باحث ألماني يربط مفهوم "الإسلام الإفريقي" بالاستعمار الأوروبي

باحث ألماني يربط مفهوم "الإسلام الإفريقي" بالاستعمار الأوروبي
الجمعة 25 يناير 2019 - 01:00

نفى رومان لواميير، أنثروبولوجي من جامعة غوتنغن بألمانيا، وجود “إسلام إفريقي”، ووصفه بـ”المفهوم الخاطئ تماما”، مضيفا أنّ هناك إسلاما واحدا وتقاليد عدّة لعيش الإسلام في إفريقيا وآسيا ومناطق أخرى.

المتخصّص في أنثروبولوجيا الإسلام ربط في محاضرته التي ألقاها بأكاديمية المملكة المغربية، الخميس، انطلاق فكرة وجود “إسلام إفريقي” بـ”الاستعمار الأوروبي الذي أراد التفريق بين “الإسلام الأسود”، الأكثر تسامحا وغير الأرثودوكسي، و”الإسلام العربي” الذي يمثّل عكس ذلك”، وزاد: “إفريقيا كقارة أكبر بكثير من أن تحتوي على تفسير واحد للإسلام”.

وتحدّث الأنثروبولوجي الألماني عن تعدّد قراءات وتبيِيئات الإسلام، واستشهد بقِدم الإسلام في السنغال وعدم عراقته في أوغندا، مضيفا أن “أسْلَمَة بلاد السودان أخذت ألف سنة حتى نَضُجَ الناس”، وأن “تحوّل بعض قاطني هذه البلاد إلى الإسلام لم يتمّ إلا في القرنين 18 و19 الميلاديين”.

ونفى لواميير صحّة “انتقال الإسلام بالعنف”، موضّحا أن مسار “الأسلمة” كان سلميّا في العديد من مناطق إفريقيا، مقدّما أمثلة بـ”انتقال الإسلام في الغابات الاستوائية شيئا فشيئا بسلام عن طريق المقايِضِين والعلماء”، والمسار الطويل للتغيير الديني في الصومال، ثم تحدّث عن اختلاف تجارب “العيش المشترك مع المسيحية واليهودية والديانات الإفريقية”، وتأثير ذلك على الإسلام في إثيوبيا، عكس السنغال وأوغندا اللذين لم يكن لهما تماس مع المسيحية.

وحدّد الأنثروبولوجي “القوى الأساسية الثلاث لانتشار الإسلام” في التبادل التجاري، وطلب العلم بالقاهرة، والمغرب، والهند، ومكة وتونس، والعديد من المراكز الأخرى للتعليم الإسلامي، والحج، بمعنى الرحلات الطويلة التي لا تقتصر على الحج إلى مكّة فقط بل تشمل دمشق ومصر أيضا..إلى جانب زيارة أماكن الصلحاء”.

ونفى المتحدّث وجود “إسلام مقابل مسيحية بإفريقيا”، بل هناك “تقاليد إسلامية عديدة وتقاليد مسيحية عديدة أمام بعضها البعض”، مذكّرا بأن المنطقة التي تسمّى السودان اليوم شهدت وجود ممالك مسيحية، وبكون التاريخ المسيحي العريق لإثيوبيا أقدم من كثير من الدول الأوروبية.

وفي معرض حديثه عن التجارب الإفريقية للدّخول في الإسلام استحضر لواميير مدينة “كيب تاون” وأهميّتها في تطور المعرفة الإسلامية بإفريقيا وغيرها، مضيفا أنه “في الغالب نساؤها من تحولن إلى الإسلام لأن الرجال المسلمين لم يشربوا الخمر، وهو ما يعني دخولَهُنّ في علاقات آمنة“، ثم استدرك بأن “كيب تاون كانت مدينة مسلمة إلى حدود القرن 19، ولكن الوجود الإسلامي فيها تقلّص بفعل الهجرة إليها”.

