07:06

    الميثاق العالمي للهجرة أكذوبة الحل هو وجود تنمية وديموقراطية حقيقية داخل الدول الأفريقية والنامية وحتى الخليجية. وابتعاد الدول المتقدمة أو المستعمر على نهب خيرات وثرواة هده الدول.كونوا على يقين فالسنوات القادمة بسبب العولمة لن يجد الاروبيون شغل لمواطنيهم.

  • Facebook
    الثلاثاء 11 دجنبر 2018 - 07:51

    اجتماع فاشل منذ البداية بجميع المقاييس غابت فرنسا إيطاليا امريكا أستراليا سويسرا النمسا……
    يعني تم نفخه فقط يا سلام مأدبة غداء على شرف الحاضرين من جلالته والشعب كيموت بالجوع والبرد في الجبال والارياف وحتى المدن

  • ولد حميدو
    الثلاثاء 11 دجنبر 2018 - 09:21

    المؤتمر من تنظيم الأمم المتحدة اما عدم حضور بعض الدول فهي تابعة لأمريكا و رغم دلك فأكثر من الثلثين صادقوا على الميثاق و ليس كما جاء في الخبر اعلاه و ربما بعض الدول ستغير موقفها عند التصويت عليه في الأمم المتحدة ادا تمت ضغوطات من ترامب فبعض الدول لو طالبها بالزحف على بطونها فلن تتردد في دلك فالمانيا وحدها من أوربا من بقي فيها شيء من النفس كما نقول

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات