“زهور المغرب شمال الأطلسي: تحديدات واستعمالات”، كتاب للباحث الفرنسي في البيولوجيا فرانسيس كولان، يعدّد فيه حوالي 250 زهرة موجودة في المنطقة الشمالية للمملكة بين مدينتي طنجة وسيدي إفني، ويصنّف، في ما يشبه المعجم، أسماءها بالعربية والأمازيغية والإنجليزية والإسبانية واللاتينية، فضلا عن الفرنسية، ويصفها ويحدد الأماكن التي تزهر فيها.
علاقة الباحث الفرنسي مع الزهور المغربية، حسب الكتاب، بدأت خلال فترة تدريسه بالمغرب بين سنتي 1977 و1983، ثم عمل على التفرغ للبحث فيها بعد تقاعده؛ إذ استكمل تصويره للزهور، وتجميعه أوصافَها واستعمالاتها التقليدية، وجدّد معلوماته حولها إلى حدود سنة 2017 سنة إتمامه هذا الكتابَ الذي نشر في السنة الجارية 2018 عن مؤسسة حدائق ماجوريل بمراكش.
كتاب “Fleurs du Maroc” مساهمة مفيدة في تعميم التنوع الحيوي النباتي في المغرب الأطلسي، حسب أحمد أوحمو، الأستاذ الباحث بجامعة القاضي عياض بمراكش، الذي قدّم للكتاب، وعملٌ استفاد فيه الباحث الفرنسي من وضعيته كأستاذ مساعد للبيولوجيا بمدينتي الرباط والدار البيضاء، وعرف عبر خبرته البيداغوجية كيف ينقل هذا الغنى النباتي بطريقة بسيطة وموثقة بصريا بشكل جيد، تستند أساسا إلى ألوان الزهور.
فهرسة للطبيعة
يستهل فرانسيس كولان كتابه بدليل يوضّح فيه للقارئ كيفية استعمال كتابه، فيضعه أولا في سياق تسمية هذه الزهور التي تطغى عليها غالبا “الأسماء العامية بلغة البلد”، مع تغيرات في التسمية من منطقة مغربية إلى أخرى.
ويذكّر الكاتب قُرّاء كتابه بأن علماء النبات قد صنّفوا الزهور حسب تشابهاتها، في تصنيف خطي يستند إلى معايير شكلية، ثم اعتمدوا تصنيفا جديدا في السنوات الممتدة بين 1988 و2016 ينبني على معايير وراثية، وهو ما لا يحضر في الكتاب الذي اختارَ الارتكاز في تصنيفه للزهور المغربية على معيار انتماء كل نبتة من هاته النباتات إلى عائلة معيَّنة.
ويحدد الكاتب أيضا الأوقات التي تزهر فيها هذه الزهور حسب كل منطقة، ويصفها بطريقة مبسطة مشيرا إلى أماكن وجودها حتى يسهل تحديدها، كما يوضح مدى سُمّيَّتِها وأعراض التسمم بها، إضافة إلى الاستعمالات التقليدية لهذه الزهور، مثل الاستشفاء الذي مازالت ساكنة المناطق القروية وفية له. كما يحذر من الاختفاء المستمر للمناطق الطبيعية الغنية بالأعشاب البرية داخل المملكة، ومن الاختفاء التام لبعض الأنواع النباتية في حالة عدم اتخاذ إجراءات تحميها.
غنى طبيعي
يجول كتاب “زهور المغرب”، لطيفِ الملمسِ وحسن المنظرِ لغناه بصور الزهور متعددة الألوان والأشكال، بقارئه، غير المتخصص، بين نباتات المغرب التي يعرف بعضَها ويجهل جُلَّها؛ فمن شقائق النعمان، والنرجس، والحرمل، والأقحوان، إلى “حرير الذيب” ورديِّ اللون، و”نورت الما” عذب المنظر، و”إركل” الأبيض الذي يسُرُّ ناظِرَه.
هذا الكتاب الذي يغري قارئه في البداية باقتنائه ليكون معجما يوضع على الرف لِيُعاد في فترات متباعدة، يجدُ متصفّحُه نفسَهُ خائضا رحلة في جمال المخلوقات وكمالها، وفي بديع ألوانها الحمراء والصفراء والبنفسجية والخضراء والبيضاء بياضَ الثلج الذي لا تشوبه شائبة.
وتعين أقسام الكتاب، التي رُتِّبت ترتيبا لونيّا، على إمعان النظر في بديع خلق نباتاتٍ تشاركنا العيش في هذه البقعة المتموقعة في شمال غرب إفريقيا، ولا نلقي لها بالا أحيانا ولا نوليها الاهتمام الكافي في أحايين أخرى. كما ندرك عند التجول بين هذه الصور وشروحاتها الغنى الطبيعي لهذه المنطقة، وغناها الثقافي أيضا المتجلي في اختلاف تسميات الزهور باختلاف الأماكن التي أينعت بها.
فعلا المغرب جنة فرنسا … وجل إفريقيا طيعا… فهي اساس بناء فرنسا
المغرب بلد رائع لكن فرنسا دمرته باستعمارها. وتركت وارئها بيادقها يصولون ويجولون ويفسدون. …فياريت لو ترك المغرب للشعب والملك كان سيكون رائعا وعظيما
تحية وإجلال للباحث الفرنسي على هذا المرجع-المعجم…
ليعلم بعض السلبيين الذين يطلقون العنان لتعليقاتهم العنصرية المسمومة أن أغلب الدراسات العلمية المعمقة للمكونات الإحيائية والتنوع البيولوجي والجيولوجي وغيرها قد أنجزها علماء وأساتذة مختصين أجانب وخير مثال العمل الجبار الذي قام به عالم النباتات الفرنسي René MAIRE وهو موسوعة ضخمة حول مجموع نباتات شمال إفريقيا (16 مجلد – 10566 صفحة) هذه الموسوعة التي أصبحت مرجعا لكل الباحثين في هذا المجال..
وقد أشار هذا العالم إلى أن المغرب يتميز عن باقي بلدان المغرب العربي بسطوح مزهرة متميزة .
نظرا لاعتباره جيولوجيا امتدادا لشبه الجزيرة الإيبيرية خلال (حقبة البليوسين 5ملايين سنة)….
On ne trouve que des étrangers qui font des recherches sur nos ressources naturel et humaine, soit par curiosité ou parce qu'ils aiment notre pays après un long séjour, ou sont alors nos chercheurs et professeurs…je n'ai pas encore trouver une réponse
في الواقع يجب علينا ان نشكر هذا الباحث عن دراستيه لانواع الازهار في بلدنا المغرب . شكرا.
وماذا عن اشجار المغرب والاجرام البيءي الذي يرتكب عليها يوميا وتعويضيها بالنخيل. لا لانخلة المغرب.