وتحدّث الأنثروبولوجي الألماني عن التأثير الكبير لأماكن اللقاء في مكة، والقاهرة، وتونس، وفاس على المسلمين في إفريقيا، وزاد أن مكة لم تكن وحدها مكان التقاء المسلمين من مختلف أنحاء العالم من أجل تبادل الأفكار، بل هناك تقاليد طلب العلم ببلاد المغرب في جامع القرويين بفاس، وجامع الزيتونة بتونس، والقاهرة التي جذبت طلبة من مختلف نواحي العالم الإسلامي، فضلا عن كونها إذاك مركزا مهما للتجارة.

‫تعليقات الزوار

6
  • هدا صحيح
    الجمعة 25 يناير 2019 - 01:42

    الاسلام افريقي انتشر بشكل هام ابان استعمار الاروبي على سبيل المثال المغرب انتشر فيه لسلام بشكل كبير خلال استعمار اسباني وفرنسي وقبل دالك لم يكن لسلام منتشرا بشكل ملحوظ في المغرب.

  • السي سعيد
    الجمعة 25 يناير 2019 - 07:16

    مقال قمة في الروعة فالهيس بريس جابت شي حاجة فيها الفايدة.
    الاسلام الافريقي. مصطلح جديد يريدون إدخاله إلى القاموس. السلف كانو يسمون التآليف بأصحابها مثل صحيح فلان أو تفسير فلان ولا يعمومون هكذا…… كأننا نسمع صحيح البخاري في اسلام أفغانستان .
    أو فقه مالك في إسلام الحجاز أو تفسير ابن حجر في إسلام مصر…. وهذا المفهوم هو لتشتيت الحق ليس إلا.
    الإسلام حق والحق واحد ثابت لا يتغير….
    تمنيت لو كنت حاضرا وأتيحت لي فرصة النقاش مع الضيف والأستاذ الألماني لأفهم جيدا مقصوده بهذا المصطلح.
    ولا تنسوا ساركوزي عندما قال نريد إسلاما فرنسيا لا نريد غيره… أي الأمور الدينية نأخذ منها ما يفيدنا ونترك ما يعارضنا

    ومن عادتي أن أقرأ تعاليق القراء ولا أعلق.
    إلا أن المغاربة ديانا الله يهديهم ما يعلقوش غير على التفاهات والسياسة الخاوية الي ما عدهومش حتى نصيب فيها.
    الله يهدي ما خلق.

  • Fofo
    الجمعة 25 يناير 2019 - 09:54

    اودي لم أفهم شيء اسلام عربي أمريكي مغربي إرهابي صدعتو الوقت كاين اسلام واحد اوكاين لوبيات تستررزق من قلب المفاهيم . مليون مرة اقولها الإسلام هو العدل وإعطاء الحقوق للاخر اي الديمقراطية

  • ملاحظ مغربي
    الجمعة 25 يناير 2019 - 11:57

    تخلف المسلمين وتقدم الغربيين والصينيين واليابانيين وغيرهم من الامم المتقدمة فكريا وعلميا جعل من دينهم وهويتهم مجال استصغار وتطرف عند هولاء القوم .

  • sifao
    الجمعة 25 يناير 2019 - 13:39

    محاضرة اعلامية اكثر منها اكاديمية ، تفتقر الى ادنى شروط الموضوعية التي يجب ان يتسم بها البحث الاكاديمي ، اضفاء طابع اسلامي على مدينة او دولة لا يتحدد بعدد المعتنقين للاسلام من سكانها وانما بالقوانين التي تنظم العلاقات العامة فيها ، هل مستمدة من الشريعة ام لا ؟ الانتروبولوجيا منهج علمي لاستقصاء الحقائق وليس اسلوبا للتضليل

  • جميل
    الجمعة 25 يناير 2019 - 14:03

    أوليس هذا الانتروبولوجي يحاول إدخال اسلام اخر الى العالم كما فعل اسلافه..هيهات هيهات فالدين واحد و بيِن.. ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون).. مهما فعلتم فسيبقى ديننا واحدا بإذن الخالق جل جلاله..

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة